بقلم أم فاطمة "مكة

موقع أيام نيوز


فى والدتها وتذكرت ما قالته لها ذات مرة عن عمها خالد الذى كان يتمتع بسمعة طيبة وحنون وكان يحبها ولكنها كانت تحب والداها 
تابعت مكة أنا فعلا كنت أسمع من أمى ربنا يرحمها إن ليا عم اسمه خالد 
تبدلت ملامح خالد للحزن عندما علم أن زوجة عمه توفاها الله 
عامر هى ماټت ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته 

مكة
امين يارب 
عامر طيب أنا محتاج أشوفك 
لم يتم عامر كلمته حتى شعر پألم دعس قدميه من عنان 
فتابع حديثه قصدى نشوفك كلنا أنا وبابا وعنان عشان نتعرف بيك ونكلم فى موضوع مهم جدا باللنسبالك 
مكة أنا حاليا فى المستشفى بتابع حالة الهانم اللى بقوم بتمرضها فى البيت 
عامر لا خلاص سيبك منها أنت معدتيش محتاجة شغل أنت أصلا ليك عندنا ملايين 
شهقت مكة ملايين ده إزاى ومنين 
عامر مش هينفع أحكيلك فى التليفون لازم نتقابل 
او تيجى أنا وعنان ناخدك من المستشفى حالا ونروح لبابا عمك يعنى 
مكة بس أنا مقدرش أسيب حد محتاجنى حتى لو عندى مال الدنيا 
فممكن نأجل اللقاء ده لغاية مطمن عليها وهتصل بحضرتك فى الوقت المناسب 
عامر ماظنش بابا هيصبر ده ماهيصدق إنى لقيتك 
طيب ممكن توصفيلى أنهو مستشفى وإحنا نجيلك بس نطمن عليك وبعدين نكلم فى موضوعنا 
مكة تمام أنا فى مستشفى السلام 
عامر تمام خلال ساعة هكون عندك أنا ووالدى وعنان 
مكة بإذن الله 
ثم أغلقت الخط لتبتسم غير مصدقة إنها أصبح لديها عائلة بعد أن كانت تشعر إنها وحيدة فى تلك الدنيا 
فحمدت الله 
ثم مرت لحظات ولج فيها ركان مع زميله هشام الذى صړخ قائلا دكتور بسرعة لو سمحتم 
لمحته مكة فقد كانت فى إنتظاره فأسرعت إليه بقلب مرتجف وعين باكية ركان مالك ايه صابك 
فنظر ركان لتلك العينين التى جمعت فى لحظة واحدة كل مشاعر الحب والود والأهتمام فشعر بالندم على ضعفه أمام والده فكان حقا بها أن يتمسك بها بدلا من أن يسلمها لنفسه لآخر غيره 
فهو الآن يعاقب بالحرمان منها لإنه ود أن يخفيها فى ليشعر بالحب والاحتواء الذى طالما حرم منه 
ولكن ما باليد حيلة يجب عليه أن يصبر حتى تكون حلال له بعد أن تطلق من أيمن 
لإن من استعجل شىء عوقب بحرمانه 
فليصبر إذا حتى ينالها بالحلال الطيب 
ركان بحب متقلقيش دى إصابة بسيطة وهتتعالج بسرعة طمنينى على أمى 
مكة بخير ونفسها تشوفك 
ركان طيب أخلص بس من الړصاصة الرخمة دى وأطلع لقلبى قصدى لأمى 
ثم حضر الطبيب سريعا ورحب به كثيرا عندما علم رتبته وأدخله لغرفة العمليات لأستخراج الړصاصة 
ظلت مكة تدعو الله كثيرا وهو بداخل لغرفة العمليات أن يخرج لها بسلام 
اتسعت عين خالد من المفاجأة عندما أعلمه عامر إنه علم مكان مكة 
فرح خالد كثيرا واردف خدنى بسرعة ليها يا عامر وأخبار حكمت ايه طمنى 
فنكزته لطيفة بغيرة ومالك كده متلهف اوى عليها يا خالد هى لسه برده شغله دماغك 
خالد استنى بس يا لطيفة هسمعك ولا أسمعه 
كمل يا ابنى عاملين ايه 
فصمت عامر للحظة ثم أردف بابا حكمت تعيش أنت من فترة 
فأغمض خالد عينيه پألم فقد ذهبت حب عمره بدون حتى أن يراها ولو للحظة واحدة 
توقفت الكلمات فى جوفه للحظة قبل أن يتابع 
إن لله وإنا إليه راجعون ودلوقتى يا ابنى تعال خدنى لمكة عشان أرتاح واطمن عليها 
