رواية قطه فى عرين الأسد بقلم بنوته اسمرة

موقع أيام نيوز


هنا فى القاهرة .. أمال لو كانوا راحوا محافظة تاينة بأه
قالت ناهد پحده 
مكنتش أوافق أبدا .. بناتي ميبعدوش عنى أبدا
صاحت مريم پحده مصطنعة 
شكرا أوى أوى .. ولا كأنى موجودة .. عمالين تقولوا الفيلا هتفضى كأنى هوا عايش معاكم
.. يلا تصبحوا على خير
همت بالإنصراا ضاحكة 
احنا نقدر برده يا مريم ده انتى اللى منوره الفيلا

قالت بزعل مصطنع 
لا أنا زعلانه بجد اتضح ان مليش لزمه فى البيت ده
جذبتها زهرة قائله 
ده انتى جلبى يا مريم حد يجد يعيش من غير جلبه .. ها جوليلى
نقلت مريم نظرها بينهما وابتسمت قائله 
ماشى خلاص اقتنعت انكوا متقدروش تعيشوا من غيري
صاح مراد من خلفهم 
الله الله .. أنا نفسى أعرف بأه هو مين اللى ابنكم بالظبط أنا ولا مريم
الټفت اليه الجميع وصاحت ناهد و زهرة فى نفس واحد 
مريم
ثم اڼفجر الجميع ضاحكا .. فمشى مراد فى طريقة الى الأعلى قائله 
طيب اشبعوا ببعض بأه
تركتهم مريم وجرت خلفه قائله 
مراد .. مراد
صاحت ناهد بغيظ 
بعتينا يا مريم .. ماشى يا مريم
وضعت ناهد ذراعها بذراع زهرة قائله 
سيبك منهم ملناش الا بعض
ابتسمت زهرة وربتت على كف ناهد قائله 
ربنا يباركلك فيهم ويخليكى ليهم
ابتسمت ناهد قائله 
ويباركلك فيهم ويخليكي ليهم
استيقظ مراد من نومه فلم يجد مريم بجواره .. وسمع صوت آهاتها فى الحمام .. انتفض من الفراش وارتدى ساقه الصناعيه بسرعة وهى ينادى عليها 
مريم
خرجت مريم وهى تضع يدها على بطنها .. هب واقفا وهو يقترب منها قائلا 
مالك يا حبيبتى
قالت وقد ظهر عليها آثار الإعياء 
مش عارفه بطنى وجعانى من الصبح
أمسكها وأجلسها على الفراش ووضع وسادة خلف ظهرها ودثرها ثم قال بحنان 
هنزل أعملك حاجة دافيه
قالت له 
استنى يا مراد أنا شاكه فى حاجه كده
جلس بجوارها وقال بإهتمام 
شاكه فى ايه 
نظرت اليه نظرة معبره .. فهتف بسعادة 
بجد .. بجد يا مريم
قالت بسرعة 
معرفش متعشمش نفسك إلا لما نعمل تحليل الأول .. عشان منزعلش لو النتيجة نتيجاتيف
هب واقفا وقال 
طيب يلا تعالى نروح سوا نعمل التحليل
ساعدها على النهوض ثم أوقفها قائلا بقلق 
لو تعبانه ممكن نأجلها
قالت مريم وقد بدا عليها أنها استعادت نشاطها 
لا انا كويسه .. ملهوفة أوى أعمل التحليل مش هقدر أستنى
ثم استدركت 
بس متقولش

