الشيخ والمراهقة
المحتويات
وقال بنبرة ذات مغزى انت يجب ان تعتادي على حمله ...
حملته لمار بتردد شديد وقد اخذ قلبها ينبض پعنف ... تأملته بحنان واضح
جلس فارس بجانبها وقال
عديني يا لمار انك ستعتبرين سيف ابنا لك وتعاملينه افضل معاملة ...
تطلعت لمار اليه بنظرات حائرة للحظات سرعان ما اختفت وهي تطالع الصغير الساكن بين يديها فقالت اعدك ...
مرت ايام اخرى ...
كانت العلاقة بين فارس ولمار تأخذ منحني جيد لا يعكرها سوى تدخلات صفية التي لا تنتهي ...
استيقظت لمار من نومها على صوت طرقات عالية على باب غرفتها ...
اتجهت بسرعة وفتحت الباب لتجد نورا امامها والتي قالت بابتسامة صباااااح الخير ...
اجابتها لمار صباح النور ... تفضلي ...
هناك ضيوف في الخارج ... خالتي وبناتها ... وهم يرغبون برؤيتك ...
توترت لمار لا اراديا ثم قالت بابتسامة مصطنعة
اهلا بهم ... سوف اجهز نفسي واخرج لهم ...
حسنا ...نحن في انتظارك ....
قالتها نورا ثم خرجت من الغرفة لتسارع لمار بتغيير ملابسها حيث ارتدت فستان صيفي اصفر اللون وسرحت شعرها الطويل بسرعة ...
القت التحية ثم تقدمت من خالة فارس وسلمت عليها لترد لها التحية ببرود ثم حيت الفتيات الثلاث وجلست على الكرسي المقابل لهن ...
تحدثت صفية موجهة حديثها للمار
اين سيف ...! لماذا لم تجلبيه معك ...!
ابتلعت لمار ريقها وقالت
سمعت لمار صوت همهمات وضحكات خفيفة جعلتها تشعر بالخجل والارتباك ... نهضت من مكانها وقالت بسرعة
سوف اجلبه حالا ...
الا ان صفية اوقفتها بإشارة من يدها وقالت
ابقي في مكانك ... ستجلبه الخادمة الى هنا ...
جلست لمار في مكانها مرة اخرى بينما بدأت صفية تتحدث مع اختها وكذلك مع بنات اختها ... استمرت الاحاديث بينهن دون ان يعيرنها اي اهتمام ... جاءت الخادمة بالصغير فحملته لمار واخذت تلاعبه وهي تتحاشى النظر اليهن ...
يبدو انه جاع ... سأخذه الى غرفته حيث يتناول طعامه ...
سأتي معك ...
قالتها نورا وهي تتجه معها الى غرفة الصغير ... اقتربت نورا من لمار وقالت لا تتضايقي منهن ....
ردت لمار بكذب
انا لست بمتضايقة ... بالعكس انهن لطيفات للغاية ...
هل تمزحين معي ... من اين جائتهن اللطافة ...
لقد رأيتهن وهن يتهامسن ويضحكن ... لا بأس هذه طبيعتهن ... لقد كن يفعلن نفس الشي مع بشرى ...
صمتت لوهلة قبل ان تكمل انتبهي منهن ...
لماذا...! سألتها لمار بنبرة حذرة لتجيبها نورا
سوف اخبرك ... ولكن لا تقولي لاحد بأنني اخبرتك ... ابنة خالتي الكبرى كانت مخطوبة لفارس ... لكن
حدثت مشاكل بين العائلتين ادت لفسخ الخطوبة ... وبعدها تصالحنا لكن فارس رفض ان يعيد خطبتها واختار بشرى كزوجة له ....
لهذا ستجديهن يتصرفن معك بطريقة سيئة وغير محببة ...
اومأت لمار رأسها بتفهم ثم شردت في كلام نورا رغما عنها ...
في المساء ...
دلف فارس الى غرفته ليجد لمار جالسة على السرير شاردة لم تنتبه لمجيئه بينما سيف الصغير ممدد على السرير بجانبها ...
اقترب منها عدة خطوات دون ان تنتبه له ايضا ليحرك يديه امام وجهها فتنتفض من مكانها شاهقة بقوة
متى اتيت ...!
سألته ليجيبها بسخرية منذ وقت كبير ... لكنك شاردة ولم تنتبهي لي ...
اسفة ...
غمغمت بها بخفوت ثم قالت بعدها
لقد جاءت خالتك وبناتها وسوف يبقين عدة ايام هنا ...
رد فارس بجدية اعلم لقد التقيت بهن قبل مجيئي الى هنا...
حمحمت لمار بحلقها مصدرة صوت جعل فارس يسألها
تحدثي ...ماذا هناك ...!
