الجزء الأول رواية جديدة بقلم فاطمة عيد

موقع أيام نيوز

خوف عليا وحب .. متخيلتش انه مجرد شفقه .. متخيلتش انك هترميلى فلوس تمن وقتك معايا .. انت عاملتنى ك سلعه .. بقولك اترميت فى الشارع ترميلى فلوس وتقولى هيعيشوكى ! .. انا جسمى كان متكسر ومتعور وعاجزه .. ومع ذلك محستش غير بقهرتى .. رجعتلك طردتنى وعجزتنى اكتر .. جتلك تعبانه ومحتاجالك خرجتنى على المستشفى 
يونس اللى حصل دا مكنش مقصود .. انا مستحيل اضربك او اقصد انى اعجزك .. مهما كان انتى بنت وضعيفه .. مينفعش استقوى عليكى 
ديالا ضعيفه .. بعد كل دا وشايفنى انا الضعيفه !! .. انا اللى وقفت قدامهم واستحملت العقاپ لوحدى .. انا اللى دافعت عن ابنى اللى لسه مجاش وحاولت احميه بكل الطرق !!! .. مقدرتش افادى ضړب بابا ليا على جسمى ومدارتش غير بطنى بس ! .. حتى لما وقعت فضلت افادى بطنى عشان ميموتش .. انا اللى اطردت ونمت فى الشارع فى البرد .. وانا تعبانه ومش قادره اقف على رجلى ! .. انا اللى كنت اقدر اقول عليك وهتتجوزنى ورجلك فوق رقبتك من غير ما اتهان الاهانه دى كلها وكنت انت اللى هتشيل الليله بس مقدرتش .. عارف ليه ! .. عشان انا مش ندله زيك .. عشان محبتش أأذيك وانت ما شاء الله بتتفنن ازاى تجرحنى .. انا مش ضعيفه يا يونس .. جايز حبى ليك هو ضعفى الوحيد .. وملعۏن ابو الحب اللى يذلنى ويكسرنى بالشكل دا .. انت حاليا مېت بالنسبالى .. انا حبيبى اخر مره كان فى حضنى من تلت ايام وماټ .. ماټ اول ما الدكتور قال انى حامل .. انا مشفتوش من بعدها .. انا مستحيل اكون ليك تانى .. انا افضل المۏت ولا انى اكون مع واحد زيك 
يونس بيسمعها وهيتجنن من جواه لما بيفتكر كل حاجه حصلت وبيتخيل نومها فى الشارع وتعبها وشكلها وباباها بيضربها .. دا حتى صريخها لسه بيرن فى ودنه .. حتى وشها لسه مزرق ومعلم .. بيبص على شكلها وملامحها اللى فعلا مبقتش واضحه .. وللحظه حس بندم .. ندم كان لازم يحسه من البدايه .. لما استغل ضعفها وخۏفها .. استغلها بطريقه بشعه وقضى عليها كليا .. ازاى كان انانى اوى كده .. ازاى محسش بۏجعها وپيجرحها اكتر .. ليه اتخلى عنها بالشكل دا !!! .. بيقولها مش هضربك ومش هينفع استقوى عليكى وهو مع كل كلمه كان پيموتها ..

هو مأذهاش جسديا بس قضى عليها نفسيا .. على الاقل الۏجع الجسدى مع الوقت هيتعالج .. طب والنفسى !! .. يقوم من قدامها ويخرج بره الاوضه وتنزل دموعه .. يونس لاول مره فى حياته يعيط .. قلبه پينزف على حبيبته اللى اتخلى عنها ومقدرش يحميها .. مقدرش يقف قدام ابوها ويقوله انا السبب عاقبنى انا بدلها .. مقدرش يقف قدام ابوه ويقوله بنته متربيه ربينى انا .. حس بالاڼهيار وهو بيفتكر كل كلمه قالها .. ازاى قدر يعمل كده .. عجزها اكتر .. يقعد على الكرسى ويعيط بصوت عالى وهو بيلوم نفسه وكل اللى معدين مش فاهمين ماله .. لحد ما اخواته يوصلوا واول ما يشوفوه بالحاله دى يتخضوا عليه ويقربوا عليه بسرعه 
كريم بخضه فى ايه !!
