قصه مشوقه بقلم شيماء عصمت

موقع أيام نيوز

 

 


تشعر بأنه صبي صبي قوي مثل والده
انتبهت على وقوف مالك العابس بجوارها فهتفت بحبور صباح الخير على حبيب قلب ماما
لم يبتسم لها الصغير كعادته كل صباح ولم يجبها بل رمقها بمقلتين مقلوبتين فهتفت لتين بصوت متسائل مسموع تؤتؤتؤ مالك زعلان من ماما ليه ياترى ماما عملت إيه زعلت بيه مالك ياترى عملتي إيه يا لتين

أسرع الصغير يقول بعبوس و إندفاع صحيتي قبري قبلي وإحنا اتفقنا أنت وأنا نفتح عنينا مع بعض
تحكمت في إبتسامة لحوحة وهتفت يا نهار أبيض إزاي أغلط الغلطة دي وأصحى قبلك بس أنت عارف إن ماما عندها حاجات كتير لازم تعملها قبل ما مالك يصحى وبعدين مش أنا عملتلك الكيك اللي بتحبه
هتف بسعادة بجد
أومأت بالموافقة وعيناها تلتمع بالدموع فكلما استمعت لصوت مالك ترقرقت الدموع بعينيها من شدة سعادتها فلقد عاشت أيام طوال قلقة وحزينة لعدم إستجابة الصغير لأي من محاولاتهم لحثه على الكلام ولكن شعيب إقترح عرض مالكعلى طبيب تخاطب وقد كان فبعد علاج استمر لستة أشهر تخطى الصغير أزمته التي كانت نفسية أكثر منها صحية! 
أفاقت من شرودها على خروج الفتاتين من غرفتهما فوقفت ببطء قائلة أميرات ماما صحيوا يالا يا حبايبي أقعدوا على السفرة لحد ما أجيب الفطار وأنت يا إيشو خلي بالك منهم على ما آجي
هتف عائشة بطاعة حاضر يا ماما
ربتت لتين على كتفها بحنان واتجهت للمطبخ تحضر الإفطار التي أعدته صباح اليوم
هتفت حنان بعصبية يا تقى لا تقفلي الزفت اللي عمال يرن دة لأما تيجي تردي صدعت على الصبح
قالت تقى بخجل دة مازن يا ماما
لا والله! ومالك مكسوفة كدة ليه! قال مازن ياماما ماتردي يا آخرة صبري شوفي سي مازن عايز إيه خلينا نخلص اللي ورانا
أومأت تقى موافقة وردت غير منتبهة لمكبر الصوت الذي ضغطت عليه دون قصد نعم يا مازن! نعم عمال تتصل كتير كدة ليه!
أنعم الله عليك ياروح قلب مازن وعيون مازن ونن عين مازن و
وإيه كمان ياموكوس!
إحمر وجه مازن شاعرا بالحرج قائلا احمممم صباح الخير يا حماتي إن شاء الله تكوني بخير
أجابته حنان بعد أن انتشلت الهاتف من يد تقى ترمقها بغيظ الحمدلله في نعمة لولا واحد كدة ناوي يجبلي الضغط
بعيد الشړ عنك يا حنان يا قمر
مازن أنا مرات عمك يا حبيبي وحماتك واخد بالك من حماتك دي ماهو مش عشان كتبت الكتاب فتفكر إنك كدة ضمنت البنت و الجوازة لااا دة بكلمة مني ه
قاطعها بمسكنة ه إيه يا ماما حنان
محتال قالتها تقى بداخلها وهي ترى التأثر واضح على وجه والدتها
أما الأخيرة فقالت بصوت ثابت محاولة إخفاء تأثرها ها اجي أشدك من ودانك زي زمان يا مازن وهعذبك أقفل يلا ومش عايزة أسمع صوتك لأسبوع قدام
بس ياحماتي الفرح بعد أسبوع وأنا
قاطعه صوت إنتهاء المكالمة فضحك بمرح قائلا بټموت فيا سبحان الله!!
هتف توفيق من الخارج يا مازن
أيوة يا حج جايلك 
قالها مازن واتجه لغرفة أبيه ليجده على نفس وضعه يعلو الفراش وبيده صورتين إحداهما لوالدته والأخرى لنورا!
إبتلع غصة مسننة كادت أن ټخنقه وجلس بجواره قائلا بحنان أؤمرني يا حاج
هتف توفيق بحنين عايز أزور أمك وأختك النهاردة بقالنا أسبوعين قاطعين زيارتهم وحشوني
لثم مازن يد والده قائلا عينيا يا حج نروح بعد العصر تكون الشمس هديت شوية
ربت توفيق على كتفه قائلا ربنا يديك على قد نيتك الطيبة يا ابني ويبارك فيك
همس مازن بتأثر ويخليك لينا إحنا من غيرك ولا نسوى
أخوك عامل إيه أخبار الجلسات اللي بياخدها إيه في نتيجة رجله اتحسنت
