خان غانم بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


صلاح من بعيد . لكن ليست ككل مرة بعاصفة تربية بل بكل هدوء حتى توقف أمامه يترجل من سيارته بتبختر و وجهه مشرق سعيد . أقترب من صديقه في خيلاء و غانم يتابعه و هو يكتم ضحكاته . أزاح صلاح نظارته الشمسية من على عيناه ثم ألقاها بترفع و كبر على طاولة غانم الذي يراقب كل ذلك ضاحكا بينما قال صلاح بشموخ و رواق بنجور . ضحك غانم وردد ساخرا الله يرحم أمال فين عاصفة الصحراء و الداخلة الأكشن إلي كنت بتدخلها عليا . زم صلاح شفتيه بكبر و كأنه طفل يعاند طفل مثله ثم تحدث بغرور علمونا في المدرسة ما نردش على الناس النوتي . ضحك غانم بإندهاش يردد نوتي ! مالك ياض فيك إيه كده أنت من ساعة ما ربنا سهلك و أنت ماحدش عارف يلمك . رفع صلاح رأسه عاليا و أكمل ولسه هنحرف أكتر و أكتر . لم يلبس أن ردد بحماس و جنون ده الواحد طلع فايته حاجات كتير يا جدع . لم يستطع غانم الصمت أو تمالك نفسه من الضحك فعلت قهقهاته حتى أثارت أنتباه المزارعين. فقال صلاح بترفع شديد جدا وطي صوتك يا حيوان فرجت علينا الناس. زادت ضحكات غانم من طريقة صلاح الذي تغير تماما منذ تغيرت حياته بأن تبدلت الظروف أبتسمت له الدنيا مع ريم . تعصب صلاح قليلا فالتقت نظارته من على الطاولة و وضعه على عينه من جديد و هو يردد أنا غلطان إني جيت لك عشان أقولك إني جبت جميل أرض أرض . إلتف كي يغادر لكن أستوقفه غانم يردد بلهفة بجد إزاي و إيه إلي حصل إلتف صلاح و ردد ببساطة شوف أنا بقالي سنة بحاول أوقعه و ماعرفتش أصله مش سهل بردو و لا فيش حاجة وقعته غير طمعه . غانم أزاي صلاح مضى على نفسه بشيكات كتير في صفقة بطاطس و في شرط جزائي.. رقم يخض . غانم طب و جبته أرض أرض إزاي أستنكر صلاح غباء غانم و ردد ببساطة فصلت الكهربا عن تلاجات المخازن .. بسيطة. أتسعت عينا غانم پصدمة فيما أكمل صلاح أنا مش واجع قلبي غير العمال الغلابة الي كانوا فاتحين بيوتهم من الشغل عنده عشان كده أنت ملزم بنصهم توفر لهم شغل عندك أو عند معارفك و أنا هتكفل بالباقي. هز غانم رأسه موافقا ثم قال طب و جميل فين عايز أقابله دلوقتي. تنهد صلاح و قال بيأس عشان تتشفى فيه سيب الراجل في حاله دماغه أتلحست من خسارة الفلوس كان مهووس بيها و دلوقتي محجوز في مستشفى العباسية و إبنه الواطي سافر هجرة و سابه سيب الراجل في حاله و كفياك نبش في إلي فات ... سلام. غادر صلاح بتمايل يقود سيارته و هو يدندن أحدى الاغنيات الرومانسية الرائجة . جلس غانم على كرسيه و كلمة صديقه تتردد في أذنه يفكر أنه ربما عليه بالفعل عدم النبش في الماضي . و ما أن بدأ يرجح الفكرة حتى ظهرت عمته أمامه تردد بهياج أنت كنت عارف إن راضي هيتجوز أعتدل غانم في جلسته وسحب نفس عميق ثم قال ازيك يا عمتي. وفاء رد عليا كنت عارف... شكلك مش متفاجئ .. يبقى كنت عارف . غانم أمال كنتي فاكرة ايه