حاجة لماما ناهد و ماما زهرة إلا لما نتأكد الأول
خرجا معا لعمل تحاليل الډم وأمضيا الساعات التى تفصلهما عن النتيجة فى التجوال والسير على النيل والتحدث معا وإفضاء كل منهما الى الآخر بمكنونات قلبه .. عادا الى الفيلا ودخلا غرفتهما .. قال مراد 
هتصل بيهم دلوقتى
قالت مريم وهى تبدل ملابسها 
بس هما قالوا النتيجة الساعة 6 والساعة لسه 5 إلا
قال مراد بلهفه وهو يمسك الهاتف 
مش قادر استنى
أوقفته مريم بيدها وقالت بقلق 
ولو طلعت نيجاتيف
أمسك مراد ذراعها وضمھا اليه بقوة قائلا 
هقول الحمد لله برده .. أنا أهم حاجة عندى انك كويسه .. واننا مع بعض يا مريم
ابتسمت مريم وقد شعرت بشئ من الطمأنينة داخل قلبها .. ثم ابتعت عنه وقالت بلهفه 
يلا اتصل
اتصل مراد وأملاهم اسم مريم وانتظر لسماع نتيجة التحليل .. مرت الثوانى كساعات بل كسنوات حتى قال 
حضرتك متأكد .... طيب متشكر
أنهى المكالمة وعيون مريم معلقة به فى لهفه وقالت 
ايه يا مراد
اتسعت ابتسامته وعيونه تنطق بالسعادة .. هتفت مريم بفرح وهى تضع يديها على فمها غير مصدقه 
أنا حامل .. انا حامل يا مراد
عانقها مراد بقوة قائلا بسعادة 
أيوة حامل .. حامل يا أم .....
ثم ابتعد ونظر اليها بفرح قائلا 
الا قوليلى هو احنا هنسمى ايه
صاحت بفرح طفولى 
مش مهم انشاله نسمى اللمبي المهم انى حامل مش مصدقه
خرجت من الغرفة مسرعة وهى تصرخ منادية 
ماما زهرة .. ماما ناهد
أسرع مراد خلفها قائلا وهى تنزل السلم 
مريم متجريش كده بالراحه
دخلت مريم غرفة المعيشة حيث كانت المرأتان جالستان معا أمام التلفاز .. نهضت زهرة بسرعة وقالت 
فى ايه يا مريم
هبت ناهد واقفه هى الأخرى وهى تقول 
مالك يا حبيبتى انتى و مراد كويسين 
قالت مريم بفرحة كبيرة
أنا حامل يا ماما
تعالت صيحات الفرحة التى أطلقتها المرأتان .. وعانقتاها بشدة .. دخل مراد قائلا بمرح 
يا مريم اعقلى أبوس ايدك احنا ما صدقنا
جذبها من ذراعيها وأجلسها بالقوة .. جلست مريم وهى تضع يدها على يد زوجها الممسك بكتفها وتتطلع اليهم بسعادة وترى نظرات الفرح فى أعينهم جميعا .. اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تستشعر نعم الله عليها .. وتردد بلسانها وقلبها وكل جوارحها 
الحمد لله
انتهت سهى من صلاتها ووقفت أمام الشباك تنظر الى السماء وتضم يديها الى صدرها .. كان فى عينيها نظرات الرجاء والخۏف .. بعد قليل وجدت أمها تدخل علهيا قائله 
ايه ده يا سهى لسه مجهزتيش .. ادخلى استحمى يا بنتى .. عايزين نلحق ورانا حاجات كتير النهاردة
التفتت اليها سهى وتمتمت بخفوت 
حاضر يا ماما
دخلت سهى وأخذت دشا وهى تفكر .. ترى أتقبل الله توبتها حقا .. أستستطيع فتح صفحة جديدة فى حياتها دون النظر الى الماضى .. أم أنها ستفضح شړ ڤضيحة لها ولعائلتها .. خلال الشهور الماضية تنامى حسن ظنها بالله .. لم تعد ترجو سواه ولا تأنس بالحديث مع غيره .. كانت تدعو الله بأن يتقبل توبتها ويغسلها من ذنوبها .. كانت مستبشره بقول الله تعالى بعد أن ذكر جرائم الشرك والقتل إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .. وخلال الشهور الماضية التحقت بأحد المعاهد الدينية لتتفقه فى أمور دينها حتى لا تدع أحدا يخدعها مرة أخرى فى أى أمر من أمور حياتها .. عرفت الطريق الصحيح وانضمت للصحبة الصالحة التى أعانتها كثيرا وخففت عنها كثيرا دون أن تخبرهم بكنة ذنوبها .. استخارت كثيرا قبل أن توافق على العريس الذى تقدم لها .. لم تخبره أى شئ عن ماضيها .. لم تخبره أى شى عن ذنوبها .. لم تجاهر بمعصيتها أمام أى أحد .. عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتى يدخلون الجنة الا المجاهرين قالوا و ما المجاهرين يا رسول الله قال من يفعل ذنب فيستره الله فيصبح هو و يقول فعلت كذا و كذا .. استعدت لهذا اليوم كأى عروس .. وقفت فى المساء أمام المرآة تتأمل ثوبها الأبيض ناصع البياض وقلبها يبكى قبل عينيها .. كانت تردد دعاءا واحدا فقط اللهم استرنى فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. لم يفتر لسانها عن ترديده منذ أن أعلنت لله توبتها .. كانت تخشى على نفسها وعلى أهلها الڤضيحة .. لكنها استخارت الله عز وجل فيسر أمر زواجها وفى فترة وجيزة .. سلمت أمرها لله وهى توقن أنه لن يضيعها .. حتى لو كانت نهاية هذا العرس هى الڤضيحة فسترضى بها كعقۏبة دنيوية تخفف من ذنوبها التى انغمست فيها بالماضى .. اذا أراد الله ڤضحها ليطهرها فليكن .. هى راضية بكل ما يرضيه .. تقدم زوجها وفتح باب بيت الزوجية .. دخلت سهى بقلب وجل .. كانت تشعر بقلق وخوف وتوتر بالغ .. كانت تردد دعاؤها الأثير اللهم استرنى فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. تقدم منها زوجها

