رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
صوته ليردد
_ ماسة مش عايزة تشوفي أنا جبتلك أيه
قال كلمته وهو يخرج من جيب جاكيته شوكولا من النوع الذي تعشقه حدجته بنظرة جافةفحتى ما يحمله لم يعنيها كثيرا تحررت تلك الدموع المحتسبة فرغم إنه ترعرع ببيئة أعز قوانينها بأن دمعة الرجل لا يراها عزيز ولكنها أعز العزيز على قلبه ماسته الثمينة كاد بأن يحطمها بيديه هو دمعاته تساقطت لتحرر ما يشعر به بداخله فصارع حتى الرمق الأخير فتحررت أحباله الصوتية أخيرا
_ يحيى غلطته كبيرة أنتي لازم تسامحيه وهو مش هيعمل كده تاني..
كلماته لم تسكن جفاء النظرات ليتها البلسم لشفائها أو ترياق تتمكن من تجاوز ما تمر به أخذ خطوة جريئة وإقترب منها أكثر ثم سمح لذاته بملامسة وجهها اړتعبت وتحرر صوت بكائها الخاڤت حتى جسدها انتفض پعنف بين يديه تراجع يحيى للخلف على الفور وأخذ يراقب تشنج جسدها ورهبتها بوجوده لم يحتمل أن يتابع حالتها تلك فأسرع بالخروج ليردد بخذلان لمن تقف أمامه
_اللي تؤمر بيه يا بشمهندس.
قالت كلماتها ثم ولجت للغرفة لتغلق الباب من خلفها لتختفي من أمام أعينه خلف الباب الموصود وكأنها إشارة لبعد مؤقت سيحتم لفتح طريق ربما به صلاح ولكن لابد من وجود عقبة ستعرقل ساقيه!
رفضت روجينا الصعود لنيل قسط من الراحة مثلما فعل الجميع وصممت على الجلوس أمام المياه التي تتلاطم أمواجها في سباق عاصف لملامسة الشاطئ تمددت على المقاعد المريحة أمام المياه والفرحة تزين وجهها فهمست بصوت منخفض
_وأخيرا حققت حلمي أني أقعد قدام البحر وأزور كل حتة في اسكندرية.
المرأة سحرا تتباهي به ولكن الرجل سحقا لما يتمكن من فعله حينما يتملكه الغرور والثقة الزائدة من نفسه هكذا ضړب أيان عصفوره الذي يراقبه من بعيد بالخفاء يبتسم خفية مما ينوي لفعله حينما يطبق يديه عليه سيكون هو بنفسه سجان العصفور الأخرق!...
طوال يوم عملها المرهق لم يشغلها سوى معاملةآسر الراقية لوهلة تساءلت هل يوجد رجل شهم كما ظنت بأن لا يوجد سوى أبيها غيمت عينيها بالدموع حينما رأت شبحا من أشباح الماضي التعيس كاد بأن يخيم عليها فزفرت الهواء العالق برئتيها على مهل حتى لا تفقد السيطرة على أعصابها المتوترة ومن ثم حملت تسنيم الحاسوب لتتجه لمكتب آسر المجاور لها طرقت بابه وولجت حينما استمعت لآذن الدخول فوجد أحد السكرتارية بالداخل فأغلقت الحاسوب الصغير ثم ضمته لصدرها ووقفت تتابع حديثهما بصمت وترقب فما كان من آسر الا أن قال بضيق
ومشط الغرفة بعينيه حتى وقعت على من تقف على قرب منه لتكن هدايته بطريقه الضال فقال بعد تفكير
_لقيتها.
ثم أشار لها بأن تقترب ليسألها بجدية
_تسنيم أنتي بتنزلي البلد كل أسبوع صح
باستحياء لسماع اسمها منه للمرة التي تناست عددها أجابت
_أيوه بنزل كل أخر أسبوع وبرجع على السبت أو الأحد حسب الجامعة.
