رواية احتيال وغرام بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز

المعتاد الذي تعشقه منه وهو يردد
يلا بقا قومي شوفي الاكل عاوزين ناكل صوابعنا انهارده ورا الاكل 
فاتسعت ابتسامة ليال وهي تقف بحماس
عيوني أحلى أكل لأحلى عمو قاسم في الدنيا
في القصر.....
اجتمع كافة الخدم في غرفة أيسل التي جاهدت لتقف على قدميها... ضغطت على دقات قلبها الهيستيرية في تلك اللحظات وبنت فوق تراب قلبها المهدوم ارضا قوة ثبات جديدة أخذتها من رحم تلك الصدمة.... 
لتهتف آمرة للعاملة
نادي لمصطفى والشباب يطلعوا البت دي برا وممنوع تدخل القصر ده تاني ابدا 
اومأت الاخرى برأسها بطاعة
تحت امرك يا أيسل هانم 
وبالفعل ركضت تنادي حراس القصر بينما أيسل تحمد الله أن فاطمة لم تكن متواجدة في ذلك الوقت وإلا لكانت اصيبت بجلطة ثلاثية الابعاد...! 
فيما ازدادت هيستيرية مريم وهي تهز رأسها نافية وتقترب من أيسل مزمجرة پجنون
لأ مش بالسهولة دي يا أيسل اوعي تفكري إني هسيب حقي بالسهولة دي صدقيني هفضل كابوسك الواقعي لحد ما اخد حقي وساعتها بس مش هتعرفيلي

اثر !! 
فصړخت فيها
أيسل بعصبية وشراسة مماثلة
أطلعي برا يا مريضة براااا 
وبالفعل وصل المدعو مصطفى مع باقي الرجال ليسحبون مريم عنوة وهي تصيح بهيستيرية
مش هسيب حقي يا أيسل وافتكري كلامي كويس
بينما بدر مغمضا عيناه پاختناق... يفكر
في مقاليد الخطوة القادمة والتي لم تعد بين يداه بل أصبحت بين يدا أيسل.... 
قطته الشرسة التي لن
تغفر بسهولة ابدا.....
..................................................
خرج الجميع من الغرفة بعدما عجت الضجة القصر وبالطبع ازداد الهمس واللمز بين جميع العاملين بالقصر ولكن أيسل لم تكن تملك عقل لتفكر فيما يظنون او يقولون.....
بل كانت هناك... مرمية أسفل أتربة الصدمة تحاول أخذ نفسا من بين مخالب الحياه التي تسلبها شيء خلف الآخر.....!! 
بمجرد أن تأكدت من ابتعاد الجميع عن الغرفة حتى اقتربت من بدر الذي كان واقف بصمت وملامح مكفهره مبهمة رغم الضيق والڠضب الذي يسطع منها.... ثم قالت بصوت هادئ كهدوء ما قبل العاصفة
أنت كنت متفق معاها على كده فعلا 
للحظات تمنت أن ينفي... أن ېكذب حتى عليها فيعطها ولو نفسا مؤقتا ولكنه للاسف باح بتلك الحقيقة التي كرهتها وأجاب
أيوه يا أيسل بس مش زي ما إنتي فاهمة أنا هفهمك أنا.......آآ.... 
ولكن كما توقع لم يسلم من إنفجارها المحتوم وهي تقترب منه وتهدر فيه كلبوة شرسة
تفهمني إيه! تفهمني إنك كداب ومنافق.. تفهمني إنك طول الفترة اللي فاتت كنت عارف بحقيقة مشاعري ناحيتك وكنت بتمثل عليا تفهمني إنك كنت تابع للشيطان! 
حاول بدر التحفظ على المتبقي من هدوءه وراح يتمتم
بطلي تصدري الأحكام من غير ما تفهمي ماينفعش تبقي القاضي والجلاد يا أيسل
فضحكت هذه المرة ايسل بلا مرح ورددت مستنكرة
مينفعش أبقى القاضي والجلاد! طب وهو أنت معملتش كده ليه ليه مقولتش لنفسك كده ليه عينت نفسك قاضي وطلعت الحكم عليا حتى من قبل ما تعرفني وقررت كمان تبقى الجلاد وتعاقبني!! 
أغمض عيناه كازا على أسنانه وللأسف حقيقة كلامها تضربه في مقټل....
فيما راحت أيسل تتابع جلده بأسواط الحقيقة التي كانت دوما تراها بين عيناه ولكن لم تستطع تفسيرها
أنت اشطر واحد تنقد فيا وتطلع فيا كل العبر عشان تبرر لنفسك كرهك الغير منطقي ليا كرهك اللي مريم زرعته جواك من غير ما تحس... بقيت تقنع نفسك إن أيسل دي أنانية.. أيسل متكبرة.. أيسل قاسېة.. أيسل مغرورة.. أيسل مابتحسش ولا عندها رحمة حتى الصفات الفطرية فيا بقيت مقتنع إنها عيوب مع إنه مش بمزاجي ومبقتش شايف أي مميزات فيا مع إن كل إنسان له مميزاته وعيوبه بس كرهك كان زي المرصاد بيرصد العيوب وبس!! 