مبتسما وقبل يديها قائلا 
منوره بيتك يا سهى
ابتسمت له مجاملة فقط .. لكن قلبها كاد أن يتوقف خوفا وهلعا .. ابتسم لها ابتسامة عذبة وقال بحنان 
اتأكدى انى عمرى ما هظلمك أبدا .. وعمرى ما هخون الأمانه اللى ربنا ادهالى .. انى أمانه عندى يا سهى .. وربنا هيحاسبنى ان فرطت فى حقك بأى شكل من الأشكال .. عايز نبدأ حياتنا مع بعض بحب وود ورحمة .. وتكونى فعلا خير زوجة ليا وأكون خير زوج ليكي .. أنا فرحان أوى ان ربنا كرمنى بيكي يا سهى .. وهعتبر ان حياتى معاكى هى بداية لحياتى فعلا وانى معشتش قبل كده
كانت كلماته كالخناجر تمزق قلبها ألما .. شعرت بأنها لا تستحق هذا الزوج الطيب المخلص الذى يتعامل معها كجوهرة غاليه .. تساقطت العبرات من عينيها فمسحها بأصابع يده برفق شديد وقال بتأثر 
مش
عايزك تعيطى أبدا .. ومتخفيش والله هعمل كل اللى أقدر عليه عشان أكون زوج صالح
.. أغمضت عينيها وهى تنظر الى السماء .. وتردد دعائها الأثير .. وتذكرت كلام ربها قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .. فسقطت دمعة من عينها على ظهر زوجها لم يراها .. وكذلك هى .. لم ترى الدمعة التى سقطت من عينه على ظهر فستانها .. وشفتى زوجها التى ارتعشت وهمهم بصوت غير مسموع 
يارب اقبل توبتى
.
بعد ثلاثة أشهر
أحسن حاجه اننا أعدين فى التكييف وهما بره فى الحر وكمان نازليين شوى
قالت نرمين هذه العبارة ضاحكة وهى جالسه مع سارة و مريم و مى فى صالون الفيلا .. قالت مريم ضاحكة 
آه يا شريرة
قالت مى بمرح 
بصراحة أنا كمان فرحانه .. لان طارق غايظنى على طول شغل بشوفه بالصدفه أحسن خليه يتلسوع من الحر عشان يكن فى البيت
قالت سارة بحزن 
انتوا شريرين أوى انتوا الاتنين .. عماد ذنبه ايه طيب كل واحدة فيكوا فرحانه فى جوزها .. انا بأه مش عايزه عماد يتلسوع
ضحكت نرمين قائله 
أختى هبله وهتفضل طول عمرها هبله
قرصتها سارة فى ذراعها قائلا 
بنت انتى متقوليش هبله دى أنا أختك الكبيرة
التفتت مى الى مريم قائله بإبتسامه 
أخبار النونو ايه
ضحكت مريم قائله 
كويس الحمد لله
قالت سارة بفرحه 
ولد ولا بنت
قالت مريم بحماس 
لسه مش دلوقتى .. بس هعرف فى الخامس ان شاء الله
قات سارة 
يارب تكون بنت .. نفسى فى بنوته صغيره
صاحت نرمين قائله 
لا أنا نفسي بأه فى ولد .. عشان يطلع عفريت ويجنن مراد ويطلع عليه اللى كان بيعمله فينا
هتفت مريم 
ايه يا نرمين مالك بقيتي شريرة كده ليه .. هو أحمد بيعذبك وبتيجى تطلعى عقدك علينا ولا ايه
هتفت نرمين قائله 
أحمد ده روحى روحى روحى روحى روحى .. خمسة روحى
اڼفجر الجميع ضاحكا وقالت مى 
لا واضح
قالت نرمين بغيظ 
بيعد ابن اللذينه يعمل فيا كل مقلب والتانى .. بس على مين ده أنا بطلعهم عليه
قالت سارة بدهشة 
والله يا بنتى اللى يشوفك يقول انك واحدة فى كى جى .. اعقلى كده وخليكي راكزه
قالت نرمين 
سيبنالك انتى الركزان .. أنا طقه وهفضل طقه
قالت سارة 
ربنا معاك يا أحمد ويعينك عليها
قالت نرمين 
آه ادعيله هو محتاج الدعاء ده بالذات
فى الخارج صاح طارق 
أنا كان مالى أنا ومال الشوى .. فى حد يشوى فى عز الصيف كده
قال أحمد بغيظ 
اللى يمشى ورا الستات .. انا واثق انها فكرة نرمين .. أما وريتك يا نرمين
قال مرد ضاحكا 
راعى يا أحمد انك بتستحلف لأختى فى وجودى
قال أحمد
 

تم نسخ الرابط