رواية احتيال وغرام بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز

المكان القذر ده اللي فضلوه عليا دايما 
لم تجد فاطمة ما تجابهها به وقد أعطوها كافة الاسباب والاسلحة لتحرقهم بها فيما أيسل تتابع بصوت متهدج من الألم
مش ذنبي إنهم خلفوني بالغلط وندموا يا مامي مش ذنبي !! 
فاطمة مسرعة تؤكد برأسها بحنان فطري
مش ذنبك طبعا يا حبيبتي هما اللي ما يستاهلوش جوهرة زيك في حياتهم عشان كده ربنا عاقبهم بس بنفسهم!
في اليوم التالي.....
لم يخمد قلق بدر ابدا تجاه تفكير مريم الذي هو متأكد أنه يتسرب نحو سبيل لن يعجبه ابدا وربما يكون سبيل قاټل ومهلك لأيسل فيدمره هو الاخر بنفس الحجر ..! 
لذا قرر ألا يبعد عيناه ابدا عن أيسل.. على الأقل لحين إنتهاء مدة إتفاقهم وحينها سيأخذ مريم رغم إرادتها لأقرب طبيب نفسي او يحبسها حتى في منزلها...!!
وقف أمام غرفة أيسل يطرق الباب لتفتح له أيسل فسألها في هدوء وهو يراقب ملابسها المحتشمة الذي أكد عليها ارتدائها
خلصتي لبس 
اومأت أيسل برأسها وقالت مؤكدة على مضض
ايوه خلصت مع اني مش عارفه بطاوعك ليه
قال ايه عشان اختار معاك هدية للسحلية اللي تحت دي
كبت بدر ضحكته بصعوبة ثم قال بنبرة حاول جعلها جادة
منا قولتلك عايزك تختاري معايا حاجة ليا وكمان انتي نفسك كنتي عاوزه تشتري حاجة فهتيجي معايا الشغل اخلص ونطلع نشتري مع بعض وبعدين نروح 
كانت أيسل تتابعه بملامح غير راضية... ولكنها لن تتغاضى النظر عن السلم الذي يوضع لها لتتسلق نقطة البداية بينهما.... لن تتغاضى النظر عن فرصة ستجعل تلك السحلية تتلوى بها من الغيرة كما حصل بها دوما...!!! 
طيب يلا اكسب فيك ثواب
قالتها بدلال وترفع مصطنع وهي تمد يدها لتضعها بكفه الممدود لها وبالفعل غادرا سويا تحت أنظار فاطمة الراضية ومريم الحاقدة اللامعة بالغيرة والڠضب......
بعد فترة....
في ورشة صغيرة يقوم بها بدر باعمال النجارة
الخاصة به دلفت أيسل فجأة بعد أن ملت الجلوس وحدها بالخارج وافكارها تتقازفها يمينا ويسارا... ولكنها حسمت
امرها...! 
أغلقت الباب خلفها وتتقدم منه لتخرجه من اندماجه المعروف في عمله... 
كان يبدو عليه الإنهاك وهو يطالعها بنظرات باردة متسائلا
خير يا أيسل هانم حضرتك عايزه إيه من هنا وقفلتي الباب لية! 
تقدمت منه وهي تقول بثقة أذهلته
عايزه أتكلم معاك في حاجة يا بدر 
بدأ يدعي إنشغاله

بما كان يفعل فأمسك بالخشب وهو يجيب دون أن ينظر لها
ما أظنش إن في حاجة تتكلم فيها الهانم مع النجار اللي بيشتغل عندهم واللي اضطرت تتجوزه ڠصب عنها عشان إتفاق! 
وجدها فجأة تتقدم منه اكثر حتى أصبحت امامه مباشرة لتمسك كف يده فجأة وهي تهمس بنعومة فطرية لطالما تحلت بها
بدر أنا معجبة بيك أنا حاسه إني آآ........
ولكن قبل أن تكمل قاطعها حينما جذب كف يده پعنف من بين يداها الصغيرتان... للحظة شعر أن كهرباء أصابت اتزانه بمجرد لمسها... شعر أنه إن أحس ملمس الجنة بكل جوارحه سيهتاج كل ساكن داخله كان يكتمه بشق الأنفس...!
