رواية قطه فى عرين الأسد بقلم بنوته اسمرة
المحتويات
الراجل مهتم بيكي
نظرت اليها مريم وقالت بعصبية
قصدك ايه بمهتم بيا
قالت مى بنبرة ذات معنى
مهتم بيكي يا مريم أشرحهالك ازاى يعنى .. وبعدين أشرف انسان محترم وكويس وابن حلال و
قاطعتها مريم پحده
مى لو سمحتى اسكتى .. مش حبه أبدا أتكلم فى الموضوع ده
نظرت اليها مى بأسى قائله
لحد امتى .. لحد امتى يا مريم
دخل طارق الى مكتب مراد المنهمك فى عمله قائلا
ها يا مراد مش هتمشى
قال مراد دون أن يرفع نظرة من الورق الذى أمامه
لأ .. لسه عندى شغل
طيب خد بريك طيب
الشغل كتير يا طارق
طيب خلاص براحتك أنا ماشى
ماشى سلام
سلام أشوفك بكرة
خرج طارق وترك مراد المنهمك فى عمله .. بعد لحظات دخلت السكرتيرة وقالت
رفع نظرها اليه قائلا پحده
ليه
قالت بتردد
يعني عندى حاجه مهمة
ايه هى الحاجه المهمة اللى أهم من شغلك
صمتت قليلا ثم قالت
بصراحة عيد ميلادى النهاردة وخارجه مع صحابي عايزين يحتفلوا بيا .. وأنا
اصلا خلصت كل الشغل اللى ورايا
صاح بها غاضبا
امشى يا آنسه على مكتبك بلاش دلع
أنا مش قصدى يا أستاذ مراد .. أنا بس ....
قاطعها قائلا بصرامة
هنفضل فى تضييع الوقت ده كتير .. اتفضلى على مكتبك .. لما ييجى معاد الإنصراف ابقى اخرجى اعملى اللى انتى عايزاه
أومأت
الفتاة برأسها وخرجت .. جلست على
مكتبها فى عصبية قائله پغضب
راجل قليل الذوق.
داعبت مريم الماء حول المركب بيدها وهى تبتسم
أصابعها .. راقبتها مي فى صمت .. وفى عيناها نظرة أسى .. اختفت ابتسامة مريم لتحل محلها عبرة فلتت من عينينها فأسرعت بمسحها بأصابعها .. اقتربت منها مى وجلست بجوارها قائله
تحبي نمشى
قالت مريم متصنعة المرح
لأ خلينا شوية كمان .. انتى زهقتى منى ولا ايه
قالت مريم وهى تحاول الابتسام
لأ بالعكس أنا مبسوطة .. أنا بحب أوى ركوب المركب فى النيل .. بفرح أوى .. لأن بابا كان بياخدنى أنا وماما وأختى ويفسحنا فى المركب .. وكنت ببقى فرحانه أوى
اغرورقت عيناها بالدموع رغما عنها وشعرت بغصة فى حلقها وقالت بصوت مرتجف
و ماجد عارف كده.
عاد مراد الى منزله .. استقبلته والدته قائله
حبيبى اطلع شوف عمتك لانها كانت تعبانه شوية النهاردة
قال مراد بقلق
خير مالها يا أمى
مفيش الضغط على شويه عليها وكانت تعبانه بس الحمدلله هى أحسن دلوقتى
صعد مراد درجات السلم وتوجه الى غرفة عمته طرق الباب ففتحت أخته سارة وهى تشير له أن يصمت خرجت وأغلقت الباب خلفها قائله
متصحيهاش دلوقتى يا أبيه هى نامت بالعافية
قال بقلق
هى عاملة ايه دلوقتى
لا متقلقش كويسة .. بس مكنش جايلها نوم .. وأخيرا نامت
متابعة معاها الدوا يا سارة
أيوة طبعا متخافش يا أبيه
أمال الضغط على ليه
تلاقيها افتكرت حاجة ضايقتها ولا حاجه
أومأ مراد برأسه وتوجه الى غرفته .. اتصل به طارق قائلا
مراد انت فين
قال مراد بصوت مرهق
فى البيت يا طارق خير فى حاجه
لا كنا طالعين أنا و سامر
و حامد نسهر برة وكنا بنشوفك فين عشان تيجي معانا .. هعدى عليك ناخدك
بلاش مش حابب أخرج النهاردة
ليه يا ابنى تعالى نغير جو أنا من زمان ما خرجتش وانت كمان .. يلا فرصة نسهر سهرة حلوة
رفض مراد بإصرار قائلا
لأ يا طارق .. قولتلك مش حابب أخرج
خلاص برحتك .. سلام