يونس ميردش عليهم ويتجاهلهم تماما ويمسح دموعه ويقوم يدخل الحمام .. اما كريم وامير فخافوا اكتر وافتكروا ان ديالا ممكن تكون ماټت .. يسألو ممرضه من اللى ماشين عليها .. تشاورلهم على الاوضه .. يخبطوا ويدخلوا يلاقوا ديالا نايمه على السرير وبتعيط .. تمسح دموعها بسرعه وتبص بعيد عنهم .. مش عارفه حتى تبص فى عينهم .. كريم يقرب ويقعد جنبها على الكرسى وامير واقف قدامها 
كريم عامله ايه دلوقتى 
ديالا مش عارفه ترد عليه .. وحاسه بكسره .. مش قادره تطلع صوتها قدامهم حتى .. كريم بحكم انه دكتور نفسى فاهم حالتها ومحبش يضغط عليها .. اما امير فيتكلم عادى 
امير انا عاوز اعرف عقلكوا كان فين وقتها ..........................................
يقاطعه كريم مش وقته .. المهم دلوقتى ديالا تقوم بالسلامه 
يبصله ويشاورله بمعنى يلا نخرج بره وامير يقوم ويخرج معاه .. يونس كل دا فى الحمام .. حاطط راسه تحت الميه بيحاول يفوق نفسه من الحاله اللى وصلها .. متخيل انه كده هيقدر يبطل تفكير وتأنيب فى ضميره يغسل راسه كويس ووشه ويخرج .. يلاقى كريم وامير واقفين قدام الباب 
امير تعالى تحت عاوزينك 
يونس مش ................................
يقاطعه امير بصرامه مش هنرغى كتير .. انزل يلا خلينا نتكلم 
يونس مش همشى واسيبها كده 
امير باستهزاء على اساس انك بتحبها اوى يعنى !
كريم امير الكلام مش بالطريقه دى .. يبص ليونس .. معلش انا مقدر حالتك كويس وحاله ديالا بس لازم نتكلم عشان نحل المشكله دى
يونس يتنهد بضيق وينزل معاهم .. يقعدوا فى الكافتيريا بتاعت المستشفى تحت .. امير يبصله 
امير عاوزين نفهم ايه اللى حصل بينكو بالظبط !
يونس نعم !
امير ايه اللى وصلها للحاله دى 
يونس مش فاهم يعنى عاوزنى اقول ايه بالظبط !!
امير بدأتوها ازاى .. وهى كانت بارادتها ولا ڠصب و......................................
يقاطعه يونس دا شىء ميخصكش وميخصش اى حد .. التفاصيل دى لينا لوحدنا ومحدش ليه علاقه بيها 
امير مااحنا لازم نعرف عشان نعرف نقرر 
يونس هو ايه اللى لازم تعرف ! .. عاوزنى اقولك ايه يعنى .. ماانت اكيد مش عاوزنى اقول خلفنا ازاى !
كريم لا مش قصده كده .. قصدنا البدايه بس .. ايه التمهيد اللى حصل قبل ما يتم الموضوع دا .. وكمان ايه الكلام اللى دار بينكو لدرجه انك تطلبلها الامن وتقع وتيجى المستشفى 
يونس يفتكر اللى حصل بالتفصيل ويحس پخنقه من نفسه .. يبصلهم 
يونس مش من حق حد انه يعرف حاجه خاصه بينا دا اولا .. ثانيا شوفوا عاوزين ايه وانا موافق .. بس ولا حد يجى جنبها تانى ولا يضايقها بالكلام وخصوصا ابوها لانى مش هسكت بعد كده 
امير باستهزاء لا راجل اوى يلا وهتحميها .. دى اتفرمت قدامك وسيبتها .. بطل حوارات على نفسك 
يونس يبصله برضو شىء ميخصكش .. بعد اذنكو 
امير ابوك هيروح ويكلم ابوها وبليل هتروحوا السفاره وتكتبوا الكتاب 
يونس باستسلام تمام 
يقوم وكريم وامير يروحوا ياخدوا محمد وبعدها يروحوا لرأفت عشان يقنعوه .. شويه ويوصلوا لرأفت ويفتح ويستغرب مجيتهم لانهم يعتبر لسه ماشين من ساعات .. يدخلهم ويقعدوا كلهم فى الصالون 
محمد طبعا انت مستغرب احنا جايين ليه .. رأفت ينتبهله .. انت قسيت على ديالا اوى ومهما كان.................................
يقاطعه رأفت بصرامه انا مقستش على حد وياريت تقفل الموضوع دا 
محمد بس دا الموضوع اللى جاين عشانه .. يسكت شويه ويبصله .. انا حابب اجوز ديالا لابنى يونس .. وكنت محتاجك عشان تكون وكيلها 
رأفت باستغراب يونس ! .. ذنبه ايه يشيل غلطه حد تانى ويدمر شبابه مع واحده حامل ويشيل مسئوليه عيل 
امير بحرج ماهو يا عمى يونس..........................................