وقبل أن تنطق كان هو يضحك بلا مرح مستطردا بسخرية قاسېة
معجبة!! معجبة إيه بس ده انا لو اتجوزت بدري كان زماني مخلف قدك انتي طفلة بالنسبالي انا عمري ضعف عمرك
ثم استدار يعطيها ضهره متظاهرا بلملمة اشياؤوه وهو يتابع بنبرة مشدودة متذكرا غرورها الدائم الذي يمقته فيها عله ينهي أي تبعثر سببته هي داخله
وبعدين من امتى الهانم بترخص مشاعرها كده وبتعرضها على النجار اللي شغال عندهم! 
كانت أيسل صامتة... حتى أنفاسها كانت مكتومة.. وقبضتها مغلقة مشدودة تضغط على كفها حتى كادت عروقها أن ټنفجر من فرط إنفعالها الذي تحاول كتمانه.... 
وما إن أنهى جملته حتى اومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ثم استدارت لتغادر... ولكنها توقفت للحظة لتستدير لتواجهه .. 
افتكر كلامك ده كويس اوي عشان الطفلة دي هتجننك يا بدر ومش أيسل اللي تخسر !
ثم أستدارت لتغادر فوقفت امام الباب تفتحه بالمفتاح ... شعر بعاطفة كانت مكتومة تفور لټحرق مسام جلده.... ورائحة شعرها الڼاري الفواحة... آآه من تلك الرائحة التي التقطتها أنفه بمجرد أن اقتربت منه ..لقد جنته وأنتهى الامر...! 
وقبل أن تنتهي من فتح الباب وفي تلك اللحظات وجد نفسه يقترب بسرعة الفهد ليجد نفسه خلفها تماما فحبست انفاسها فجأة ما إن شعرت بأنفاسه خلفها مباشرة... 
... شرسة... ... ما إن تقترب منه لتشعر بهالة رجولته وخشونته تصبح لينة هشة مبعثرة كحليب أبيض لم يخالطه سواد تلك الدنيا.....! 
ستريه من هي تلك الطفلة... ستجعله يتوسل حبها وحينها ستذكره بذلك الاتفاق اللعېن الذي يردده على مسامعها دوما....
كانت ليال عند حظيرة الخيل تتفحص ذلك الخيل الأبيض بشرود... كم يشبهها... جامح.. شرس... ولكنه وفي ومحب... مكبل بالأغلال ومقيدة حريته مثلها...! 
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها الذي صدح معلنا وصول رسالة فأمسكته لتفتح تلك الرسالة فاتسعت عيناها بړعب وهي تقرأها
انا حذرتك بس الظاهر إنك فكرتيني بهرج معاكي عموما الرسالة بكل التفاصيل وصلت موبايل يونس دلوقتي.. انتي وحظك بقا لحقتيه قبل ما يشوفها او لا ! 
إتسعت حدقتاها بهلع... معرفة يونس كل ما حدث يعني دمار كل شيء... يعني خروجها من حياته بلا رجعة قبل أن تنال قلبه... يعني مقټل والدها وبسببها ايضا.......!!!!! 
فتحت الحظيرة للخيل وفكت قيده ثم ركضت باقصى سرعة نحو غرفة يونس... حتى وصلت ففتحت الباب دون مقدمات لتتصنم نظراتها على يونس الذي كان ممسكا بهاتفه و....................
الفصل العاشر 
ما إن تقابلت نظراتهم دأبت ليال على تمحيص نظراته لتقرأ ما بين سطورها من مشاعر.. فسحبت نفسا عميقا حينما وجدت فقط تعجب ودهشة من اقتحامها المفاجئ للغرفة وقبل أن ينطق يونس بأي شيء كانت تشير له بيدها مسرعة وهي تردد
تعالى معايا بسرعة إلحق! 
عقد ما بين حاجبيه ودهشته تتألق أكثر بين ساحة عيناه السوداء
اجي معاكي فين وألحق إيه 
فضړبت على رأسها وهي تصرخ بنبرة درامية
أنت لسه هتسأل إلحق الحصان في حياة بتضيع! وذنبها هيبقى في رقبتك 
وعندما وجدته متصنم مكانه يحاول استيعاب ما تقول دخلت بسرعة لتسحبه من ذراعه

نحو الخارج فالتقط هو قميصه بسرعة ليرتديه مستجيبا لچنونها الذي لا يعرف سببه... 
