رواية نذير شؤم بقلم ناهد خالد (كامله

موقع أيام نيوز


ارتضاه قلبها آنيسا ظلت تبكى لأكثر من نصف ساعه كامله حتى شعرت بأعينها قد جفت من البكاء توقفت فجأه ووجدت نفسها تخرج من الشقه بل من البيت بأكمله قاصده شقتها ..
وصلت لها فتوجهت فورا للمرحاض وتوضأت ثم ارتدت ما يناسب الصلاه ووقفت بين يدى الله تصلى وتدعو الله أن يرده إليها سالما وألا يصيبه مكروه هذا ما
شعرت أنها تريد فعله لذا أقبلت عليه دون أى تردد شعرت أنها لا تريد أن تفكر فى حالته خاصة والأفكار السيئه تتزاحم فى عقلها حول ما سيؤول إليه الأمر ..

ظلت تتضرع لله بالدعاء وتقرأ القرآن كى يهدأ نفسها القلقه الثائره وبالفعل هذا ما حدث وللعجب بعدما انتهت وجدت السکينه تغزوها وراحه غريبه تتسلل لقلبها و يقين خفى بأن الله لن يرد دعائها ويوسف سيكون بخير .
_
أخرج هاتفه ليدق عليها ثوان وأتاه الرد وهى تقول بلهفه 
ايوه يا عمى طمنى يوسف كويس 
رد بضيق 
لا مش كويس حالته مش مستقره .
أما على الجهه الأخرى تلألأت الدموع فى مقلتيها وهى تقول 
يعنى الدكتور قال ايه 
زفر منتصر بضيق وهو يقول 
أنا مش بكلمك عشان تقوليلى الدكتور قال ايه أنا بكملك عشان حاجه تانيه .
ردت بقلق 
حاجة ايه ياعمى 
اسمعى يابنتى أنا شكلى غلط لما قولتلك أنك ملكيش دخل فى الى بيحصل لعيلتى يوسف ابنى أكتر حد من ولادى غالى عندى ومعنديش استعداد أخسره فأيا كان أنت فعلا نذير شوم زى مابيقولوا ولا لأ أنا ميفرقش معايا غير ابنى والى بيحصلنا ده مش طبيعي مش هستنى لحد ما أخسره فأبعدى عن ابنى وعننا وامشى بشرك ولا خيرك بعيد عنا .
ابتلعت غصه مريره فى حلقها وهى تستمع لحديثه الصاډم لها لم تتوقع أن الحاج منتصر من أرشد عقلها للصواب هو من يقول هذا ! صمتت لثوان تستجمع رابطة جأشها ثم قالت 
اعذرنى يا حاج بس الوضع دلوقتى اختلف ويوسف بقى خطيبى مش مجرد دكتور شغاله عنده والوحيد اللى له يقرر يكمل معايا ولا لأ هو يوسف مش حد تانى وبالنسبه لأنك رجعت فى كلامك وحسيت أنى فعلا نذير شوم فمش هقولك غير حاجه واحده قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون يمكن حضرتك نسيت الكلام الى قولتهولى يومها بس أنا منسيتوش عشان كده بقولك حاډثة يوسف مش بسببى حاډثة يوسف قدر ومكتوبله مليش دخل فيه سلام يا عمى .
أغلقت الهاتف وهى تتنهد براحه تشعر أنها تأخرت كثيرا فى تلك الخطوه التى تقف فيها أمام الجميع وتنفى عنها التهمه الملصوقه بها لكن لا بأس أن تتأخر أفضل من الأ تصل !
أغلق معها الهاتف بإبتسامه هادئه ونظر للذى أمامه حين قال 
أنا مش عارف أنا طاوعتك ازاى يا حاج فى الى عملته ده يعنى قلقتها عليا و كمان كلامك ليها دلوقت افرض روحنا لاقيناها مشيت !.
كانت هذه كلمات يوسف الجالس أمام مكتب أبيه وأمامه يجلس إبراهيم يتابع ما يحدث فى صمت نظر له منتصر وهو يقول 
تمشى ايه يا عبيط الى تقول الكلام ده بعد الى قولته عمرها ما تمشى بعدين كان لازم تبدأوا حياتكم صح ولا عاوزنى استنى لما تتجوزوا ويحصلكوا مصېبه وتفكر هى أنها بسببها وتهرب منك ولا تطلب الطلاق ويبقى حياتك معاها على كف عفريت ! ده كان اختبار ليها عشان أشوف إذا كانت اقتنعت فعلا بكلامى واقتنعت أنها ملهاش علاقه بأى حاجه تحصل ولا لأ وكمان عشان أنت متبقاش قلقان أنها ترجع تفكر فى الحكايه دى تانى .
أومئ برأسه موافقا على حديث أبيه فهذا تحديدا ما جعله يوافق أنه يريد أن يطمئن من موقفها الآن تجاه كلمة نذير الشوم ..
طيب ممكن اروحلها بقى 
أشار له منتصر وهو يقول 
روحلها يا اخويا أنا قولتلك متروحش !
انتفض من مكانه فورا متجها للخارج قاصدا مكانها ...
جلست تفكر فيما عليها فعله أستجلس هكذا دون فعل شئ دون أن تطمئن عليه وتعرف إلما وصلت حالته ! أليس من حقها أن تطمئن عليه !
وقفت متجهه لغرفتها وهتفت وهى تخرج الثياب من الخزانه 
أنا خطيبته ومن حقى أطمن عليه ! ومحدش له الحق أنه يمنعى أصلا !
أنتهت من ارتداء ملابسها وجذبت هاتفها وهاتفت إبراهيم تطلب منه أن يوصف لها عنوان المستشفى فأخبرها أن تنتظره وسيأتى لجلبها وجدت جرس الباب يرن فقطبت حاجبيها باستغراب ثم فتحت الباب لتجحظ عيناها وهى تراه أمامها يوسف أنه هنا حقا !! يقف أمامها ويبدو بصحه جيده ! إذا ما حدث ماذا كان !
أما عنه فاختفت ابتسامته وهو يراها مرتديه ثياب الخروج ومستعده للذهاب ! أكانت ستفعل ما يخشاه أقررت الإبتعاد مره أخرى 
أنت رايحه فين 
خرج السؤال من فاهه وهو ينظر لها بقلق من ردها يخشى أن تجيبه بأنها كانت ستذهب وتتركه فتضيع فرحته فى مهب الريح ..
تحركت شفتيها تتمتم بدهشه 
يوسف ! أنت هنا ! طب ازاى 
تجمدت
 

تم نسخ الرابط