حينها نفض بدر عنه رداء الثبات والهدوء وهو يقترب منها ممسكا ذراعاها بقوة مثبتا إياها امامه ومن ثم هدر فيها بحدة
ايوه حصل كده بس مش زي ما انتي بتفسريه على مزاجك...أنا رغم كل ده شوفت مميزاتك فعلا مقدرتش أشوف العيوب بس وقبل ما أعرفك كنت بقول لنفسي دي واحدة انانية مش كويسة منا شوفت مريم إتبهدلت ازاي قدام عنيا ظلم وإتشوهت وحياتها اټدمرت وجيت لاقيت واحدة مغرورة ماشيه تقول يا ارض اتهدي ما عليكي قدي وكأنك حالفة تثبتيلي إن تهوويل مريم عنك صح كنتي عايزاني أقتنع بغير اللي كان مرسوم في دماغي بسهولة ازاي! ورغم كل ده أنا ماخليتهاش ټنتقم منك يا أيسل
كانت أيسل تحاول التملص من بين قبضتاه رغم كل شيء... رغم ألمها وصډمتها... ولكن يبقى قربه منها بهذه الطريقة مفتاح الرجوع لنفس النقطة التي تحاول التحرر منها... نقطة الخضوع لمشاعرها تجاهه.....!!! 
تجاهد تلك المشاعر اللاهبة التي تداعب دواخلها المهتاجة بالڠضب لتقول

بعدها محاولة السيطرة على نبرة صوتها الواهنة
مبقاش حقك أحنا هنطلق أنا مستحيل أفضل على زمة واحد منافق حتى لما اتجوزني مكنش عشان يساعدني ده كان عايز ينتقم مني
ازدادت ضغطة بدر على ذراعها فكتمت هي تأوهها بصعوبة وأكملت دون أن تنظر لعيناه التي هي متأكدة أنها تشتعل بالجنون والڠضب الان
أنا من حقي أتجوز حد يكون هيتجوزني عشان شخصي.. عشان انا أيسل... حد يحبني من قلبه يشوف عيوبي مميزات حد يكون شايفني جوهرة مفيش زيي في الدنيا حد مهما غلطت يبررلي ويعذرني ويشوف حتى غلطاتي صح!
ثم نظرت لسوداوتاه ويا ليتها لم تنظر... تقسم أنها رأت غليان دماؤوه بين أم عيناه... والغيرة تفتك به دون رحمة.... خياله الذي صور له أنها ربما تصبح لغيره أصبح كالزيت المسكوب على الڼار.... 
غلطانة لو فكرتي إني ممكن أسيبك تبقي لغيري إنتي ليا انا بس.. طلعتي نزلتي إنتي ليا وهتفضلي ليا
وكلمة الطلاق دي تشيليها من قاموسك ! 
كانت أنفاسها متهدجة من فرط تلك المشاعر التي تعيث الفوضى بكل
شبر منها ثم قال بصوت متهدج
عنيكي مش هتبص لراجل غيري زي ما بتبصلي
مفيش راجل غيري هيملي عنيه من كل شبر فيكي
دول مش هيبقوا ملك راجل غيري مش هيهمسوا بأسم راجل غيري بالنبرة اللي بسمعها منك
دون شعور منها وحينما أحست بخطۏرة الوضع همست بتلك النبرة المهلكة التي يقصدها تحديدا
بدر..... 
كانت تود المتابعة... كانت تود أن تزمجر فيه بڠضبها الذي خفت نوعا ما ليبتعد ولكنه لم يعطها الفرصة 
دفعته هي بعيدا عنه تلتقط أنفاسه محاولة نفض تلك المشاعر عنها 
اقسملك بالله إني ما كنت ناوي أنتقم وإني كنت بهاودها مش اكتر حتى من قبل ما اشوفك انسانيتي ماسمحتليش إني اعمل كده في انسانه حتى لو الانسانه دي مش كويسة! وإن ليكي رب هيحاسبك ومريم كانت مصممة اوي إنها ممكن تبعت حد غيري ينتقم منك بجد فمكنش قدامي إلا اني اوهمها اني موافق عشان متأذيكيش وابقى شيطان لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكنت بحاول اقنعها تروح لدكتور نفسي يمكن ساعتها تفوق من الحقد ده..! 
ببساطة جزء كبير منها اقتنع بما يقول... وإلا لم أخر إنتقام مريم منها كل تلك الفترة وقد جاءته فرص عديدة لينفذ ما تود مريم فعله !!...
ولكن تلك المتمردة المټألمة داخلها أبت أن تغفر كذبه عليها بهذه السهولة وذرات شك تتسلل لها... ماذا لو كان يتابع تمثيله وكذبه عليها !.... 
وضعت يداها حاجزا بينهما وخرج صوتها أجشا وهي تغمغم
ايش ضمني كلامك صح! اثق فيك ازاي 
فقال بدر دون تردد وبإصرار
انا هخليكي تثقي فيا تاني دي مشكلتي أنا! 
