قبضه الاقدار بقلم نورهان العشرى
المحتويات
إنك اختارتي صوح
أجابته بقوة انبعثت من عينيها أولا
انا مش حاسه أنا متأكدة إني اخترت صح ..
لونت السخرية ملامحه قبل أن يقول بتهكم
كنت متوكد إنك هتجولي أكده. بس لازمن انبهك أن سالم
ده مش سهل واصل. و لا هو البطل اللي في خيالك .. ده جلبته شينه و جسوته ملهاش آخر..
قاطعته پغضب
مالوش لازمه الكلام دا يا عمار..
تبقى خاينه ..
عمار بتأكيد
مجولناش حاچه .. عنديك حج . بس هو كان چبان و مهموش بت عمته و اللي هيحصلها من الچوازة دي و كل اللي كان في باله أنه يرد كرامته حتي لو هيدهوس على حريمه!
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
انا مش فاهمه إنت تقصد إيه و يعني إيه رماها مش
هي حبت واحد و اتجوزته هو ماله
الحكاية دي تبچي هي تحكيهالك انا نبهتك .. الراچل ده مش زي الصورة اللي رسمهاله في خيالك .. الف مبروك يا عروسه..
عودة للوقت الحالي ..
كانت ترتعب وهي
ترى العصا تدور هنا و هناك تخشى من حدوث أي شيء قد يعكر صفو هذه الأجواء ولكن فجأة وجدت ضحكة قويه شقت جوفها حين رأت مروان الذي جذب حمارا و أخذ يدور به في حلبة الرقص يمسك بيد لجامه وباليد الأخرى عصا وأخذ يدور بها حولهم فتعالت القهقهات من كل حدب و صوب فقد كانت حركاته مضحكة كثيرا و بعد أن انتهت تلك الرقصة اقترب عمار من أذن سالم قائلا بوعيد
لم يهتز سالم إنشا واحدا إنما قال بفظاظته المعهودة
مابحبش الرجالة لما ترغي كتير الرغي دا للحريم. وريني آخرك..
عمار بتوعد و نظرات حانقة
جريب .. هتشوفه جريب ..
يبقى مترغيش كتير.. اعمل وانت ساكت. وانا مستنيك..
أنهى كلماته و توجه يجلس بين أقاربه لحين انتهاء الحفل الذي دام لساعات بدت دهرا عليه فلم يعد يحتمل و توجه إلى عبدالحميد قائلا بخشونة
يدوب نلحق نجهز ..
مانت اللي مراضيش تسمع الكلام. جولتلك خليكوا اهنه الليلة انت الي راكب دماغك ..
سالم بصرامة
الموضوع دا منتهي . الجدال فيه مضيعه للوقت. وزي مانت اتمسكت بالأصول و العادات احنا كمان لينا اصولنا و عاداتنا ..
عبد الحميد باستسلام
أشار سالم الي سليم الذي تبعه إلى الداخل و ما هي إلا لحظات حتي جاءته أمينة تحمل محمود الذي لم تتركه يداها طوال الحفل تخشى عليه مما أخبرتها به ريتال و للحظة أرادت إخبار سالم بما حدث ولكنها لم ترد تخريب اليوم أكثر فيكفي ما
حدث قبل أن يأتوا إلى هنا فاقتربت منه تحتضنه بقوة وهي تقول بجانب أذنه
ربنا يسعد قلبك يا ابني .. عروستك زي القمر ..
احتضنها سالم بقوة قبل أن يقول بحنان
ربنا يحفظك لينا يا ست الكل ..
قبل كفها باحترام و كذلك فعل سليم الذي قال بمرح
إنت نستيني يا حاجة ولا إيه مانا بردو عريس ولا سالم واكل الجو ..
ابتسمت أمينة بحب انبعث من نظراتها أولا قبل أن تترجمه شفتيها حين قالت
انا اقدر انساك دا انت حتة من قلبي .. ربنا يسعدك يا حبيبي .. و يحفظك إنت و عروستك . خطفت قلبي بجمالها و رقتها. الله يعينك عليها ..
ابتسم سليم و داخل ضلوعه رفرف قلبه من كلمات والدته التي التفتت إلى تهاني و أخبرتها شيئا بجانب أذنها فتفهمت الأخرى و انصرفت بعد أن قدمت التبريكات فالتفتت أمينة إليهم قائلة
هنسبقكوا احنا و انتوا اتعشوا و هاتوا عرايسكوا و تعالوا ورانا ..
