قبضه الاقدار بقلم نورهان العشرى
المحتويات
هفتكرلك اسمه ايه
في تلك الأثناء كان ياسين يقف أمام باب المنزل الذي علا جرسه فتوجهت الخادمة لفتحه و سألته بلطف
مين حضرتك
اجاب ياسين باحترام
دكتور ياسين وفيق عمران . و عندي معاد مع سالم بيه
تسمرت فرح في مكانها لدي سماعها ذلك الاسم و حينها صدح صوت السيدة علا التي قالت بلهفه
اه يا فرح افتكرت اسمه ياسين..
يتبع......
الثاني و العشرون
أشياء لا تعرفها عني انا شخص متعب للغاية مثقل بأحمال لا يتسع كتفي لحملها. عاندت قدري يوما فأقسم على عقابى دهرا و اڼهارت احلامي دفعة واحدة للحد الذي احتارت عيني أيهما تبكي اولا. ولكني صنعت من حطامها جدارا بقدر صلابته يخفي انهيارات عظيمة و خسارات هائلة لا ينقصها أبدا وجودك. فمن بين أنقاض الۏجع و غياهب الألم هناك شئ بأعماق قلبي تمنى لو تكون أنت أول انتصاراته..
يابوي انت اكده بتظلمني و بتاجي علي و علي بناتي.
هكذا تحدث محمود مع
والده بصوت محشو بالڠضب فنهره والده قائلا بصرامه
عتخالف أوامرى يا محمود و لا اي المال مالي و الكلمة كلمتي و انت خلفتك بنات. و مهينفعش أرضنا تروح للغريب واصل.
محمود بحنق
بس ربنا مجالش أكده. في شرع بنمشو عليه.
و انا مجولتش حاچه عايز بناتك ياخدوا حجهم يبجي نخطب فرح لياسين وچنة لراضي.
يرضي مين دا بس يا عالم أخطب بنات لسه ميعرفوش السما من العمى.
عمران بانفعال
وإني مجولتش
يتخطبوا دلوق . الكلام دا يبجي لما يتموا السن الجانوني..
لم يجد بقلب والده مثقال ذرة من الرحمه و قد هاله الإصرار و التصميم الذي يغلف ملامحه فهب واقفا في مكانه و هو يقول بصرامه
وانى مش موافج يابوي. و إن كان عالمال و الارض ميلزمونيش. بناتي اغلي من كنوز الدنيا كلاتها.
يظهر أن جعدتك في البندر نستك عاداتنا و تجاليدنا. بس اني هفكرك بيهم. و خليك فاكر انك لو خرچت عن طوعي يبجي ملكش حاجه عندينا لانتا ولا بناتك. و هحرمك من كل حاچه.
كانت قساوة والده شئ ليس بالجديد ولكن تلك المرة نال من اغلى شئ عنده لذا قال بتصميم
هنا تدخل وفيق الذي كان يرمق أخيه بنظرات ساخطه لعصيانه الدائم لهم
ايه الحديت الماسخ دا يا محمود هتعصي ابوك و لا اي
محمود بخيبة أمل
كفاية انت بتطيعه يا وفيج! اني ههملكوا البلد كلاتها و ارحل انا و مرتي و بناتى. مبجاش لينا حاچه اهنه.
تلاته بالله العظيم يا محمود لو ما رچعت عن الي في دماغك ده ما
هتردد ثانية انفذ الي جولته. و هتلاجي نفسك محلتكش حاچة. فكر زين يا ولدى و خد جرارك.
لم يلتفت محمود ولكنه تفاجئ بيد صغيره لطفله جميلة لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما تمسك بيده قائلة بجزع مما يحدث
هو في ايه يا بابا جدو ماله بيزعق ليه
نظر إلي فرح بحزن تبدد في لحظه و تحول
لڠضب حارق حسن قال مشددا علي كلماته
يالا يا فرح عشان نجهز قدامنا طريق سفر طويل.
فرح ببراءة
احنا مسافرين فين يا بابا
الټفت محمود ينظر بتحدي يشوبه خيبة أمل كبيرة
راجعين بيتنا. معدش لينا مكان و لا أهل هنا
استفاقت فرح من شرودها في تلك الذكرى البعيدة فوجدت نفسها علي رأس مثلث النظرات المتبادلة بينها و بين كلا من ياسين و سالم الذي قال بصوته الفظ
مواعيدك مظبوطه يا دكتور ياسين. اتفضل
ياسين بتحفظ
أشكرك يا سالم بيه.