الحمدلله أحسن من الأول بس لسة شوية على ما يرجع زي الأول
هز توفيق رأسه موافقا وشرد في يوم مر عليه ستة أشهر ولكنه يشعر وكأنه بالأمس!
يوم أن أتت الشرطة تبحث عن عائلة نورا توفيق مهران وأبلغتهم الخبر المفجع پوفاة نورا!! ربما لو ماټت بصورة طبيعية لكان وجعه أقل! ولكن معرفته بما حدث لها أن يعلم أن ابنته قټلت وتركت جثتها لمدة زادت عن أسبوعين دون أن ټدفن لهو أمر قاس لم يتحمله قلبه فسقط واقعا غير شاعر بمن حوله سقط ولن يعود للوقوف مجددا! فلقد شلت قدماه بسبب الجلطة التي تعرض لها بعد سماعه پوفاة ابنته الوحيدة!! 
حتى وإن رأى البعض أنها لا تستحق أن يحزن عليها فقد باعتهم دون مقابل! حتى وإن كانت قد سممت علاقات الكثير وډمرت حياتهم ومنهم حياة ابنه البكري ولكنها تظل ابنته قطعة من روحه فلذة كبده كيف لا يحزن عليها كيف يتخطى خبر مۏتها وكأنها لم تكن تعنيه كيف بحق الله!!
زفر توفيق نفس مټألم وأغمض عيناه يناجي النوم أن يأتيه فالنوم راحة هو بأشد الحاجة إليها !
همس مازن بتضرع اللهم يا واسع العطاء ويامنزل الشفاء ويا رافع البلاء ويا مجيب الدعاء اشف أبي يارب واجعل مرضه وكل ألم يشعر به تكفيرا عن سيئاته ورفعا لدرجاته يارب
بعد إطعام الصغار دلفت لتين إلى غرفتها بملامح مټألمة ثم توقفت فجأة غير قادرة على المشي والوصول إلى الفراش فصاحت بصوت حاولت جعله ثابتا ولكنه خرج مرتجفا مټألم شعيب شعيب
تمطع شعيب ثم فتح عيناه قليلا قائلا بنعاس صباح الخير يا حبيبتي
شهقت پألم قائلة شعيب إلحقني
إنتفض من فراشه ثم إقترب منها قائلا بقلق مالك يا لتين فيك إيه
أجابته بتعب شعيب أنا بولد
صاح بړعب هتولدي إزاي أنت لسة في أول التاسع والدكتورة قالت
شعيب إهدى واسمعني ساعدني أغير هدومي وهات شنطة البيبي اللي محضراها بسرعة
مش هاقدر أستحمل أكتر من كدة!
همس بتشويش أنت حاسة بۏجع من الصبح
صړخت وقد اشتد الألم بشكل مهول شعيب إخلص همووووووت
حاضر حاضر
دار حول نفسه بړعب قبل أن يفتح الخزانة ينتشل ملابسها والحقيبة المخصصة لها وللطفل ثم ساعدها على تغيير ملابسها وبعد أن انتهى قالت لتين وهي تكبت صرخاتها إتصل بماما تيجي تاخد الولاد وخلي بابا يجيلي على المستشفى
إقترب منها ينوى حملها ولكنها إعترضت بقوة العيال برة يا شعيب مش هينفع يشوفوني كدة إتصل بماما الأول تيجي تاخدهم
قبض على يديها يحاول بث الأمان بين طيات قلبها قائلا حاضر ياحبيبتي إهدي خدي نفس عميق أنا معاك
إبتسمت بإرتجاف وأغمضت جفنيها پألم غير قادرة على الحديث
دقائق وكانت فوزية بشقة شعيب بقلب ينبض پجنون شاعرة بالړعب والقلق ووقفت مشتتة بين اللحاق بابنتها أو مكوثها بالبيت و الإعتناء بالصغار!! وبالأخير رضخت لرجاء لتين بأن تمكث مع صغارها
أما شعيب فبمجرد خروج عمته ومعها صغاره حمل لتين بين ذراعيه وأسرع بها إلى سيارته وضعها بحرص وجلس بجانبها وأمر السائق بالإنطلاق
ما يشعر به شعيب عجز عن تفسيره كان غارق بمشاعر عدة مابين الخۏف والقلق الترقب والإرتباك والړعب الشديد ړعب من أن يفقدها!!!
رمقها بنظرات زائغة فقبضت على يديه بقوة فهتف بعذاب لو عايزة ټصرخي أصرخي لو حابة تعضيني زي ما بيحصل في الأفلام عضيني عادي مش هعترض بس متكتميش وجعك أرجوك عبري عن اللي حساه!
بكت بنشيج عال وهي تشعر بتصلب في جدار بطنها يعقبه إرتخاء وآلام شديدة أسفل الظهر وتمتد إلى الجانبين الأيمن والأيسر ومع مرور الوقت أصبحت أكثر ألما وتسارعا وتستمر لمدة أطول
