بعد اربع سنين

موقع أيام نيوز

فقط تهتم بجمالها بدرجه مبالغ فيها...وتقضى معظم وقتها بالتسوق... 
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظه تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس ...عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب اليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل....
ماما انا نازله حالا ...هستناكم ..باي 
طيب يا رشا علي الاقل شيلي الاطباق انا لسه هشوف هلبس ايه واجهزه ما فيش وقت ولازم انزل حالا..فريده اجابتها بضيق ... الساعه لسه 5 يا رشا والفرح الساعه 9 اربع ساعات مش كفايه تجهزى
يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهلتون لازم اجهزله كويس ...باي بقي 
فريده رفعت الاطباق بروتينيه ...رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها ...فريده لم تهتم يوما بجمالها ولم تحاول ابرازه ..نعم هى جميله بدرجه معقوله لكنها تعمدت اهمال مظهرها ...في البدايه كانت تتعمد الاڼتقام من عمر بإهمالها لنفسها ...برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات ...كانت تدرك جيدا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكره وهى كانت تعلم انها تعذبه ..وبعد طلاقها اهملت نفسها ايضا فلم تشعر بأن اي رجل يستحق ان تتزين كى تنال اعجابه ...اما اليوم فقد كان يوم عيد مولدها ولم يتزكر احد من عائلتها ...الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تماما ...مع الوقت ستتحول الي كرسي او خزانه ولن يكون لها اي قيمه...
اسوة برشا سوف تتأنق اليوم بزياده وستظهر جمالا هى تعلم جيدا بوجوده في ايام زواجها عمر مليء خزانتها بكل انواع الثياب ومعظمها لم تستعمله ابدا ....روح التحدى شجعتها ففتحت خزانتها وتطلعت فيها ولا اراديا عيناها اتجهت الي الفستان الاسود الفخم المعلق بفخامه في طرف الخزانه فستانا فخم لم ترتديه يوما واليوم حان اوان ارتدائه ...ذلك الفستان له زكريات اليمه ولكن شيطان التحدي احتلها بالكامل...اخرجت الفستان من غلافه الذي يرقد بداخله منذ سنوات ولمست قماشه الفاخر بيديها ..نعم سترتديه اليوم وستذهب للزفاف بكل ثقه وستظهر جمالها الناعم ...جذابيتها الشديده ستعوض عمرها الضائع ....بل سوف تتجمل لساعات اسوة برشا..
بدأت بتنظيف بشرتها ووضعت علي وجهها بعض الاقنعه التى وجدتها علي مرآة الحمام ...حمام من الطمى المغربي سينعشها ويقشر بشړة يديها ورجولها نقعت نفسها في زيوت عطريه لترطيب كامل جسدها وعندما شعرت بالانتعاش جففت نفسها واتجهت الي غرفتها لتجهيز نفسها للخروج...ارتدت الفستان الاسود الانيق ودهشت للتغيير المذهل الذى لمسته فور ارتداؤها اياه ...بالفعل عمر ابدع في اختياره ويستحق المبلغ الضخم الذى دفعه له...لم ينسي ان يحضر لها كل مستلزمات السهره مع الفستان دائما كان يفكر بالنيابه عنها ويهتم بكل تفاصيلها ..مع الفستان وجدت الحذاء الفضى وحقيبة السهرات الصغيره ..حتى الطرحه الفضيه وجدتها ..فقط الفستان كان ينقصه رفع يديها وارتداؤه لتصبح جاهزه للسهره ومع ذلك رفضت الذهاب معه لزفاف شقيقته واحرجته وسط عائلته برفضها للحضور ... ترجاها يومها كثيرا بل ووعدها بالرجوع سريعا لكنها رفضت كم كانت حقيره في معاملته ابان سنوات زواجهم .. لكنها اليوم وجدت الجراءه لارتداء ذلك الفستان فسنوات عمرها تذهب هباءا...مع انها لم تذهب الي صالون التجميل كما فعلت رشا لكنها بخفه تمكنت من تزيين وجهها ولف طرحتها الفضيه بأناقه وخبره تماثل خبيرات التجميل ... طلتها كانت استثنائيه ...زيادة في التمرد والعناد لجئت الي خاتم زواجها الماسي ومحبسها اللذان تركهما لها عمر بعد الانفصال ...استخدمت اموال عمر للتأنق وكانت تعلم انها سوف تصبح الاكثر اناقه في الحفل وايضا الاكثر جاذبيه فالاهتمام الذى اولته لطلتها طوال الساعات السابقه اتى ثماره واصبحت مختلفه ومستعده للتحدى ستتحدى حتى رشا الجميله وجميع بنات عائلة زوج اسيل الاثرياء ... عمر لم يبخل عليها يوما بل اجتهد في جعلها تبدو الافضل ولكنها دوما رفضت هداياه واليوم قررت استخدام ما حرمته علي لنفسها لسنوات ....