ابتسم
وهو يشير بيديه لمن يقف جواره
_اتحلت يا مصطفى تسنيم هتبقى حلقة التواصل بينا كل أخر الأسبوع تظبط الملفات والحسابات وتبعتهم معاها وأنا هوقعهم وأبعتهم.
ابتسم السكرتير ثم قال باستحسان
_حلو أوي الكلام ده وبكده مش هيكون في شغل واقف لرجوعك.
وحمل الملفات ثم اتجه للخروج فانتبه آسر لنظراتها المرتبكة تجاهه فرفع يديه إليها مما زادها توترا فوزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة إلى أن استوعب اشارته للاب الذي تحمله فبللت شفتيها بلعابها وهي تضعه بين يديه بارتباك فتح آسر الحاسوب وهو يشمله بنظرة متفحصة فهز رأسه وهو يردد بصوت منخفض ولكنه مسموع
_براڤو.. فهمتي الشغل كله بسرعة أهو.
ردت في تلعثم
_بحاول..
أغلق الحاسوب وهو يجيبها بابتسامة مرحة
_لو المحاولات هتجيب نتائج مبهرة كده استمري.
ثم رفع عينيه تجاهها ليشير لها بهدوء حازم
_اقعدي يا تسنيم.. عايزك..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتطلع للمقعد من أمامه جلست وهي تترقب ما سيقول بعدما التهى بهاتف المكتب لتستمع لصوته الرجولي يكسر قاعة الصمت وهو يتحدث للهاتف
_هات عصير وقهوة يا ابني.
وأغلق الهاتف ثم سلط نظراته عليها ليبدأ بالحديث المختار بعناية
_أنا إختارتلك أنتي توصليلي الملفات عشان تكون فرصة ليكي إنك تكوني جنب والدك ووالدتك بالبلد وخصوصا إني عارف ظروف مرضه.
ابتسمت بفرحة لتفكيره بهذا الشطر بالتحديد فأجلت أحبالها قائلة
_شكرا لحضرتك بجد.
وكأنه لم يستمع لكلماتها من الاساس فكانت حدقتيه شاردة بها إلى أن كرر البوح بما يعتريه من سؤال محير فقال
_أيه اللي بيخليك تتنكري وأنتي نازلة الغيط أنا شايف أن اللي بتعمليه عمل عظيم نازلة بتساعدي والدك اللي ملهوش غيرك!
رغم احساسها بالحرج للحديث عن تلك النقطة بالتحديد الا
أنها قالت
_حضرتك أكتر واحد عارف يا أستاذآسر أن في ناس عندنا بالبلد قاعدة للكلام عن غيرها وبس وأنا كنت بحاول أرضي والدي أن محدش يتكلم عليا وفي نفس الوقت أرضي نفسي إني مسبهوش بالظروف دي فرضيت باللبس ده لو هيحميني من القيل والقال.
ابتسم وهو يتمعن بكل حرف نطقته فتحرك لسانه ناطقا
_الناس دي موجودة بكل مكان يا تسنيم مش بس عندنا بس لو فكروا صح هيلاقوا أن شرف ليهم أن النماذج المشرفة دي تكون واحدة منهم.
تسللت الحمرة لتستحوذ على وجهها الأبيض فنهضت عن المقعد ثم جذبت الحاسوب لتشير له بتوتر
_طيب هروح أنا بقا عشان ألحق أخلص قبل ما أمشي.
ودعها بابتسامة لم تفارق وجهه يوما حينما يرآها تلك الابتسامة التي تعد ميثاق للقاء مجددا وكأنها تجدد الأمل بعودة اللقاء تاركة شرفة القلب موربة لتدفقها من جديد..
