جواز اضطراري
المحتويات
ظن وقتها أن ليلته قد انتهت وأنه نجح في الهروب من هذا الفخ لكن يبدو أن ل مريم رأي آخر ف بعد أكثر من ساعتين من دخول كلا منهما لغرفته وجد باب غرفته يفتح بهدووء شديد لم يكن نائما كان النوم قد جافى عينيه وصورتها لا تفارق مخيلته تحثه على الاقتراب على أن يجعلها زوجته وعقله يمنعه من ذلك ظل على صراعه وتمزقه بين عقله وقلبه وما إن رآها تدخل من باب غرفته أغمض عينيه وتظاهر بالنوم وحينما أقتربت منه هتفت بأسمه بهدوء وهي تربت على كتفيه
فتح أدهم عينيه متظاهرا بالفزع مريم ! في أيه مالك
مريم ويبدو على وجهها الفزع الشديد وصوتها يرتعش حلمت حلمت حلم وحش وخاېفة أوووي
أدهم بحنية طب استني هلبس هدومي وهاجي معاكي الأوضة عشان أقرالك
مريم باعتراض لأ مش عايزة أنام في الأوضة بتاعتي النهارده خاېفة منها
أدهم پخوف أكبر من الجملة التالية أمال عايزة تنامي فين
أدهم باستفسار كأنه يريد أن يسمع كلام آخر جنبي هنا فين
مريم وقد أكدت ظنونه جنبك هنا على السرير ف يا أدهم
أدهم باستسلام حاضر مش هقوم طب أغطيكي
مريم لأ مش عايزة غطا قولتلك مش بردانة
أدهم وهو يربت على شعرها برقة طب غمضي عينك ونامي مټخافيش أنا جنبك وهقرالك لحد ما تروحي في النوم
ظل أدهم يقرأ لها القرآن وهو يمرر يده بين خصلات شعرها حتى نامت أو حتى ظن هو أنها نامت
نظر لها بكل الحب الذي يشعر به تجاهها تفحصها بعيناه التي لم تقف عند النظر لوجهها فحسب بل انتقلت إليها كلها انها حقا رائعة واذا بها تفتح عيناها فجأة ف يبتعد عنها ويقول
مريم بهدوء أه مش عارفة أنام لسه خاېفة
مريم بحزن خاېفة تسيبني وتبعد عني
أدهم بحنية هسيبك وأروح فين بس
مريم پخوف حقيقي تسيبني ل راجل تاني أنا مقدرش أكون ف راجل غيرك يا أدهم مقدرش أكون مرات راجل تاني ويكونله حقوق عليا أنتا وبس اللي أنا عايزاه يا أدهم فاهمني
مفيش حد غيري يا مريم مش هتكوني لحد تاني أبدا أبدا
البارت 27
أنا كمان بحبك بحبك أوووي يا أدهم لدرجة أن نفسي أجيب ولاد ويكونوا كلهم شبهك عشان تعرف قد ايه أنا بحبك أنتا هتفضل أول وآخر واحد دخل قلبي حتى لو مكنتش أول حد يلمسني بس كل حاجة معاك ليها طعم تاني كأنها أول مرة
مريم وهي لا تعي شيء مما يحدث أدهم في أيه أنا قولت حاجة ضايقتك
أدهم وهو بالكاد يلتقط أنفاسة المتهدجة مفيش يا حبيبتي أنا بس أفتكرت روك محطتلهوش الأكل من أمبارح هطلع بسرعة أحطله الأكل وهنزل أمشيه شوية
مريم بدهشة روك ! دلوقتي
أدهم بصوت جاهد ليخرج طبيعي أه دلوقتي نامي أنتي يا حبيبتي ومتستننيش وأنا مش هتأخر ولما أرجع هبقا أنام في أوضتك وخلاص تصبحي على خير
انصرف سريعا دون أن ينتظر حتى ردها صعد للروف وهو يلهث أخذ روك ونزل به إلى الشارع ظل يركض كثيرا وروك يركض خلفه لعله يطفىء النيران التي تشتعل بداخله حتى يهدأ ويستكين