عامر حاضر مسافة السكة هكون عندك حضر نفسك 
أغلق خالد الخط بحزن شديد ثم استند برأسه إلى الحائط من الخلف لتنسكب عبراته 
لتقف لطيفة والڠضب بيتطاير من عينيها قائلة لا كده بزيادة طلقنى يا خالد 
فابتسم خالد رغما عنه فالغيرة لا تعرف عمرا وأمسك بيد لطيفة واجلسها بجانبه قائلا عايزانى أطلقك واحنا لسه مكلملناش اسبوع طيب مفكرتيش الناس تقول علينا إيه 
لطيفة بعبوس امال عايزنى أستحمل حزنك على حبيبة القلب وإحنا لسه عرسان جداد 
خالد دى نفس قابلت الله يا لطيفة خلاص ميجوزش عليها غير الرحمة 
ياريت تعقلى كده إحنا مش صغيرين على الكلام ده ويلا هاتيلى الجاكت من جوه عشان عامر على وصول أشوف بنت
الغالى أخويا محمود الله يرحمه 
وبالفعل أتى عامر ليأخذ والده واتجه به إلى المشفى 
وعندما تقابلت عين مكة بعمها خالد دمعت عيناها وتذكرت والداها فقد كان يشبهه كثيرا فهى تحتفظ بصورة والداها دوما فى مخيلتها رغم أنه ماټ وهى ما زالت طفلة صغيرة 
خالد والدموع فى عينيه حبيبتى يا بنت الغالى تعالى 
مكة وأجهشت بالبكاء فكم تمنت أن تجد يحتويها ويحميها من غدر البشر 
ثم ابتعدت عنه وسلمت على عامر وابتسمت قائلة اهلا يا ابن عمى وبادرها عامر ايضا ببعض الكلمات اللطيفة فضحكت 
وفى هذا الوقت كان ركان قد خرج من غرفة
العمليات بعد أن أستخرجوا الړصاصة واستفاق من المخدر فرآها تبتسم مع عامر ويبادلها الابتسامة فڠضب وهاج وكاد أن يقفز من سرير المشفى المتحرك لولا أن أمسك به الطبيب 
ركان پغضب كامح سبنى بقولك 
وعندما سمعت صوته مكة أسرعت إليه للتطمئن فبادرها بقوله ايه إحنا لسه خلصنا من أيمن لما يطلع الأفندى ده كمان 
مكة بإبتسامة صافية ده عامر ابن عمى وعمى خالد
ربنا بعتهم ليه بعد سنين طويلة عن يد صحبتى عنان 
فتحدثت عنان ولا صحبتك ولا بتاع أنا وقفة شرباة خردة من بدرى ولا كأنك تعرفينى 
فضحكت مكة لا يا ستى ده أنت الخير والبركة كلها ووش الخير بس معلش المفاجأة كانت كبيرة عليه اوى 
عنان امال لو قلتلك على الكبيرة بقه هتعملى إيه 
هطبى ساكتة 
مكة بإندهاش ايه خير 
عنان طيب امسكى نفسك وصلى على النبى كده 
مكة صل الله عليه وسلم 
عنان الواد العسل ده اللى هو خطيبى 
مكة بضحك ابن عمى خطيبك لا ده كده خلاص أدبسنا فى بعض لآخر العمر 
عنان امال ايه 
أحلى تدبيسة يا قلبى أنت 
بصى يا ستى ولا أقولك يا عمى يا راجل يا كوبارة أقولها أنت 
خالد يا بنتى أنت ليك دين فى رقبتنا كبير اوى ملايين 
مكة بذهول منين وإزاى 
خالد ابوك الله كان مسلفنى فلوس وماټ قبل مردهاله وأنا شغلتها ومع الوقت ربنا بارك وزادت 
وآن الأوان تاخدى حقك 
مكة بس حضرتك اللى اشتغلت وتعبت مش أنا عشان أخد حاجة مش من حقى والمهم عندى انى شوفتك يا عمى ودى تسوى كتير عندى 
فنكز خالد عامر مش قولتلك تستنى بنت عمك أحسن من اللى لسانها طولها دى 
فكز ركان على أسنانه بغيظ محدث نفسه أنا شكلى خلاص اللى مبقتش أنفعها بقت مليونيرة 
عامر ده نصيب يا بابا 
خالد طيب طيب 
خالد يا بنتى ده حقك ولازم تاخديه ولازم تيجى تديرى معانا الشغل فى الشركة 
وتسيبى شغل الممرضة ده مبقاش يليق عليك خلاص 
فيلا بينا على البيت مش هسيبك أبدا تانى يا بنت الغالى 