تحدث سالم بصرامة
هنمشي كلنا سوى . عشا إيه و كلام فارغ إيه
أمينة بهدوء
معلش عشان خاطري و خاطر فرح . الناس جهزوا عشا بناتهم .. لسه شويه علي معاد الطيارة. احنا هنروح عشان عمتك وصلت المزرعة هي و شيرين خليني أروح اطمن عليها مينفعش أسيبها كدا .
زفر سالم بحنق فتدخل سليم قائلا
ماما عندها حق يا سالم .. خليهم هما يسبقونا..
تمام زي ما تحبي ..
وصلت تهاني قائلة بسعادة
سالم بيه .. اتفضل على الجاعه العشا جاهز و العروسه كمان مستنياك هناك ..
اومأ سالم و كل ذرة من كيانه تنتفض ترقبا و لهفة و شوقا لرؤيتها ولكنه حافظ علي
ثباته كالعادة و توجه بخطى وقورة إلى حيث ارشدته تهاني و حين دلف إلى الغرفة تسمر بمكانه وهو ينظر إلى تلك التي كانت تقف بآخر الغرفة تخفض رأسها في خجل غير قادرة على رفع عينيها أمامه فخرج اسمها همسا من بين شفتيه
فرح ..
لم تستطع إلا أن ترفع رأسها إثر همسه الذي استقر بمنتصف قلبها الذي ارتج حين طالعته بهيئته المهلكة و وسامته الفذة المطعمه بقوة بدائيه أضفت هالة من السحر الذي جعلها كالمنومة مغناطيسيا حين وجدته يفتح ذراعيه على مصراعيها في دعوة صريحه لتستقر بداخل أحضانه فما كان منها إلا أن حملت فستانها و بأقدام تحمل اللهفة و العشق معا هرولت إليه ليتلقفها بذراعيه القويتين اللتين حملتها برفق و ضمتها إليه بقوة وهو يدور بها في الغرفة في لحظة بدت خاطفة و رائعة للحد الذي جعل القلوب تحلق في صدريهما وهي تشدو بعشق جارف أثر في كليهما
فأغرقهما في لجة من المشاعر العاتية التي جعلت صدربهما يعلوان ويهبطان بسرعة من فرط التأثر.
فقد كان عناقا كاسحا يفيض بأحاسيس فريدة لا تستطيع الأحرف وصفها أو التعبير عنها.
أخيرا استطاع
إخراجها من بين أحضانه و قام بوضع قبلة قوية على مقدمة رأسها بث فيها عشقه الجارف و شوقه الضاري هامسا بصوته الأجش
أخيرا
كانت كلمة بسيطة تعبر عن مرارة انتظاره حتى تأتي
تلك اللحظة التي تصبح بها ملكه على الرغم من أن قلبه أعلن ملكيته لها منذ زمن ولكن أن يصبح الأمر واقعا كان هذا شعورا رائعا لم يستطع وصفه ..
رددت كلماته هامسة بقلب يطرق كالطبول و أنفاسا لاهثة
أخيرا ..
رفع رأسه بحنان لا يعرف إلى أي جهة تسرب إلى قلبه و سددته نظراته كسهام مشتعله بنيران من عشق استقرت في أعماق فؤادها و جاءت كلماته لتطيح بكامل ثباتها حين قال
الحاجة قالتلي عروستك حلوة أوي يا سالم بس طلعت بتضحك عليا..
اړتعب قلبها و انكمشت ملامحها من كلماته وقالت بلهفه
ليه مش حلوة
ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يقول بخشونة
حلوة بس
ارتخت ملامحها و تدللت قائلة
حلوة لأي درجة
أجابها بهمسه القاټل و عيناه اللتان كانتا تلتهمان تفاصيل وجهها التهاما
حلوة لدرجة ټخطف العين والقلب..
