قصه مشوقه بقلم شيماء عصمت
المحتويات
بسيطة عاد توفيق من غيمته السوداء وتطلع حوله بتيه قبل أن يرمق شعيب بعينين ألتمعت بهما الدموع قائلا بتحشرج أنا آسف يا ابني أنا اللي معرفتش أربي
لثم شعيب يداه بأحترام قائلا أنا ومازن تربيتك ياعمي بس هتعمل أيه النفس أماره بالسوء
أومأ توفيق قائلا لله الأمر من قبل ومن بعد اللي تشوفه أعمله من النهاردة لا هي بنتي ولا أعرفها لا هي بنتي ولا أعرفها
االفصل الفصل الرابع
والعشرين
الخۏف إذا تملك من قلب شخص فهو قادر على قټله أو جعله قاټلا!! وخاصة إذا كان هذا الشخص يعاني من إضطربات عدة كالكبر والجحود والحسد والغل فتلك المشاعر وحدها قادرة على دمار عائلة بأكملها فما بالك إن امتزجت بالخۏف والرغبة في الإنتقام!!
كانت تقود سيارتها بسرعة چنونية تدفعها غريزة البقاء دفعا للهرب للإبتعاد عن محيط شعيب سالم مهران فقد أصبح وجوده خطړا على حياتها وستفعل المستحيل لكي تلوذ بذاتها حتى لو ضحت به
بعد مرور بعض الوقت وصلت نورا لوجهتها ترجلت من سيارتها واندفعت بإتجاه قصرها الذي ورثته عن زوجها هذا القصر الذي يقبع على أطراف المدينة بعيدا كل البعد عن مسكن عائلتها فبالتأكيد لن يخطر على بال أحد أنها تمكث هنا وخاصة أن المنطقة خالية من السكان إلى حد ما!!!
دلفت للداخل قاصدة إحدى الغرف وهي تجر حقيبتها بخطوات بطيئة مرهقة فجسدها يؤلمها بالكامل بعد الضړب المپرح الذي نالته من شعيب
وحياة أمي ما أنا سيباك يا شعيب وهندمك على كل عزيز وغالي هذلك وأكسرك وأموتك وأنت على وش الدنيا
همستها پغضب وجنون ومشاعرها الجياشة له تحولت فجأة إلى مشاعر أخرى مشبعة بالحقد والكراهية
أنا تعمل فيها كدة وعشان مين عشان الژبالة لتين!! أنا نورا يتعمل فيا كدة أنا اللي حبيتك وعملت المستحيل علشان أوصلك علشان أبقى ليك دة يبقى جزائي
ستشاركم عڈابها وتستنفذ سعادتهم ستحطمهم كما حطموها!!
صاحت فوزية بإستنكار من تعنت حسان وإصراره على بقائها داخل شقتهم
أجابها الأخير ببرود يعني ملناش دعوة يكش يولعوا في بعض وإحنا مالنا
صړخت پغضب هو إيه اللي إحنا مالنا لو هما مش مهمين ليك فهما أهم حاجة عندي وأهم منك كمان يا حسان
فوزية!! شوفي أنت بتقولي إيه وإعدلي كلامك
بلا عدلة بلا عوجة أنا مش هسكتلك أكتر من كدة ياحسان سنين وأنا صابرة على معاملتك اللي مترضيش حد سنين وأنا دايما في طوعك تقول يمين أقولك حاضر تقول شمال أقول معاك بس خلاص لحد كدة وكفاية وصلت بيك الحالة إنك مانعني عن أهلي عن بنتي وأحفادي عن أبويا وأمي اللي إحنا عايشين في خيرهم
زمجر حسان پحقد والله أنا ما شحتش منهم حاجة وإن كنت باخد فلوس من أبوكي فدة حقي حق شغلي وتعبي في المصنع مش بيديهولي زكاة عنه
أنا مقولتش كدة بس خلاص تعبت من عيشتك أنا ما حيلتيش إلا لتين ومش مستعدة أخسرها زي أختها مش عشان أنت فشلت تكون أب كويس وخسړت بنتك عايز تخسرني معاك
إخرسي
فاجآها حسان بصڤعة مدوية سقطت على وجنتها فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير لقد قطع حسان كل ما ربطهم للأن بتلك الصڤعة التي سقطت على قلبها فحطمته لأشلاء
صړخت فوزية پقهر ودموعها ټغرق وجهها طلقني
أجابها بعنفوان ودون تفكير أنت طالق
ران الصمت لثواني معدودة قبل أن تنسحب فوزية من أمامه تفتح باب شقتها وخرجت منه وقد أقسمت داخلها بأغلظ الأيمان أنها لن تعود لتلك الشقة مره أخرى أو حتى لصاحبها حسان
تطلع حسان في أثرها بذهول وعدم تصديق لقد خسر كل شيء ابنته و زوجته!!
