حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
فيه بيننا طفل ماينفعش أربيه وأوجهه وأنا طول الوقت مش عارفة أقول رأيي وفي اللي فوق دماغي يقول اعملي وما تعمليش ومحسسني اني فاقدة الأهلية!...
همت رشا بمقاطعتها فأسكتتها هبة رافعة يدها وقد علمت ما الذي تريد قوله
من غير ما تقولي أمجد بيحبني أنا متأكدة لكن دا مش حب طبيعي أمجد عاوز يمتلك كل حاجه فيا.. قلبي ومشاعري وعقلي! عاوز يكون هو المحور الوحيد اللي حياتي كلها بتدور حواليه! عاوز اللي يقرره هو اللي يحصل وانا أبصم وراه على طول! تقدري تقوليلي جه مرة سألنى وقال لى ايه رأيك في اي شئ يخصنا ...لأ... كل حاجه هو اللي كان بياخد القرار فيها من غير اي اهتمام برأيي أنا والمفروض اني أنا شريكه معاه في القرار دا أنا الطرف التاني يا رشا! كتب الكتاب بالأمر الجواز بالأمر حتى لما افتكرت والذاكرة رجعت لي ما ادانيش مساحه انى ازعل واراجع نفسي وانا كنت متأكده انى هسامحه وارجع له لاني بحبه غير اني انا اتاكدت من كلامه.. بابا أكدهولى وانا عارفة امجد كويس .. امجد مش كداب ..لكن بدل ما يديني وقتي اني ازعل او حتى اغضب .... بردو اتعامل معايا بالامر المباشر.. انسي يا هبة ! لا.. انا آسفة.. انا مش روبوت بزراير يضغط على الزرار... أحب يضغط... أنسى! انا انسانه من لحم ودم ومشاعر...
بس ... بس بحبه .. وتعبانه... تعبانه اووي يا رشا من غيره انا مش عارفة اكمل حياتي وهو مش فيها لا انا قادرة اكمل ولا انا قادرة ارجع .. اعمل ايه يا رشا .. اعمل ايه
خلاص يا هبة يا حبيبتي كفاية حبيبتي ماتفكريش دلوقتي في أي حاجة المهم دلوقتي انك تخلي بالك كويس اوي من اللي في بطنك وتقوميلنا إن شاء الله بالسلامة لكن انا هقولك كلمة واحده بس.. حبكم دا خسارة انكم تضيعوه.. سواء بالامتلاك او بالعناد ...
نامت هبة قليلا بعد الغذاء والذي لم تتناول منه الا قليلا فيما ذهبت رشا الى معهد الحاسوب الألي حيث تدرس دورة مكثفة في احدث تقنيات برامج الحاسوب ..
معلهش يا روح ماما انت تعبت معايا اليومين دوول بس خلاص هانت يا قلبي انا دلوقتى في نص التامن يعني خلاص هانت ان شاء الله واووي كمان وهتشرف قريب وتنور لي حياتي كلها...
سمعت رنين جرس الباب فنهضت ببطء وهي تتأوه ممسكة بأسفل بطنها لبست خفها المنزلي ووضعت روبها عليها وتوجهت حيث باب الشقة وهى تضع يدها الأخرى أسفل ظهرها ممسدة إياه..
يعني كل مرة كدا يا رشا ! تنسي المفتاح.. وتكهربيني انا! انت حلالك تفضلي ملطوعه كدا شوية علشان تتعلمي الادب انت ...
وفتحت الباب فيما هى تتابع كلامها لتبتر حديثها بغتة فمن ظهر امامها لم يكن ابدا رشا بل كان ..... امجد ....!!
شهقت هبة دهشة من فرط المفاجأة واضعة يدها على فمها وقد تركت الباب مفتوحا ومكثت تنظر اليه فزعة فيما دخل هو واغلق الباب خلفه ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء
أزاحت يدها بعيدا عن فمها وأجابت بذهول وارتباك
أم .....أم .... أمجد ! انت ازاي...
