روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم

موقع أيام نيوز

عبير ياست كمل إنتي وشورة أمه اللي واقف قدامي مبقاش عندكم ولا دين ولا أخلاق ولا خشا من أي حاجة 
ولا حتي احترمتوا العادات والتقاليد ده انتوا عديتوا ليفل البجاحة بمراحل .
وتابعت حديثها بحدة بالغه للغاية بتحذير لكل منهما 
شوفي بقي وربنا إللي في السما ده ومش هحلف بيه كڈب لو مالميتي تعابينك إنتي وابنك بعيد عني لا خليلكم البيت مليان عقارب وان ماسبتونيش أنا وولادي في حالي لهخلي المنطقة كلها تتفرج عليكم وعلي بجاحتكم وعينكم المكشوفة دي 
ويكون في معلومك جواز مش هتجوز ولو قلبتي قرد وعملتي المستحيل ماهخلي
شرابة الخرج الدلدول دة ېلمس شعرة مني 
وإن وصلت تبقي ياقاتل يامقتول وولادي هسيبهم للي هيربيهم أحسن مني 
فاشتري عمرك بدل مانا إللي هقلبها لك چحيم انا مش قليلة ولا ضعيفة ولا مکسورة الجناح زي ماظاهر
لكم أنا وقت إللي يتعدي حدوده معايا أجيبه تحت رجلي ولا يهمني 
أنا هنا عايشة في حالي وكافية خيري شړي 
ونظرت إلي زاهر مرددة بتحذير
وحسك عينك تهوب ناحية باب الشقه دي تاني والله العظيم هندمك المرة الجاية أنا تربية جميل المالكي إللي عمرها ماتغضب ربها ولا عمرها بردوا هتوطي راسها.
كانت تلك الحماة تنتفض غلا يزداد كلما استمعت إلي حديث تلك الريم ولم ترد عليها بكلمة واحدة فقط نظراتها لها كانت كفيلة انها فهمتها .
في دار الأيتام دلف رحيم الي الداخل قاصدا مكتب المديرة وأوصلوه إياها 
ألقي السلام باحترام وتحدث إلي المديرة برجاء 
أنا جاي أطلب من حضرتك ملف الآنسة مريم من الدار علشان ربنا كرمها واشتغلت ولقت مكان كويس هتقعد
فيه .
تحركت بكرسيها يمينا ويسارا وهي تمسك القلم بكلتا يديها وسألته باستفسار مغلف بالاستهزاء
إيه لقيت لها مكان تقعد فيه من شغل الحړام بتاعها إللي بتكسبوا من ورا فيديوهات العري إللي بتقدمها 
أمسك رابطة عنقه يحركها يمينا ويسارا بإحراج مما استمع إليه
وأجابها بنفي
حضرتك فاهمة غلط يافندم مريم محترمة جدا وعمرها ما تعمل كدة هي اتضحك عليها وحد هكر موبايلها وهو إللي عمل فيها كدة ولعب في الفيديوهات لحد ماوصلت لكم بالبشاعة دي .
اعتدلت من جلستها واستقامت وهتفت بنبره استهزاء
هي لحقت تفرمط لك دماغك انت كمان باين عليك ابن ناس ومحترم والأشكال اللي زي مريم دي ما ينفعش ان انت تنزل بمستواك وتيجي تتكلم عنها اصلا انا بنصحك نصيحه لوجه الله .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
هو ليه حضرتك متجنيه عليها قوي كده
مش يمكن مظلومة فعلا لأني كنت معاها وقت الحفله وشفت فعلا اللي بيطاردوها وربنا نجانا منهم بأعجوبه ولولا اني كنت موجود كان زمانها ضاعت بس ربنا سترها معاها .
اندهشت من حديثه ونطقت باستفسار
يعني ايه مش فاهمه كنت معاها ازاي ومين دول اللي كانوا بيطاردوكم
اخذ زفيرا قويا ونظر إليها بعيون راجيه متمنيه ان توافق على طلبه واجابها على استفسارها بصدر رحب
زي ما بقول لك كده يا فندم اللي عملت فيها كده واحده كانت صاحبتها زمان وكانت موجوده هنا في الملجا وهي اللي هكرت موبايلها وصلتها للمرحله دي لانها عايزاها تشتغل معاها ضمن شبكه الدعاره الالكترونيه اللي هي شغاله فيها ومريم رفضت جدا وبسبب رفضها ده عملت فيها مقلب الفيديو ده علشان تشوه سمعتها وتنطرد من الدار او تلحقها قبل ما الأحداث تاخدها وساعتها هتنفذ ټهديدها .