نظر لها ركان بتوسل كإنه يقول لها أوعى تسبينى أنا من غيرك ھموت أنت الروح اللى جوايا أنت النفس اللى بتنفسه أنت الډم اللى بيسرى فى عروقى 
أنت أنا يا مكة منقدرش ننفصل أبدا عن بعض مهما كانت الظروف 
ابتلعت مكة ريقها بصعوبة قبل أن تردد والله يا عمى كان بودى أجى مع حضرتك بس انا لوالدة الباشا ركان مش مجرد ممرضة عادية أنا بحس إنى بنتهم وهى زى والدتى ومقدرش أسيبها فى الظروف دى 
أبتسم ركان وحدث نفسه أسرتينى بحبك يا مليكتى وحسستينى بضعفى أكتر ياريت كنت زيك بقوة أيمانك وأخلاقك 
خالد صراحة مش عارف أقولك ايه يا بنتى 
بس أنت فعلا صورة وطبق الأصل من ابوك الله يرحمه فى أخلاقه العالية دى وشبه والدتك فى الشكل مع طيبة قلبها الحنين 
على العموم أنا هسيبك بس مش أكتر من أسبوع عندهم 
بس بعد مايخلص الأسبوع هطب عليك أخدك أتفقنا 
ابتسمت مكة بوهن قائلة اتفقنا 
على جانب آخر 
فى أحد السجون كان يأن أيمن وېصرخ حرام عليكم طلعونى أنا مظلوم 
ربنا يخدك يا وش الفقر يا مكة من ساعة متجوزتك والمصاېب حلت على دماغى لا العلاج جاب نتيجة وكمان إتحبست ظلم 
العسكرى بغلظة حادة ما تسكت بقه يا أخينا صدعتنى عمال تولول ولا الحريم يكش شوطة تخدك وتريحنا 
أيمن بصړاخ مظلوم والله يا ناس صدقونى 
العسكرى قالوا الحرامى احلف 
أيمن عيب ده أنا محامى محترم 
العسكرى محامى إذ كان اللواء الزيات بذات نفسه طلع أستغفر الله العظيم 
ربنا يهدكوا حاميها حراميها 
فزع أيمن من كلام العسكرى على اللواء الزيات قائلا أنت بتقول ايه يا جدع أنت هى حصلت تلسن على اللواء مجدى الزيات يستحيل ده أنا عارفه أكتر منك 
العسكرى بسخرية هههههه ما أنت بدال تعرفه أكيد شبهه ومش بعيد تكون كمان كنت عارف بلاويه ما أنت على ما سمعت محامى العيلة الكريمة دى بس صعبان عليه والله اللى هيحصل للبشوات الصغيرين بعد
ڤضيحة أبوهم اللى بجلاجل دى 
أبتسم ايمن پشماتة فى ركان قائلا تستاهل شوفت آخرة إنك شايف نفسك زيادة عن اللزوم ايه 
وكمان اللى عملته فيه ويا ويلك منى لو أنت السبب فى اللى أنا فيه ده عشان تستفرد بمراتى 
بس أخرج منها بس وهوريك أنت وهى مين هو أيمن 
ثم جاء إستدعاء لأيمن 
العسكرى تعال معايا الباشا عايزك ثم دفعه بقوة 
أيمن ما براحة شوية هو أنا ناقص 
العسكرى أمشى من ساكت يا حيلتها 
ثم وقف أيمن أمام وكيل النيابة 
أيمن برىء والله يا باشا 
وكيل النيابة هنشوف يا خويا هنشوف 
بس الأول أتفضل أستلم الورقة دى وأمضى عليها 
خلينا نخلص عشان قدامك
كعب داير على جميع الاقسام فى البلد 
أيمن ورقة ايه 
وكيل النيابة شوف وأنت تعرف ثم ضحك بسخرية قائلا إظاهر عروستك بتحبك اوى ومن كتر حبها رفعت قضية طلاق هههههه 
فاحتقن وجه أيمن وغلت الډماء فى عروقه وقبض على يديه بقوة قائلا بتوعد أنا كده أتأكدت من اللى فى بالى بس ما كانت قدامك من الأول لزمته إيه اللفة دى 
بس ودينى
ماهسبكوا تتهنوا على حسابى وأنا كنت المغفل بينكم 
ثم بدء أيمن رحلته فى الدوران حول المحافظات لإثبات أنه ليس المتهم فى الچريمة المنسوبة إليه وإنما هى تشابه أسماء لا أكثر 
مكث فى هذه الأمر مدة حوالى شهر من الزمن كانت بالفعل مكة حصلت على
 

تم نسخ الرابط