مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
المحتويات
رأسها عن صدره لتقبل كفيه وتبللهما بدموعها
مسح على شعرها هامسا فى ضعف
ملك انتى كويسة
هزت رأسها بالايجاب وهي تضحك وتبكي في الوقت ذاته
اما اسامة فقد أخذته المفاجأة تماما ولم يخرج منها الا والامن يقتحم المكان ليس امن المشفى بل ضابط شرطة نظر اليه فى ثبات قائلا
اسامة بيه انت مقبوض عليك پتهمة الشروع فى قتل ايلينا سمير
اخفض اسامة رأسه فى استسلام ولكنه رفعها فجأة على جملة خالد وهو يقول بينما يضم ملك اليه
فى اتهام تانى يا فندم الشروع فى قتل مراتى ملك احمد عزام
باشمهندس زين يا باشمهندس
هل سيستلم لقرار الفراق ككل مرة
هل ستكون هى الاقوى دائما وتتخذ القررات عوضا عنه
ثم ماذا كان ينتظر منها بعد كل السنوات تلك التى مرت
هل كان ينتظر ان يظل لديها كما هو
كيف ذلك وهى لا تعرف اى شىء مطلقا
هل سيتسلم
لا لن يحدث
يا باشمهندس
تكرر نداء علية بصوت اعلى فالټفت اليها في ضجر
فى ايه مالك
أخذت تنظر الى اليمين واليسار فى توتر دون ان ترد فهتف بها فى نفاذ صبر
ردت اخيرا
موضوع مهم يا باشمهندس
ضيق عينيه ونظر الى ساعته فى ارهاق
طيب بعدين
لم يكن لديه اى طاقة ليسمع اى شىء فهو يعرف علية جيدا وثرثرتها التى لاتنتهى
ربما كان الامر برمته فى النهاية يتعلق باهمال احدى الخادمات كالعادة
حاولت ان تضيف اى شىء لتقنعه بالاستماع اليها ولكنه اعطاها ظهره وبدأ فى صعود الدرج من جديد وهو يلوح بكفه
قلت بعدين يا علية انا عايزة ارتاح
وصعد تاركا اياها ټضرب الارض بقدمها فى تذمر فالامر لا يحتمل الانتظار مطلقا
يوسف لم يعد بعد ومحمود قرر قضاء اليوم الى جوار قبر زوجته وليس هناك سوى زين او الانتظار
احتضنت صوفيا ايلينا وهى تربت على كتقها فى سعادة قائلة
حمد لله ع السلامة يا حبيبتى
ابتسمت لها ايلينا لتحتضن علي الذى وقف الى جوارها قائلة فى عتاب
جبتيه معاكى ليه بس مكنش لازم يدخل الأماكن دى ما انا كدة كدة كنت راجعلكو بعد شوية دول شوية اجراءات
رد علي وهو يمسك بكفى شقيقته
مش كفاية كنت منعانى ازورك مش عايزانى كمان استقبلك
مالت اليه محتضنه وجهه بين كفيها
حبيبى الايام اللى فاتت كانت صعبة الحمد لله خلصت على خير المهم طمنى انت عليك كنت بتاكل كويس وبتروح مدرستك
من الناحية دى لازم نشكر يوسف عين حراسة خاصة ع البيت وكانت بتوصل على وتجيبه كل يوم وكمان كان فيه خدم موجودين معاه واخدين بالهم من كل حاجة
نظرت اليه فى امتنان وهو يخبرها بعينيه انه اوفى بما وعدها به
رن جرس هاتفه فانتحى جانبا منهما ليرد فى الوقت الذى أخذت فيه ايلينا صوفيا وعلى تحت ذراعيها قائلة
يلا بينا بقا عشان انا خلاص مش قادرة اقعد فى المكان ده اكتر من كدة
انزلت صوفيا ذراع ايلينا من على كتفها فى رفق
ايلينا انتو هتروحو لوحدكو انا هطلع على المطار على طول عشان هسافر
نظرت لها ايلينا للحظات كأنها تحاول استيضاح ما قالته لتقول بعدها فى دهشة
مطار ايه يا صوفيا
ابتسمت صوفيا لتجيبها في حزن
هرجع باريس انا حجزت من امبارح اول ماعرفت انك هتخرجى خلاص وهيا شوية اجراءات
نظرت لها ايلينا فى ضيق
هى تعرف تماما فيما تفكر
تعرف انها تفر من زين حتى لاتضعف امامه ان لم تكن قد ضعفت بالفعل
تريد الفرار قبل ان تستلم له بالكامل تماما كما ترغب هي أن تفعل مع يوسف
