رواية قطه فى عرين الأسد بقلم بنوته اسمرة

موقع أيام نيوز


لكنها أيضا كانت تشعر بسعادة بالغه لكلمات الإطراء الذى يلقيها هذا الرجل
الغني الوسيم على مسامعها .. ابتسمت قائله 
ميرسي يا بشمهندس
ابتسم قائلا 
لأ بشمهندس ايه بأه خليها خالد على طول .. أنا شايف ان خلاص الرسميات معدتش تنفع بينا
ثم قال بخبث وهى يتطلع الى عينيها 
ولا انتى شايفه ايه
ابتسمت قائله ب دلع 

ماشى يا خالد
قال بهيام 
الله مكنتش أعرف ان اسمى حلو كده الا لما نطقتيه
من الواضح انك بتعرف تتكلم كويس يعني شكلك مش سهل خالص
نظر اليها بجرأة قائلا 
هو فى حد يشوف القمر ويسكت .. قمر ايه هو أصلا القمر ييجى حاجه جمبك .. ده انتى جامده طحن
ضحكت بدلال وقالت 
ميرسي يا خالد
توقفت نغمات الموسيقي ..فقال لها 
خليكى هنا يا قمر هروح أجيب حاجه نشربها وآجى
أومأت برأسها مبتسمة .. دخل وتركها وهى تنظر الى السماء وتشعر أن أبواب الحظ انفتحت لها أخيرا .. عاد خالد وهو يحمل كأسين من الخمر وأعطاها واحدا .. نظرت بريبه الى كأسها وقالت 
ده عصير 
افنجر خالد ضاحكا وقال 
عصير .. آه عصير .. عصير قصب .. بوزع فى حفلة عيد ميلادى على الضيوف عصير قصب
ابتسمت بتوتر وقالت 
لو خمره فأنا مبشربهاش
أخذ خالد رشفة من كأسه وقال 
ليه مبتشربيهاش
هزت كتفيها وقالت بإرتباك 
مش عارفه .. عشان حرام
مط خالد شفتيه وقال 
سيبك من الشيوخ اللى مفيش وراهم حاجة الا انهم يحرموا كل حاجة مش على مزاجهم .. ناقص يقولوا الهوا اللى بنتنفسه هو كمان حرام
قالت سهى بإرتباك 
بس أنا بيتهيألى ان فى آيه بتقول ان الخمره حرام .. انا مش عارفه الآيه .. بس بيتهيألى كده
قال خالد وهو ينظر اليها 
الحړام هو انك تشربي كمية كبيرة .. لكن لو كمية صغيرة مفيهاش مشكلة مش هتضرك .. تعرفى أصلا ان الخمړة مفيدة جدا وليها فوايد كتيرة وان فى آيه فى القرآن بتقول كده
قالت سهى بدهشة 
بجد
أومأ خالد برأسه وقال 
أيوة بجد .. الآية فى سورة البقرة وبتقول يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما منافع للناس 
لم يكن ما قاله خالد سوء تأويل للآيه فقط بل تحريف للآية الكريمه التى تقول يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهمآ أكبر من نفعهما .. بدا على سهى شئ من الاقتناع بكلامه .. فحثها قائلا 
اشربي هتعجبك أوى
قربت سهى الكأس من ش فتيها وأخذت رشفة صغيرة وهى تسمع
صوتا بداخلها يخبرها بأنها ترتكب اثما ثم ما لبثت أن أسكتت هذا الصوت وتجاهلته واندمجت مع خالد فى الضحك والمزاح
دخلت سهى الى بيتها وهى تسير على أطراف أصابعها حتى لا يستيقظ أهلها .. دخلت غرفتها وهى تشعر بن شوة وسعادة بالغة .. لقد قضت سهرة رائعه مع فتى أحلامها والذى يبدو أنه أعجب بها هو الآخر
فى اليوم التالى سافر كل من عبد الرحمن و عثمان الى القاهرة للبحث عن ابنتهم مريم .. ذهبا الى العنوان الذى حصلا عليه .. لم يجدا أحدا فى المنزل .. انتظراها قرابة الخمس ساعات أمام الباب لا يتحركان من مكانهما .. أكد لهما الجيران أنها تبيت فى بيتها كل يوم .. ولا تبيت برة البيت أبدا .. وأنها تعود قبل المغرب من عملها .. انتظراها حتى رآى فتاة تصعد درجات السلم وتقف أمامهما فى دهشة وهى تراهما يجلسان على السلم أمام باب شقتها .. وقف عبد الرحمن بمجرد أن رآها .. أخذ يمعن النظر فيها وقد اغرورقت عينا بالدموع .. قالت مريم بدهشة 
