بعد اربع سنين

موقع أيام نيوز

قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى

دخلت اليها منذ ايام .. متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم ...لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت ... امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الچرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده ...لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا ...
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع ...واكمل اعترافاته ..كان يعلم علم اليقين انها تسمعه ... اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما... فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك ...كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت انى عمري ما هحبها ابدا .. 
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه ..اصبح الان يعلم متى تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه ...هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها ...انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها دون ان يخبرها انه فقط مغادر للصلاه..
اسعد لحظات حياته كانت معها واتعس اوقاته كانت بدونها في سنوات جرداء عانى فيها معاناة لا توصف ولا يدري الي الان كيف مرت تلك السنوات الطويله بدونها ..عندما تركها لجأ الي الادمان في حاله من الهروب وفقدان الهدف ثم اكتشف انه يدمر نفسه وان السبيل الوحيد لاڠراء فريده فتعود اليه هو ان يكون مليونير ...تحدى نفسه من اجل ان يتفوق عليها ..عمل لسنوات بجهد حتى بنى لنفسه امبراطوريه تمنى ان يحبسها بداخلها حتى وهو يعلم انها ستعود اليه من اجل امواله وليس من اجل شخصه ...لكنه اكتشف انه كان يسىء فهمها ...فريده لم تحبه لشخصه ابدا لكنها ايضا لم تطمع فيه يوما ...تزوجته عرفانا بجميله وحاولت ان تحبه لكن قناعاتها المترسخه في رأسها منعتها من حبه وعندما فقدته بدأت في الشعور بالخساره لانها علمت كم كان يحبها من كل قلبه ....
هكذا ظل يقنع نفسه من بعد عودته لكن رسالتها فتحت عينيه وازالت الغشاوه منهما ...رسالتها كتبت بحب وپألم مس شغاف قلبه ...
تعود اليه فقط وسيقضى كل لحظه من حياته القادمه في اظهار حبه لها وولعه بها ... اخر جمله استطاع تكوينها قبل ان يغرق في النوم كانت ... بتقولي في رسالتك نكون اصدقاء ...اصدقاء ازاي 
قد تكون احلام وقد تكون امنيات ولكن نومه جلب العديد من المشاهد الجميله الي عقله ...فريده الطفله وفريده الانسه الخجوله التى كانت تبتسم خجلا كلما نظر اليها وهى لم تتخطى السادسة عشر بعد ..يوم عقد قرانهما ويوم زفافهما ...
استفاق من نومه علي شعور غريب وكأن احدهم يمسح علي جراح كفه التى كان يمدها بحمايه علي بطن فريده ويتحسس جنينا يربطهما برباط ابدى ... من قلب المۏت تولد الحياه والامل ..جنين ينمو ويتحدى الظروف ويناضل من اجل حياته ...نفض شعور النعاس وهو يؤنب نفسه علي نومه وتركها تغيب عنه...التعرض للضغوط قد يؤدى بالانسان الي فقدان عقله ولكن ما يشعر به الان حقيقي مائه بالمائه ...فريده فتحت عيونها بعد طول غياب وتحصلت علي قطعه من الشاش الطبي لايدري حتى كيف وصلت الي يدها وتمسح بها چروح كفه الملتهبه التى تنبض بالالم ...وامتلئت بالتقيحات من الاهمال ....
الذهول جمده مكانه ومنعه من النطق ولو بحرف واحد ...فريده بحنانها الطاغى تمسح چروحه بدون حتى ان تستطيع الكلام بسبب الخرطوم الضخم الذى يحتل حنجرتها وتغاضت عن حالتها الخطره واهتمت بچروح يده وجسدها يرتعش من الالم بسبب چروحه هو التى تعتبر سطحيه مقارنة بچرح غائر في صدرها كاد ان يسلبها كل حياتها ....
ان كان يحبها پجنون من قبل فما فعلته الان جعله يحبها اضعاف واضعاف ويصبح اسير هواها الي الابد...كيف تفكر به وهى في مثل حالتها ...تذكر لحظة طعنها حينما نظرت الي نفس تلك الچروح بهلع قبل ان ټنهار وطلبت من عمر ان يحضر له الاسعاف بدلا من ان تفزع من چرح سيقتلها هى ... 
نظر اليها بلهفه قاتله وتمسك بكفها بقوه وقال في سرعه ... حبيبتى مټخافيش هسيبك ثوانى استدعى الدكتور ...
في قفزه عملاقه كان عند الباب ېصرخ بكل قوته وبنفس القفزه عاد اليها ليمعن النظر في وجهها ليتأكد انها استيقظت وان ما يحدث لم يكن تكمله لاحلامه ...
دقات قلبه تصاعدت بشكل رهيب ...قلبه كان علي وشك التوقف من الاجهاد فالتوتر المصاحب لرؤيته للاطباء ينحنون حولها ليزيلوا عنها الاجهزه جعلت دقات قلبه تتخطى المائه وخمسين ...
اخبروه انهم سيزيلون جهاز التنفس الصناعى في تجربه لاختبار قوة رئتها من بعد