أما مريم ف جلست أكثر من نصف ساعة تحاول استيعاب ما حدث لما تركها هكذا كانت على وشك أن تصبح زوجته كانت تشعر بشوقه لها لما تغير فجأة وتركها اعترف لها للمرة الأولى أنه يحبها نظرت من الشرفة وجدته على حالته تلك فاندهشت لما يتحامل على نفسه هكذا لما يحرمها ويحرم نفسه من هذا اللقاء الحلال لما يحرم عليهما ما أحله الله لهما ظلت تفكر وتفكر في ابتعاده المفاجيء عنها هل تضايق لأنها ذكرته بأنه لم يكن أول رجل في حياتها لكنها لم تقصد شيء سوى أنها تخبره أنه الأول والأخير في قلبها ماذا عليها أن تفعل أن تتركه وتنام كما طلب منها أن تنسى ما حدث وتتظاهر بأنه لم يحدث بينهما شيء في الصباح أم تواجهه وقد أختارت الأخير لابد وأن تتحدث معه أن تعلم منه السر الذي يخبئه عنها أو يطلقها الليلة لن تتحمل يوما آخر في هذا العڈاب
ظلت في غرفته مستيقظة وجسدها مازال ينتفض من قربه لها وبعده عنها بعد لحظات قليلة كانت تظن أنه لن يبعدها حتى الصباح أنها أخيرا ستعيش النعيم بين ذراعيه ظنت أن يسكن قلبها المتلهف ل زوجها وحبيبها لكن ما حدث غير ذلك ما حدث لم يكن سوى طعڼة جديدة في قلبها
بعد ساعة تقريبا عاد أدهم ودخل غرفتها مسرعا وأوصد بابها بالمفتاح وما أن شعرت بعودته حتى هبت واقفة وتوجهت لغرفتها وحينما وجدت بابها مغلق طرقته عدة طرقات حتى أجابها صوته المنهك قائلا
عايزة حاجة يا مريم
مريم أيوه أفتح لو سمحت عايزة أتكلم معاك
أدهم بعصبية حتى تتركه وشأنه مش دلوقتي ممكن نتكلم الصبح
مريم بحدة وعصبية مماثلة لأ دلوقتي
أدهم پغضب مش هينفع روحي نامي دلوقتي أنا مش قادر أتكلم
مريم بحزم أدهم أفتح لو سمحت أن مش هتحرك إلا لو أتكلمنا وحالا وإلا هفضل واقفة هنا للصبح
ادهم وقد استشعر الضيق والڠضب من صوتها وعلم بجدية حديثها فقام من مجلسه وفتح لها الباب قائلا
أرجوكي يا مريم أجلي كلامك للصبح عشان نقدر نتكلم ونكون هاديين أنا بجد تعبان ومش قادر
مريم بعصبية وأنا كمان تعبانة ومش قادرة هما كلمتين يا أدهم ومتخافش مش هتعبك
أدهم وقد شعر بجسدها ينتفض لكنه بالطبع لن يفعل شئ ف أمسك بالروب الخاص بها ومد يده به إليها قائلا بحنية ألبسي الروب الجو برد عليكي أنتي بتترعشي
مريم وقد اخذت الروب منه ولبسته لا لأنها تشعر بالبرد لكن رأفة بحاله ف هي تعلم أن وقوفها الآن أمامه بهيئتها تلك هو آخر ما يتحمله في هذه اللحظة صمتت ل ثواني لتعيد ترتيب الكلمات في رأسها ثم قالت بهدوء مصطنع محاولة به أن تخفي نيران قلبها المشټعلة أدهم أنا لازم أعرف ودلوقتي حالا السر اللي أنتا مخبيه عني ومخليك بعيد كده ومش قادر تقربلي يا أما
ثم صمتت حتى قطع هو هذا الصمت متسائلا
يا أما أيه يا مريم
مريم
وقد ابتلعت ريقها وقالت والكلمات بالكاد تخرج من بين شفتيها
تطلقني يا أدهم ودلوقتي بردو
أدهم پصدمة أطلقك دلوقتي
مريم أيوه أو تريحني وتقولي الحقيقة
ذرفت الدمع من عيناها قائلة وهي تنشج بالبكاء أرجوك أرجوك ياأدهم ارحمني وأرحم نفسك وقولي الحقيقة قولي السر اللي مخليك تمنع نفسك عني وتحرمني منك
أدهم بجمود مفيش أسرار ولا حاجة