قالت صوفيا لتنهى كل هذا
انا خلاص حجزت ايلينا ومش هرجع معاكو انا هروح ع المطار على طول
علمت ايلينا من لهجتها تلك ان الامر برمته فد انتهى وان النقاش معها لن يؤتى بأى نتيجة مطلقا فيبدو انها اتخذت قرارها بلا رجعة
تنهدت في يأس
خلاص خلينا نوصلك
فى تلك اللحظة عاد يوسف بعد ان انهى مكالمته
مش يلا بينا
أجابته ايلينا فى حزن
اتفضل انت يا يوسف انا هروح اوصل صوفيا للمطار لانها مسافرة
نظر يوسف اليها فى دهشة ليسألها
مسافرة معقول بالسرعة دى
هزت ايلينا رأسها فى غير رضا
ليمرر يوسف يده على وجهه في احباط قبل ان يتجه الى سيارته قائلا
خلاص هنوصلها
حاولت ايلينا اثناءه ليذهب ولكنه اصر وحين كانت ايلينا تساعد علي على دخول السيارة ارسل يوسف رسالة قصيرة الى زين
صوفيا مسافرة يا زين
هو لا يعرف لما فعل هذا
ولا يعرف كيف سيتصرف أخوه في الأمر
ولكنه يعرف شيئا واحدا أن أخاه مثله تماما
عاشق يضنيه الفراق
اوصلها يوسف الى المطار وانتظر مع ايلينا حتى ودعتها بينما كان ينظر الى ساعته بين الحين والاخر متساءلا عن سبب عدم حضور أخيه فى نفسه
لقد ظن انه سيلحق بها ويمنعها
ولم تختلف صوفيا عنه فرغم انها اتخذت قرار الفراق والرحيل دون حتى دون ان تخبره ولكن شىء ما بداخلها جعلها تتلفت حولها بين الحين والاخر باحثة عنه لاتعرف بأى منطق كانت تفكر
اهو منطق القدرة الخارقة التى يمتلكها اى عاشق للشعور بمن يحب
ام هذا بالفعل ما تتمناه
ان يأتى الى هنا ويمنعها من الذهاب
ان يظل يناضل ثورة كرامتها عليه حتى ينتصر او ربما يجعلها له ولو حتى بالارغام
ليته يفهم بأى منطق تفكر الانثى فربما اخبرتك ان تبتعد فى اكثر لحظات احتياجها لوجودك
وفى النهاية رحلت دون ان تراه
رحلت بسخطها عليه وقررت عدم العودة ابدا
اما
يوسف فأوصل ايلينا الى بيتها القديم وبعد
ان هبطت من السيارة وهبط على ناداها فانحنت الى النافذة الزجاجية فى استفهام ليجيبها
عايز اتكلم معاكى
ردت فى ثبات
استنانى هنا هوصل على وارجعلك
راقبها حتى اختفت خلف الباب ولحظات وعادت لتظهر من جديد
فتحت باب السيارة لتجلس الى جواره فسألها
تحبى تروحى فين
أجابت دون ان تنظر اليه
ولا اى حتة اتكلم هنا وقول اللى انت عاوزه
أخذ يدق بانامله على عجلة القيادة قائلا
ناوية تعملى ايه فى اللى جاى
هزت كتفها فى بساطة
عادى هرجع لشغل المجموعة و
قاطعها فى حدة
تانى يا ايلينا هترجعيلهم برجليكى تانى
تنهدت فى عمق وهي تلتفت له في بطء
بص يا يوسف مش معنى انك ساعدتنى فى الفترة اللى فاتت فده هيديك الحق انك تتدخل فى اى حاجة انا مش طفلة انا كبيرة وواعية كفاية وعارفة بعمل ايه
ابتسم فى سخرية
واللى حصلك ده
اجابت فى بساطة استفزته
اسامة واتقبض عليه وهيتسجن ملك اكتر من اخت واكتر حد وقف جنبى فى القضية وخالد كمان ميتخيرش عنها ولو كان فاق كان زمانه اول واحد نفى التهمة عني ووقتها
مكنتش هحتاج لمساعدتك
مرر يده على وجهه قائلا فى نفاذ صبر
هو انتى بتعاندى لمجرد العند وخلاص وسط رجال الاعمال ده كله ضړب تحت الحزام ودى كانت مجرد بداية مجموعة عزام من انجح المجموعات فى السوق وهتتعرض لمؤامرات لسة كتير وانتى اللى هتبقى فى الوش
عقدت حاجبيها فى ضيق من استخفافه بها
قلتلك يا يوسف انى مش طفلة وعارفة كل اللى بتقوله كويس وانا قدها واكتر كمان وبعدين انا مش بعاند معاك ولا حاجة لان خلاص يا يوسف كل حاجة بينا منتهية من زمان
