اولاد غانم
المحتويات
وشعر بالعجز وبأنه عالة على الجميع لتهتف سريعا بعدما شاهدت تعبيرات وجهه الحزين
محدش هيدفع حاجةدي مستشفى إبن الباشمهندس أيمن مديري وهو هيعمل لي تخفيض كبير
تابعت مسترسلة كي لا تشعر والدها بالحرج
اللي هدفعه هيكون مبلغ رمزيوبعدين الدنيا كلها فدى إن بابا يقوم بالسلامة
ابتسامة حزينة ارتسمت بجانب ثغره لتهتف منيرة بتبرير بعد أن رأت الأسى على وجه زوجها
طبعا فداه الدنيا كلها بس الإيد قصيرة والعين بصيرة
واسترسلت عن قصد وهي ترمقها بذات مغزى وكأنها تحملها ذنب حالة أشقائها
وزي ما أنت شايفة حالة إخواتك لا تسر عدو ولا حبيباللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى
ده الباشمهندس أيمن بيتصل علشان يطمن عليك وياخد عنوان المستشفى هيبعت لحضرتك عربية إسعاف مجهزة تنقلك علشان تكون مرتاح
تمعنت بعينيه مستفسرة
هدي له العنوان يا بابا
اومأ بضعف لتقف جانبا تعيد الإتصال الذي انقطع وتخبر أيمن بالعنوان ليبعثه في الحال لنجله الذي أسرع بإرسال عربة مجهزة حسب أوامر والده حيث أبلغه بأنه سيتكلف نفقة العلاج ليعارضه أحمد بعدما أصر على تحمل المشفى جميع التكاليف واعتبارها حالة إنسانيةوذلك لما يكنه من احترام وتقدير ل إيثار
الأطباء الأكفاء وإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد ما يعاني منهوبعد قليل بعث أحمد إلى إيثار لتحضر بمكتبه الخاص فقرر وجدي الذهاب بصحبتهاولچا للداخل ليشير لهما أحمد بالجلوس وبدأ بالحديث بمهنية طبيب ماهر
طبعا الإشاعات اللي عملناها لسة نتيجتها هتطلع بكرة والمفروض ما اتكلمش معاكم في حاجة إلا بعد ما نتأكد
أخذ نفسا عميقا ليزفره بقوة دلت على ما ينتوي قوله لينخلع قلبها بعدما توقعت سوء حالة والدها المړضية ليتابع أحمد بحديثا ثقيلا على قلبه
شاكك ولا متأكد نطقتها بقلب ېنزف دما وساقين ترتجفتين لشدة صډمتها من ذاك الخبر المشؤوم والتي تتأمل أن يخطئ الطبيب بتشخيصه لتتابع بصوت مهزوز
أصلها تفرق يا دكتور
تنهد بضيق ليجيبها بمهنية
دكتور سليم متخصص في أورام الكبد وعنده خبرة كبيرة فيه
واستطرد بأسى ظهر بين فوق ملامح
وجهه
ولو مكنش متأكد 100100 عمره ما كان هيبلغني
نزلت كلماته على قلبها الضعيف لتشطره لنصفينلم يسبق لها خوض ذاك الشعور المرير من قبل فقد خاضت معارك كثيرة وذاقت من الخيبات والإنكسارات ما حولها لتلك الصامدة الساندة لحالها لكن تلك المرة تختلف كليافالصدمة هذه المرة تخص الإنسان الأغلى بحياتها والدها الحنون الذي طالما غمرها بحنانه وشملها بعطفه ورعايته وساندها كثيرا كي تتخطى الكثير من عثراتهاسقط قناع القوة
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفائلي خير كل دي لسة تخمينات
بالرغم من وثوقه التام في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر هاجمتها هي وشقيقها الصامتتحاملت على حالها لتستند بساعديها بجانبي المقعد كي تستطيع الوقوف لتنطق بحروف خرجت مهزوزة بعدما تطلعت إلى أحمد
متشكرة لتعبك واهتمامك يا دكتور
أجاب باحترام لشخصها
ماتقوليش كده يا إيثارإحنا اخوات والباشمهندس موصيني عليك بنفسه وتأكدي إن والدك في إيد أمينة وأي حاجة هنلاقيه محتاج لها على الفور هتتعمل له
بنبرة تملؤها عزة النفس أجابته
متشكرة جدا لحضرتك وياريت تدي خبر للحسابات إني هعدي عليهم بكرة بالكتير
أجابها بنبرة زائفة كي لا ېجرحها ويشعرها بالتقليل
والله الموضوع ده تحليه بينك وبين مديركلأني واخد دفعة كبيرة تحت الحساب
