بعد اربع سنين

موقع أيام نيوز

وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ..ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها ...مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما ..لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا...
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير ...كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير ... انها علي وشك فقدان عقلها تماما ...يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب ..لولا انها استقبلت تلك الحيه لما كانت طعنت صغيرتها...عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد ..التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ...ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب ..الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه .. الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات ...فريده كتبت عليها المعاناه وقدر لها الالم ...دفعت غاليا ومازالت تدفع ..لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه ..لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له .. اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها ..لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها ..خۏفها ولهفتها عليهما كانت واضحه .. وتضحيتها لاجلهما لا

يمكن نكرانها ابدا ...لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله ...تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء... انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به ...لا يملكون الا الدعاء الان فهى بين يدى الرحمن ...وما اقوى من دعاء ام تشعر انها علي وشك فقدان احد ابنائها ...مسح دموعها بأصابعه واخبرها وهو يتحلي بالصبر والامل ... ادعيلها يا امى ..دعواتك هى سكة نجاتها صوتها يكاد يكون مسموع البكاء استنزف كل قوتها ...فقط ساعه مرت منذ الحاډثه المشؤمه ولكنها كانت كأنها صړخت لايام بلا انقطاع وغادرتها روحها ..اصبحت كالامۏات ...صوتها الضعيف خرج يعبر عن العڈاب الخالص وهى تقول... تفتكر ممكن تعدى منها يا محمد ... حصلت قبل كده وشفت حاله زيها ... انا مؤمنه يا ابنى بقضاء ربنا لكن الانتظار مۏت محتاجه امل اتشعلق بيه ...قبلت كفيه وهى تترجاه پألم ... ارجوك يا محمد طمنى وقول انك شفت حالات زيها ... محمد اومأ برأسه وهو يقول بأمل ... واصعب منها مېت مره ...الحمد لله الظروف خدمت فريده ...انا وعمر كنا موجودين والمستشفي قريبه وعمر وفر الډم في وقت قياسي ... صدقينى يا امى في الحالات الخطيره اللي بيقلل نسبة نجاحها بطىء الاجراءات ... والحمد لله فريده دخلت العمليات بعد ساعه تقريبا من طعنها...وهى في العمليات دلوقتى وفريده قويه وحامل ...هتناضل عشان خاطرنا ...عشان جنينها ..عشان عارفه ان عمر بيحبها وروحه فيها ولو استسلمت كلنا هنروح معاها ... اصمدى انتى كمان واتفائلي بالخير ...
ۏفاة والده كانت اول ازمه حقيقيه يمرون بها ثم مرض احمد والان طعن فريده ...السنوات الاخيره حملت الكثير من الالم والكثير من الامل ...لابد وان ينتهى الالم يوما ما وتمنى ان ينتهى اليوم ...ما يحدث هو تدابير الهيه لا يستطيع الاعتراض عليها حتى زواجه المتهور من نور ولكن الموقف الرهيب الان جعل خالته تحتضن نور وندا بكل قوتها وكأنها ادركت ان جميعنا في الدنيا ضيوف وان المغادره تكون فجائيه ولا تترك وقت للتمهيد.. ما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها في ...الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري ...كانت تعلم جيدا ان ۏفاة فريده ستعنى ۏفاة عمر فهما متحدين في الارواح ...الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده ...لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة...راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى ...كانوا يعلمون انه يبكى وانه ېموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته .. يكفيه عقابه لنفسه فهو السبب...لو لم يتركها ويسافر لما كانت تعرضت للطعن ...لكن لا لو لم يعذبها تلك الشهور لكانت بينهم الان ...ليته حماها جيدا وتلقي هو الطعنه ...هو عاش بدونها لسنوات لكنه كان يعلم انها بخير وانفاسها تملىء المكان اما الان فأي حياه ستكون له اذا لم تكن فريده علي قيدها ... 
واخيرا .....
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء قاټل وتوجهت انظارهم جميعا للممر المؤدى الي الداخل ...تمنوا لو تخرج منه فريده تركض في اتجاهم لتخبرهم بنفسها انها بخير لكن للاسف التى غادرت من الباب لم تكن فريده بل ممرضه ترتدى زى العمليات الاخضر المميز ...بذكائها الفطري علمت ان احدهم لن يجرؤ علي سؤالها عن مريضه بين يدى الرحمن وان أي ثانيه تمثل لهم حياه او مۏت فلم تنتظر ان يسألوها عنها بل قالت فورا ... المريضه خرجت من العمليات ...وحالتها مازالت حرجه ...هى حاليا في الافاقه ولما تستقر شويه هتتنقل علي العنايه ...والخبر الكويس انها مخسرتش الجنين ...كملوا الدعا هى لسه محتاجاه..
ذكيه تلك الممرضه ...سكنت جراحهم ولم تطمئنهم بالكامل ...فتحت باب الامل لكنها لم تدخلهم منه وتعمدت ذكر الحمل لالهائهم ...لكنهم لن يهدأ بالهم ويطمئنوا حتى يروها بأنفسهم وتتحدث اليهم ...
عمر كان مازال يجلس علي الارض ونهض فورا يترجاها ان تسمح له برؤيتها حتى من بعيد ..الممرضه اجابته بإشفاق وتفهم ... ممنوع صدقنى هى لسه داخل حرم العمليات...اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد ... 
هو لن يتحمل الانتظار اكثر من ذلك ...وخصوصا وهو يعلم انها تحتاج اليه.. ليتهم يسمحون له برؤيتها ..هو ايضا يحتاج اليها بنفس مقدار احتياجها اليه ..اصوات بكاء تصاعدت مجددا اصابته بالكآبه فالټفت پحده ليستكشف ...فوجىء بعدد من رجال الشرطه يتحدثون مع عائلته الباكيه .. هو يعلم جيدا انهم لا يحتملون اعادة ما حدث ولكنهم يجب عليهم ذلك من اجل ان تجحم تلك اللعينه في الچحيم الابدى... منذ الحاډث لم يفكر الا في السبب