الحلقه 2
صفير طويل لا منتهى كان رد الفعل الوحيد من احمد علي مظهرها
فريده ...انت مذهله النهارده ...اخيرا قررتى تخرجى من القمقم اللي حبستى نفسك فيه ...سوميه قاطعته بلوم ... خلاص يا احمد ...احنا ما صدقنا
يلا هنتأخر لسه هناخد رشا في سكتنا 
عائلتهم تقلصت للغايه بعد ۏفاة والدها ثم سفر محمد للعمل في الخليج دائرة معارفها انحصرت في اشخاص لا يتعدوا اصابع اليد الواحده لذلك لم تدهش من الفرحه الخالصه الواضحه علي وجه والدتها عندما رأتها متأنقه ومستعده للخروج ...والدتها تعيش في هم منذ يوم طلاقها ليس فقط بسبب حبها لعمر الذي كانت تعتبره ابنا لم تنجبه لكن ايضا بسبب حسرتها علي ابنتها الشابه التى حظيت بلقب مطلقه وهى في الثالثة والعشرين من عمرها ...في البدايه سوميه كانت تخشى من كلام الناس ونظراتهم التى لا ترحم وتوصم فريده بالعاړ لمجرد انها مطلقه ولكن مع الوقت ومع انعز ال فريده الواضح لم تعد تهتم للناس وبدأت تخشي عليها من الوحده للابد ...امنيتها ان تراها متزوجه وسعيده في حياتها ولكن الموقف الشديد الوضوح والرافض لفكرة الزواج الذي اعلنته فريد اغلق امامها الباب واليوم اهتمام فريده الغير عادى بمظهرها انعش قلبها المكلوم واحيا فيه الامل ...هى تعلم انها ضحت بزواجها من عمر علي الرغم من حبها الشديد لعمر وامنيتها السابقه بصلاح احوالهم الا انها لم تتحامل علي فريده بسبب الطلاق فهى تعلم ان فريده لم تحبه يوما وقبلت الزواج من اجل صالح العائله العام ...بعد الطلاق لم يتحدث احدهم عن السبب او عن الذي حدث وخصوصا عمر الذي اكمل ما وعد به ودفع مصاريف سنتها النهائيه واعطاها جميع حقوقها الشرعيه ثم رحل بصمت ولم يعد من يومها ...من حب عمر الواضح والذي لم يكن فيه شك عن مدى قوته وتميزه كان لابد وان يكون الطلاق بسبب فريده التى لم تقتنع يوما بعمر زوجا لها 
رشا التى قضت الساعات في مركز التجميل وخرجت منه كالطاووس وهى تتوقع ان تسبب الرجه بسبب طلتها الاستثنائيه اليوم صدمت بشده لدى رؤيتها لفريده وجمالها الواضح علي الرغم من انها لم تغادر المنزل احباط رشا الواضح من مظهر فريده جعلها تغمغم بكلام غير مفهموم في اثناء طريقهم للفندق حيث يقام الزفاف ....واحباط رشا الواضح ايضا اعطى لفريده الثقه التى كانت في اشد الحاجه اليها ...سوف تخرج من القمقم كما اسماه احمد وستواجه العائله التى تجنبت لقائهم لسنوات بسبب تأنيب الضمير والاحساس بالذنب ... ستدخل مرفوعة الرأس وستستمتع بكل لحظه من لحظات ليلتها ...ستحتفل مع نفسها بعيد مولدها وستصنع حفلها الخاص....قبل الترجل من السياره سوميه نظرت اليهم بحب وحنان ...فريده ورشا كانتا خلابتان واحمد ايضا وسيم جدا في بدلته السوداء الانيقه ....يكفي لعمر تبرعه بكليته لاحمد كى تحمل له ذلك لاخر يوم من حياتها ...عمر منحه حياه فلولاه ل ....
قاعة الهليتون الفخمه استثنائيه كعادتها ...رخام الارضيات البيج في البرتقالي ينبض بالحيويه ...الطاولات الدائريه بمفارشها الناصعه البياض وكراسيها المغطاه بالكامل بالاورجنزا البيضاء
كانت معده لتناسب زفاف اريد به ان يكون مترف ...الكوشه البيضاء الكبيره التى تحتل ركن كبير من القاعه وتشغله بأكمله بنسيجها الابيض الشفاف الذي يتموج فوق رأسي العروسين بحريه.... 