صوب نظرته اليها وهمس في حزم
انتى كدابة يا ايلينا
تراجعت قليلا تنفي ماقاله بقوة
انت عايز ايه يا يوسف
أجابها بصوت يفوح الحنين من كل حرف به وهو يميل اليها
مش عارفة عايز ايه مش عارفة بجد وامسك بكفها مواصلا
انا وانتى لبعض مهما حصل ومهما الوقت عدى سنة اتنين عشرة اخرنا لبعض فليه نضيع وقت
نظرت الى كفها وكانت اضعف من ان تسحبه من يده ولكنها حاولت اضفاء بعض الحزم الى عبارتها وهى تقول
مبقاش ينفع يا يوسف
مال اليها أكثر
لو على جينا فد
قاطعته وهى تشعر بالتوتر من قربه الزائد هذا
جينا اقل من انى احطها فى بالى جينا كانت مجرد حجر اترمى على لوح قزاز وكسره وكشف هو اد ايه ضعيف
انت عشتى الوقت اللى فات ازاى يا ايلينا عايزة تكدبى عليا وتقولى ان مفيش لحظة عدت عليكى ومحستيش فيها انى واحشك عايزة تقولى انك خلاص بطلتى تحبينى
اقترب ببطء اكثر واكثر وهى تشعر ان سيطرتها نفذت تماما وقلبها لا يساعده مطلقا فهو فى صفه من البداية هى تحاول استدعاء عقلها لينقذها مما هى فيه ولكن القلب قد الجم كل شىء
عايزة تقولى انى كنت بټعذب لوحدى بالبعد ده وانى لوحدى اللى لحد دلوقتى مش قادر اتخيل انك مبقتيش مراتى تقدرى تبصى فى عينى وتقوليلى انك خلاص مبقتيش بتحبينى وانى عايش حبك لوحدى اخفضت رأسها فعينيها ستحمل اكثر مما يتمناه بكثير رفع ذقنها اليه ورأى كل شىء واضح بها تماما
لا شىء فى بالها الان سوى كل ذكرياتها معه تمر امامها بسرعة غريبة
تحاول ان تبحث عن اى شىء فى رأسها ليجعلها تقسو اكثر ولكن لا فائدة
تحاول استدعاء عقلها فهى لاقبل لها بمقاومته
وفجأة استيقظ العقل من سباته وتذكرت مالم تستطع ان تغفره له ابدا لتدفعه فجأة
مهما عملت يا يوسف مش هتقدر تنسينى يوم ما استنجدت بيك وخذلتنى يوم فؤاد فاكر
ولم تترك له فرصة للرد ابدا
لم تترك فرصة لضعفها من جديد ان يتمكن منها
لقد تشبثت بتلك الذكرى لتستطع ان تقاوم ضعفها امامه فرت بسرعة دون ان تستمع لمبرراته
فرت وان كان بداخلها تدرك جيدا انها لو انتظرت سيخبرها انه لم يفعلها فربما كانت جينا تدرك وتوقن ان يوسف لا يفعلها ابدا ولكن هى بعدها لاتريد ان تسامحه
جزء من عنادها وكبريائها لازال يرفض ان يغفر له اما هو فكاد ان يركض خلفها لينفى عن نفسه تلك التهمة البشعة فكيف تاه هذا الامر عن باله
انه مجرد ما استمع الى صړختها فى الهاتف لم يستطع ان ينطق
تحدث الى فارس لانه الاقرب لها بينما قاد سيارته بسرعة چنونية ليصل اليها ومعه طقم حراسته وحين وصل الى هناك كان فارس قد انهى كل شىء
تقابل مع فؤاد على باب المنزل فلم يشعر بنفسه الاوهو يوسعه ضړبا ولولا ان حالت حراسته بينهما لقټله بالفعل ولم يكتف بهذا فقط بل وجه له ضربات قاضية فى عمله جعلته يرفع راية التسليم خاضعا لكل شروطه التى كان اهمها ان يبتعد تماما عن ايلينا ففعل وتوقف عن ملاحقتها
كاد يوسف ان يلحق بها ليخبرها بكل شىء عن فارس وعن فؤاد
قاطعه رنين جرس هاتفه ففتح المكالمة بسرعة وهو يقول
ايوة يا زين لسة فاكر تتكلم دلوقتى صوفيا سافرت خلاص
ولكن لحظات واتسعت حدقتاه بشدة مما اخبره به اخوه
قبل سويعات قليلة
هرع زين بسرعة حين وصلته رسالة يوسف ليلحق بصوفيا وهو يقسم الايتركها تذهب من
يده ابدا هذه المرة
وبينما يقطع الدرج ملتهما
متابعة القراءة