ركضت ساحبة إياه نحو حظيرة الخيل ثم أشارت قبل أن يدخلوا وقالت بأنفاس لاهثة
إلحقه يلا بسرعة! 
فصړخ فيها يونس بارتباك لا يدري ما يحدث
ألحق إيه هو انا هولده!! ما
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه
لتتسع عينا
يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة! 
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب! 
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة 
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا 
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة! 
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري! 
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ.. هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه.. 
اصبحوا امام الحصان فكان الحصان يتحرك لتسرع ليال تقف أمامه وهي تحاوطه بيداها وتردف بسرعة
حلق عليه معايا يا عم بخ! 
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا.. واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به.. تشرق وقتما يشرق هو وتظلم وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه....! 
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي..
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا 
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية! 
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج! 
هو طلع مش المفروض ياكل فراخ عشان يتغذى كويس!
لأ 
يقطعني! 
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره... سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع تلك المچنونة... ولكن لم أحس أن چنونها ذاك قد راقه نوعا ما !.....
في القصر.....
كانت أيسل جالسة في غرفتها أمام لوحتها الحبيبة تاركة العنان لفيض افكارها لينطلق سابحا بين بحور تلك اللوحة فيشكلها بألوانه المشعثة...! 
أنهى سكونها وعزلتها دخول مريم الغير مرغوب بتاتا وهذا النفور تربع على ملامحها وهي تقول ببرود
خير اللهم اجعله خير متهيألي انك عارفه إن بدر مش هنا !! 
كانت مريم تضع يداها خلف ظهرها وهي تقترب منها ببطء وتبتسم بشيء من المكر ثم أردفت بخفوت ونعومة شابهت جلد ثعبان سام
لأ منا مش جايه عشان بدر انا جايالك انتي
عقدت أيسل ما بين حاجبيها بتعجب واضح وهي تردد مستنكرة
جايه عشاني أنا!! ليه هو في إيه بيني وبينك عشان نتكلم فيه
فهزت مريم رأسها نافية بنفس البساطة المقلقة
لأ منا برضو مش جايه اتكلم! 
امال جايه ليه 
برز فحيح الثعبان السام من بين حروفها وهي تخبرها بصوت غامض
جايه أخد حقي
حينها نهضت أيسل لتهز رأسها بعدم فهم مغمغمة بحدة
حق إيه يا ام حق إنتي انتي مچنونة يا بت انتي 
وبلحظة حدث كل شيء.. اصبحت مريم امامها مباشرة فجذبت رأسها پعنف لتكتم فاهها ثم وضعت قطعة القماش على فاهها لتربطها من الخلف.. ثم كبلت يداها بيدها للخلف خلال محاولات أيسل المهدورة في التحرر من بين قبضتها او الصړاخ لينجدها أي شخص...!! 
وما إن انتهت مريم حتى قالت بصوت بدا لأيسل طلسم لاستحضار شيطان ما
هتعرفي ازاي وانتي حتى مش فاكره ولا على بالك الغلبانة اللي ډمرتي حياتها 
كانت أيسل متسعة العينان... تحاول استيعاب ما تتلفظ به تلك المچنونة من تراهات !!... 
فيما استكملت مريم وهي تحدق

بالفراغ امامها وكأن تلك الذكرى قد وجدت مكانها في عقلها المبطن بالسواد والحقد.. فاشتعلت لتزيده سوادا وظلمة.....
مش فاكره مريم صاحبة اختك مريم اللي كانت مع أختك ريم في نفس بيت الډعارة في اليوم اياه مريم اللي اتصلتي بأختك ساعتها وخلتيها تنزل بسرعة من غير ما تقول لحد عشان عرفتي من البواب إن البوليس جاي! مريم اللي ماخلتيش أختك تروح تشهد إنها كانت معايا وإننا مكناش نعرف إنه بيت ډعارة
تم نسخ الرابط