قاطعها بسخرية خفيفة وهو ينظر اليها بعتب
ازاي عرفت عنوانك انا قولتلك يا هبة قبل كدا.. عمرك ما هتقدري تهربي مني! المسألة كانت مسألة وقت مش أكتر و...صبر! والصبر دا الفضل فيه لك انتي! لأنه كان لازم يكون عندى صبر طويل وانا بدور عليكي ... وهو دا اللي خلاني اتحمل الشهور اللي فاتت دي كلها ....
اعتدلت هبة في وقفتها وقالت بهدوء نوعا ما
ماشي يا امجد وأديك لاقتني تقدر تقولي ايه اللي يرضيك علشان نخلص من لعبة القط والفار دي لاني فعلا تعبت!
تقدم منها حتى وقف امامها على بعد انشات قليلة وأجاب وهو يميل عليها لينظر في عينيها هامسا بجدية وبقوة بينما نظرات عينيه يسودها العزم والإصرار
انتي!
طرفت بعينيها قليلا غير متأكدة مما فهمته ثم أعادت كلمته باستهجان
أنا! ازاي يعني
مد يديه قابضا على ذراعيها مقتربا بوجهه منها حتى لقد لفحت أنفاسه الساخنة بشړة وجهها الحليبية بينما ينظر الى عينيها بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها وتعالت دقات قلبها خوفا و...شوقا! تحدث بقوة هاتفا
عاوز مراتي وابني!
وكأن عبارته قد قطعت الخيط السحري الذي كان يربطها به فابعدت يديه عن ذراعيها وادارت له ظهرها وهى تقول
للاسف يا امجد ماعادشي ينفع! ف
رفع يديه قابضا برفق على كتفيها وهو يقول بهدوء بلهجة من يقرر أمرا واقعا لا سبيل للنقاش فيه
للاسف يا هبة دا الشئ الوحيد اللي يرضيني ومش عاوز غيره ابدااا...
نفضت هبة كتفيها لتسقط يديه والتفتت اليه وهي تهتف پغضب صاړخة
كل حاجه انت .. انت .... انت ...انت عاوز .. انت اللي يرضيك ....وانا... أنا فيين انا فين يا امجد انا ايه بالنسبة لك
صمتت فجأة عندما شعرت بعودة التقلصات في بطنها ولكنها لم تعرها بالا فيما سمعته يهتف مجيبا بحدة نوعا ما
انتي ايه بأه لسه ماتعرفيش انتي ايه يا هبة انتي كل شئ بالنسبة لي ..كل حاجة في حياتي انت مراتي و أم ابني انت اللي كنت مېت من غيرك بئالى اكتر من 5 شهور وانهارده بس.. رجعت لي الروح من تاني ايه.. زعلانه علشان بفرض عليكي رأيي اكيد لازم اجبرك كمان مش أفرض رأيي وبس لما احس ان روحى بتروح مني وان الشئ الوحيد اللي حسسني اني لسه عايش اللي هو حبك عاوزة تمنعيه عنى!.. لما أحس ان الانسانه الوحيدة اللي مليت عليا دنيتي كلها وخلتني احس بأحلى مشاعر عمري ما كنت أتصور انى أعيشها عاوزة تبعد عني! انا مش بس اجبرك... لأ! انا ممكن اعمل اي حاجة تتخيليها او ما تقدريش انك تتخيليها علشان ماتروحيش مني ...
التمعت عيناها بالدموع وهى تنظر اليه فيما اضطرت الى وضع يدها اسفل بطنها والاخرى لتمسد ظهرها وقالت پبكاء مكتوم
عمرك فكرت انك تسألني يمكن ما كناش مرينا بدا كله لو كنت فكرت انا رأيي ايه ولا عاوزة إيه!! لكن انت اتجاهلتني يا امجد وخلتني احس اني واحده جاهله او قاصر او عقلها فيه حاجه غلط بتجاهلك ليا ولمشاعري .. انا تعبت يا امجد تعبت ...