إعتاد كل يوم الذهاب لعمله مبكرا ولأول مرة يخالف عاداته فظل حبيس غرفته الغرفة التي كانت تتراقص طربا حينما تخطوها طرح يحيى رأسه على مقدمة المقعد الخشبي وعينيه متعلقة بباب غرفته تارة وبفراشه تارة أخرى يتذكر تلك الليلة بوضوح وزاد وجعه أضعافا حينما تذكر البشارة السعيدة منذ عامين وجد ذاته غافل على فراشه ووجدها تقترب منه على أطراف أصابعها ومن ثم انحنت لتعبث بخصلات شعره وهي تهمس بحب
_يحيى قووم كل ده نوم يلا في حاجة لازم تعرفها وحالا.
عبث بعينيه وهو يجيبها بنوم
_بعدين يا ماسة النهاردة يوم اجازتي سبيني أنام براحتي.
ابتسمت بخبث
_ده مش هيحصل يا حبيبي لأن أنت ملكي في يوم الأجازة ده..
رفع جفن عينيه الثقيل وهو يمنحها نظرة عابثةساخرة
_يعني مينفعش أخطف ساعة وأبقى ملكك بعدها!
هزت رأسها بنفي وهي تجيبه بدلال
_ No.
زفر بضيق ثم جلس باستقامة على الفراش وهو يردد باستسلام
_مفهاش نوم أنا عارف تحت أمرك يا حبيبتي.. طلباتك اللي بتكوميها ليوم الجمعة الحيلة.
ابتسمتماسة ثم نهضت لتشير له بيدها على الغرفة
_لا متقلقش مفيش طلبات كتير في حاجة أنا مخبياها بالأوضة والمفروض انك هتلاقيها وهتفرح بيها.
كبت غضبه بصعوبة ثم قال
_طيب مينفعش تطلعيها وأنا هتفاجئ وهفرح برضه.
دفعته بغيظ
_وبعدين بقا يا يحيى الله!
حدجها بنظرة جافة وهو يتحرك بآلية تامة يبحث بالخزانة ومن ثم الادراج فجلس على الأريكة وهو يشير لها بنوم
_مفيش حاجة هبقى أدور بعدين.
جذبتهماسة پغضب ثم دفعته ليجلس على مقعد مكتبه الصغير بجانب الغرفة ومن
ثم فتحت الدرج العالق من أمامه ليجد علبة مغلفة أخرجها يحيى وهو يتفحصها بدهشة
_أيه ده
قالت بتعصب
_افتحها وشوف بنفسك.
أزاح الغطاء الذي يفصله عنه ليجد زوج من الأحذية الصغيرة عبث بحاجبيه وهو يسألها بسخط
_ده أيه! متهزريش وتقوليلي إن ده ليا ده ميدخلش في صابع رجلي الصغير يا روحي!
نظراتها الجادة المسلطة عليه جعلته يفكر بشكل جادي اتنقلت نظراته لبطنها وقد بدت الأمور تكون أكثر وضوحا لمعت عينيه بفرحة وعدم استيعاب عظيم فتساءل بجدية
_بجد يا ماسة! أنتي آآ... حامل
أومأت برأسها بابتسامة جعلت وجهها منيرا كالبدر تعالت ضحكاته وهو يحتضنها بقوة وسعادة سعادة تركت أثر لطيف على وجهه الهائم بتلك الذكرى الصغيرة لتترك له ألم يختلج صدره وزوج حذاء بين يديه وضعه يحيى بالدرج ثم أغلقه وهو يحاول ان يتخطى تذكره لتلك الفرحة التي قلبت لغم لا يقوى حتى تلك اللحظة بتخطيه!
بالصعيد..
رؤية غروب الشمس بهذا الوقت بات عشقها فإعتادت أن تخطو بباحة منزلها لتأمله عقدتراوية الحجاب جيدا حينما دفعه الهواء برفق فخشيت أن يكشف عن شعرها الطويل المخبئ بعناية من خلفه انتبهت لصوت صهيل الخيل بجوارها فاستدارت باحثة عنه وكأنها تعلم جيدا أين ستجده
تمعنت بالتطلع لذاك الفارس الذي يعتلي ظهر جواده بثبات وثقة فعلى الرغم من أن