يقاطعه محمد هو بيحبها ومستعد يتجوزها ومش فارق معاه الموضوع دا .. احنا محتاجين موافقتك بس وتكون وكيلها
رأفت مستغرب ان يونس عاوزها بعد حملها لكن يفكر للحظه .. لو يونس اتجوز ديالا كده محدش هيعرف ان بنته غلطت مع حد وهيقدر يقف فى وش اى حد يتهم شرف العيله .. يبص لمحمد

بامتنان 
رأفت متشكر ليك جدا .. انا عارف ان يونس راجل محترم وهيحترم بنتى وهيصونها 
محمد بضيق على ايه دا واجب 
رأفت بس ديالا مبقتش موجوده .. انا سيبتها فى الشارع امبارح زى ما قولتلك .. ممكن نروح جايز لسه هناك 
امير ديالا فى المستشفى .. جت عندنا البيت ووقعت على رجلها وحصلها كسر .. وعشان الحمل فللاسف حالتها مش مستقره
رأفت تستاهل .. ياريتها كانت ماټت وقتها هى واللى فى بطنها وريحتنى 
كريم خلاص يا عمى ملوش لازمه الكلام .. انا هتصل بيونس عشان يجى ونروح السفاره نكتب الكتاب دلوقتى 
رأفت تمام 
كريم يتصل بيونس اللى ركب عربيته باستسلام وراحلهم واتفاجئ بترحيب رأفت ليه وانه عمال يشكره .. يبص لابوه باستهزاء لانه استنتج انه ابوه بينله انه هيعمل معروف فى بنته .. يعدى الوقت وتم كتب الكتاب يونس حس باحساس غريب .. احساس ان ديالا بقت ملكه رسمى .. حس انه كان بيتمنى اللحظه دى من زمان .. احساس انها بقت مراته وهتفضل معاه طول حياتها احساس ميتوصفش بالنسباله .. اتأكد فى اللحظه دى انه لو كان سابها تبعد كان هيخسر جامد .. وللاسف تخيله انه كده مش خسران هيبقي ليه عواقب كتيره ! .. اما ديالا كل دا فى المستشفى بتفكر فى حياتها وازاى تبنيها لوحدها مع ابنها بعيد عن قسوه باباها وجحود يونس .. تحط ايدها على بطنها وتبتسم من بين دموعها 
ديالا متمسك بالحياه اوى كده ليه ! .. مش عاوز تسيبنى .. انا كله سابنى الا انت .. الوحيد اللى لسه متمسك بيا .. انا مبسوطه انك معايا ومش هعتبرك غلطه زيهم .. جايز انت الحاجه الوحيده الصح اللى طلعت بيها فى حياتى .. اوعدك انى هحميك مهما حصل 
تحضن بطنها بايدها وتمسح دموعها وهى بتفكر بجديه فى حياتها وازاى تربى ابنها من غير ما تذل نفسها لاى حد .. شويه وتلاقى الباب اتفتح ويونس داخل ومعاه الممرضه 
يونس بهدوء انا اتكلمت مع الدكتور وسمحلك بخروج بشرط انك متقوميش من السرير لمده تلت شهور على الاقل .. وكل اسبوع هيجى يطمن عليكى .. الممرضه دى هتساعدك تغيرى هدومك .. هستناكى بره 
يخرج وديالا تتخنق فجأه .. تلت شهور ! .. هتقعدهم فين !! .. هى كانت محتاجه فرصه تشتغل عشان تقدر تلاقى مكان تقعد فيه .. دلوقتى هتعمل ايه ! .. بتفكر بقله حيله وتعب وهى بتغير هدومها .. ودموعها بتنزل بصمت .. حتى لما قررت تكون قويه الذل هيلاحقها .. احساسها بالعجز وقله الحيله پيموتها بالبطئ .. معقول غلطه زى دى تاخد عمرها كله ! .. اتمنت لو ترجع بالزمن وتلغى السفريه كلها ولا انها تقابله .. پتكره نفسها عشان سمحتله يلمسها .. معقول الحب يوصل بيها لدرجه انها تسلم بسهوله !! معقول كانت عاميه ومحستش وقتها ببشاعه اللى بتعمله ! ڠرقانه فى افكارها وبتلوم نفسها وبتلعن اللحظه اللى شافت يونس فيها .. يعدى الوقت وتخلص لبس والممرضه تنادى ليونس .. يدخل ولسه هيجى يسندها تبعد عنه 
ديالا خلاص شكرا .. انا كده تمام .. تقدر تروح 
يونس تمام يلا 
ديالا لوحدك .. قولتلك ملكش
تم نسخ الرابط