ود بقلمي سارة مجدي
المحتويات
له وخلال دقائق كان امامه عشاء جيد بدء فى التناول دون اى كلمه ظلت هى واقفه لعده ثوانى ثم تحركت لتغادر المطبخ ولكنه اوقفها قائلا
عايز شاى
عادت من جديد تعد كوب الشاى و الصمت يخيم على المكان الا من صوت ملعقه الشاى وصوت الماء المغلى وضعت الكوب امامه وكادت ان تتحرك ليقول
الحمد لله ... تسلم ايدك كنت جعان جدا بقالى ثلاث تيام مأكلتش حاجه
انتهت من غسل الصون ليمد يده لها بالكوب وهو يقول
شكرا ... تعبتك ... تصبحى على خير
وغادر من فوره وظلت هى واقفه مكانها تنظر الي مكان وقوفه باندهاش و صډمه لدرجه انها ظلت على وقتها دقيقه كامله ثم غسلت الكوب وذهبت الى غرفتها وهى تشعر بالتوتر والقلق و كان هو يقف خلف باب غرفته وعلى وجهه ابتسامه صغيره ثم اخذ نفس عميق وهو يتحرك ليبدل ملابسه و ينال قسط من الراحه فالعمل على قدم وساق لفتح المعرض الجديد و تجهيزه لاستقبال البضاعه الجديده
صباح الخير ... عايز افطر قبل ما انزل و كمان اوضتى محتاجه تتنفض حرام يعنى البيت كله يكون بالنظافه دى و اوضى انا تكون بالقزاره دى
انا عايز انزل بسرعه لو سمحتى
فتحركت سريعا ودلفت الى المطبخ وقامت بتحضير بعض الشطائر وكوب شاى و خرجت من المطبخ و وضعتهم امامه على الطاوله الصغيره الموجوده فى صاله منزلهم وكان هو يرتدى حذائه فقال دون ان يرفع راسه
شكرا وتسلم ايدك بس انا بحب القهوه الصبح ... هشرب الشاى المرادى بس علشان من ايدك
ايام تمر وهو يتعامل معها بطبيعيه شديده ... يتناول من يدها الطعام وحين يأتى و يجدها فى غرفتها يطرق بابها يطمئن عليها و يطلب منها اعداد الطعام له
حتى ذلك اليوم الذى عاد فيه باكرا و بعد ان تناول الغداء ... طلب منها ان تعد كوبين من الشاى و تأنى لتجلس معه لانه يريد التحدث معها
احضرت الكوبان وجلست تنتظر كلماته وهو لم يتأخر كثير
عايزك تحضرى شنطتك
رفعت عيونها التى تتجمع بها الدموع تنظر اليه ليقطب جبينه لادراكه الى اين اوصلتها كلماتهه فأكمل قائلا
علشان هنسافر يومين كده
ليكون الدور عليها فى تقطيبه الجبين و قالت بصوت منخفض
مد يديه وامسك كوب الشاى وهو يقول
عندى صفقه اجهزه لازم انفزها بنفسى ... هتعمل نقله لكل شغلى
ابتسمت ابتسامه صغيره وهى تقول بصدق
ربنا يرزقك الخير ديما على قد الطيبه الى فى قلبك
ليبتسم لتلك الدعوه التى لمست قلبه و روحه ولكنه شعر بضيق كبير حين اكملت وقالت
طيب انا هاجى معاك اعمل ايه انا مليش علاقه بشغلك و مش بفهم فيه .. كمان ليه تربط نفسك بيا سافر لوحدك علشان تكون على حريتك
اسند كوعيه على ركبتيه وهو يقول
هو انا ينفع اسافر من غيرك اصلا
لتنظر اليه بدهشه كبيره ليقف سريعا ثم قال
خدى هدوم تقيله علشان الجو هناك برد
ظلت جالسه مكانها تشعر بالحيره والخۏف كيف تحول تعامله معها .. مؤكد يشفق عليها ... انه يكرهها يراها انسانه سيئه ...او مؤكد والدته امرته بذلك ان يأخذنى معه
ظلت جالسه مكانها تفكر حتى خرج هو من الغرفه بعد اكثر من ساعه ليجدها على نفس جلستها
اقترب منها وهو يقول بقلق
انت كويسه يا ود فى حاجه
نظرت اليه وقالت بتردد
انا كنت عايزه اسألك سؤال لو ممكن
هز راسه بنعم وقال
اسألى !
