رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
شاء الله..
هلع قلبها لسماع ما قالته فصړخت بها بعتاب
_كل ده حصل معاكي ومتقوليليش!
يا تسنيم الموضوع بسيط وبعدين كفايا الضغط النفسي اللي انتي فيه.
_أنا مش عايزة اسمع مبرر ممكن يعصبني اكتر أنا هسافرلك النهاردة بإذن الله..
وأغلقت الهاتف سريعا ومن ثم نهضت لتجذب حقيبتها ثم اعدتها ولجت والدتها بتلك اللحظة لتخبرها بصوتها المرتفع
_يا تسنيم بنادي عليكي من الصبح يا بنتي يالا الفطار جاهز.
انعقد حاجبيها بذهول حينما رأته تعد حقيبتها فقالت باستغراب
_أنتي بتعملي أيه!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_لازم انزل القاهرة حالا.
اقتربت منها ثم قالت پصدمة
_انتي لحقتي! وبعدين لسه على امتحاناتك اسبوع بحاله!
قالت والدموع تسبقها
_ حور الشاي وقع عليها وحړق ايدها ورجلها لازم انزل عشان اطمن عليها..
لطمت على صدرها بفزع
_يا خبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...
ثم استرسلت بسؤالها المتلهف
_ طب طمنيني يا بنتي هي عاملة ايه الوقتي.
قالت وهي تغلق حقيبتها الصغيرة
_معرفش يا ماما لما هروح هبقى أطمنك بالتليفون.
أجابتها بتفهم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تعلم جيدا ماذا تعنى حور بالنسبة لابنتها الصداقة التي استمرت
لثمانية عشر عاما تجعل من حولها يكن لهما احتراما وتفهم لمشاعر الخۏف والقلق لكلا منهن ارتدت تسنيم ثيابها ثم جلست على المقعد وهي تتحدث لذاتها بتوتر
_طب المفروض دلوقتي أعرف بشمنهدس آسر أني نازلة القاهرة ولا أعمل أيه!..
ثم عادت لتردد
_مهو أكيد لازم يعرف عشان يتابع شغله بنفسه أو جايز يكون عايز يبعت معايا حاجة لمصطفى السكرتير اعمل ايه بس يا ربي!
لم تجد حل يخرجها من تفكيرها العميق سوى الذهاب إليه لتخبره بأمر رحيلها ولتكن صادقة مع نفسها كان هناك شيئا بداخلها يشجعها على قرار الذهاب لتتمكن من رؤيته فبرؤياه تشعر بأمان تفتقده حتى وهي وسط عائلتها والأغرب بأنها باتت تؤمن بذلك!
_ماسةكويسة
إن تكن تشعر بالغرابة لإهتمامه الزائد بحالتها ولكنها أجابته باحترام
_كويسة بحضرلها الحمام وخارجة.
أومأ برأسه بتفهم ثم عاد ليجلس بالخارج ينتظرها دقائق محدودة واستمع لدقات قدميها السريعة تقترب منه فسلطت نظراته تجاه تلك الفاتنة التي تقترب منه بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها التي تتدلى من خلفها بإنسياب للحظة ظنها زوجته التي فقدها منذ أعوام ولكن حينما هزت رأسها وهي تحدثه بطفولة جعلته يعد لأرض واقعه سريعا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ابتسم وهو يمسك يدها ليخطو بها تجاه الطاولة التي تضم طعام الفطور والعصائر الطبيعية ثم جاوبها ويديه تلامس تلك الخصلة المتمردة على عينيها
_لا يا روح قلب يحيى أنا لازم انزل المصنع النهاردة لكن بكره إن شاء الله هنخرج.
أدلت شفتيها السفلية بحزن ومن ثم رددت باستياء
_وعد
قال بتأكيد
_وعد يا روحي يالا بقا إفطري عشان تاخدي أدويتك.
هزت رأسها باستسلام ومن ثم التقطت الخبز لتغمسه بالعسل الابيض كما تعشقه لتتذوقه بابتسامة هادئة جعلت الراحة تتسلل لأعماقه فذهبت شكوكه للچحيم وبات الامر منطقي بالنسبة اليه فإن ما حدث لها من دوار وتقيء كان عائد للأرجيحة التي صعدت لمتنها.