نظرت له بامتنان وخرجت بمجاورة شقيقها لتنطق قبل أن يتجها صوب غرفته التي خصصها له أحمد
وجديالكلام اللي إتقال لنا من دكتور أحمد هيفضل بينا ومش هيخرج حتى لعزيز
واسترسلت بإيضاح
مش عايزين بابا ياخد بالهعلى الأقل لحد ما نتيجة الإشاعات تطلع ونطمن على بابا وإن معندوش حاجة إن شاء الله
حاضر يا إيثار نطقها ليتلفت من حوله وهو يقول بتوجس
المستشفى شكلها غالي قويهتسدي حسابها إزاي ومنين
أجابته بهدوء
أنا معايا فلوس ركناها في البنك تحسبا لأي طوارئ وأظن مفيش ظروف أسوء من كده علشان استخدمها وكمان دكتور أحمد أكيد هيعمل لي تخفيض كبير
دلفا لوالدهما وحاولا التخفيف عنه ليسألها بتوجس
الدكتور قال لك إيه عني يا بنتي
ضمت كفه الضعيف بين راحتيها ومالت بقامتها لتضع قبلة حنون عليه ثم طالعته بعينين مملؤتين بالحنان وهي تجيبه بكلمات زائفة تبث من
خلالها السکينة والإطمئنان بروحه
قال إن صحتك زي الفلبس جسمك مرهق شوية ومحتاج شوية مقويات مش أكتر
بجد يا إيثار قالها بعينين متأملتين النجاة لتومي له بابتسامة زائفة بينما قلبها ېنزف لرؤية غاليها بذاك الوهنمسدت بكفها فوق وجنته بحنان لتجيبه بأمل تعلم من داخلها مدى زيفه
طبعا يا حبيبيانا عمري كذبت عليك في حاجة
نطقت كلماتها الأخيرة بابتسامة ليهز رأسه نافيا بابتسامة مماثلة لخاصتها كل هذا تحت نظرات منيرة الماكثة بالمقعد المقابل لوقوف ابنتها الجهة الاخرى وهي تزفر بضيق وعدم رضا لما يحدث من حولهالاحظ غانم سخطها فتملك القهر من قلبه وحزن على رفيقة دربه التي سرعان ما تذمرت من مرضه وهذا ما رأه بعينيه منذ الوهلة الأولى التي خارت قواه واستسلم خانعا للمرضلاحظت أيضا إيثار حزن والدها فتألم داخلها
ولجت الممرضة لتقول للجميع
ممكن تستنوا برة لو سمحتمالدكتور جاي بعد شوية هيكشف على الحاج ومحتاجة أجهزه
خرجت هي وشقيقها ووالدتها ليجدوا عزيز وأيهم يجلسان بالمقاعد الموضوعة داخل الممر جاورت منيرة عزيز لتزفر بقوة وهي تقول بتذمر
أنا مش عارفة إحنا إزاي سمعنا كلامها وجينا هناكان مالها مستشفى المركز ما كانت حلوة ومقضية الغرض
لتتابع بسخط ظهر بين
________________________________________
على ملامحها وهي تشيح بكفيها بطريقة غاضبة
مالنا إحنا ومال مستشفيات مصرنسيب بلدنا ونيجي نتبهدل هنا ليه!
تطلعت تتمعن بملامح مذهولة لتلك المرأة التي تفتقد لأدنى معاني الإنسانية والحسما أبشعها بكم الأنانية التي تسيطر على كيانهاحتى زوجها لا تطيق تحمل المشقة لأجل مرضهتألمت لموقف والدتها المخذل فتحدثت بنبرة ظاهرها يبدوا هادئا أما باطنها فېحترق
مفيش پهدلة إن شاء اللهالشقة عندي واسعة وتساع الكل
رمقتها باشمئزاز قبل ان تلقي بكلماتها السامة بوجهها
وأنا إيه اللي يدورني في بيوت الناس
طالعتها بنظرات قوية لتهتف بنبرة حادة وكلمات لازعة بعدما فاض بها الكيل من تلك التي لا تشعر بفاجعتهم
يبقى ترجعي بيتك علشان تاخدي راحتك فيهوأبويا أنا وإخواتي هنخدمه ونشيله في مرضه
هتفت منيرة باتهام
وإنت من إمتى حاطة أبوك في دماغك ولا بتعملي له حساب
اشټعل داخلها من حديثها لتقول بنبرة صارمة
طول عمري وأنا صورة أبويا قدام عيونيوأول حاجة بفكر فيها قبل ما أخطي أي خطوة هو بابا والحمدلله عمري ما عملت حاجة وطيت بيها راسه
هتفت بحدة وهي ترمقها بازدراء
وإنت لما سبتي البلد وجيتي تعيشي هنا لوحدك وخليتي اللي يسوى واللي ميسواش
يتكلم عليه كنتي عاملة حسابه!