اخفضت راسها ارضا وهى تقف على قدمها وجذبت طرف حجابها ليغطى جبهتها جيدا فلا يظهر امام عينيه اثر جرحها وقالت بخجل
هى ماما سناء هى الى طلبت منك انى اسافر معاك
نظر اليها بأندهاش وقال
وماما مالها و مال الموضوع ده تطلب منى حاجه زى دى ليه
ظلت تنظر ارضا وقالت بصوت ضعيف
اقصد
ارفعى راسك وانت بتكلمينى
قاطعها امرا لتنظر اليه مباشره فأكمل قائلا
كنتى بتقولى ايه بقا
ظلت تنظر اليه طويلا عيونه السوداء وحاجبيه السميكين وشعره الاسود كسواد الليل انها و لاول مره تنظر الى وجه اول مره تنتبه لوسامته الخشنه وقالت بصوت ضعيف لا يكاد يسمعه
اقصد انها الى قالتلك تخدنى معاك يعنى و
لم تستطع ان تكمل كلماتها و ظل هو ينظر اليها بصمت ثم اخذ نفس عميق وقال
لا امى ملهاش دعوه انا الى عايز اخدك معايا انا هغيب هناك شهر تقريبا ... اهو تغير جو ليكى وفى نفس الوقت بدل ما تفضلى هنا لوحدك
لتقول بتوتر
ما انا هقعد عند بابا متخافش مش هروح فى حته و الله
شعر بڼار تشتعل داخل قلبه ولكنه قرر تجاهل كلماتها تلك و اكمل بخبس
و بعدين هو انت شايفانى عيل صغير علشان لما ماما تقولى على حاجه لازم انفذها ... على فكره حتى لو امى قالتلى اخدك معايا و انا مش عايز مش هاخدك .... بس انا عايز .
قال اخر كلمه بطريقه لم تفهمها ... هى حقا لا تفهم ذلك الواقف امامها ... انه كلغز كبير بالنسبه لها
مرت بضع ايام و ها هى تجلس على الكرسى بجانبه داخل الطائره .... كانت تشعر بالخۏف انها المره الاولى لها اقترب منها قليلا وقال بجانب اذنها وهو يفرد كف يديه امامها
امسكى ايدى ... وغمضى عينك ... وفكرى فى اى حاجه بتحبيها
نظرت الى يديه ثم اليه ليشجعها بأمائه من راسه لتضع يديها فى حضڼ يديه و قالت بصوت هادئ
تقصد ايه بحاجه بحبها ... تقصد مثلا شخص ولا هوايه
ظل ينظر اليها طويلا ثم قال ببرود
اى حاجه
وعاد بنظره الى الامام بدات الطياره
فى الاقلاع و كانت كل ثانيه تمر تتشبث بيديه اكثر .... واغمض عيونها بقوه ليهمس بجانب اذنها
هو انت لسه بتحبيه و بتفكرى فيه
فتحت عيونها سريعا ونظرن اليه پصدمه و ظهر الڠضب جلى فى عيونها وقالت
انا لو بفكر فيه بفكر فيه على انه ذنب ...ذنب كبير و مش عارفه اتوب عنه ... غلطه العمر زى ما بيقولوا بفكر في انى نفسى فى يوم اشوفه علشان اشوه وشه بأيدى
كانت الطائره واخيرا قد استقرت بالهواء و خف الضغط ليبتسم اليها وهو يقول
بصى وراكى كده
ظلت تقطيبه حاجبيها كما هى لتنظر الى خلف لتجد نفسها بين السحب البيضاء الكبيره لتشهق پصدمه ليقترب من اذنها وقال بصوت هادئ
سؤالى كان علشان سببين انسيكى ضغط الطياره والخۏف و كمان علشان
متابعة القراءة