رائحة الشاي الساخن عبقت المنزل لتناشد ذاك الصباح النشيط وخاصة على الطاولة العتيقة المطولة جلست العائلة تتناول الطعام بجو من السکينة والهدوء حرصترواية على اعداد كوب القهوة لزوجها ومن ثم جلست على مقربة منه لتستكمل طعامها فسألها عمر وهو يبحث بين الوجوه باستغراب
_أمال فين آسر
ردت عليه بضيق شديد
_بالاسطبل مش بيتحرك من هناك خالص ياعمر ومفيش فايدة من الكلام معاه.
تدخل فهد بالحديث
قائلا
_همليه يقعد مكان مهو حابب ده مضيقك في أيه
استدارت تجاهه ثم قالت بعدم تصديق لسؤاله الذي بدى لها غريبا
_مضايقني طبعا مهو أغلب وقته بعيد عني حتى لما يجي هنا مستكتر يقعد معايا.
ابتسم سليم وهو يخبرها
_كلتها أيام وكلهم هتلاقيهم اهنه يا مرت أخوي.
همست بحنين
_يارب يعدوا بسرعة نفسي أشوف روجينا وحشتني اوي..
قطع الحديث المتبادل بينهما صوت نادين الباكي وهي تهم بالهبوط للاسفل مسرعة حتى كادت أن تتعثر وصوتها يرتفع بندائه
_سليم.
انقبض قلبه وهو يراها بتلك الحالة التي بدت صدمة للجميع الذي اعتاد رؤية الابتسامة لا تفارق وجهها نهض سليم عن الطاولة ثم أسرع بالاقتراب منها متسائلا بلهفة
_في أيه يا نادين
قالت والدموع تلاحق صوتها المذبذب
_انا لازم انزل القاهرة حالا الشاي وقع على ايد حور وحرقها..
أمسك بيدها وهو يهدء من روعها قائلا
_يحيى طمني وقالي اصاپة بسيطة متقلقيش نفسك.
هزت رأسها بالرفض وهي تردد بإصرار
_انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسي مش هستنى لأخر الاسبوع لما تيجي..
ربتت ريم على ظهرها وهي تخبرها بحزن
_طب اهدي بس يا نادين لو كانت حاجة كبيرة لا سمح الله كان زمان أحمد أو بدر اتصل وقالنا هتلاقي الموضوع بسيط.
هزت رأسها بانفعال فنهض فهد عن الطاولة ثم قال بثبات
_خد مرتك وانزل مصر يا سليم مش هترتاح غير لما تطمن عليها..
أومأ برأسه ثم دفعها برفق لتمضي معه للأعلى ليستعد كلا منهما للسفر فاقتربت رواية منه ثم قالت
_هنزل معاهم يا فهد عشان اطمن على روجينا ورؤى وريناد..
أجابها بصوت منخفض بعض الشيء
_روجينا ورؤى بسكندرية تبع جامعتها..
عقدت حاجبيها باستغراب
_وأنا معرفش ليه!
حدجها بنظرة مطولة أنهاها ساخرا
_والله أسألي بنتك..
وتركها وصعد للأعلى والأخرى تقف محلها يكاد الحزن ېقتلها مازالت تعاقبها بالابتعاد عنها فحينما تراسلها لا تجيبها أبدا تخفت رواية عن الاعين حتى لا يرى أحدا دمعاتها ولكنها لم تشعر بنواره التي تلاحقها حتى أصبحوا منفردين بالغرفة فقالت بحزن
_مالك يا رواية انتي كمان
وكأنها كانت بحاجة للحديث فقالت پانكسار
_مش عارفة بنتي لسه بتعاقبني على أيه يا نواره هو أيه واجب الأم غير أنها تشوف المناسب لمصلحة بنتها ومصلحتها كانت بجوازها من أحمد.
حينما تحدثت رواية عن ذاك الموضوع السري المرتبط بينهما أغلقت نواره الباب سريعا حتى لا يستمع اليهما احدا ومن ثم جلست جوارها على الاريكة الخشبية فربتت على فخذيها وهي تردد بحكمة
_مغلطتيش يخيتي اللي عملتيه عين العقل لو كان أبوها درى باللي هتقوله كانت هتبقى حريقة وبعدين اني مستغربة ايه اللي غيرها اكده ما طول عمرهم بيحبوا بعض وعلى طول سوا فجأة اكده تقول مش عايزاه!
هزت رأسها باستياء هي الاخرى وهي تخبرها
_حقيقي مش عارفة انا بقالي ٨شهور بحاول أخليها تقتنع والغريبة كل ما الفرح بيقرب معاده بتصمم اكتر.
تساءلت نواره باهتمام
_طب محاولتيش تسأليها عن السبب اللي مخليها عايزة تسيبه.