أفندم .. فى حاجة حضرك .. دى شقتى
اقترب منها عبد الرحمن فرجعت للخلف فى خوف وقالت 
فى ايه حضرتك
قال عبد الرحمن بتأثر شديد 
انتى بنت خيري .. بنت خيري ولدى
نظرت اليه مريم بدهشة وقد عقد لسانها .. فقال بصوت مرتجف 
ايوة انتى بنته .. أنا واثج انك بنته .. عرفتك بجلبي يا بنت ابنى .. آني جدك عبد الرحمن يا بنتى .. آنى جدك
ازدادت دهشت مريم واضطرابها وهى تنقل نظرها بين الرجلين .. فأشار عبد الرحمن الى
عثمان قائلا 
هاد عمك عثمان يا بنتى .. عمك أخو بوكى الله يرحمه ويحسن اليه
كانت مريم تشعر وكأن لسانها عقد من الصدمة .. اقترب منها عبد الرحمن فتوترت .. فقال عثمان 
وريها بطاجتك والصور يابوى يمكن تطمن شوى
دى صور بوكى يا بنتى .. صورى آنى وهو وعمك عثمان وعمتك صباح وعمك ياسين الله يرحمه ويحسن اليه
تطلعت مريم الى الصور وقد أغرورقت عيناها بالعبرات وهى تتطلع الى صورة والدها وعائلته .. كانت تنظر صور والدها بشوق ولهفة .. تساقطت عبراتها الصامته ..
بنت ولدى .. ما عاد سيبك واصل .. احنا اهلك يا بنتى .. احنا منك وانتى منينا .. وح شتينى كتير .. دورت عليكي كتير .. على ولاد الغالى .. والحمدلله
لجيتك .. الحمد لله .. الحمد لله
رغم العبرات التى كانت تتساقط من عينيها وشهقات بكائها الصغيرة التى خرجت منها رغما عنها .. إلا أنها وجدت ابتسامة صغيرة وقد رسمت على ش فتيها وأخذت تتمسك بيديها بملابس هذا الرجل الذى يعانقها .. تشبثت به وكأنها تخشى أن يتركها .. كالغريق الذى يتعلق بطوق نجاته ..عائلتها التى فقدتها منذ سنوات .. وذاقت بعدهم مرارة الوحدة واليتم والحرمان .. وها هو الله الآن قد رزقها بعائلة والدها .. لتعوضها عن فقدان عائلتها .. ولتخرجها من وحدتها القاټلة الممېتة .
الحلقة الثامنة.
دى صور بوكى يا بنتى .. صورى آنى وهو وعمك عثمان وعمتك صباح وعمك ياسين الله يرحمه ويحسن اليه
تطلعت مريم الى الصور وقد أغرورقت عيناها بالعبرات وهى تتطلع الى صورة والدها وعائلته .. كانت تنظر صور والدها بشوق ولهفة .. تساقطت عبراتها الصامته .
بنت ولدى .. ما عاد سيبك واصل .. احنا اهلك يا بنتى .. احنا منك وانتى منينا .. وحشتينى كتير .. دورت عليكي كتير .. على ولاد الغالى .. والحمدلله لجيتك .. الحمد لله .. الحمد لله
رغم العبرات التى كانت تتساقط من عينيها وشهقات بكائها الصغيرة التى خرجت
منها رغما عنها .. إلا أنها وجدت ابتسامة صغيرة وقد رسمت على شفتيها وأخذت تتمسك بيديها بملابس هذا الرجلوكأنها تخشى أن يتركها .. كالغريق الذى يتعلق بطوق نجاتهعائلتها التى فقدتها منذ سنوات .. وذاقت بعدهم مرارة الوحدة واليتم والحرمان .. وها هو الله الآن قد رزقها
بعائلة والدها .. لتعوضها عن فقدان عائلتها .. ولتخرجها من وحدتها القاټلة الممېتة .
دلف ثلاثتهم الى داخل البيت .. رحبت مريم
بهم بحماس قائله 
اتفلضوا .. اتفضلوا
جلس جدها وعمها فى حجرة الصالون وأخذا يتطلعان الى الشقة المتواضعة وأثاثها المتواضع ..