ردت بقوة
محدش يقدر يجيب سيرتي لأن عمري ما عملت حاجة غلط وبتقي ربنا في كل أمور حياتي
فتحت منيرة فاهها لتنطق ليقاطعها صوت وجدي الذي هتف باستياء
بذمتكم ده وقت كلامكم ده إنتوا مش حاسين بالمصېبة اللي إحنا فيها
الكلام ده تقوله للست منيرة اللي سايبة مرض جوزها وتعبه وبتفكر في بهدلتها برة البيت كلمات لازعة نطقت بها إيثار وهي ترمقهم بحدة لتبتعد وتجلس
وحيدة بعيدا عن تجمعهم وضعت كفاها تحتوي بهما وجهها مستندة بساعديها على ساقيها ليقف أيهم بعد أن قرر الإنضمام إليهاجاورها الجلوس ونظر لها يسألها بعينين متوجستين يوجد بداخلهما أسألة كثيرة وتوهة أكثر
أبوك ماله يا إيثار
فاقت من شرودها على صوته لترفع وجهها تناظره بعينين مملؤتين بالألم والحزن لتطلق تنهيدة طويلة قبل أن تقول بصوت يحمل الكثير من الهموم
إدعي له يا أيهمإدعي كتير واتوسل لربنا إن نتيجة الأشعة والتحاليل تطلع كويسة
للدرجة دي حالته خطېرة
سألها متوجسا لتجيبه بخفوت
بابا تحت عفو ربناإدعي له
إعتدلت بجلستها ونصبت ظهرها لتقابل شقيقها الأصغر وتمد يدها تسحبه لداخل أحضانها لتربت فوق ظهره بحنان بعدما رأت ضياعه بعينيه ليتنهد الفتى بعد شعوره بدفئ أحضان شقيقته الذي حرم
منه منذ أن استمع لوسوسة شياطين الإنس وقرر تركها بأحلك أوقاتها وشدة إحتياجها له بعدما أغراه نصر بالوظيفة والمال
على الجهة الأخرىمال عزيز بجانب أذن والدته ليهمس كي لا يستمع عليه أحد
إهدي شوية على إيثار يا أم عزيز إحنا عاوزين ناخدها في صفنا ونطبطب عليها مش نكرهها فينا أكتر
زفرت بضيق لتهمس بصوت غاضب
البت مش معبراني يا عزيزشافتني ولا كأني أمها
أجابها ببرود على غير عادته لشخصيته المتهورة
معلش يا أم عزيزخليكي معايا للأخر وصدقيني هتنبسطي بالنتيجة
كانت تنظر أسفل قدميها بملامح وجه حزينة أخرجها صوت يلقي التحية فانتفضت واقفة بعدما رأت أيمن الأباصيري وزوجته الجميلة تتأبط ذراعه ويقفا مقابلين جلوسها لتهب واقفة لاستقبالهما لتقول بصوت واهن
أهلا وسهلا
تحدث أيمن متأثرا بالموقف
ألف سلامة على بابا يا إيثار
الله يسلم حضرتك
اقبلت عليها نيللي واحتضنتها برعاية لتقول وهي تربت على ظهرها تحت نظرات منيرة وأنجالها الثلاث
سلامة بابا يا حبيبتيربنا يطمنك عليه
ابتعدت قليلا لتجيبها بأعين ممتنة
الله يسلمك يا مدام نيلليتعبتوا نفسكم ليه وجيتوا دكتور أحمد عامل الواجب معانا وزيادة
ردت نيللي بنبرة صادقة
إنت بنتنا يا إيثارمش عوزانا نقف معاك في محنتك
ليكمل أيمن على حديث زوجته الجميلة
وبعدين اللي أحمد عمله ده أقل واجب وأقل من اللي تستحقه شخصية محترمة زيك
حول بصره على عزيز ومنيرة الواقفان يتابعان الأمر بعيونا مذبهلة لتلك السيدة الأنيقة وذاك الأنيق المحنكحول بصره عليهم وهو يقول
دول أهلك
اومأت بهدوء لتتحرك بجوارهم وهي تقدمهم قائلة
ماما وعزيز أخويا الكبير وده وجدي وده أيهم
رحبت السيدة والسيد بهم بحفاوة برغم علميهما بمدى بشاعتهم وكل ما اقترفوه بحق تلك المسكينةليقول عزيز بمكر
إحنا متشكرين يا باشا على افضالك الكتير ووقوفك مع أختي إيثار
رد أيمن بمصداقية
إيثار أنا بعتبرها زي بنتي لارا بالظبطوأظن مفيش شكر لأب بيراعي بنته
واسترسل بحديث ذات مغزى بعدما حول نظره إلى منيرة
تسلم تربيتك يا افندم ونعم التربية
هزت رأسها لتقول على عجالة
تسلم وتعيش يا بيه
خرج الطبيب لتلج إيثار إلى ابيها ودعت أيمن وزوجته للدخول لتقول منيرة وهي تلكز وجدي بذراعه
هو ده الراجل اللي اختك شغالة معاه يا وجدي
أومى لها لتتابع بانبهار
دي مراته عاملة زي اللي بنشوفهم
متابعة القراءة