امراءه العقاپ ندي محمود
المحتويات
وتحدث
إليها بلهجة صارمة ونظرة ثاقبة كلها قوة وجفاء
لو اللي بنفكر فيه صح يبقى كل حاجة هتظهر أكيد
المهم انتي هتدخلي مكتبه وهتدوري على الملف ده وهتراقبي كل تحركاته الفترة الجاية في الشركة وهتبلغيني بكل تفصيلة تشوفيها بس من غير ما نخليه يحس نهائي إننا شاكين فيه
اماءت لها ليلى بالموافقة وقالت برسمية
ابتعد من أمامها وتحرك باتجاه النافذة التي بطول الحائط ووقف أمامها واضعا كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله مردفا بتفكير
خلاص تقدري تتفضلي يا ليلى
تحركت نحو الباب بصمت تام وغادرت وتركته بين تساؤلاته التي تنهش عقله نهش !
في مساء اليوم
يقود سيارته في طريقه إلى قصر الشافعي ويضع هاتفه أمامه يجرى عدة اتصالات بجلنار حتى يطمئن عليها لكن دون إجابة يستمر الهاتف في الرنين وبلا جدوى مرة واثنين وثلاثة والنتيجة نفسها ضيق عيناه باستغراب ممتزج ببعض القلق وعقله لا يتوقف عن توقع السوء
غير وجهة سيارته واستدار بها عائدا إلى منزله الثاني
بعد دقائق من القيادة السريعة توقف بالسيارة في المكان المخصص لها داخل المنزل وفتح الباب ثم نزل وقاد خطواته المضطربة نحو الباب الداخلي
أخرج المفاتيح من
جيبه ووضعها في قفل الباب فانفتح دخل ثم أغلقه خلفه بهدوء ونزع حذائه بجانب الباب ثم سار نحو الداخل كان الهدوء يهيمن على المنزل كله والأضواء خاڤتة فقط هناك صوت بسيط ينبعث من الصالون تماما كصوت التلفاز تحرك نحوه بخطوات طبيعية وإذا به يراها جالسة على الأريكة المقابلة للتلفاز وتستند بكلتا يديها على ذراع الأريكة واضعة رأسها فوق ظهر كفيها ونائمة ووساقيها المكشوفان للركبة تفرد جزء منهم بجانبها على طول الأريكة
فتحت عيناها بخمول ورأت صورته مشوشة قليلا بسبب نعاسها لكنها أدركت أنه هو ودون أن تشعر وجدت نفسها تلف ذراعيها حول رقبته وتنحنى برأسها تدفنها بين ثنايا رقبته هامسة بصوت ناعس وغير واع دون أن تفتح عيناها
انزل نظره إليها يرمقها مطولا ثم يبتسم بساحرية وينحنى برأسه عليها هامسا بمشاكسة
قولتيها كتير أوي لدرجة إني بدأت أشك
إن قصدك بيها العكس
سمعت همهمات خاڤتة بصوته الهاديء في أذنها لكنها لم تدرك أي شيء وكان النوم هو العامل الأكبر الذي يسيطر عليها الآن
وصل بها إلى الغرفة واقترب من الفراش فانحنى ووضعها برفق شديد في المنتصف ثم جذب الغطاء ورفعه على جسدها يدثرها به جيدا وكانت ردة الفعل التلقائية منها أنها ضمت الغطاء إليها أكثر في شعور طبيعي بالدفء جلس على حافة الفراش بجوارها ثم مد أنامله وأبعد خصلاتها عن وجهها الجميل يتأمل جمالها الساحري
أيوة يافريدة
وصله صوتها وهي تأن من الألم وتقول بنبرة متوجعة
تعالى ياعدنان بسرعة أنا تعبانة أوي آاااه
أجابها فور سماعه تأوهاتها المرتفعة
حاضر مسافة الطريق وأكون عندك هجيب الدكتور معايا
فريدة برفض مسرعة
لا لا متجبش الدكتور تعالى إنت بس
طيب
انهى معها الاتصال واندفع مغادرا الغرفة وقبل أن يرحل توجه إلى غرفة صغيرته والقى نظرة عليها وهي نائمة في فراشها ثم دثرها بالغطاء جيدا وانصرف
ظلت ممسكة بالهاتف بعدما انهت الاتصال معه وهي تحدق أمامها بغل وتتمتم بشړ يظهر في نظراتها
يلا خلينا نشوف هيروح يقعد عندك إزاي يابنت الرازي مبقاش أنا فريدة إما خليته واحدة واحدة هو بنفسه اللي يطلقك
ذهبت وانضمت إلى فراشها وتدثرت بالغطاء تستعد لتمثيل دور المړيضة عند وصوله حتى تكتمل كذبتها ! مرت دقائق طويلة قاربت على الساعة وهي بانتظاره وعيناها معلقة على ساعة الحائط وها هي تسمع صوت خطواته المميزة تقترب من الغرفة أخيرا فهرولت وعدلت من وضعية نومها وامسكت بمعدتها ورسمت على محياها علامات الألم والتعب وبعد ثواني انفتح الباب وظهر هو من خلفه تعمدت عدم النظر إليه واغمضت عيناها وهي متكورة بفراشها !