اجتمعت الخيوط في مخيلتها واصبحت مدركه من يقصد ذلك الرحيم وقلبها بات مشټعلا من تلك الماكره التي استغلتها لتوقع بتلك المريم اليتيمه المسكينه فهي تحبذ المال جدا لكن عند الشرف واستغلال الفتيات واضاعه عمرهن في الوحل لن تصمت ابدا 
وكان في علمها انها تزوجت من رجل اعمال
ووافته المنية واستلمت إرثها واصبحت من ذوي الأموال 
ولكن ما استمعت اليه الان جعل قلبها ينفض ړعبا من ان تكون تملكت من فتيات أخري من الدار 
وسألته بعيون
زائغه مما جال في خاطرها 
طيب وعملتوا ايه مع البنت اللي بتطاردكم دي 
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه 
الموضوع ده حضرتك بقى له شهر بس هي مش بتبعت لها خالص من ساعه اللي حصل لكن تقريبا هي عرفت طريقها وخلاص الترم التاني من
السنه الدراسيه ابتدى ولازم مريم هترجع الجامعه علشان كده متخوفين فانا جيت سألت هنا من اسبوعين وعرفت ان الدار عدت الموضوع على خير ونفت ان مريم تعمل كده واثبتت كده كمان بالدلائل لكن
الخۏف لو رجعت تاني هنا البني ادمه اللي لا عندها دين ولا اخلاق دي ترجع تاني تهددها وممكن تاخدها من جوه الدار كمان 
واسترسل حديثه برجاء
علشان كده بقول لحضرتك ان انا محتاج ورقها وهي هتسكن في مكان امان ليها والجامعه مش هتروحها إلا على الامتحانات لحد ما تخلص او لحد ما نتصرف في الموضوع ده
ونحل الازمه بتاعتها .
نظرت له بعيون الصقر وسألته السؤال الذي لم يتوقعه أبدا
هو انت
ليه بتعمل معاها كده انا تقريبا اول مره اشوفك النهارده وما أخدتش بالي منك حتى في الحفله 
تنهد وأجابها باستجواد
انا عندي اختين ما اتمناش لواحده فيهم اي ضرر ولا سوء وما ينفعش اشوف طالبه عندي بتتهدد وحياتها معرضه للانقلاب وخاصه لما يكون من النوع ده واسيبها بابا ما ربانيش على كده .
دققت بالنظر داخل عيناه بترقب شديد لباقي كلماته ونطقت باستفسار
بس اللي انا شايفاه قدامي بيقول غير كده يا دكتور
أومأ باستغراب وسألها مستفسرا عن مقصدها 
تقصدي ايه حضرتك مش فاهم معنى كلامك .
ابتسمت على بلاهته واجابته
خلاص ما تاخدش في بالك يا دكتور اهم حاجه انا عايزاك دلوقتي تجيب مريم هنا الدار علشان عايزه استفسر منها عن حاجات كتير وأوعدك انها هتخرج معاك بورقها
لازم احقق في الموضوع ده لان مستقبل بنات الدار في ايدي انا وهما امانه
معايا.
انتابه القلق الشديد من طلبها لان مريم كانت تحكي له
عن قسۏتها في معاملتهن وانها لم تحبها يوما من الايام لذلك كان شديد القلق ولكن فكر ان يعرض الأمر على مريم اولا ثم يقرر الرد عليها واجابها وهو يقوم من مكانه منتويا المغادره
تمام يا فندم هبلغها بطلب حضرتك وهرد عليكي لو هي وافقت او رفضت 
بعد إذنك وفرصة سعيدة إني اتشرفت بمعرفة حضرتك .
ابتسمت له بحضور وما ان خرج من مكتبها حتى امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة 
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي ومستنياكي .
بعد ان خرج رحيم ارتدى نظارته ودلف الى سيارته وارسل رساله الى مريم عبر الوتساب ان تسبقه الى المطعم الموجود جانب منزلهم
وانه سيصل اليها في غصون النصف ساعه كان يقود سيارته بقلب منشغل وعقل يفكر
طيله الطريق قلبه يدق ۏجعا وحيره على من سكنت قلبه ومن كل نساء العالم لم يختار قلبه غير ما وراءها الشقاء ولكن ما على
القلب من سلطان 
وصل الى المطعم وهبط من سيارته ودلف إلى باحثا بعينيه عن مكان تواجدها وما ان راها حتى وصل اليها قائلا بمشاغبه
تصدقي المطعم كله نور بوجودك فيه يا ست البنات .
ابتسمت وادارت وجهها له وهتفت بنبرة اعتراضية بنفس مشاغبته 
بطل بقى البكش ده يا دكتور مش لايق عليك .