سلام
قال حامد الجالس بجوار طارق فى السيارة
هييجى
لأ قال مش حابب يخرج
قال حامدبسخرية
ده لو بنت مش هتحبس نفسها فى البيت كدة
سيبه على راحته
هتف حامد بغيظ
أنا نفسي أفهم هو البنى آدم ده ايه بالظبط .. مفيش وراه غير الشغل وبس .. أنا عمرى ما شوفت حد صعب زيه كده
قال طارق بهدوء
مراد طول عمره بيحب شغله
قال سامر الجالس بالخلف
بس مش كده .. يعني محسسنى ان الدنيا شغل وبس .. يشتغل ماقولناش حاجه بس يشوف مزاجه برده .. ده لما واحدة بتعدى من أدامه مبتتهزش فيه شعره مهما كانت مزه طحن
قال طارق مبتسما
سبنالك انت المزز دول
قال حامد بسخرية
وانت كمان غريب .. عايش فى المدينة الفاضلة .. يعني عايز تفهمنى انك عمرك ما غلطت أبدا
قال طارق فورا
أكيد غلطت بس غلط عن غلط يفرق
آه .. أنا قولت كده برده
قال طارق بإستغراب
قولت ايه
قال حامد بنفس السخرية
المرء على دين خليله .. انت وصحبك فوله واتقسمت نصين .. بس هو قفل أكتر منك
تنهد طارق بحسرة قائلا
مراد مكنش كده خالص .. بس حصلت ظروف غيرته
قاطعهم سامر قائلا
كفاية بأه كلام عن مراد وقولولى ناويين تسهرونا فين
عادت مريم من عملها .. توجهت الى المطبخ وأخرجت من الثلاجة جبنة وخبز وشرعت فى عمل سندوتش وتناوله .. ثم توجهت الى غرفتها لتغير ملابسها .. فتحت الدولاب الذى كان مقسم من الداخل لنصفين قسم يحوى ملابسها وقسم آخر يحوى ملابس أصغر سنا توقفت أما الملابس الصغيرة جذبت احداها وظلت تتحسسها فى ألم وكأنها تشتاق الى صاحبتها .. تنهدت وانتهت من تغير ملابسها ثم جلست على فراشها صامته لا تفعل شيئا سوى النظر الى فراغ
الغرفة .. ظلت قرابة النصف ساعة جالسة دون حراك .. ثم نهضت وتوضأت وصلت وفتحت التلفاز لا لتشاهد ما به .. بل لتسمع
صوتا .. أى صوت .. يخترق هذا الصمت القاټل الذى تعيش فيه .. وأخيرا استسلمت للنعاس امام التلفاز وهى
فى الصباح توجهت الى عملها عن طريق المترو مثلما تفعل كل صباح .. قالت لها مى وهى تتمعن فيها
نمتى امبارح كويس
قالت مريم وهى تبدأ فى تشغيل حاسوبها
أيوة الحمد لله
قالت مى پحده
يبأه رجعتى تانى متكليش كويس .. شوفى وشك فى المراية بأه عامل ازاى يا مريم
قالت مريم مدافعه عن نفسها
والله باكل يا مى .. هعيش من غير أكل يعني
طيب بصى شوفى فى المرايه وشك أصفر ازاى
قالت مريم بحنق
خلقة ربنا أعمل ايه يعني
هتفت مى
لا مش خلقة ربنا يا مريم .. حرام عليكي اللى بتعمليه فى نفسك ده يا بنتى انتى لسه صغيره مكملتيش 30 سنة
قالت مريم بحنق
لأ كملتهم من شهرين
قالت مي بعناد
برده صغيره .. بس اللى يشوفك يقول دى واحدة عندها 60 سنة مش 30 سنة
قالت مريم بنفاذ صبر
مى شوفى شغلك وفكك منى .. انا عندى شغل كتير
قالت مى بغيظ
ماشى يا ست مريم أما نشوف أخرتها معاكى
ثم استطردت قائله
واعملى حسابك ان ماما عزماكى على الغدا عندنا بكرة
قالت مريم بحرج
اشكرى طنط كتير بس مش هقدر اجى
هتفت مى
ليه سياتك مش هتقدرى تيجي .. وراكى ايه .. انتى من البيت للشغل ومن الشغل للبيت
نظرت اليها مريم بلوم قائله
انتى اللى قولتيلها تعزمنى
هتفت مي بغيظ
يا ست انتى الست عايزة تشوفك وتعزمك على الغدا انتى مكلكعة الدنيا ليه
قالت مريم مبتسمه
خلاص ماشى هاجى ان شاء الله