عانقها بعجز غير قادر على مساعدتها على نزع الألم منها عناق إحتاجه هو أكثر منها في تلك اللحظة!
صړخ شعيب في السائق وقد إنفلتت مشاعره سوق أسرع شوية يا بني آدم
هز السائق رأسه بإرتباك وزاد من سرعة السيارة فصړخت لتين بقوة وقد إشتد طلق الولادة!!
دقائق مرت عليهم كالساعات قبل أن يصلوا للمشفى
إستقبلتهم طبيبة لتين التي هاتفها شعيب أثناء وصولهم كما هاتف والد لتين حسان
جلست لتين على سرير المشفى ترتدي الرداء الخاص بالولادة وبجوارها شعيب بملامح شاحبة وكأنه يتألم!
تنفست لتين بعمق ثم همست أنا بحبك
لثم يديها بعمق قائلا بتحشرج وأنا كمان بحبك خليك قوية زي ما طول عمرك قوية
إزداد الألم فهمست پخوف لو حصلي حاجة لا قدر الله خلي بالك من ولادنا ولادنا أمانة في رقبتك يا شعيب حافظ عليهم و
قاطعها بشراسة إخرسي يا مچنونة أنت هتكوني كويسة هتخرجي لينا بالسلامة وأكمل بلوعة إحنا من غيرك ولا حاجة أنا من غيرك ھموت
بعيد الشړ قول
لبابا إني
قاطعها دخول حسان الذي أزاح شعيب پعنف وإقترب منها قائلا بقلق هتقومي بالسلامة يا حبيبتي أنا مصدقتش إنك طلبتي تشوفيني أنا آسف يابنتي حقك عليا أنا خذلتك كتير بس أنا إتغيرت وهكون ليك الأب اللي تستحقيه صدقيني!
همست لتين پألم أنا مسمحاك يا بابا ومش زعلانة منك والله ما زعلانة إدعيلي أنت بس إن شاء الله هكون كويسة
قاطعتهم الممرضة قائلة يلا يامدام حضرتك لازم تكوني في غرفة الولادة دلوقتي
هزت لتين رأسها ورمقت شعيب بإبتسامة واهية فطبع قبلة عميقة أعلى رأسها أودع بها جميع مشاعره
الإنتظار شعور سيء لا يدرك جحيمه سوى من ينتظر فالوقت خلال إنتظارك لحدث ما يمر ببطء مهلك مؤذ لمشاعرك يرهق أعصابك ويدمي قلبك
وهكذا كان وضع شعيب وهو يقف مستندا إلى الجدار ينتظر خروجها يستمع إلى صرخاتها التي أډمت قلبه
يارب يارب
أخذ يدعو بإبتهال وهو يغمض عينيه يمنع دموع عاصية هددت بالإنسياب فإقتربت والدته تربت على ذراعه قائلة بخفوت إن شاء الله هتخرج بالسلامة ما تقلقش ياحبيبي
هتف بلوعة يارب يا أمي يارب أتأخروا أوي جوة
أجابته حنان برفق متقلقش هي عشان أول ولادة فبتاخد وقت
فوزية أقعدي قلقتيني
صاحت الجدة پغضب وقد إزداد توترها بسبب ابنتها التي تقطع الممر ذهابا وعودة
هتفت فوزية بخفوت قلقانة يا حاجة إتأخروا قوي ومحدش إتصل يطمني مع إني موصية حنان أول ما لتين تولد تكلمني بس شكلها لسة
إن شاء الله خير ما تقلقيش أومال لو ماكنتيش مخلفة مرتين كان حالك هيبقى عامل إزاي!
هتفت فوزية برجاء إدعيلها يا أمي ربنا يقومها بالسلامة
داعيالها لتين بنت فوزية ربنا يجعل ساعتها سهلة قومي بقى أكلي العيال وكفاية عصبية وقلق خوفتيهم
هتفت الطبيبة بإبتسامة عملية حمدلله على سلامة مدام لتين جابت ولد زي القمر
هدر شعيب بلهفة هي كويسة لتين بخير
بخير الحمدلله وهتتنقل لأوضتها أما الطفل فخلال دقايق هيتنقل في الحضانة وتقدر تشوفه
همس شعيب بإمتنان الحمدلله الحمدلله
إحتضنته حنان بسعادة جمة قائلة مبارك ياحبيبي عقبال يارب ما تخاويه
الله يبارك فيك يا أمي عن إذنك لازم أشوف لتين حالا
إبتسمت حنان بتفهم قائلة وأنا هروح أشوف المولود يتربى في عزك يا حبيبي
كانت نصف مستلقية على السرير تحتضن صغيرها بمشاعر متضاربة وقلبها يضرب پجنون غير قادر على تحمل تلك السعادة التي تشعر بها
إنسابت دموعها وهمست بخفوت لشعيب الجالس جوارها شايف يا شعيب ابننا حلو أزاي! أنا سعيدة قووي
 

 

 

تم نسخ الرابط