استأذنتهم ودخلت المطبخ لتعد لهم الشاى .. لم تشعر بنفسها إلا وهى تسجد شكرا لله على أرض المطبخ .. تشكره لأنها أخيرا ستشعر أنها وسط عائلة كأى فتاة أخرى .. لها عم وجد وعمه .. يا ما أحلى ذلك .. أخذت تتسائل ترى هل جدتها على قيد الحياة .. هل لدى عمها وعمتها أطفال .. هل سيرحب الجميع بها .. لكم تتمنى رؤيتهم جميعا .. والتعرف عليهم .. عادت بلهفة حاملة أقداح الشاى وقدمتها اليهما .. جذبها جدها من يدها وأجلسها جواره قائلا 
تعالى يا بنت الغالى ..اجعدى جمبى اهنه .. حاسس انى شامم فيكي ريحة المرحوم خيري
ابتسمت له . ابتسمت فى سعادة .. رفعت رأسها وقالت 
أنا لسه مش مصدقة .. حسه انى بحلم .. أنا فرحانه أوى .. فرحانه أوى انكوا جيتوا وانكوا دورتوا عليا
قال عبد الرحمن بتأثر 
من يوم ما عرفت بمۏت أبوكى وأنا عم دور على ولاده
.. والحمد لله لجيتك يا بنتى .. الحمد لله
قال عثمان مستفهما 
انتى عايشه لحالك اهنه
نظرت اليه وابتسمت بخجل قائله 
أيوة عايشة لوحدى
شعرت فورا بالألفة مع جدها .. لكنها كانت متوجسه خيفه من عمها .. ربما لتعبيراته الجامدة التى تظهر على ملامح وجهه .. ربما لو ابتسم لها لذاب الجليد قليلا .. نظرت الى جدها قائله 
أنا هقوم أحضر العشا
قال عثمان 
لا نبجى ناكل فى البيت ان شاء الله .. يلا لمى خلجاتك عشان تيجي معانا
نظرت اليه مريم بدهشة وشعرت بالإضطراب قائله 
آجى معاكوا فين
قال عثمان 
تيجي معانا البلد .. النجع .. بيت أهل أبوكى
بدت عليها الحيرة فقال عبد الرحمن 
مش معجول نسيبك عايشه اهنه لحالك يا بنتى .. انتى مهما كان بنت وصغيرة والدنيا معدتش أمان
ارتطمت عيناه بالدبلة فى أصابع يدها اليمنى فابتسم قائلا 
انتى مخطوبة يا بنتى 
نظرت مريم الى دبلتها ولمستها بأصابعها بحزن وقالت بصوت خاڤت 
مكتوب كتابى
اتسعت ابتسامة جدها وقال 
ما شاء الله .. خلاص كلمى جوزك ييجى عشان نتعرف عليه ويتعرف علينا عشان يعرف انك ليكى أهل وعزوة
ترقرقت العبرات فى عينيها وقالت بصوت مرتجف 
هو .. مېت
ظهر الحزن على وجه جدها وقد شعر بالحزن الذى بداخلها .. قال عثمان 
وليه لابسه دبلته .. ماټ الله يرحمه .. لازمن تجلعيها للناس تفتكرك مخطوبه
تضايقت من طلب عمها .. لكنها تمالكت مريم نفسها وأخفت حزنها وضيقها سريعا .. وابتسمت قائله 
هو تيته موجودة .. يعني عايشه 
قال عبد الرحمن بإستغراب 
تيته .. تيته مين 
قال عثمان 
تجصد أماى يا بوى .. اييوه عايشه
ابتسمت بسعادة وقالت 
نفسي أشوفها أوى .. بابا الله يرحمه كان بيحكيلى عنها كتير
ربت عبد الرحمن على ظهرها قائلا 
وهى كمان نفسها تشوفك كتير .. هى مستنيانا .. يلا جومى يا بنتى جهزى حالك
قالت مريم بتردد 
بس مش هينفع آجى كده مرة واحدة .. يعني أنا عندى شغل .. ومش عارفه .. مكنتش متخيلة أبدا انى هفارق البيت ده
قال عثمان پحده 
عيزانا نسيبك لحالك اهنه ولا اييه .. ليه عيلتك مفيهاش راجل ولا اييه
قالت مريم بسرعة 
لأ مش قصدى
يا عمو .. بس أنا أقصد ان فى مصالح ناس فى ايدي .. يعنى فى الشغل .. ومينفعش أمشى كده فجأة من غير معرف حد .. وكمان معرفش أنا طول عمرى عايشه هنا .. معرفش عمرى ما روحت فى مكان تانى غير هنا
قال عبد الرحمن وقد شعر بالحيرة والتوتر داخلها 
طيب يا بنتى .. هجولك على اجتراح وان شاء الله يعجبك
التفتت اليه قائله 
اتفضل يا جدو
بصى يا بنتى .. هنسيبك اهنه اسبوع .. تفكرى منيح .. وتعرفى صاحب الشغل انك هتمشى .. عشان بردك مصالح الناس اللى فى يدك متتعطلش .. وبعدين تيجي تعيشي حدانا
 

تم نسخ الرابط