هيفضل عايش على ذكراكي ده بطل و الله أنه ساكت علينا و حاطت جزمة في بوقة و مامشيش في الخان يحكي عن عملتك معاه . بهت وجه وفاء و قالت أنت بتعايرني يا غانم بتقول كده لعمتك و بالطريقة دي تنهد غانم و قال روحي يا عمتي على البيت أهو أنا سيبتهولك كله مش كفاية روحي و أهدي و سيبك من كل ده و فكري إزاي هترجعي عيالك تاني راضي خلاص شاف حياته حقه بصراحة. سكت أسنانها بقوة و ألتفت كي تغادر لكنها لن تذهب إلا بعدما تدمي چروحه هو الآخر مثلما فعل معها فقالت مش تبقى تروح تبارك لسلوى. مسح على وجهه بنفاذ صبر و قال و أنا مالي بيها الله يسهل لها . وفاء بقول يعني واجب بردو تبارك لها على سبوع عيالها. إلى هنا و أزاح غانم يده من على عينيه ينظر لها پصدمة فأبتسمت متشفية ثم أكملت مش خلفت توأم من جوزها الجديد إزاي مش عارف ده ابوها مالي الخان زينه و كهارب و عازم الناس كلها معقول نسي يعزمك... ألا صحيح هي مراتك العجلة دي مش حامل ما تروح تكشف شوفوا العيب من مين لا يكون منك شكله منك .. ماهي سلوى أتجوزت و بيقولوا متهنية في جوازتها و خلفت كمان و ربك عوضها .. يا خسارة ده تلاقي مراتك أول ما تسمع الخبر هتسيبك واطية و تعملها . أمتلئت شفتيها بإبتسامة سامة و هي تراه قد تاه في بحر كلماتها و إلا لكان رد عليها الكلمة بعشر كما هي طبيعته لكن طالما صمت أذن فقد مادت به دنياه وقتها فقط استطاعت التحرك بفرحة شديدة. تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و هو للأن لم يعد. سكنت بجوار الشرفة تتطلع على الشارع من لهفتها تترقب عودته طالما أن هاتفه مغلق و غير متاح. يشرد عقلها في كل الاتجاهات تفكر أين ذهب و لما تأخر لحد هذا الوقت .. لأول مره يفعلها حتى و هي خادمة في بيته لم يصدف أن رأته يعود متأخر هكذا. تهلل وجهها فرحة و هي أخيرا تبصره يعود و لكن مترجلا .... لم يعد بسيارته. خاڤت كثيرا و أرتعدت أوصلها ثم هرولت تفتح الباب تستقبله فاتحة ذراعيها بقلق تردد كنت فين أنا كنت ھموت من القلق عليك زاد رعبها عليه و هي تراه يرتمي في أحضانه بخضوع تام و قد تملك منه اليأس و القلق فهتفت بړعب بينما تشدد من ضمھ لأحضانها مالك يا غانم ايه عامل فيك كده . فرد پقهر سلوى ولدت يا حلا . هنا توقف بها الزمن و تحولت من انثى تفيض بالحنان لتحتوي شريكها إلى لبوة شرسة غيورة و نفضته من أحضانه فبهت وجهه و لم تبالي بل صړخت فيه و هو ده اللي عامل فيك كده ايه ماكنتش عايزها تخلف من حد غيرك كان نفسك ترجعلك صړخت بأخر كلماتها بشړ منقطع النظير جعل عيناه تتسع ثواني و ضحك يجذبها لأحضانه عنوة و هي تتمنع پغضب شديد لكنها ارغمها و أدخلها يردد بتغيري عليا يا حلا فردت بغيظ ساخرة لأ طبعا و أنا هغير عليك ليه كنت جوزي مثلا ! سحب نفس عميق ثم قال أنتي مش فاهمه حاجه و مش عايزه تديني فرصة افهمك أنا كل يوم كل ما أفتكر رنا بنت عمك و إلي شاركت في إنه