القي ياسين عليها ابتسامه دافئه
تذكرتها بعد كل تلك الأعوام الطويله بالرغم من تحول ملامحه تحول جذري فقد تغير من مراهق خجول الي رجل جذاب بكل ما تعني الكلمه و لكن تبقي ابتسامته مطمئنه مثلما كانت.
حياها بلطف قبل أن يتوجه مع سالم الي الداخل و الذي كان هو الآخر يقاتل بضراوة ألم قاټل بنكهة غاضبة ضړب أنحاء پعنف و هو يرى تلك النظرات المتبادلة بين الثنائي فمنذ أن عرفها لم يرى تلك النظرات بعينيها كانت تبدو ضائعه متأثرة لا يعلم بالضبط ولكنه غاضب حد الألم. و كعادته بدا صارما متجهم الملامح ثابت الخطى. يتجاهل ألمه ببراعة مثلما تجاهلها فلم تظفر بلمحه من عينيه و هو يتوجه مع ياسين للداخل تاركا إمرأة محطمة لم يكن ينقصها سوي أصفاد الماضي الڼارية حتي تجهز علي ما تبقي منها..
في الداخل كانت تجلس بخجل كبير منعها حتي من الإلتفات اليه حتي و إن كان هناك شوق كبير يجبرها علي اختلاس النظرات منه منذ أن اجلسها سليم إلي جانب والدتهم التي لا تعلم عدد المرات التي شكرته بها علي إنقاذ حياة طفلتها
اي حد مكاني كان هيعمل كدا. انا معملتش في واجبي .
امينه بوقار
انت راجل محترم و من اصل طيب يا ابني ربنا يوقفلك ولاد الحلال
تدخل سالم مقاطعا حمله الامتنان التي شنتها والدته منذ أن دخل منزلها قائلا بفظاظه
انت اساسا من اسماعيله يعني عيلتك و اهلك من هنا
كان يشعر بنفور متبادل بينهم فتحدث بلهجه صلفة
اهلى و عيلتي من المنيا. و أرضنا و كل حاجه هناك .
لم تعجبه نبرته و لكنه تابع بفظاظته المعهودة
و ايه اي جابكوا هنا
تجاهل ياسين عجرفته وقال بعجرفه
نصيبنا.
تدخل سليم لتهدئه الاجواء التي تلبدت حولهم فجأة قائلا
انت نورتنا النهاردة يا دكتور ياسين. و شرف لينا أننا اتعرفنا علي انسان محترم زيك .
ياسين بود
الشرف ليا يا سليم بيه.
مرت الزيارة بهدوء بعد أن اعتمد سالم الصمت تاركا المجال للجميع بالحديث الذي اقتصر علي تعارف و بعض مزحات مروان و لطف أمينه التي لم تفتها نظرات ابنتها التي تحمل طابعا خاص لذلك المعيد الذي انشرح له ا.
انتهت الزيارة سريعا
بوعد من ياسين الذي وعد بأن يعوض إلي حلا ما فاتها من محاضرات فلم يعد يتبقي علي موعد الامتحانات الا القليل.
قوليلي يا بت يا حلا ايه الي انا شيفاه دا
كان هذا حديث سما التي لاحظت نظرات حلا و ذلك المعيد فاجتاح ملامحها خجل كبير واجابتها بمراوغة
ايه .شايفه ايه
شايفه نظرات و همسات من تحت لتحت. و واد قمر طول بعرض و يهبل .
اجتاحها ضيق مفاجئ من تغزلها به فقالت بإنفعال طفيف
ايه يا بت أنت ما تلمي لسانك . أنت هتعاكسيه قدامي
ابتسامه خبيثه ظهرت علي ملامح سما التي قالت
اه يا جزمه بقي في حوارات بتحصل من ورايا. طب انت زعلانه منك
حلا بلهفه
والله أبدا محصلش اي حاجه دا مجرد اعجاب. اقولك. هحكيلك و انتي قولي دا يبقي ايه
سما بحماس
قشطه
شرعت حلا بقص الأمر من بدايته علي سما التي كانت منتبه كليا و ما أن انتهت حتي قالت بحيرة
معرفش بقي الي جوايا دي يبقي ايه
سما بحماس
يبقي طبيتي يا جميل.
هي مين دي الي طبت يا بنات
كان هذا صوت امينه التي كانت تقف علي باب غرفة الجلوس تناظرهم باستفهام و بجانبها جنة الممسكه بيدها تساعدها فاعتدلت الفتيات و قامت حلا بالحديث بتلهف
لا ابدا. دا احنا بنتكلم علي المسلسل بتاعنا.
