بنت الوادى بقلم سلمى سمير
المحتويات
بحزم
ضيف الحساب علي حساب امتثال هانم لان الواضح ان الراجل ده من رجالتها وهات الورق اوقعلك عليه
لاخلاء مسؤوليتك
اعطاه الموظف الاوراق وقع عليها ثم عاد واعطاه له نهض من خلف مكتبه وخرج معه لكي يطمئن علي حالة عويس
دلف غرفة الانعاش وراي المؤاشرات لا تبشر بخير فقال للممرضة المسؤوله عن رعايته
لو النبض انخفض عن كده ابعتيلي الراجل ده محتاج عملية زرع قلب علي وجة السرعه لكن للاسف الوقت مش في صالحنا لعدم توفر تبرع
زفر بضيق وخرج لم تمضي دقائق واطلقت احد الاجهزة انذار بتوقف عضلة القلب تمام
عاد الطبيب مشرعا اليه وراي الطاقم الطبي يقوم بعمل صدفات كهربائية لكنه لا تستجيبحينها طلب منهم التوقف عن انعاشه ناظرا الي جسده المسجي باستسلام وقال بضيق
اعطي امره لفصل الاجهزة وخرج ليكتب بنفسه شهادة وفاھ عويس الفلاح البسيط الذي م١ت كدما وقهرا علي ضياع ابنته الوحيدة قرة عينه
في شقة فريد بانجلترا
انتفضت فرحه من غفوتها القصيرة تصرح بجزع
ابويا حبيبي اه يا بويا يا حبيبي يا ۏجع قلبي عليك
نهضت من الفراش وذهبت الي المړحاض غسلت وجهه واخذت تستغفر ربها وهي تبكي بحرقه جلست ارضا وتقوقعت علي نفسها بخۏف وهرع ولم تتجرعه روحها علي حالها وحال ابيها من بعدها وقالت
ياتري فيك ايه يا با قلبي وجعني عليك اووي ياتري عرفت اللي حصلي وموجوع عليا ولا كارهني وغضپان مني لاني عصيتك وفضحتك قدام ابن عمي وحطيت راسك في الطين
كنت سايبك كويسه ايه خلاكي تبكي تاني يا فرحه
رفع فريد راسها ونظر الي عيناها الساحرة
وابتسم في وجهه سائلا
ممكن اعرف العيون الحلوة دي پتبكي ليه
اانزلت راسها بخجل من عطفه عليها وقالت بخفوت
مفيش شفت حلم وحش وصحيت علي قبضة قلبي حسا ان ابويا مش بخير وفيه حاجة وحياة الهانم عندك يا بيه اتصل بيهم يطمنوني عليه
اكيد وصل مصد وعرف اللي حصل واتقهر علبا ومني
صمها فريد بقوةكي يحتوي قلقها وخۏفها علي ابيها المكلوم فيها وقال بهدوء
ويزعل منك وده حقه لكن انت معملتيش حاجه حړام انت اتجوزتي بشرع الله هياخد وقته وبعدها هيتطبل اللي حصل
المهم فطرتي ولا لاء لاني بصداحه مفطرتش ۏجعان ما صدقت قدمت اوراق الرسالة وجيت افطر معاكي انا بعت ليكي كل الطلبات مع جو وصلتك
رفعت راسها عن قدره واخدت نفس عميق وقالت
ايوه الطلبات وصلت بس معرفتش فيهم حاجه غير الفاكهه واكلت حبتين ونمت تحب اجهزلك الفطار
اشار بيده علي بالموافقه ثم وربت علي شعرها بحنان وتركها وذهب الي غرفتها اخذت نفس عميق شاعرة ببعض الراحة ذهبت الي
المطبخ الذي ووقفت فيه حائرة بين المعلبات لا تعلم ماذا تفعل
معقول لحقتي جهزتي الفطار انت كده خارقه
هزت راسها بخجل وردت عليه
لاء معملتش حاجه المعلبات مش عرفاها بتاعت ايه
ضحك فريد بمرح واخذ بعض متعلقاته وخرج معه وضعهم في الغرفة المقابلة واخذ يدها ودلف بها الي المطبخ وقال
دي كلها اكلات محفوظه وسريعه التجهيز دي مثلا بسلة وده فول وده انشوجة وشوربة خضار وده لحم مقدد وووو و و و الخ
اخذ يعد لها اسماء المعلبات وطرق الاستخدام وحين لاحظ ارتباكها من كثرة الاشياء وعدم فهمها
اخذ ورقع وقلم ودون علي كل علبة ما تحتويةوقال اظن كده احسن وكل ما علبه تخلص اكتبي انت علي العلبة الجديد محتواها لحد ما تعرفيهم لوحدك
بس سؤال يا فرحه هو انت مش متعلمه ولا جاهله فقط باللغة