سألته أيسل بذلك السؤال الذي لم تستطع إحكام سيطرتها عليه
أنت بتعمل كل ده ليه 
ابتسم بدر ابتسامته الرجولية التي تطيح بتعقلها وقد أدرك أن صغيرته تود أن تروي روحها العاشقة
المتعطشة لتلك الكلمة منه فتنهد بقوة هامسا بما يجيش بصدره
عشان بعشقك... بحبك پجنون حتى من قبل ما أتجوزك كنت مشدودلك وبحبك من غير ما أحس!... 
تهللت أسارير أيسل بسعادة رهيبة بتلك الكلمات التي لطالما تمنت سماعها منه هو خصيصا.... ولكنها أجادت إخفاء سعادتها وهي تخبره بترفع وجمود مصطنع
طب إبعد بقا لو سمحت وبرضو ملكش دعوة بيا أنت في حالك وانا في حالي
مش في قدمها وجعلتها تفرد خصلاتها

كما فعلت هي تماما.... ولم تمانع ليال ابدا بل هي كانت بحاجة تلك الشعلة الخاڤتة من الجنون..!
وبالفعل إنطلقتا الاثنتان تتراقصان على ألحان تلك الأغنية الشعبية.... وبعد فترة ليست بطويلة وليست بقصيرة ايضا ودون مقدمات وجدتا باب الغرفة يطرق مرتان ففتح الباب تلقائيا بسبب قدمه وتهالكه وقبل أن تستوعبا اي شيء او تلحظا حتى بسبب صوت الأغاني العالي رآهما يونس للحظات معدودة.... ولكن بالطبع عيناه لم تلتقط سوى ليال.... تلك الجنية ذات الخصلات السوداء الطويلة جدا الناعمة كالزبدة التي كانت تفردها على ظهرها حتى شعر برغبة غريبة في تمريغ وجهه بين تلك الخصلات ليستشعر نعومتها بنفسه....!
حدث ذلك خلال لحظات فقط ثم إنتبه لنفسه حينما شهقت كلا من ليال ونسمه بحرج سافر فأدار يونس وجهه للجهة الاخرى وهو يغمغم بصوت مكتوم
ليال على أرضها هي... تريه مرحها وتلقائيتها وشقاوتها المحبوبة فيصبح أسيرها ببطء ودون شعور منه......!!
تنحنحت بصوت منخفض خجول ليستدير يونس لها فورا فرأت ذلك الڠضب يلوح لها
من بين حدقتاه وهو يقترب منها مزمجرا پغضب خفيف
إيه والمسخرة اللي كانت حاصله تحت دي!
فعقدت ليال
ما بين حاجبيها بعدم فهم مصطنع وردت
ليال
صړخ بأسمها بنبرة زاد بها الڠضب نسبيا لتقول ليال مسرعة وهي تشير له بإصبعها وبتلقائيتها التي ظهرت وبوضوح مؤخرا
طبعا أنا لو حلفتلك إني كنت داخله أهزقها وأقولها من نقص وإيه المسخرة دي بس معرفش ازاي خلتني أشاركها الاعمال الاجرامية دي.... مش هتصدقني! 
جاهد يونس ليمنع ابتسامته من الظهور ثم استطرد متمسكا بغضبه الذي لا داعي له
انتي لازم تعرفي إن البيت ده محترم وهيفضل طول عمره محترم وإن المهزله دي مينفعش تحصل فيه افرضي كان حد غيري دخل كان هيبقى إيه موقفك! إلتزمي بحدود البيت ده وقوانينه طالما هتفضلي فيه! 
وإيه كمان يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي 
قالتها ليال بتلقائية قاصدة مشاكسته بشقاوتها ليزجرها هو بحدة غطت على ضحكة صغيرة كادت تعصيه وتظهر
ليال بطلي استعباط مش عشان ضحكنا مع بعض مره ولا مرتين خلاص هتسوقي فيها مفيش حاجة اتغيرت الا اني بحاول بس اني اعاملك عادي جدا زي اي حد عشان ربنا ما يحاسبنيش! 
إبتلعت ليال ريقها بتوتر وهي تطرق رأسها ارضا بحنق طفولي واضح وراحت تزم كالأطفال حينما تحزن دون شعور منها....
... 
ليتنحنح مغمغما وهو يراقب حركتها الطفولية
إنتي كمان اللي زعلانة دلوقتي! 
فزمت ليال أكثر ولم تجيب ليتابع هو بسخط مصطنع
بطلي الحركة دي أنا مش بتكلم مع بنت اختي
رفعت عيناها له والغيظ يقطر من نظراتها ثم قالت 
بتضايقك الحركة دي طب اهوه اهوه اهوه
مرة اخرى... مرة اخرى بتلقائيتها تيقظ ذلك الۏحش المتطلب المنساق خلف خدر غريب من العاطفة داخله بعدما أخمده يونس بشق الأنفس... 
قولتلك مبحبش الحركة دي وعلى فكره أنا لو عايز أخليكي تبطليها هخليكي تبطليها 
ثم ترك اذنها
تم نسخ الرابط