ما أن أنهت حلا جملتها حتي صاحت سما بلهفه
اه صحيح يا حلا مش للعشق وجوه كثيرة عملوا منها جزء جديد.
اننفضت حلا للحد الذي آلم ذراعها المضمد ووقالت بحماس
بتتكلمي بجد
سما بصياح
اه والله دا زمانه شغال دلوقتي.
هبت سما من مقعدها تدير جهاز التلفاز فتبادل النظرات كلا من امينه وجنة فقالت امينه باستفهام
والله مانا عارفه مين اهبل من التاني. تعالي يا بنتي اما نشوف المسلسل الي بيحكوا
عنه دا
امتعض وجه سما حين رأت جنة تتقدم مع امينه الي الغرفه فنادتها حلا قائلة
تعالي يا سما جمبي نتفرج عالمسلسل
شعرت جنة بالحرج فقالت
طب هروح انا بقي ارتاح شويه.
هنا صدح صوت خلفهم
تروحي فين اترزعى الناس بترش الجنينة برا من الحشرات و الحاجات دي خافوا علي نفسكوا.
كان هذا صوت
مروان العابس على غير عادته فأرادت مشاكسته قليلا فقالت
طب اختفي انت دلوقتي احسن يتلخبطوا فيك.
تعالت ضحكات امينه علي مزاحهم و الفتيات فقال مروان بسخريه موجها أنظاره
للفتيات
بتضحكوا علي خيبتكوا أنت وهي . و انتي يالي بقيتي شبه امبوبة البوتجاز انت بتتريقي ماشي أما تولدي بس.
صدح صوت حلا الغاضب
ممكن تخف استظراف شويه المسلسل هيبتدي.
صمت الجميع و بدأ تتر مسلسل للعشق وجوه كثيرة قولوا يارب والنبي تبقي مسلسل
ملاحظه
دا اقتباس من للعشق وجوه كثيرة الجزء التاني
تجمعت العائله في يوم مشمس جميل كعادتهم كل اسبوع. فقد أصر رحيم عليه دائما حتي ينعم بجميع احباءه حوله و خاصة أحفاده علي رأسهم عزيزه رحيم الصغير
الذي كان يشبه والده و جده بالكثير من الصفات و حتي الملامح يناقضه أخيه ريان الذي كان يشبه والدته في جمالها الخارجي و كان يتمتع بحس فكاهي يضفي بهجه كبيرة علي اجتماعاتهم الي تلك الزهرة الجميلة التي كانت تشبه اسمها قولا وفعلا و قد أصر هو علي تسميتها بهذا الاسم الذي أسعد كاميليا بصفه خاصة و الجميع بصفه عامة.
و أحباء قلبه عامر و محمود و مراد اولاد رائد الذي لم يفارق بين والده وقد انتوي أن يعوض جده و ذاته عن كل ذلك الحرمان الذي ذاقه لسنوات في البعد و الألم
و أيضا ثنائي الشړ التؤم يوسف و سيف و اللذان يشبهان والدهما أدهم إلى حد كبير فقد ورثوا عنه كل شئ خفة ظله و ملامحه و عبثه حتى جنت المسكينه غرام
من أفعالهم و قد كان الجميع يشفقون عليها. ولكن كان الجانب الأكبر من الشفقه يخص مازن الذي رزقه الله بتوأم تيا و تولين و عمار الذي لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقد كانت الفتاتين غاية في الجمال كانا نسخة من جميلته كارما و جعله هذا طوال الوقت غاضب فقد كان يغار بشدة علي فتياته الثلاث و طوال الوقت يتشاحن من ريان و التؤم المشاغب يوسف و سيف و يقسم بأنه لن يزوج ايا من فتياته بأحد من هؤلاء الاوغاد. و نأتي لذلك الثنائي الهادئ على و روفان و أطفالهم هاشم و مالك و هيا و
قد كان الولدان كالقطبين المتنافرين احدهما يشبه على برزانته و الآخر ورث العبث و الجنون ربما من شقيقتيه و أزواجهم . أما صغيرته فقد كانت ناعمة رقيقه كوالدتها بملامح غربية جميله كوالدته.
يالا هنقطعكوا النهاردة.
هكذا تحدث أدهم و هو ينظر لغرامه بمشاكسه فقد اتفقوا علي إقامة مباراه لكرة الطائرة بين فريقين فريق الرجال المكون من يوسف أدهم و مازن و رائد و على
متابعة القراءة