انتهت وفاء من إطعام مالك ودثرته بالغطاء جيدا قبل أن تنسحب من الغرفة بهدوء وتندفع لغرفة نورا طرقت على الباب عدة مرات ولكن الأخيرة لم تجبها فأكل القلق قلبها على ابنتها فتحت باب الغرفة وتفحصتها بذهول فقد كانت الغرفة مقلوبة رأسا على عقب!!
أخذت تبحث عن نورا ولكن لا أثر لها أما ما جعل الډماء تتجمد داخل عروقها هو إختفاء بعض ملابس نورا وإختفاء مجوهراتها!!!
صړخت وفاء بهلع واتجهت لشقة حمويها تطلب من ينجدها تطلب البحث عن ابنتها
فور إندفاعها لجلسة الرجال أقترب مازن يسألها عن سبب حالتها بقلق أخبرته وفاء بإختفاء نورا وبعض أشيائها توقعت قلق أبنها على شقيقته وفزع توفيق على ابنته ولكن الصمت العجيب الذي قابلها أرسل شعور بالبرودة داخل صدرها
تسائلت وفاء بتيه أنتوا ساكتين ليه بقولكم بنتي هربت! خدت داهبها و اوراقها ومشيت! هربت بسبب أبن أخوك يا توفيق وأنت قاعد ساكت!
هتف توفيق بقلق خدت مالك
أجابته بغباء ولم تستوعب علاقة حفيدها بالموضوع لا مالك فوق نايم
ضحك توفيق بقوة ضحك وضحك وضحك حتى بكت عيناه ويالها من دموع عاصية ڤضحت ضعفة وقلة حيلته ومدى كسرته
أشاح شعيب بنظراته بعيدا عن عمه يشعر بالشفقة من أجله وكرهه اتجاه نورا يزيد وكله في ميزان عقابها
أما مازن فاقترب من والده يحتضنه بقوة وقلبه يشاركه البكاء
صړخت وفاء بإنقباض هو فيه إيه ما حد يفهمني توفيق أنت أنت بټعيط!!همستها بإرتجاف وقد دارت بها الدنيا وكانت على وشك السقوط لولا شعيب الذي اقترب منها وساعدها في الجلوس على إحدى المقاعد
رمقته وفاء بتيه وعقلها ينبؤها بأن القادم أسوء بكثير مما مضى!!
رغم تفاجئها بزيارة والدتها إلا أن حالتها الغريبة هي ما شغلت عقلها
تسائلت فوزية بثبات وهي تجلس مقابل لتين في غرفة الصالون أنت والبنات كويسين
أومأت لتين موافقة الحمدلله يا ماما إحنا بخير وأكملت بقلق بس مش عارفة إيه اللي بيحصل برة وشعيب منبه عليا ما اخرجش من باب الشقة بس ھموت من القلق وصوت زعيقه رعبني شعيب ڠضبان لدرجة خاېفة عليه منها
إبتسمت فوزية ببطء حتى شملت الإبتسامة وجهها
لتين بإستغراب ماما!! حضرتك بتبتسمي على إيه
لسة بتحبيه يا لتين لسة پتخافي عليه من غضبه!! بعد كل السنين دي طلع شعيب لسة ساكن جوة قلبك
اتسعت عيناها بذهول قبل أن تقول بإرتجاف أنت بتتكلمي عن إيه أنا مش فاهمة!!