لمار بفضول لم تستطع تخبئته هل التقيت بريم ...!
اومأ فارس برأسه واجابها نعم ...هل توجد مشكلة ...!
لمار بضيق واضح كلا ... لا توجد اي مشكلة ...
ثم تحركت مبتعدة عنه لكن فارس اقترب منها واوقفها قائلل بتعجب اخبريني ماذا هناك ...!
لقد علمت بأنها كانت خطيبتك ...
ماذا ...!
صاح بها فارس بعدم استيعاب قبل ان يبدأ بالضحك عاليا بشكل اغاظها ...
لماذا تضحك ...!
سألته وهي تعقد ذراعيها امام صدرها پغضب ليجيبها
لانني كنت قد نسيت هذا الموضوع تماما ...
ولكنها لم تنس... هي ما زالت تتذكر هذا ....
ومن اين علمت ...!
قالها فارس وهو يعبث بخصلات شعرها لترد
هذا واضح للغاية ...
لمار ... لا تفكري بهذا الموضوع ... لقد مرت سنوات على فسخ خطبتي منها ... ما لداعي لاعادة فتح موضوع قديم كهذا ...!
ثم قال
هناك مواضيع اهم يجب ان نتحدث بها ...
ابتعدت لمار عنه وقالت بعناد
ليس قبل ان تخبرني عن كل شيء ...
فارس بعدم فهم اخبرك عن ماذا ...!
لمار باصرار عن علاقتك بريم ...وكل شيء كان بينكما ...
هم فارس بالتحدث لكن رنين هاتفه قاطعه ...
حمل هاتف وتطلع الى الاسم الذي يضيء الشاشة قبل ان يضغط بزر الرفض ثم يتجه نحو لمار ويحيطها من كتفيها ويقول عزيزتي لمار ... هذا الموضوع انتهى منذ زمن طويل وانا لا ارغب بفتحه ... كوني عاقلة ولا تفتحيه معي مرة اخرى ... والا لا داعي لأن اخبرك ماذا بإمكاني ان افعل ...
ضړبت لمار الارض بقدميها وقالت بملل
ټهديد ... ټهديد ... كل شيء لديك بالټهديد ...
ابتسم فارس على منظرها ثم قال
تبدين جميلة حينما تتعصبين ...
ارتبكت لمار خجلا بينما
فالي اللقاء
الفصل السادس
في صباح اليوم التالي ...
جلس فارس امام والدته وقال
خير يا ست الكل ...!اخبرتني الخادمة انك تريدنني ...
كل خير يا بني ...اريد ان احدثك في موضوع مهم قليلا ...
قطب فارس حاجبيه متسائلا بحيرة
موضوع ماذا ...! تحدثي ...
اجابته صفية وهي تربت على كف يده
ريم ...
ما بها ...!
هل يرضيك وضعها الحالي ...!
ماذا تقصدين ...!
تحدثت الام موضحة مقصدها
انها لم تتزوج حتى الان يا فارس .... وهذا كله بسببك ...
تراجع فارس الى الخلف مذهولا
وما علاقتي انا بهذا يا امي ...!
تنهدت الام بقوة وقالت
لا احد يقبل الزواج بها كونها مطلقة ... انت تعرف طبيعة الرجال هنا ...لا يقبلون الزواج بإمرأة مطلقة وإن كان عقد قران فقط ..
اعترض فارس حديث والدته
ماذا تقولين يا امي ..! هل اصبحت انا السبب في عدم زواجها ...!
اسمعني جيدا يا فارس ....المشكلة ليست هنا فقط ...
إذا أين تكمن المشكلة بالضبط ...!
اجابته صفية
ريم تعاني من مشكلة في الرحم ... يجب ان تتزوج وتنجب قبل سن الاربعين ... وهي في الثلاثين من عمرها ...فرصتها للزواج شبه معډومة ... هي من حقها ان تتزوج وتنجب اطفال ....
صمت فارس واخذ يفكر في حديث والدته بجدية قبل ان يقول
ومالذي يثبت لي صحة كلامك...!
شهقت الام بعدم تصديق
هل تكذبني يا فارس ...
فارس بسرعة
حاشا لله يا امي ...لكن انا لا اثق بكلام خالتي ...قد تفعل هذا فقط لاتزوج ابنتها ...
خذها الى الطبيب بنفسك وتأكد من كلامها ولكن بشرط ...اذا تبين ان كلامها صحيح فأنت عليك ان تتزوجها كونك السبب الرئيسي في بقائها بدون زواج الى الان ...
ولكن يا امي انا متزوج بالفعل ...
صفية باعتراض
وهل تحسب زواجك هذا بزواج ....لمار مجرد طفلة لا تفهم شيئا ... هي لا تصلح لأن تكون زوجة ...انت بحاجة لزوجة حقيقية ...