يحصل لها سلوى لما كانت مراتي كان مش بيكمل لها حمل و لما أتجوزت غيري خلفت و توأم كمان كأن ربنا بيراضيها و بيعوضها عن السنين اللي عاشتها معايا ... عارفة ده معناه إيه معناه إني ذنب .. أنا كلي على بعضي ذنب و البعد عني غنيمة.. رفع عيناه ينظر لها و قال أنا خاېف تسبيني يا حلا . صمتت بتيه لا تفتن رد و هو فهم ذلك فقال بعجز تام أنا... أنا مش عارف أكفر عن ذنبي إزاي.. لما بفتكر رنا .. كانت بنت شابة و الدنيا لسه فاتحه لها دراعتها جيت أنا بكلمة مني سوقتها و خليت عيلتك تفلس و بڤضيحة.. حتى لو إنتي سامحتيني أنتي و أمك لسه ربنا مش مسامح ... أنا.... أنا روحت لكذا حد أسأل أزاي أكفر عن ذنبي و كذا أقترح كذا حاجه... أقرب حاجه للصح كانت إني أتكفل بكذا غارمة إلي مسجونين عشان الديون و هما مش قادرين و أنا فعلا بعمل كده بس لسه ربنا مش مسامحني... روحت النهاردة لشيخ الجامع لما ضاقت بيا الدنيا . أبتلعت لعابها بتوتر و سالت بلهفة واضحة و قالك ايه رد بتعب قال لازم أصبر و أرضى بقضاء الله عشان ربنا يرضيني و أستمر في عمل الخير ما أقطعوش.. أنا و الله مستمر و عملت ميزانية للغارمات خلاص. نظر لها برجاء يردد أوعي تسبيني يا حلا أنا مش هينفع أخسرك . . مش هقدر و الله. ضمته لأحضانها و هي تغمض عيناها تمتنع عن البوح بكل مخاوفها لكنها تقسم أنها لن تتركه . غفى الوقت المتبقي من الليل في أحضانها ة بالصباح أسيقظ على صوتها تردد غانم .. أصحى يالا فتح عيناه ليجدها متجهزة تماما للخروج فسأل أنتي خارجه . صححت له قائلة خارجين ... إحنا لازم نرجع نروح للدكتور نشوف في ايه و ناخد برو بالاسباب و لا أيه هز رأسه موافقا و ذهبا للطبيب الذي أخبرهم أن كل منهما أموره الصحية جيدة جدا و أن الأمر كله بيد الله و يجب أن يتحلى بالصبر و ألا يقنطا من رحمة الله. بعد مرور عام و نصف. في حديقة المنزل الصغير المطلة على البحر جلس غانم مع صديقه صلاح و زوجة كل منهما حول حلقة لشواء اللحم. و عين غانم تراقب ذلك اللص الصغير الذي يحاول التلصص لتلك العربة وردية اللون و قد نجح بالفعل لكن لحقه صوت غانم ېصرخ صلااااح .. أبعد إبنك عن بنتي و إلا مش هيحصل خير. فقهقه صلاح على إبنه و ما يفعل ثم قال ما تسيب الواد يلعب يا غانم الله. ثم غمز لأبنه مرددا اللعب ياد و لا يهمك فهتف ابن صلاح بفرحه الله دي بتضحكلي. أغتاظ غانم مرددا بتضحك لك إزاي يعني هي لسه صغيرة مش بتضحك. فأقسم الصبي يردد و الله بتضحك لي تقدم غانم و حلا عند أبنتهما ليروها بالفعل تضحك لأول مرة في مهدها فنظرا للصبي بغيرة و شړ ثم نظروا لبعض و قال غانم لحلا دي ضحكت له قبلنا حلا يبقى نطردهم . غانم صح . حلا و لا بلاش نبقا قللات الذوق هما ما عملوش حاجة ابنهم إلي عمل. حلا صح . حاول غانم مدارات غيرته على ابنته حتى رحل صلاح و أسرته و هو دلف للبيت مع حلا و أبنتهم يتفرد بدفئ عائلته الصغيرة بعد عناء
 

تم نسخ الرابط