مريم بعصبية لأ في متكدبش عليا أن سمعتك وأنتا جنبي مرة وكنت فاكرني نايمة كنت بتقول اللي باعدك عني سر أنتا مخبيه عليا قولي وريحني وريح نفسك مهما كان السر ده أكيد أهون من اللي أحنا
فيه بحبك وبتحبني ومش قادر تقربلي
صمت ولم يرد عليها صمت لأنه لا يعلم بما يجيبها هل تظن أنه لو تحدث وأخبرها سيرتاح وترتاح هي عبثا ذلك
قطعت هي هذا الصمت فجأة ثم قالت
أنتا بعدت عني لما فكرتك إني كنت متجوزة وأنك مش أول واحد صح
صمت أدهم ولم يرد فقالت هي
رد عليا سكت ليه ديه الحقيقة وياترى هي ديه الحاجة اللي بعداك عني أنك مكنتش أول واحد وإني كنت متجوزة قبلك بس ده نصيب وأنا مكنتش أعرف إني ممكن اقابلك تاني مكنتش أعرف أن الحب القديم هيرجع يصحى تاني قولي يا أدهم كلامي صح
أيوووه يا مريم أنا بعييد عنك عشان مش قادر أتخيل أنك كنتي لراجل تاني غيري عشان كل أما بقرب منك أفتكره وأتجنن عشان مش قادر أنسى جملته ليا لما أتخانقت معاه وضړبته أول مرة شفته فيها كل أما أقرب منك أشوفه وأحس بڼار جوايا ناربتحرقني مش قااااادر يا مريم بجد حااولت كتيير بس صعب صعب أوي بجد غصبن عني أنا بحبك جدااا ويمكن لأني بحبك كده مش قادر أستحمل فكرة أنك كنتي ل راجل تاني قبلي أنه كان زي ما هو عايز بمووت ف كل لحظة بتخيله فيها كان معاكي
تلقت مريم حديث أدهم پصدمة ثم قالت طب والحل
أدهم بحيرة مش عارف صدقيني كتير كنت بسأل نفسي عن الحل لكن مكنتش بلاقي حل غير أننا نتطلق لأن الوقت مش هيقدر ينسيني حاجة زي كده وكمان مش عايزك تتعذبي معايا
مريم وقد ثارت لكرامتها ف دوما يخبرها بأنه يرغب في الطلاق دوما ينطقها من بين وكأن الأمر هين ف نظرت له بحدة قائلة عندك حق الحل الوحيد هو أننا نتطلق طالما أنتا مقبلتش ظروفي ومش عارف تنسى حاجة مكنتش بإيدي لأني مكنتش بطلع على الغيب عشان أعرف أن هيجي اليوم والحب القديم يرجع تاني واتجوزك ثم اردفت قائلة بس نطلق الصبح هنروح على أقرب مأذون وهتطلقني
أدهم پخوف من فقدانها الصبح لأ مش هينفع خلينا نستنى شوية لحد ما نسافر
مريم بحزم أنا مش هسافر معاك في حتة ومن بكرة مش هكون على ذمتك وهشفي نفسي من حبك بسرعة وهسيب قلبي يحب من تاني يحب راجل يقبلني زي ما أنا بكل ظروفي
أدهم پغضب عايزة تتجوزي راجل غيري يا مريم
مريم بكل الغيظ الذي يعتمل بداخلها مش عايزة أنا هتجوز فعلا مش أنتا مش قادرتنسى خلاص أتجوز بقا اللي يقدر
أدهم بحدة أماال أزااي بتقولي انك بتحبيني هو اللي بيحب سهل كده ينسى حبيبه
مريم لو كان زيك كده أه سهل وسهل أوي كمان
أدهم پغضب زيي تقصدي أيه
مريم زيك جبان وضعيف واحد زي مروان قدر يغلبك قدر يبعدك عن واحدة بتقول أنك بتحبها بس الحقيقة أنك مبتحبنيش لو كنت بتحبني مكنش سهل عليك كل شوية تقولي نتطلق نتطلق مش بس كده لأ وأناني كمان عايزني أفضل مرهونة جنبك كده لأ يا أدهم هتطلقني وقريب أوي هتجوز راجل غيرك غيرك ف كل حاجة
أدهم وقد أخرسته كلمات مريم الغاضبة لكنها أيضا أشعلت نيران الڠضب بداخله هو الآخر أشعلت غيرته
متابعة القراءة