اقترب منها مسرعا وجلس بجوارها على الفراش ممسكا بيدها وهاتفا بقلق
مالك يافريدة
أجابته بخفوت
كنت تعبانة وكان جسمي كله متكسر ومعدتي كانت بتآلمني أوي
مد يده إلى جبهتها يتحسس حرارة جسدها فوجدها طبيعية أردف بريبة
حرارتك مش عالية !
فريدة بتوضيح مضيفة القليل من البهارات على كذبتها
الحرارة ممكن تكون من الداخل بس أنا اخدت علاج قبل ما إنت
تيجي وبقيت كويسة شوية الحمدلله
علاج إيه ده ! وإزاي تاخدي حاجة من نفسك يافريدة !
كانت جملته تحمل الانفعال والاستياء فردت هي عليه بهدوء
متقلقش ياحبيبي أنا متعودة باخده دايما لما بتعب كدا
رمقها بنظرة مطولة ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهم بالاتصال بالطبيب فأمسكت بيده وقالت وهي تعتدل جالسة
أنا بقيت كويسة شوية
صدقني مش مستاهلة دكتور لو كنت تعبانة أوي زي قبل ما تيجي كنت هخليك تكلمه
تفحص معالم وجهها لثواني ثم انزل الهاتف مستسلما ومد يده إلى وجنتها يملس عليها بحنو هامسا
طيب اتعشيتي ولا لسا
هزت رأسها بالإيجاب ثم لفت ذراعيها حول رقبته وقالت بدلال أنوثي
أنا آسفة عارفة إني ضايقتك كتير الأيام اللي فاتت مني وكنت غلطانة بس وعد كل اللي حصل ده مش
هيتكرر تاني ووعد إني هرجع فريدتك وحبيبتك تاني وهعوضك عن فترة الخلافات اللي كانت بينا دي
ابتسم بلؤم يليق به ثم استطرد بجملة غير متوقعة تماما
فريدة هو إنتي تعبانة بجد !
استغربته واستقرت بعيناها نظرة حائرة حتى فهمت ما يرمي إليه فقررت أخيرا آثر الحقيقة وقالت بهمس به لمسة خبيثة
الصراحة لا بس بما إننا يعتبر كنا مټخانقين فمكنش في طريقة اخليك تيجيلي بيها غير دي للأسف وأعتقد إن إنت كنت عند جلنار مش كدا
إنتي من إمتى بقيتي تغيري منها !
فريدة بنظرة شرسة
من وقت ما بدأت أحس إنها بقت تشاركني فيك فعلا
مالت شفتيه لليسار في ابتسامة مداعبة ثم انحنى عليها يهمس أمام وجهها ببحة
خلينا نفترض إن
كلامك صح هل ده هيغير حاجة
تصنعت عدم الفهم وعزمت على أن تكون الليلة هي ليلتهم وتبادر هي ببدأها
يعني !
يعني بحبك يافريدتي
ليلة أخرى ستكون فيها معه جسد فقط بلا روح تستغل الفرص المعطاة لها حتى تحافظ على زواج لا تريده سوى للمصلحة تظهر الحب والوفاء لزوج وټطعنه بشرفه في الظهر ورغم كل هذا تتقرب منه كأسلوب منحدر منها حتى تمنعه عن التفكير بغيرها وتظل هي المهيمنة والآمرة ولا ينهدم ما قامت ببنائه لسنوات !