ردت على الفور
_سألتها ولو كنت لقيت منها سبب مقنع كنت هتكلم مع فهد وهوقف الجوازة دي بس اللي قالته سبب تافه انها عايزة تتجوز واحد من القاهرة لانها پتكره العيشة في الصعيد.
ضيقت عينيها پغضب
_ماله الصعيد أهلها وناسها..
منحتها نظرة بائسة قبل أن تردد
_هو أنا بأخد رأيك في اللي قالته يا نواره!..
اشفقت على حالتها فربتت بيدها على ظهرها وهي تردف بحنان
_متزعليش يا رواية يمكن عيشتها وسط اهل البندر خلتها تتعود عليهم و أن كانت حابة القعدة هناك نخلي احمد ياخدها معاه هناك زي ما يحيى ولدي عمل.
ثبتت تفكيرها بأكمله على تلك النقطة فوجدت ذاتها تائهة ضائعة لا تعلم إن كانت نقطة البقاء بالصعيد او القاهرة هو ما يهم ابنتها فعلا أم انها مجرد حجة تتحجج بها لتبتعد عنه وخاصة بأن أحمد وباقي الشباب ينتقلون بين القاهرة والصعيد فبات الأمر محيرا بالنسبة لها وكأنها عادت لنفس النقطة من جديد..
وصلت تسنيم أمام البوابة الخارجية ومن ثم ولجت للداخل مرت من جوار الثرايا فكادت بأن تصعد على الدرج لتنتبه للصوت الرجولي الخشن القادم من الخلف مرددا
_يا أهلا بيك يا بنتي نورتي الدنيا كلتها.
استدارت للخلف ببطء فوجدت فهد يجلس على أريكة خشبية موضوعة وسط الحشائش الخضراء ومن جواره عدة أرئك يتوسطها طاولة صغيرة دائرية الشكل موضوع عليها عدد من المشروبات الساخنة اقتربت منه على استحياء ثم قالت بخجل
_منور بكبيره وأهل بيته.
بدت له لابقة باختيار كلماتها ونال هذا إعجابه كثيرا فقطع نظراته الثابتة كالسهم الذي يعلم الطريق لمستقره حينما قال باتزان
_عايزة ولدي
اربكتها كلمته كثيرا
وإن كانت منطقية بعض الشيء لعملها المرتبط به ولكن رغما عنها توردت وجنتها فأومأت برأسها وهي تتابع بارتباك
_أيوه لازم أبلغه حاجة ضروري.
شبح ابتسامة ارتسمت على طرفي شفتيه فدارت عينيه على نعمة التي تحمل المياه وتقترب لتضعها على الطاولة كان من الممكن ان يجعلها تستدعي آسر ولكن تعمق تفكيره وضعه بمنطقة حيادية فقال بمكر مختبئ خلف ثبات نبرته
_بالاسطبل انتي مش غريبة البيت بيتك..
وأشار لها على الإتجاه الصحيح للاسطبل بللت شفتيها بلعابها وهي توزع نظراتها بين الاتجاه المشار اليه وبينه ومن
ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج
_عن إذن حضرتك.
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته
_إذنك معاك يا بنتي.
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا
تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه
_بشمهندس آسر.
لم يأتيها رده وكيف سيستمع لها وهو بمكان ضخم كهذا لم تجد تسنيم حلول بديلة الا ولوجها للداخل ففتحت الباب القصير المنحدر على جنبي السرداب ومن ثم ولجت تقدم قدما وتؤخر الأخرى پخوف من منظر الخيول المريب بالنسبة إليها أو لأي فتاة قد يرهبها رؤية قط أو فأر فماذا اذا وجدت ذاتها محاصرة بعدد من الخيل الاصيل ربما لو رأت خيل واحد لا بأس فهي بالطبع تتعامل معه من على بعد تاركة باقي المهام لوالدها توقفت عن الخطى حينما لمحت فرس صغير على ما يبدو بأنه حديث الولادة لونه أبيض كبياض الثلج وجبهته ينقرها اللون البني أعجبت بيها للغاية فلم تستطيع الا تقترب منها وتلامس جلدها الناعم فتحت تسنيم الباب الصغير الذي يفصل الفرس الصغير عن باقي الاسطبل ومن ثم مررت يدها على جلده بابتسامة حنونه راق لها هذا الفرس كثيرا وخاصة بأنه مسالم اړتعب قلبها فجأة حينما استمعت لصهيل قوي غاضب يأتي من خلفها ففور ان استدارت وجدت الخيل الذي يلقبه آسر ب همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت
متابعة القراءة