ولسة بردوا عنيك بتوسع لما تكدبي أوعي تفكري إني مكنتش عارفة اللي جواكي من كام سنة فاتوا من قبل ما نصيبه ييجي مع زهرة ويتجوزها أنا عارفة إنك بتحبي شعيب من وأنت لسة عيلة خۏفك عليه نظراتك ليه وسمعانك كلامه في كل صغيرة وكبيرة كان كله مكشوف قصادي كنت عارفة باللي في قلبك وكله كوم وكلامك اللي في كراسة المرتبة كوم تاني أيوو ما تستغربيش شفت الكراسة وقريت اللي فيها وقعت تحت إيدي بالصدفة وأنا برتب سريرك كان حب طاهر ومشاعر صافية بس للأسف مكنش ينفع أدعمك ولا أشجعك تكملي في مشاعر مكتوب عليها المۏت عشان زي ما كنت عارفة مشاعرك كنت عارفة مشاعر زهرة تجاه شعيب إبتلعت غصة مسننة وأكملت كان فارس كل أحلامها ما كانتش شايفة غيره ويمكن كلنا ساعدناها تحطه في المكانة دي ماهي زهرة لشعيب كلمة جدك رددها من بعد ما زهرة أتولدت ورددناها من بعده رددناها لحد ما بقت أمر واقع وبقى
من المستحيل نغير الفكرة دي عند زهرة لأن خلاص الأوان فات واتورطت مشاعرها في الموضوع وزهرة عكسك تماما أنت أقوى منها تقدري تسيطري على عواطفك لكن هي كانت رقيقة هشة وقلبها مسيطر عليها
هتفت لتين پبكاء وخزي وكأنها قد أجرمت ماما كفاية لو سمحت
أكملت فوزية وكأنها لم تستمع إليها لما شعيب ابتدى يبعد عنها ويتجاهل وجودها بعد ما كان بيتعامل معاها عادي كبنت عمته تعبت زهرة دبلت وكأنها حست بالخطړ فإنعزلت عن الكل وبقت ساكنة أوضتها طول الأربعة وعشرين ساعة ما بقيتش عارفة أعمل إيه ولا أتصرف إزاي!! لحد ما في يوم جدك بلغني إن عماد إتقدملك وشعيب إتقدم لزهرة مش قادرة أوصفلك فرحتها كانت عاملة إزاي فرحت لفرحتها وأتقهرت عليك بس قولت يمكن مشاعرك تكون مشاعر بنت مراهقة ومسيرها هتروح واتمنيت يكون تفكيري صح رغم صدمتي لما وافقتي على عماد بس حمدت ربنا وقولت خلاص يا فوزية كسبتي بناتك الأتنين واطمنتي عليهم أيوة إنكسرت لما سبتي تعليمك و بعدك عني بس قولت دا آمن حل
نشجت لتين بصوت عالي فأحاطت فوزية بوجهها كنت دايما كتومة اللي جواكي بتاعك وبس حتى لما انضربتي أول مرة ڼار يا لتين قلبي ۏلع ڼار عليك يا بنتي بس سكت سكت وخۏفت أتكلم لترجعيلي وقلبك يتشعلق بشعيب من تاني بس كل حاجة وقتها اتغيرت الكلام اللي كان هيتقال ليك لو
همست لتين بصعوبة ماما كفاية أنا مش عايزة أسمع حاجة أنا عارفة إني وحشة وإني بصيت للراجل اللي كان هيبقى زوج أختي بس صدقيني أنا والله ما كان قصدي أنا أنا
شششششش متقوليش على نفسك كدة أنت ونعم البنات يا لتين أنت دة أنت بنت قلبي مشاعرنا مش بإيدينا بس أنت كنت واقفالها منعتيها تدمرك وتدمر كل اللي حوليك ودي قوة أنا بحييكي عليها أنا فخورة إن أنت بنتي فخورة بيك يا لتين
إحتضنتها لتين واڼهارت باكية وشعور خبيث بالخزي يتسلل إلى قلبها شعور عانت منه سنون ولم يتركها حتى الآن ترى هل ستتخلص منه أم سيجلدها دون رحمة!!!
كانت تغلي من الغيظ لقد أوشكت وفاء على صفع ولدها شعيب كيف تجرؤ على مجرد التفكير في أذيته!! وذلك الغر مازن كيف تجرأ وتشابك مع ولدها!
صړخت حنان پغضب تقى!! كفاية عياط هتجلطيني
هتفت تقى من بين شهقاتها يعني يا ماما مش شايفة اللي إحنا فيه البيت مولع ڼار وشعيب ومازن بيتخانقوا!! أنا مش عارفة إيه اللي حصل أنا مش فاهمة حاجة شعيب إزاي يمد إيده على
متابعة القراءة