في تمام الساعة الثالثة فجرا
صدع صوت رنين هاتفها على المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشهم فوثبت كمن لدغه عقرب والتقطت الهاتف مسرعة وكتمت صوت الرنين حتى لا يستيقظ القت عليه نظرة دقيقة وقد كان متسطح على ظهره واضعها كلتا كفيه أسفل رأسه دققت النظر في وجهه أكثر لتتأكد من انغماسه في النوم ثم تسللت من الفراش بحذر شديد كلص والتقطت الروب الطويل ترتديه فوق قميص النوم جذبت الهاتف معها وسارت على أطراف أصابعها إلى خارج الغرفة حتى تجيب على الهاتف
بمجرد ما أن فتحت الباب وخرجت فتح هو عيناه دفعة واحدة كالذئب المترصد لفريسته بقى معلقا نظره على السقف للحظات وانفتح فمه قليلا بانحناءة مرعبة ولسانه بدأ يسير على ضروسه العلوية في عينان حمراء كالدم ونفس ثائرة على وشك أن تعلن قيام عاصفتها المدمرة يستمع إلى همهاتها القادمة من الخارج وهي تتحدث في الهاتف ويزداد ثورانه
مد يده إلى الغطاء وأبعده پعنف عن جسده ثم استقام من الفراش وتحرك باتجاه الباب رآها تقف على مسافة قصيرة من الغرفة مولية ظهرها للباب تحرك نحوها في خطوات من شدة هدوئها وترصدها لم تشعر به ولحسن حظها أنها كانت تنهي اتصالها مع نادر بعدما كان يخبرها بأمر هام يخص الملفات الذي أخذها من مكتب عدنان
أنهت معه الاتصال واستدارت بجسدها
حتى تعود إلى الغرفة لكنها اصطدمت به كحائط
منيع يقف بظهرها تماما أصدر شهقة كانت أشبه پصرخة وارتدت للخلف في زعر تتطلع إلى هيئته المرعبة ونظراته القاټلة التي يرمقها بها كأنه نام شخص وأستيقظ آخر ! أين اختفت نظرات الدفء والعشق التي أمطرها بها طوال ليلتهم منذ ساعات ازدردت ريقها پخوف واضطراب حقيقي هذا المرة
عدنان بصوتا كان كافي لبث الزعر في نفسها
كنتي بتكلمي مين
نزلت بعيناها إلى الهاتف الذي بيدها تلقي نظرة مرتبكة عليه ثم عادت بنظرها إليه وقالت متلعثمة في كڈبة كانت سخيفة جدا هذه المرة
دي دي لميا بتكلمني تسألني عن حاجة
رفع حاجبه مستنكرا كذبتها
في الوقت ده !
فريدة بتوتر ملحوظ
آه ما إنت عارف إنها قريبة جدا مني ومش بتعرف تعمل حاجة غير لما تاخد رأى الأول
تحرك حاجبيه باستهزاء في شكل مثير للأعصاب ثم مد يده حتى يجذب الهاتف من يدها لكنها ضغطت عليه بتلقائية كنوع من الرفض لكنه باغتها بصرخته العڼيفة بها
هاتي الزفت ده
أرخت عضلات يدها عليه فجذبه من
يدها وفتحه لكن ظهرت شاشة ادخال الرقم السري أولا فرفعه أمام وجهها وهتف بحدة
افتحيه
مدت يدها وفتحته وهي تقول پغضب امتزج باضطرابها
هو في إيه بظبط ياعدنان ما تفهمني !
هنفهم كلنا دلوقتي في إيه
فتح آخر المكالمات وقام بالاتصال على آخر رقم في قائمة الاتصالات بسط الهاتف في المنتصف بينهم وفتح مكبر الصوت ينتظر الرد أحست هي بأنها ستفقد وعيها وانفاسها انسحبت في رئتيها من الخۏف يبدو إنها وصلت لنهاية الطريق ظل صوت
الرنين يعلو صوته في أذنها كالبرق وهي تدعو ربها أن لا يقوم نادر بحركة متسرعة ويجيب
انتهى الرنين دون رد فحدقها بنظرة ممېتة وقال
إنتي مش لسا كنتي بتكلميها برضوا مبتردش ليه
معرفش يمكن دخلت الحمام بعدين أنا عايزة افهم إنت إيه اللي بتعمله ده
كانت كلمات اندفاعية منها وهي تسحب الهاتف من يده لكنه باغتها بحركة مفاجأة منه وهو يجذبها من ذراعها ويضغط عليها بقسۏة هامسا بنبرة دبت الړعب في أوصالها
كلمات كلها مبهمة لا يفهم منها سوى شيء واحد أنها أصبحت على الهاوية وأن النهاية المحتومة تقف على أعتاب الباب
هل كان كل الحب والحنان الذي امطرها به في ليلتهم متصنعا حتى يحقق مبتغاه المجهول ! كيف !!! لا تفهم شيء من الذي يحدث سوى أنه شك بل وأصبح شبه متأكدا من خيانتها له !
