رواية احتيال وغرام بقلم رحمه سيد
المحتويات
تاركة إياه يضحك وهو يردد بمرح
عيب والله عيب
بعد مرور اسبوعان.....
كان كلا من بدر ويونس جالسان في الصالون يشربا الشاي في هدوء ويتبادلا أطراف الحديث حينما هز بدر رأسه متمتما ليونس
والله يا يونس أنا حاسس كده إني متقل عليكم أنا والمزغوده مراتي!
ليرفع يونس حاجباه ويجيب بمشاكسة صبيانية
حاسس مش متأكد!
إيه ده إيه ده إيه الوقاحة دي
ليضحك يونس وهو يخبره بنفس المرح التلقائي بينهما
مش عايز افاجئك بس انت خنقتني!
ليربت بدر على فخذه پعنف مقصود وهو يستطرد بابتسامة سمجة
أنا بقول كده برضو كلك زوق والله يابن عمي
ثم هز رأسه وراح يردد بنبرة درامية قبل أن ينطق يونس
لا لا متتحايلش عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني!
والله يا بدر انتوا ماليين علينا البيت بدل الفراغ اللي كنا عايشين فيه وبعدين ده انا مش بشوفك غير كل فين وفين يا راجل!
فابتسم بدر بود وهو يمسك بالكوب الخاص به ثم قطع الصمت بينهما حينما سأل يونس بتركيز مفكرا
تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال
متأمل كده والله يا يونس في واحد المفروض هيجبلي رقمه النهارده
وهتصل بيه وأشوف رد فعله
ان شاء الله خير
تمتم بها يونس قبل أن يصدح رنين هاتف بدر فأخرجه ليجيب بصوت أجش
الووو السلام عليكم
وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه
والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا
ولا تعب ولا حاجة بص اهوه
دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة
الحمدلله عرف يجيبلي الرقم استنى هتصل دلوقتي بيه
اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء
يارب
تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق... والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما...!
أتاه صوت الحاج عبد الرحمن الرجولي الرخيم وهو يقول
وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك
الحمدلله بخير يا بدر ازيك انت وازي مريم
الحمدلله احنا كويسين
صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه
كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها
فسأله عبد الرحمن مستفسرا
مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل
بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا....
وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة..!
نعم كان يعلم بشكل ما أن مريم ليست هينة ولكن أن يصبح الحقد كقطعة بالية تغلق عيناها عن أي شيء سواه هذا ما لم يتوقعه ابدا....!!!!
وحينما لم يسمع بدر اي رد على
ما قاله تنحنح يسأله بتوجس
حضرتك معايا
فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه
معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح
حينها تنفس بدر بصوت مسموع وهو يدرك أن أخيرا ذلك العبء الثقيل قد سقط عن كاحليه ليعطه حريته دون تأنيب قاسې من ضميره..!
بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية...
كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة
اخيرا... يلا زوقيني بقا يا أيسل
حاضر ياستي
وقفت أيسل
خلفها وبالفعل بدأت تدفعها برفق بينما ليال تحرك قدماها موازية حركة الارجوحة وتطلق ضحكات عالية سعيدة... سعيدة هي جدا.... تشعر أنها بين يونس تجدد
جلد طفولتها المشوهه بالقسۏة لتخفي تلك الحروق الضارية أسفله.. وإلى الأبد..!
ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل
يلا يا أيسل اقعدي وهزقك
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب
لأ بلاش افرضي حد جه وشافنا شكلنا هيبقى وحش اوي
فهزت ليال كتفاها بلامبالاة
فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها !
لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا... بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة..!
بينما ليال شخصية شفافة... ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء...!
جلست أيسل بالفعل وهي تلملم خصلاتها الحمراء على جانب واحد لتقف ليال خلفها تلك المرة وتبدأ في دفعها وهي تخبرها بابتسامة مرحة
غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي
اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال.... تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل... فقط تحسه وتعيشه.....!
وبعد قليل نهضت أيسل لتعود ليال وتجلس مرة اخرى ثم خرج صوتها هادئ يميل للألم الذي رن في نبرتها بخفاء
تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها
فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة ولم تجد ما تنطق به وقد أدركت مغزى الحرمان الذي عانت منه ليال لتغير ليال مجرى الحديث بعدها
لكن مقولتيليش يا أيسل انتي ليكي صحاب في القاهرة
فهزت أيسل رأسها نافية ومن ثم أخبرتها بصدق
لأ أنا اصلا شخصية انطوائية مش اجتماعية فتقريبا كده مليش صحاب بالمعنى الحرفي ليا معارف بس مامي بس هي اللي صحبتي
ثم ابتسمت وهي تستكمل وقد أغدق الحب حروفها
وانتي طبعا ربنا يعلم إني مش باخد على حد بسهولة ولا بحكيله عن حياتي بس انتي ارتاحتلك بسرعة لانك تدخلي القلب من غير استئذان
فبادلتها ليال الابتسامة المحبة وقالت
شعور متبادل والله يا بيبي ربنا يديم المحبة
وحينما كانت ليال تتحدث وبالطبع ظهرها لأيسل لم تنتبه ليونس الذي أتى على أطراف أصابعه مشيرا لأيسل بإصبعه كعلامة للصمت ويهمس لها م دون أن يخرج صوته
متتكلميش
اومأت أيسل مبتسمة ثم ابتعدت ليقف يونس مكانها ويدفع ليال فغادرت أيسل وهي تراقبهم بابتسامة رائقة متمنية لهم دوام السعادة.....