اندفعت فرحه مدافعا عن نفسها وقالت
لاء يا بيه انا متعلمه وخلصت امتحانات الدبلوم من اسبوع لكن لسه النتيجة مظهرتش لكن دبلوم الزراعه مكناش بندرس فيها الانجليزي يدوب بعرف اكتب اسمي واقراء الحروف من ايام الاعدادية
هز راسه متفهما وقال وهو يكتب رقم علر ورقة
فهمت طيب هنشوف حل للمشكلة دي بعدين اسمعي الرقم ده تتصلي بيه لو عايزه اي حاجة تخص البيت دي رقم السوبر ماركت اللي بتعامل معاه باستمرار
كل المطلوب منك اللي هيرد عليكي تقوليلي
I want to talk to joo فاهمه
يعني اي ونت تو تاك تو چوو
جوو ده شاب مصدي بس عايش هنا من سنين وهو اللي جاب ليكي الطلبات اتفقنا
ابتسم واكدت علي فهم ما قال فاصد فريد ان تردد وراءه الجمله حتي تعتاد عليها فكررتها فرحه مرار وتكررا الي ان اجادتها وحين اطمئن قال لها
يلا بقي نجهز الفطار لاني جعان جدا ومعنديش قدرة علي الصبر اكثر من كده
حدقت به فرحه بذهول وردت عليه
لاء يا بيه انت تخرج تقعد بره وانا هجهزلك الاكل واجبولك اتفضل خمسه بس ويكون الفطار جاهز
غامت عيناه بتساؤول غامض وقال
انت واثقه علشان لو منفذتيش وعدك مصمنش اعمل ايه بس مټخافيش عقابك هيكون من النوع الحلز
تركها وخرج للافكار تعصف بها خوفا من عقابها اللذيذ الذي ظنت انها سيكون
فاسرعت باعداد الافطار حتي تتجنب اي شي معه رغم وعده السابق بعدم المطالبة بحقوقه الشرعية
وضعت فرحه الافطار علي الطاولة ونادت عليه خرج فريد وجلس علي مقعده وقال
واو الاكل شكله يفتح التفس يلا اقعدي افطري معايا
ارتبكت فرحه وطالعته بوجل وقالت
لاء يا بية كل انت بالهنا والشفا وانا هاكل بعدين
جذبها فريد واجلسها امامه وصاح فيها بعصبية
عايز بعد كده لما اقولك علي حاجه تنفذيها بدون جدال فاهمه ولا لاء
مش فاهم انت ليه مصره تعصبيني عليكي
نكست فرحه راسها ارضا وردت بخفوت
حاضر يا بيه اللي تقول عليه هنفذه حاضر
هز راسها بقلة حيلة وابتسم قائلا
مفيش فايدة دماغك ناشفه وهتتعبيني معاكي
كلي يا فرحه يلا وخليكي مطيعه كده ڈم ا مش عايز اسمع منك غير كلمة حاضر اتفقنا
اؤفات براسها بالموافقة وشرعت في الاكل وعندها تذكرت الهانم ومرضها فقالت تذكره بوالدته لعله يتصل يطمئن عليها ويطمنها علي ابيهة فسالته
صحيح يا فريد بيه مين الست فاطيما ده اللي الهانم راحت عندها وليه محدش يقدر يكلمها او يتصل بيها وهي هناك اومال بتطمنو عليها ازاي
رفع فريد راسها عن طعامه واجابها بسلاسه
طنط فاطميا دي خالة ماما ست كبيرة عايشه لوحده قدام شالية علي البحر الجو هناك مدهش وشرطها اللي يزورها يكون جاي ليها بجد بدون ازعاج الاتصالات لانها پتكره الهواتف اللي بتضيع متعه اللقاء مع الاحباب
علشان كده اللي بيروح ليها لازم يقفل تليفونه وماما لما بتحب تبعد عن الكل بتروح ليها وتستجم عندها فهمتي ليه ماما قفلت الفون بطلي كلام كتير بقي وكملي اكلك ولا مش جعانه
ابتسمت في وجهها بارتباك بسبب شعورها بانه لن يسال عن والدته لانه مطمئن عليها مع خالته الاي يزن انها هناك كم قالت له فكتمت سر مرضها حتي لاتتسبب بازعاجه والغضپ عليها واكملت اكلها بصمت بعد انتهاءهم من الافطار عاد فريد الي غرفتها ليجمع باقي اشياءه وقال لها طبل ذهابه
بعد ما تخلصي اعمليلي فنجان اكسبرسو
وقفت فرحه تنظر اليه بعدم فهم وفي اخر الامر سالته بارتباك وقلة حيلة
يعني ايه يا بيه اللي انت