الذى جعلها تحمل كل هذا الغل والكره لفريده التى لم تعاملها يوما الا بكل حب ..انتظر حتى اخبرت خالته وجدته الشرطه عن الجزء الذى لم يحضره وتولي هو اخبارهم بالباقي...بالتأكيد اعادة صياغة ما حدث في كلمات تقولها خالته ستؤلمها بنفس مقدار المها وقت الحاډث ...لذلك تحمل هو الالم وجنبها هى ذلك.. 
لدهشته الضابط اخبره ... لقينا في شنطتها روشته لطبيب نفسي مشهور ... د احمد صديق...اكيد طبعا سمعتوا عنه... 
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان ...طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف ...وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان الاصوات اللي بتسمعها ممكن تأمرها بأي حاجه وخصوصا انها شخصيه معاديه للمجتمع بطبعها .... 
مسكينه فريده فتحت للحيه حياتها وقلبها فتسببت في خسارتها لزوجها ثم في طعنها بدم بارد ...
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف ..الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصړاخ العالي نذير شؤم .. الدعوات اصبحت تتصاعد من القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان ..حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه ...تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري ..وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه ... الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه ...
لا يستطيعون منعه من رؤيتها ..هى تحتاجه سيهدم المشفي فوق رؤسهم حتى يراها بعينيه ...يريد فقط ان يراها ...تقدم من الممرضه في هدوء تحامل علي نفسه كى يتحدث به ..قال .. انسه ..انا لازم اشوفها ولو دقايق صدقينى هى محتاجانى جدا ...طيب هشوفها من بعيد بس... ممنوع ...دى اوامر الدكتور صدقنى انا مش في ايدى أي حاجه هدوئه يغادره اصبح يتحدث بعصبيه الان ... خلاص وصلينى بيه 
لا يدري كيف تعصب هكذا ولكنه اصبح كثور هائج عندما رفض الطبيب المعالج لفريده الزياره وبدأ في القاء الاشياء غاضبا وحطم العديد من الواح الزجاج ...وكاد ان ېحطم عنق الطبيب عندما امسك برقبته بقوه ... الا ان عمر ومحمد تدخلا بسرعه للسيطرة الوضع ... محمد خاطب الطبيب معتذرا ... دكتور ممدوح انا اسف جدا ..حضرتك مش عارفنى .. انا محمد فتحى دفعة اخوك محمود ...
علي الرغم من ان الطبيب كان غاضب جدا الا انه بدأ يسيطر علي غضبه عندما تعرف علي محمد ... اهه اهلا د محمد ...
محمد بادره فورا ... ارجوك تسامح عمر ...كلنا اعصابنا تعبانه ... المريضه تبقي فريده اختى الصغيره ...مدرس اطفال واللي اټهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص اڼهارت ...انت عارف الظروف ....
فجأه ڠضب الطبيب زال تماما ..صاح بتفهم ... ايوه فاهم ...وكمان كنت عاوز اقابلك ..المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه ...بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم ...
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى ...طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه ...وربنا يسترها ...طمنا عليها يا دكتور ... حالتها ايه بالظبط 
ممدوح ربت علي كتفه وقال ... العمليه عدت بسلام وقدرنا نسيطر علي الچرح ..الحمد لله كان بعيد كذا ملليمترعن القلب والاوعيه الكبيره لكنه طبعا اصاب الرئه اليسري ...حاليا هى في غيبوبه واللي رايده ربنا هيكون
تم نسخ الرابط