تستطع قټلها
أنت بقيت قليل الادب كده امتى
ليعدل يونس من لياقة قميصه وهو يخبرها بفخر وكأنها تمتدحه بشدة
لأ منا في شوية حاجات كده مدكنها للحبايب
فضحكت ليال ومن ثم وضعت يداها علىه تحاول إبعاده وكادت تنطق
وحشتيني يا بطتي بقالي كام يوم مش عارف استفرد بيكي!
وأنت وحشتني اوي اوي
ثم رفعت إصبعها في وجهه تستطرد بحذر
بس ده ميمنعش إن أنت لازم تبطل تحصر تفكيرك في الانحراف كده!
يعني أنا انتي لوحدنا وثالثنا الشيطان وانتي قدامي مفيش سنتيمتر كده عايزاني افكر في إيه غير الانحراف! تفتكري في اللحظة دي هفكر في كيفية ختم المصحف !
فضحكت ليال عاليا ليسرح يونس في ضحكتها الرنانة التي لاقت صداها هدير عڼيف بين ضلوعه... اصبح يشعر أن ضحكتها أصبحت تمثل له الدنيا بما فيها من ملاذ وحلاوة شعور...!
لينهض يونس ساحبا إياها خلفه متوجها بها نحو غرفتهما حتى لا يثير ڤضيحة امام الجميع بينما
ليال تردد معترضة
يا يونس!
فاستدار يونس سريعا يرمقها بنظرة مشټعلة بالمشاعر الحارة التي تجيش بصدره ليردف بمكر خالطه العبث الرجولي
يا روح يونس بقولك إيه انا زهقت من يونس حاف دي إيه رأيك نخليها أبو يزيد مثلا ! جميل ابو يزيد..
لتزداد ضحكات ليال والخجل بدأ يداعب دواخلها من مغزى كلماته العابثة ذلك الوقح الذي تعشقه..!
وكم تتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي سيصبح فيه ابو يزيد.......!
اليوم التالي....
في الحارة التي تقطن بها مريم....
توجهت نحو باب المنزل لتفتحه بسبب
الطرقات القوية عليه عاقدة ما بين حاجبيها پغضب وهي تصيح مستنكرة الطرق المتلاحق
في إيه براحة يخربيت كده!
فتحت لتجد أمامها حسن.. ذلك الشاب جارها الذي كان
سيساعدها في أخذ إنتقامها من أيسل في ذلك اليوم والذي شهد ضد طه مؤخرا في قضيته...!
فارتسم الضيق على ملامحها وهي تسأله باستنكار
حسن!! أنت بتعمل إيه هنا يا حسن
ودون مقدمات دلف حسن للداخل بعدما دفعها ليغلق الباب خلفه ثم نظر لها نظرات زائغة أشعرتها بوجود خطب ما فيه لم تكن تدري أنه ليس في كامل وعيه بسبب تلك المخډرات التي يتناولها احيانا...
خاصة حينما نطق بنبرة غريبة وهو يتفحصها
أنا لاقيتك مابترديش على تليفوناتي فقولت لازم اجي اشوف في إيه
فهزت مريم رأسها نافية وبملامح متجهمة أجابته
لأ مفيش الحوار اللي كنت هتساعدني فيه وهتاخد القرشين خلص خلاص! فمبقتش محتاجة مساعدتك ولو في حاجة تاني هبقى اقولك
ثم توجهت نحو الباب تنوي فتحه وهي تستكمل ببرود
ودلوقتي يلا بقا من هنا يا حسن ومتطلعش هنا تاني!
فصاح الاخر بضيق واضح
أنتي بتطرديني يا مريم افهم إيه من كلامك ده يعني!
يا جميل
كادت مريم تصرخ وهي تدفعه بعيدا عنها ولكنه أحكم قبضته على فاهها وهو يهز رأسه نافيا بهدوء غريب مرضي
تؤ تؤ خلينا حلوين مع بعض عشان منزعلش من بعض!
فارتفع الادرنالين لدى مريم وهي تحاول التملص من بين يداه بهيستيرية خاصة حينما رأت الإصرار ينضح من عيناه... ولكنها شعرت أنه ليس هناك مهرب.... اصبح قلبها ينتفض في فزع مهلك هي كانت تشعر داخلها أن النهاية ستأتي لا محالة ولكن لم تتوقعها أن تأتي سريعا وتكون عقاپ لها ايضا...!
الفصل التاسع عشر الأخير
بعد مرور ثلاث أسابيع....
خرجت ليال من المرحاض تجفف وجهها بعد عودتها من الخارج وتلك الابتسامة اللامعة تشرق ملامحها... حتى تلك اللحظة لا تصدق نتيجة التحليل التي أكدت أنها.... حامل!
نبضة هادرة عڼيفة سيطرت على كلها وهي تحيط بطنها بيدها وذلك الشعور اللذيذ الرائع ينثر وهجه الساطع بين ثناياها... يا الهي.. تحمل قطعة منه بين احشائها.. قطعة ستصبح القفل المتين الذي سيحيط قلبيهما ليحفظ تلك العلاقة بعيدا عن صدئ الماضي....
توجهت نحو يونس الذي كان جالس ممسكا
باللابتوب الخاص به يعمل بتركيز لتتنحنح وهي تجلس جواره مباشرة متمتمة بصوت خاڤت
يونس
فهمهم وتركيزه مسلط على ما يفعله فأكملت ليال بغيظ لأنه حتى لم ينظر لها
يونس ركز معايا شوية
فرمى نظرة خاطفة نحوها وهو يعود ببصره لما يفعل وتمتم في هدوء
ايوه معاكي اهوه يا حبيبتي
فكزت ليال على أسنانها ثم انتشلت اللابتوب من بين يداه لتغلقه
متابعة القراءة