فارس بعدم اقتناع
لا اعلم ...قد يكون كلامك صحيحا ولكن ....
جميع رجال القرية متزوجون من اثنين وثلاثة ويعيشون حياة هادئة وسعيدة .... مالذي ينقصك لتفعل مثلهم ....!
زفر فارس انفاسه بإحباط بينما اخذت صفية تربت على ذراعه وهي تقول
وافق يا فارس...وافق من اجلي ...
الا ان فارس قال منهيا الحديث
يجب ان افكر جيدا يا امي .... انا لن اتخذ قرار كهذا بهذه السرعة...كما انني يجب ان اتأكد من صحة كلام خالتي وريم ...
كما تريد ...
قالتها صفية بإمتعاض بينما تحرك فارس خارج المكان وهو يفكر في كلام والدته بجدية
.....................
مساءا ...
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام حينما تقدمت لمار منهم والقت التحية ثم جلست بجانب فارس وبدأت تتناول طعامها بصمت ...
كانت صفية تراقبها وهي تتناول طعامها بشرود حينما حدثتها قائلة
لمار ابنتي...ضعي الطعام لزوجك ... ارى انه لا يتناول الكثير ...
نقل فارس بصره بين والدته ولمار التي قالت
ولما لا يضع هو الطعام لنفسه ...!
ردت صفية
عندنا السيدات يطعمن ازواجهن بأنفسهن ...ثانيا لا تردي علي ...نفذي كلامي دون نقاش ...
زفرت لمار انفاسها بضيق ثم بدأت في وضع الطعام امام فارس الذي لم يفتح فمه بكلمة واحدة ...
انتهى الجميع من تناول الطعام فخرجت لمار من المكان واتجهت الى غرفة سيف ...
كان سيف ما زال مستيقظا حينما حملته لمار واخذت تلاعبه بصمت ...
لم تشعر بفارس وهو يقترب منها ويطالعها بنظرات حائرة ...
التفتت نحوه ما ان شعرت بوجوده ليغمز لها قائلا
ما رأيك ان تنيميه بسرعة وتأتين الى غرفتنا ...!
ابتسمت وقالت
كما تريد ...اذهب انت اولا وانا سألحق بك ...
بعد حوالي ساعة دلفت لمار الى غرفتها لتجد فارس غارقا في نومه ..
تقدمت منه وجلست بجانبه واخذت تهزه لكنه لم يستيقط ...
تطلعت اليه بإحباط وقررت ان تنام هي الاخرى ...وقبل ان تنام بالفعل وجدت فارس ينتفض من مكانه
فارس ..
نعم ...
أريد الحديث معك في موضوع مهم ...
تحدث ...
متى سأذهب الى المدرسة ..!
عقد فارس حاجبيه متسائلا
أي مدرسة ...!
نهضت لمار من مكانها بع
وقالت
هل نسيت انني طالبة في المدرسة ...! ويجب ان اذهب اليها ..
وهل من الضروري ذهابك الى المدرسة ...!
اومأت لكمار برأسها ليهز فارس رأسه بضيق و يقول
اعطني فرصة لأفكر في هذا الموضوع جيدا ....
ماذا يعني هذا ...! انت لن ترفض بكل تاكيد...!
قالتها لمار باعتراض ليرد فارس بحزم
قلت سأفكر ....
ثم ارتدى قميصه وخرج من الغرفة تاركا ايلها تتطلع الى اثره بإحباط ...
..................
وقف فارس في حديقة المنزل يأخذ نفسا عميقا ويفكر في موضوع ريم حينما شعر بأحد ما يقترب منه ...
التفتت ليجدها ريم التي اقتربت منه وقالت باستيحاء
كيف حالك ...!
فارس ببرود
بخير ...
تنحنحت ريم قائلة بحرج
اريد الحديث معك ....
تفضلي ...
ريم بجدية
تزوجني يا فارس ...تزوجني وانقذني من چحيم عائلتي ...
هل جننت يا ريم ...! هل وصل بك الحال ان تعرضي الزواج علي ...
انسالت دموع ريم على وجنتيها وهي تقول
انت لا تعرف ما اعيشه وما اعانيه ... اهلي يعايروني لانني لم اتزوج حتى الان ...ولا يوجد احد تقدم لخطبتي كوني مطلقة ... اخواتي الاصغر مني سيتزوجن وانا سأبقى كما انا... لقد قاربت على الثلاثين يا فارس ...فرصتي بالزواج انتهت ... اذا لم تتزوجني فإنني سأبقى في چحيم حقيقي ...
وماذا عن زوجتي ...! هل نسيت بأنني متزوج..!
ردت بسرعة
لمار سأعتبرها أخت لي ...كما انني سأكون خير
متابعة القراءة