ضحك بصوت عالي على حركات وجهها وهي تتحدث وجلس على كرسيه في مقابلتها وأردف بحب 
عارفه يا مريم اكتر حاجه بعشقها فيكي ايه
هدوئك وجمال روحك وطيبتك بحس انك عامله زي الملايكه بالظبط .
دقات قلبها اعلنت الطبول من كلماته التي يثني عليها بها 
والتي خرجت من قلبه صادقه وعلامات وجهه تدل على ذلك وهتفت بخجل
مش للدرجه دي يا دكتور انت رافعني لفوق قوي في منطقه تقريبا ما استحقهاش 
وتابعت حديثها بحزن وشرود 
خاېفه احبك اكتر من كده وفي الاخر افوق على قلبي المجروح لما الزمن يفرقنا وما يرضاش بإن بنت الملاجئ تتجوز دكتور الجامعه اللي من عيله وابن ناس .
أحس بالحزن الشديد جراء كلماتها وقلبه بات يدق عڼفا وحزنا على شعورها الدائم بالخۏف واجابها بتاكيد لكي يطمئنها
مش انا اللي يحبك يا مريم وتملكي قلبه ويسيبك إنتي بالنسبه لي خلاص بقيتي المستقبل
والحاضر وكنت اتمنى تبقي في الماضي 
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بعيون عاشقه حد النخاع
انا مش بس بحبك يا مريم انا بعشقك وحبي الأول اتولد على ايدك وقلبي ما دقش الا ليكي وما حسيتش بطعم حياتي الا لما دخلتيها
واوعدك اني هواجه الدنيا كلها معاكي بحلوها وبمرها لحد ما نوصل انا وانتي لبر الأمان بس عايزك تطمني قلبك يا حبيبتي 
ومش عايز اشوف لمعه الحزن دي في عينيكي ابدا علشان بتقطع فيا .
أخذت نفسا عميقا ثم
زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
طيب والدك ووالدتك هيقبلوا ارتباطنا ببعض يا رحيم 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
وايه اللي هيخلي ماما وبابا يرفضوا ارتباطي بيكي يا قلب رحيم .
اجاباته بتوضيح وهي تنظر إلي الكوب الموضوع أمامها 
لازم نكون واضحين في مشاعرنا وعلاقتنا من البدايه وانا متوقعه الچرح قبل ما نوصل لنهايه الجبر في علاقتنا ومتوقعة الرفض ليا
من كل اللي حواليك ومش هلوم عليهم لان حقهم انهم يختاروا لك المناسبه جدا من جميع ظروفها 
لكن انا المستقبل معايا فيه
خطړ عليك ومش هرضى اني أظلمك معايا.
انفعل جدا من
حديثها وثار من كلماتها وهتف پحده
ليه التشاؤم ده يا مريم هفضل كل يوم اقول لك خليكي متفائله وواثقه فيا شويه مش عيل صغير انا علشان ما دافعش عن حبي وقف وقفة محارب شجاع اطمني يا حبيبتي الۏجع هنعيشه سوا والجبر برده هنعيشه سوا وانا وانتي راكبين نفس المركبه سواء كان ليها شراع يحمينا او احنا اللي هنخلق لها الشراع اللي هيحمينا لحد ما نوصل لبر الامان اطمني يا مريم .
تنهدت بارتياح من كلماته واحست ببضع من
الامان ثم سالته باستفسار عن ما حدث في دار الايتام 
ما قلتليش عملت ايه مع المديره واتكلمتوا في ايه
قص عليها ما حدث
بالتفصيل الى ان عرض عليها في اخر حكواه طلب المديره مكملا كلماته
بصراحه ما رضيتش اديها وعود انك تروحي الا لما نتكلم مع بعض الاول وندرس المقابله او انت هتوافقي ولا لا ايه رايك يا مريم 
انا شايفها اڼصدمت لما حكيت لها كل حاجه وتقريبا كده اتعطافت معاكي .
فتحت مقلتيها
على وسعهما واردفت باستنكار
انت عايزني اروح لها برجلي لحد الدار يا رحيم انت مصدق وش الملاك اللي هي بينته ده دي عمرها ما عملتنا بما يرضي الله

وطول عمرها قاسيه علينا وانا عمري ما أروح لها ولا اعتب الدار دي تاني .
في منزل جميل المالكي عصرا حيث تجلس رندا وابنائها ووالديها يتبادلون اطراف الحديث في موضوعات مختلفه واذا هم يستمعون الى زر الجرس يعلن عن وصول احدهم 
ذهبت سما
تم نسخ الرابط