عايزه ده
ضحك فريد بمرح ورد عليها
ده نوع من القهوة اقولك سيبك من الاكسبرسو وااعمليلي فنجان قهوة ثقيله سكر خفيف
ابتسمت فرحه وراحت تنفذ ما طلب منها دلف هو الي الغرفة وبعدما انتهي من جمع اشياءه نزع ثيابه كي يغيرها بأخري اثناء دخول فرحه التي وقفت مكانها وارتبكت بخجل من مظهره فنكست راسها
لاحظ فريد ارتباكها فترك ما بيده ودنا منها فترجعت للخلف فامسك بذراعها وثبتها مكانها واخذ ما بيده ووضعه ع الطاولة ثم رفع ووجهه اليه وقال
مالك يا فرحه موطيه وشك ليه معقول مكسوفه مني
هز راسها بالايجاب دون النظر اليه فابتسم وصمها وملس علي شعر وراحت اصابعها تتخلل ضفائرها ففكتها فانسدل شعرها علي ظهرها بانسيابية وقال بمرح وتملك
بس انا مش بتكسف منك عارفه ليه لانك مراتي حلالي ومفيش كسوف بين الزوج وزوجته فاهمه
واسمعي انا مش عايز ك تضفري شعرك تاني انت مبقتيش طفله انت زوجة وزوجة لذيذة اووي كمان
واكمل ما كان يفعل من توددها اليها فاذب حواسها بحركت يده في شعرها
واخذ عيناه تحوم علي صفحة وجهها وقال
ايه رايك تقصي شعرك وتخليه علي الموضة اصله طويل جدا وصعب تتعايشي معاه كده
هزت راسها برفض قاطع وردت عليها باحتجاح جعل رعبته نحوها تثور وتسيطر عليه حين قالت
لاه الا شعري ده تاجي وعنوان جمالي وووو
قاطعها فريد بطبله شعرت معها فرحه بانه تناسي وعده
لكنها فريد سبقها وحملها بين يداه وممددها علي الفراش الوثير وابتسم لها وهو يدثرها بغطاء خفيف
نامي يا فرحه جسمك بيرتعش من قلة الراحة انا هشرب القهوة واخد شاور وانام انا كمان سلام
تركها وانحني باخذ ثيابه التي القاها عند دخولها وحمل فنجان القهوة وخرج من الغرفة بل واغلقها خلفه لم تصدق فرحه بانه سيتركها دون نيل حقوقه الشرعية منها بعدما طبلها لكن ما جعلها ترتجف بشدة عدم ايجاد مبرر لكل تصدفاته معها من حنانه وعطفه عليه وطريقته الحنونه التي يعاملها بها عكس جفاءه معها اول يوم راها فيه في الفيلا
نهضت فجاة وجلست علي الفراش وتساءلت بحيرة
ياتري يا بيه ايه اخرتها معاك و عايز مني ايه بعد ما بقيت مراتك وخدتني معاك بره مصد
وياتري يا بويا حالك ايه بعد ما عرفت بالي عملته بجوازي من وراك اه بامرار ايامك يا فرحه!
في البلد موطن فرحه
دلف فاروف علي زوجة عمه الدار وساله بقلق
فين عمي يا مرات عمي كان مبلغني علي الظهر هينزل يجيب فرحه من عند الهانم ادينا دخلين علي العصد وهو مظهرش ايه معقول سافر من غير ما يقولي طيب هيرجع امنه احنا متفقين كتب
الكتاب بعد المغرب ومبقاش في وقت
رفعت زينب راسها اليه ورمقته بعيون حزينه يملاءها القلق من القادم وقالت
والله يا فاروق انا معرفش عمك فين هو راح يشتري الشربات ومرجعش لحد دلوقتي وقلبي مقبوض عليه اووي اللهي لا يسئك روح شوفه عند البقال او اسال عليه مظنش راح للهانم يجيب فرحه
لانه وعد عماد ياخده معاه والواد قاعد مستنيه اهوه
تعاظمت نظرات القلق فيما بينهم
وخرج فاروق مسرعا الي كل بقال بالبلد يسال عن عمه حتي وصل به الحال بابلاغ الشرطة عناختفاءه بعدما ياس من العثور عليه
ومر اليوم الثاني والثالث والرابع ولا يوجد جديد او بوادر علي ظهور عويس و
الي ان قرر فاروق الذهاب الي فيلا الهانم بمصر لكي يعود بفرحه الغائبة عنهم الي البلد حتي تشاركهم احزانهم علي اختفاء ابيها
وصل فاروف الي الفيلا
متابعة القراءة