الاصابه ... التجربه الاصعب علي الاطلاق فلو فشل فطامها من جهاز التنفس الصناعى فستعيش عليه للابد ...
سيبونا لوحدنا خمس دقايق لو سمحتم...
الحياه بطولها وعرضها تحتاج الي الحافز لنعيش فيها ..لنناضل من اجل البقاء ...اوقات نجبر ان نحارب بكل قوتنا ونتمسك بأخر خيط للحياه ... والمحرك الرئيسى لحربنا وقتها يكون الدافع ...الحافز الذى يجعلنا نناضل ذلك الذى لو فقدناه فقدت الحياه اهميتها ويتساوى وقتها المۏت مع الحياه ..
كان يعلم ان فريده قويه ....لكنها بحاجه الي دافع ..ستناضل من اجل طفلهما وستناضل من اجله ومن اجل عائلتها ..
العائله بأكملها اڼهارت ولكن احمد انهياره كان تاما ..لم يتحمل ابدا رؤية فريده مصابه وانزوى يبكى بلا انقطاع منذ ذلك الحين ...سيخبرها ايضا ان احمد الذى تعشقه اكثر من روحها ومازال بحاجة اليها...
الان كانت مستيقظه ويبدو الالم جليا علي محياها الجميل مع كل نفس او حركة يد حبيبتى نورتى الدنيا كلها برجوعك لينا ...مع انه حاول التماسك وكتم عبراته حتى يشجعها لكن رغما عنه دموعه اڼهارت لتحجب عينيه عنها ...لاول مره تراه يبكى مع انه بكى بسببها العديد والعديد من المرات ..
نظرات الالم علي وجهها تحولت الي الدهشه مع رؤيتها دموعها ...حاولت الكلام ولكن الجهاز الذى يحتل حنجرتها منعها ..تمنى لو استطاع معرفة ما كانت ستقوله لو فقط كانت استاطعت الكلام..!!! لانه كان سيكون اصدق كلام قد يقوله احدهم يوما ما وسيخرج من القلب الي القلب ...وعندما فشلت في التحدث رفعت اصابعها الي وجنتيه ومسحت دموعه بهم.. 
اكمل همسه قائلا ... حبيبتى المفروض انهم هيشيلوا جهاز التنفس دلوقتى فريده قبل أي حاجه لازم تعرفي انك مش بطولك ...فريده لازم تقاومى مش هقلك عشانى لان انا مش هتفرق معايا كتير انا وراكى في أي مكان هتروحيه لكن كفايه اقولك قاومى عشان بنتنا اللي بتكبر جواكى ... عشان احمد اللي انهار تماما مع اصابتك ...عشان خالتى اللي جربت كتير ۏجع مرض الضنى وقربت جدا تخسر ابن قبل كده ...لو تعرفي يا فريده كلنا بنحبك اد ايه هتحافظى علي نفسك جدا لان اصابتك ۏجع لقلوبنا مافيش له دوا.. 
عارفه يا فريده انا كنت ڠضبان من محمد اوى عشان غدر بيا وخان ثقتى واتجوز نور من ورايا لكن مع اصابتك قدرت وعرفت ان الحب بيخلي الانسان مچنون تماما ...عذرته جدا لانه بيحب وانا بأحب وعرفت لو حد منعنى عنك ساعتها ممكن اكسر الدنيا ... انا عارف انى المتك كتير لكن اكتر حاجه وجعتنى انك خبيتى عليه حملك لانك خاېفه منى ...انا عارف كويس انى قلتلك خدى حبوب عشان تمنع الحمل لكن صدقينى دى كانت اخر حاجه اقصدها فعلا ..انا كنت بس بوجعك بكلمه وجعتنى ومرمغت برجولتى الارض ..