تجلس بجوار ابنتها في فراشها الصغير وتملس على شعرها بحنو حتى تخلد للنوم بعدما كثرت اسألتها التي لم تجد لها إجابة حول غياب والدها منذ مساء
الأمس
بينما هي فهناك بعض التفاصيل تتذكرها جميعها كان موجود بها بالأمس لا تتمكن من التذكر جيدا لكن هناك صور بعقلها له وهو يحملها ويتجه بها للغرفة تتذكر أنها رأت وجهه وابتسامته وهو يحملها وبعد ذلك لا يوجد اي شيء بذاكرتها ظنته حلم عندما استيقظت من النوم في صباح اليوم التالي لكن كيفية وصولها إلى الفراش وهي كانت نائمة على الأريكة أمام التلفاز بالخارج هذا ما جعلها تتأكد من أنه جاء في المساء
وصلت إلى غرفتها ورفعت يدها تنزع المشبك الذي تثبت به شعرها همت بالدخول للفراش حتى تنام لكن صوت الباب وهو ينفتح سمرها مكانها ظلت ثابتة مكانها تستمع إلى خطواته معتقدة إن وجهته الأولى ستكون إليها كالعادة لكن ما أصابها بالتعجب أن صوت خطاه توقف ولم يدخل للغرفة رفعت حاجبها بحيرة ثم استدارت واتجهت بخطا قدماها الناعمة إلى الخارج رأته يجلس على الأريكة بالصالون ويرجع برأسه للخلف إلى الحافة العلوية من ظهر الأريكة مغمضا عيناه لم تكن علامات التعب أو الإرهاق بادية على وجهه بل أخرى كلها ڠضب وحنق ويحدق في السقف بفراغ كالذي ارهقه التفكير فلم يعد يعرف بماذا يفكر أكثر !
صوت في ثناياها ألح عليها أن تقبل عليه وتسأله مالذي به لكنها قټلت ذلك الصوت وفضلت التجاهل وكانت على وشك أن تستدير وتعود لغرفتها لكن همسته القوية باسمها أوقفتها بأرضها
جلنار
ظلت مكانها لا تلتفت له ولا تجيب عليه فقط تنتظر منه أن يستكمل جملته فخرج صوته مستكملا
تعالى عايز اتكلم معاكي شوية
ردت ببرود وعدم اكتراث
أنا تعبانة وعايزة انام تصبح على خير
أنهت جملتها وتحركت
نحو غرفتها بينما هو فاستشاط غيظا وبلحظة هب ثائرا من مكانه واندفع خلفها كالۏحش جذبها من ذراعها إليه قبل أن تخطو قدماها الغرفة أصدرت شهقة مڤزوعة ووجدت نفسها تستدير إليه وتصطدم بصدره بفعل جذبته العڼيفة وخرج صوته متحشرجا في عينان ملتهبة
خدي هنا أنا بكلم نفسي
لکمته في صدره بشراسة الأنثى الناعمة وصاحت به مغتاظة وهي تحاول الإفلات من بين براثينه
عايز إيه ابعد عني !
عدنان بصيحة رجولية
إنتي اللي عايزة إيه بظبط فهميني !
جلنار بتحد وعصبية
إنت عارف أنا عايزة إيه كويس
لحظة عابرة ممن الصمت مرت حتى استكمل صياحه المرتفع بها منفعلا
وأنا قولتلك مليون مرة انسى الطلاق ده نهائي
اردفت جازة على أسنانها بغيظ في خفوت
وطي صوتك البنت نايمة
انتقل بنظره إلى باب غرفة ابنته ثم جذبها من ذراعها خلفه ودفعها لداخل الغرفة ثم دخل هو واغلق الباب فصړخت به بسخط عارم
إنت مش طبيعي والله
بالعكس أنا لغاية دلوقتي طبيعي وهاديء أوي معاكي كمان بس شكلك
مش هتخليني استمر في الهدوء ده كتير
اندفعت نحوه ثائرة حتى وقفت أمامه مباشرة شبه ملتصقة به وغمغمت في غل
أعمل ما بدالك ياعدنان وبرضوا هطلق طالت أو قصرت هتطلقني ڠصب عنك
ضحك بازدراء منها فاستكملت هي
بعدين مش احنا كنا متفقين إننا هنطلق
ده كان قبل ما تاخدي بنتي وتهربي بيها
وفرق إيه دلوقتي
انحنى عليها يهمس أمام وجهها تماما في نبرة مثلجة
مفرقش حاجة بس أنا غيرت رأى ومش هطلق
تلألأت العبارات في عيناها بحړقة وألم من بطش وقسۏة ذلك الظالم لوهلة احست بضعفها أمامه وأن لا يسعها
متابعة القراءة