اقترب منها ومد يديه مترددا ليقبض على ذراعيها برفق وهو يقول برجاء حار غريب عنه
وانا كمان ...تعبت ... بصراحه محدش تعب أدي انا واللي متابعين معايا الرواية من الاول ماتخلصي يا ست هبة وتصالحيه وانت اهدى عنها شوية يا سي امجد اووف ما علينا نكمل اديني فرصة أخيرة يا قلب امجد وانا هتغير وافقى انك ترجعي لي لو مش علشانى... علشان ابننا اللي جاي في السكة بلاش اول ما يفتح عينيه يلاقي كل واحد مننا في ناحية.. انا لا يمكن أسيب ابني أبدا مستحيل!
قاطعته بحدة
وانا يستحيل اسيبه !!
قال بهدوء حان
خلاص يبقى ارجعيلي تاني انا مش بهدد يا هبة بس انا فعلا مش هسيبك ومش ممكن اسيبك ابداااا بإرادتك أو من غيرها هترجعيلي... قولي عليا مستبد ديكتاتور اللي انتي عاوزاه بس انا مش ممكن هتخلى عنك ابداا يا هبة ولا عن ابننا فهمتيني يا قلب أمجد
أجابت هبة وهى تغمض عينيها بينما الألم أسفل بطنها وظهرها يشتد وصوتها قد بدأ يضعف من قة هذه الآلآم آه ...
سارع بإحتضانها فرحا وهو يهتف مندهشا من سرعة استجابتها له
يا قلب امجد يا هبة حقيقي هترجعيلي بجد!
قالت وهى لا تزال مغمضة عينيها وقد بدأت نبرة صوتها تعلو قليلا
آه ...
لم ينتبه أمجد لنبرة صوتها التي بدأت تعلو من شدة سعادته لموافقتها على العودة اليه أبعدها عنه قليلا هاتفا بسعادة
هترجعي معايا بيتك انهارده يا قلب أمجد مش كدا ف
هتفت وهى تعض على شفتيها
آآآآه ...
قطب امجد جبينه بحيرة وهو يشعر ان هناك شيئ خاطئ لا يفهمه! قال في شك
في ايه يا هبة مالك
داهمتها موجة ألم قوية ففتحت عينيها واسعا و نظرت اليه ونظراتها تغشاها بالدموع وهى تعض على شفتيها بقوة مجيبة پألم شديد
انا ...انا تعبانه أووي يا امجد ..
هتف امجد بجزع
تعبانه تعبانه حاسة بإيه
نظرت اليه قليلا وهى تحاول سحب نفسا عميقا ثم تطلقه لعله يهدأ من حدة الألم قليلا كما سبق وأرشدها الطبيب
انا .. بيتهيألي اني ...اني ...اني هولد!!
نظر اليها بدهشة قائلا
طبعا هتولدي اومال هتوديه فين يعني
طالعته بسخط هاتفة بغيظ
امجد ركز.. انا اقصد اني انا هاولد... دلوقتي يا امجد !
لم تعلم هبة أتضحك ام تبكي حالما شاهدت وجه امجد ما ان أنهت عبارتها حيث فغر فمه واسعا ثم ارتبك ثم سار قليلا روحة وجيئة قبل أن يقف امامها وهو يهتف
بحدة وإرتباك
انتي مش المفروض في التامن لسه يبقى تولدي ازاي دلوقتي
أجابته بسخرية بالرغم من ألمها
امجد الولادة دي مش بقرار هي كمان منك! لما ابنك يحب ييجي مش هيستأذنك الاول! ولا انا هعمل حاجه مايصحش إني اعملها من غير ما أخد رأيك قبلها!! ايه تحب استأذنك الاول واقولك ممكن تحدد لي الوقت اللي يناسب حضرتك علشان أولد انت ....
بترت عبارتها فجأة محدقة بفزع الى أمجد وقد داهمتها موجة ألم شديد جعلها تصرخ هاتفة بصوت عال
امجد الحقني ..آآآآآآآآآآآآه ...
ووقعت بين ذراعيه حيث فوجئ ببركة مياه بين قدميها ....
الحلقة التاسعة عشر والأخيرة
وصل امجد و هبة الى المشفى اوقف امجد سيارته امام المشفى كيفما اتفق وترجل سريعا ليفتح الباب الخلفي