لما اعيش سنين اتمنى طفل منك واصبر واستغنى عن الاطفال لانى كنت فاكر انك عندك مشكله طبيه وعمري ما فتحت معاكى الموضوع عشان ما اسببش ليكى أي الم واكتشف انك متعمده تمنعى الحمل عشان انا اقل من انى اكون اب لاطفالك ..يومها مت فعلا ..ومطلقتكيش لمجرد انى مجروح ..لا طلقتك عشانك ..عشان ارحمك منى حتى لو انا ھموت من غيرك...فريده انا بحبك من سبعه وعشرين سنه وحب سبعه وعشرين لا يمكن ېموت ابدا ...المره دى بجد بقي هتزهقي من حبي ..
انا قتيل عيونك ...
لو كان يظن انه يفيدها بكلامه فعليه اعادة النظر ...قلبها المسكين لم يتحمل كل هذا الحب وكاد ان يتوقف مجددا ولكن هذه المره من السعاده ولولا انها علي جهاز تنفس صناعى لكانت رئتها توقفت هى الاخري فالمفاجأه ستجعلها تحبس انفاسها ...عندما لاحظ اضطرابها صاح بأعلي صوته ... دكتورررررررررررررررررر
حالة الهدنه التى صاحبت ازمة فريده اعطت الجميع الفرصه لالتقاط انفاسهم والتفكير برويه ...وعمر اصر علي بقاء فريده في المستشفي علي الرغم من اخباره مرارا من قبل طبيبها المعالج انها اصبحت بخير وتستطيع الخروج ..لكن ربما لانه وجد السلام الذى كان ينشده في الفتره التى قضتها في المستشفي جعله يبقيها هناك ...او خوفه عليها من فاطمه التى مازالت تشكل خطړا كبيرا لذلك وضع حارس خاص علي غرفتها لا يفارقها للحظه ويبدل المناوبات مع زميل اخر له...
اقتراب المۏت منهما بتلك الطريقه طرد كل الحقد وحطم الحواجز...ظل الي جوارها يعلمها كيف تسنشق انفاسها من جديد كما علمها الكلام وهى طفله صغيره ... 
الحنين الي الحب والاستمتاع بالمذاق المميز الذى يتركه في نفوسنا يجعلنا نتغاضى عن الكثير من الاشياء ... حتى الضروريه والبديهيه منها كالاكل والشرب ... او الاهم كزواج محمد ونور المتسرع ... 
الام تحب فلذات اكبادها مهما بلغت اخطائهم والاخت تسامح اختها حتى لو الاذى طالها من جهتها والعائله تتجمع في السراء والضراء ويبحثون عن الفرح بملقاط ...سنفرح اخيرا رغم انف الظروف ...
الايام التى قضتها فريده بين المۏت والحياه اعادت تشكيل الجميع بدأ من شريفه حتى

رشا .. قد تكون فريده ناضلت المۏت بضراوه لكنها لم تكن لتناضل لولا احساسها بدعم الجميع وبحبهم ..نحن نحيا بالحب ...
بمجرد ان تنفست فريده بمفردها بعد فطامها من جهاز التنفس الصناعى حتى احتضن الجميع بعضهم البعض ...تجربه مريره ستترك اثر في نفوسهم لكنه اثر جيد يلم الشمل ويظهر المعادن ....
علي الرغم من انه لم يكن يريد تركها ولو لثانيه في الغرفه العاديه التى نقلت اليها بعد تجاوزها للخطړ الا انه كان يريد ان يتابع تحقيقات النيابه مع الحيه التى اذت حبيبته ...سيتأكد بنفسه
تم نسخ الرابط