ابتسمت مى
أيوة كده فكيها ربنا يفكها فى وشك ووشى يارب
آمين
ماهى الا دقائق حتى دخلت سهى التى قالت
صباح الخير
قالت مريم
صباح النور
قالت مى بإستغراب
مش عادتك يعني تقولى صباح الخير وانتى داخله .. أخيرا خدتى بالك ان فى بشړ معاكى فى نفس المكتب
قالت سهى مبتسمه
مفيش أصلى مبسوطة شوية
قالت مريم
ربنا يسعدك دايما
تنهدت سهى قائله
يارب وينويلى اللى فى بالى
ردن هاتف سهى فإتسعت ابتسامتها وقفزت من المكتب قائله
استنا خليك معايا هطلع أكلمك من بره المكتب
وغادرت الغرفة لتتحدث بالخارج .. تابعتها مى بعينيها ثم قالت ل مريم
شايفه .. اهى رجعت للتليفونات تانى .. شكلها علقت مع حد جديد
قالت مريم دون أن ترفع نظرها عن حاسوبها
يمكن بتكلم حد من أهلها أو واحدة صحبتها
هتفت مى
والله .. وبتتكلم بره المكتب ليه .. وعماله تتسهوك وترقق فى صوتها .. ومسمعتيهاش وهى بتقوله استنا خليك معايا
نظرت اليها مريم بحزم قائله
ملناش دعوة يا مى.. وعلى فكرة اللى انتى بتقوليه ده بدايه الطريق للقڈف
ارتبكت مى وشعرت بالخۏف من وقع الكلمة وقالت
أنا مش قصدى يا مريم
قالت مريم بحزم
قصدك ولا مش قصدك .. اللى انتى بتقوليه فيه شبهة قڈف محصنات وانتى واحدة عارفه ربنا .. عارفه عقاپ قڈف المحصنات ايه
ثم قالت
ربنا بيقول
فى سورة النور
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عڈاب عظيم
والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين چلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون
قالت مى وقد شعرت بالندم
أستغفر الله العظيم .. الواحد مش ناقص ذنوب .. خلاص معدتش هجيب سيرتها تانى .. هى حره تعمل اللى هى عايزاه
قالت مريم بهدوء
أيوة كده .. بلاش نتكلم على أى بنت وحش عشان ربنا مش يبتلينا بواحده تتكلم عننا وحش .. لان كله سلف ودين
ماشى يا مريم خلاص مش هتكلم عنها تانى
ابتسمت مريم قائله
اوعى تكونى زعلتى منى أنا بنصحك عشان بحبك
ابتسمت مى قائله
عارفه .. ولو معملتيش كده تبقى مش بتحبينى
عادت الفتاتان
الى عملهما .. دخلت سهى بعد فترة .. لم تلتفت اليها الفتاتان .. وبدأت هى الأخرى فى أداء عملها
استيقظ مراد من نومه .. وارتدى ملابسه وثبت الساق الصناعية فى قدمه اليمنى ثم خرج من غرفته وتوجه الى غرفة عمته .. طرق الباب فأذنت له بالدخول
فتح الباب .. كانت جالسه فى الفراش ومتدثرة بغطائها .. وتمسك أحد الكتب فى يدها ونظارة كبيرة على عينيها .. امرأة فى العقد السادس من العمر .. ورغم كبر سنها الا أن ملامحها وبنيتها تتميز بالقوة والصلابة .. لها نظرات حادة قوية .. تشعر بأنها تسبر أغوارك .. اقترب منها قائلا
صباح الخير يا عمتو
رسمت ابتسامه خفيفة على شفتيها وقالت
صباح الخير يا ولدى
ابتسم
قائلا
أخبار صحتك ايه النهاردة .. أمى قالتلى ان حضرتك تعبتى امبارح .. جيت عشان أشوفك بس كنتى نايمة محبتش أزعجك
قالت عمته بهيرة
ربنا يبارك فيك يا ولدى .. ويعينك وينورلك طريجك .. آني منيحه الحمدلله والشكر ليه
جلس بجوارها قائلا
خدى بالك من صحتك يا عمتو ولو اتجتى أى حاجة عرفيني
ربتت على كتفه قائله
تسلم يا ولد أخوى .. انت مش مخليني محتاجه لحاجه واصل .. ربنا يديك على أد نيتك .. ويبارك
متابعة القراءة