لم تستطع الصمود أمام عينيه و كلماته العاشقة أكثر من ذلك فأخفضت رأسها تستند على صدره وهي تهمس باسمه بخفوت جعل جميع حواسه تتنبه و أطاح بثباته فقام بوضع قبلة شغوفه فوق رأسها متبوعه بزفرة قوية تعبر عن صعوبة تحكمه بنفسه ثم قال بجانب أذنيها بصوته الأجش
يالا عشان نروح على بيتنا
كانت الكلمة وقعها مميزا خاصة حين قالها بتلك
الطريقة فلون الخجل ملامحها و نبت محصول الطماطم الطازج فوق وجنتيها فتحدثت هامسة
هروح أغير هدومي و أجيلك على طول..
تؤ تؤ .. أنا عايزك تيجي زي مانت كدا . عايزك تدخلي البيت بالفستان..
هكذا تحدث بنبرة آمرة فرفعت رأسها باندهاش فأردف بخفوت
فرحتي هتكمل لما تدخلي البيت و أنت عروسه .. عايزك تمليه فرح زي ما مليتي حياتي..
شعرت بما تحمله كلماته من معاني رائعة انشرح لها قلبها و شعرت بالسعادة و كأنه نبت لها جناحان فأومأت برأسها وهي تقول بخفوت
أوعدك هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أفرحك
ابتسم بحنان قبل أن يقول بوقاحة
طب مش يالا بقى .. أنا مش ضامن نفسي أكتر من كدا.. و
عايز الفستان يوصل سليم ..
أخفضت رأسها خجلا قبل أن تقول بخفوت
بطل بقى ..
كان خجلها لا يقاوم فقام بجذبها إليه بغتة دون أن يعطيها الفرصة لاستيعاب ما يحدث لتجد نفسها خاضعة بين براثنه يبثها عشقا جارفا فاض به القلب فأخذ ينهل من حلاوة ريقها و شهد برائتها بلا هوادة حتى شعرت بنفسها كأنها محمولة على أجنحة السحاب تطوف بها في سماء الحب الذي كان يسكبه على ثغرها و ملامح وجهها بروية و كأنه يرسم بشفاهه لوحة شغوفة لامرأة احتلت عالمه و اخترقت حصونه التي كانت أكثر من مرحبة بسطوتها التي فرضتها علي روحه أولا ثم تغلغلت لتعلن امتلاكها لكيانه العاصي الذي أعلن توبته أمام قدسية عشقها ..
في الجهة الأخرى كان سليم يجلس بانتظارها و كل خلية في جسده ترتجف ترقبا و لهفة و قد كان يحضر نفسه لكل رد فعل قد يصدر منها و بداخله يتضرع إلى الله لئلا يحدث أي شيء قد يعكر صفو هذا اليوم ولكنه تفاجأ بتلك التي دخلت إلى الغرفة عابسة تناظره پغضب ثم توجهت تجلس على الأريكه المقابلة له وهي تقول بسخط
أنا مش جعانة اتعشى إنت بس في الانجاز عشان عايزة أروح لمحمود ..
كانت تريد إغضابه ولكنها لا تدرك بأنه اتخذ عشقها مذهبا لحياته و لأجلها قرر أن يتعلم الصبر و يسلك دربه المليء بالأشواك حتى لو كان مستقرها قلبه و ذلك لأجل أن يظفر بها في النهاية لهذا ابتسم وهو يقول
بمزاح
وعليكم السلام ورحمة
الله وبركاته..
انكمشت ملامحها بامتعاض فتابع بسخرية
أنا عريس النهاردة لو مش واخده بالك
اغتاظت من حديثه فقالت بتهكم
عريس .. اه . خدت بالي ابقي اعدل البيبيون عشان معووج..
سليم بسخرية
هو بردو اللي معووج !
تقصد إيه
لا ولا الحاجه .. نعدله .. نقلعه خالص لو مضايقك ..
حسيت إن البدلة مضيقاك فقولت أقلعها. أنا أساسا اتخنقت منها..
اغتاظت من حديثه فهبت غاضبة
إنت بتهزر صح .. دمك تقيل على فكرة . و أنا مش في المود فأحسنلك متضايقنيش ..
ڼصب عوده وتقدم منها و عينيه ترسلان سهاما مشټعلة استقرت في قلبها الذي أخذ يطرق پعنف خاصة حين سمعته وهو يقول بخشونة
مين مزعل حبيبي
أجابته بغباء
حبيبك مين
لونت ملامحه ابتسامة عابثة و أجابها بخفوت
عايز أقول كلمتين مهمين ..
اللي هما
هكذا أجابته بأنفاس
متابعة القراءة