الكوشه كانت كأنها خرجت من كتاب الف ليله وليله وصنعت لتشعر العروس انها ملكة متوجه في عرشها ...فريده دخلت الي القاعه بخطوات متردده بعد والدتها ورشا اللتان سبقتاها في الدخول ... تعلقت في ذراع احمد لتحتمى بها من اي استقبال غير مناسب ...كانت تظن انها سوف تعامل باحتقار جزاءا لها علي اجرامها في حق عمر المقدس من كل العائله بسبب اخلاقه العاليه وشهامته مع الكبير والصغير اختارت الشخص الخطأ للعبث معه وها هى تدفع الثمن ...دفعته من عمرها لسنوات....
تجنب لمة العائله في المناسبات عقاپ فرضته فريده علي نفسها بنفسها واليوم اختارت ان تكف العقاپ وتحضر الزفاف وهى في كامل زينتها نظرات الجميع تركزت عليها بدهشه لكن لم يقم احدهم بالتعليق ...حتى خالتها منى والدة عمر التى اتهمتها دوما بالاساءة الي ابنها وحملتها الذنب لسنوات بسبب اڼهيار عمر قابلتها اليوم بترحاب يدل علي انها لم تعد غاضبة منها وفي مدلول فريده هذا معناه ان عمر تجاوزها ولم يعد يفكر فيها وبالتالي والدته اسقطتها من حساباتها ... الالم الذي شعرت به في معدتها مع ترحاب خالتها انبئها انها اكثر انسانه انانيه حقيره قد تقابلها يوما ..فهى شعرت بالالم لان ضحيتها استرد حياته ولا يعيش علي اطلال حبها كما كانت تتوقع ...ذبحته بيديها وحزينه الان انه خلق من جديد ...هل كانت تنتظر منه ان يظل يبكيها للابد
اما ندا شقيقة عمر فموقفها منها لن يتغير ابدا وستظل تتزكر انها السبب في تحطيم شقيقها الوحيد ...ربما لانها كانت قريبه من عمر بدرجة كبيره وشعرت بألمه الصامت الذي لم يبح به لاحد طوال سنوات زواجهم ...ندا لن تنسي كسرته يوم زفافها عندما رفضت فريده الحضور متعلله بمزاكرة لم تكن مهمه لدرجة انها تتغيب عن حضور زفاف ابنة خالتها وشقيقة زوجها في نفس الوقت ...اما اليوم ففريده نفسها لاتدري من اين اتتها الجراءه التى جعلتها ترتدى نفس الفستان الذي اهداها اياه عمر بمناسبة زفاف شقيقته ندا ولكنها يومها رفضت الحضور وسببت له الكثير من الالم... نور شقيقته الصغري كانت علي الحياد منها ربما بسبب علاقتها السريه بمحمد شقيقها... كانت لاجل خاطر محمد كما كانت تظن ...
شغلت نفسها بمراقبة اسيل التى كانت تشع بهجة وسعاده ....حسدتها علي سعادتها وعلي زواجها من من تحب وتعشق ...اسيل تصغرها بعامين لكنهما تربيا معا كشقيقتين ...قبل طلاقها من عمر كانت عائلة والدتها مترابطه بشكل مميز ودائما جمعهم منزل جدتهم في كل المناسبات والعطلات ...كانت الجده تجمعهم في منزلها وبسفرها للاقامه مع خالها الوحيد في كندا انتهت اسعد ايام حياتها ...تلك الايام الجميله كانت مثل الحلم لها الان هى تستحق ان تكون منبوذه وهذا بالفعل ما حكمت هى به علي نفسها مظهرها الجديد اعطاها بعض الثقه لسنوات وهى ترتدى الجينز ... لاول مره في حياتها كانت تنتظر نظرات الاعجاب توجه اليها ...كانت تريد الظهور والاندماج من جديد فحملت كأسها واتجهت الي العروسين تهنئهما ويتم التقاط بعض الصور لها والتى سوف تخلد فستانا كان مېت مثل كل حياتها ...هنئت اسيل وطارق بلطف ... ترددت كثيرا لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء بعض التهديدات علي مسامع طارق ...تهديدات تشرح له ما سوف تفعله اذا ما تجرأ يوما وجعلها حزينه ....فريده كانت اكيده من حب اسيل لطارق فاحتاجت الي
تم نسخ الرابط