رواية قطه فى عرين الأسد بقلم بنوته اسمرة

موقع أيام نيوز


حمامه بس صعبت عليا عشان جناحها مكسور ومش قادره تطير
اختفت ابتسامه مراد ليحل محلها الوجوم ترى كيف سيكون رد فعلها ان أخبرها بإعاقته أستشفق عليه مثلما أشفقت على تلك الحمامة لا وألف لا لن يت منها أى شفقه لن يسمح لها بالشعور بالشفقة من أجله آخر ما يريده منها هو شفقتها نظرت اليه مريم وقالت كمن تذكرت شيئا هاما 

صحيح كنت عايزة أزور وحدة قريبتى فى دار المسنين
أفاق مراد من
شروده وسألها 
تقربلك ايه 
شعرت مريم بالتوتر واحتارت أتخبره أم لا فقال مراد وهو يتفرس فيها 
أنا سألتك لانك قولتيلى كده انك ملكيش قرايب هنا
تلعثمت مريم وهى تقول 
ليا قريبة واحدة بس
أعاد مراد سؤاله 
تقربلك ايه 
قاطعهما صوت نرمين التى أت نحوهما تقول 
يلا يا جماعة الأكل جاهز ومستنيينكوا على السفرة
حمدت مريم ربها على قدوم نرمين الذى أنقذها من سؤال مراد فلم تكن تتوقع أن يسألها هذا السؤال وهى ليست مستعدة لإخباره الحقيقة بعد لانها لا تستطيع النبؤ برد فعله ان علم سبقتهما مريم الى الداخل وهى تحمل الحمامه فى يدها التفتت نرمين لتدخل هى الأخرى فأوقفها مراد قائلا 
نرمين فكرتي فى الموضوع اللى كلمتك فيه
ماما هتقولك ردى يا أبيه
ابتسم مراد وقد توقع موافقتها التف الجميع حول طاولة الطعام مبتسمين لبعضهما البعض قالت مريم بحزن 
لقيت حمامه ياعيني جناحها مكسور فى الجنينة وقعت من على الشجرة مكنتش فه تطير
قالت سارة بتأثر 
يا حرام
قالت ناهد 
وبعدين طارت
قالت مريم 
لا مش فه تطير خدتها المطبخ وحطتلها أكل
قالت نرمين فجأة بحماس 
صحيح ما قولتلكوش النهاردة وأنا فى الجامعة قالوا ان ادارة
الجامعة عاملة دورة فى الإسعافات الأولية واشتركت
فيها
ابتسمت مريم قائله 
أنا كمان كنت اشتركت فى دورة زى دى لما كنت فى الكلية
ابتسمت نرمين قائله 
بجد 
أو مريم برأسها وقالت 
أيوة مفيدة على فكرة وبيدوكى شهادة فى نهاية
الدورة بعد ما بتحلى الإمتحان
قالت نرمين بحماس 
عرفت فعلا ان فى امتحان أكيد هيبقى نظرى بس مش كدة 
قالت مريم وهى تتناولى طعامها 
لا عملى ونظرى
قالت نرمين بدهشة 
ازاى يعني عملى 
قالت مريم شارحه 
الفصل بتاع التنفس الصناعى بيكون عملى
توقف مراد عن تناول طعامه ثم الټفت الى مريم قائلا پحده 
ازاى يعني عملى انتى امتحنوكى عملى فى التنفس الصناعى 
نظرت اليه مريم لترى نظرة غاضبة فى عينيه تساءلت فى نفسها أهذه غيره أم أنها تتوهم ذلك قالت بهدوء 
على مانيكان
هدأت حدة نظراته وأشاح بوجهه يكمل طعامه التقت نظراته مع نظرات ناهد الجالسه فى المقعد المقابل له فنظرت اليه مبتسمه بخبث شديد فأشاح
بوجهه عنها هى الأخرى قالت نرمين مستفهمه 
انتى يا مريم فصيلة دمك ايه 
قالت مريم 
AB
قالت نرمين بمرح 
ما شاء الله احنا مجمعين فى بيتنا كل أنواع فصائل الډم انا A زى ماما وبابا و سارة O و مراد B وانتى يا مريم AB
سقطت الملعقة من يد مريم فى طبقها لت صوتا عاليا نظر اليها الجميع فأدارت بعينيها فى وجوههم بدا وكأنها رأت شبحا أمامها كان يبدو عليها الصدمة الړعب
الخۏف الحيرة سألتها سارة بإهتمام 
انتى كويسة يا مريم 
حاولت التحدث فخرج صوتها مرتعشا وقالت 
أيوة بس شبعت بعد اذنكوا
نهضت مريموغادرت مسرعة وأخذ مراد يتابعها حتى اختفت وقد ضاقت عيناه 
صعدت مريم الى غرفة مراد وأغلقت الباب خلفها ووقفت خلفه يعلو صوت تنفسها كيف كيف ذلك من غير الممكن أن تكون فصيلة ډم مراد B هذا غير معقول من غير المعقول أن يكون أبواه A وهو B هذا مستحيل بل من رابع المستحيلات اذن
ف ناهد ليست أمه ليست أم مراد أخذ عقلها يعمل بسرعة چنونية من أم مراد اذن هل من المعقول أن خيري والده تزوج من ثلاث نساء ناهد و زهرة و امرأة أخرى هى أم مراد أم ! 
توجهت مسرعة الى الدولاب وأخرجت منه حقيبتها فها بأيدي مرتجفه وأخرجت منها قسيمة زواجها أخذت تنظر اليها بلهفة حتى توقفت عند نقطة ما فاتسعت عيناها دهشة ووضعت كفها على فمها تكتم صيحة الدهشة التى خرجت رغما عنها انفتح الباب فجأة فالتفتت لتجد مراد خلفها اقترب منها فأخذت تنظر اليه وعيناها متسعتان على آخرهما وهى تمسك بيدها قسيمة الزواج نقل مراد بصره من القسيمة اليها وقال 
فى ايه يا مريم مالك 
لم تستطع التحدث هربت الكل منها اقترب مراد أكثر وأخذ الورقة من يدها ونظر اليها ثم رفع نظره فى حيرة قائلا 
قسيمة جوازنا
قالت مريم بصوت مرتجف وهى تمعن النظر اليه 
انت انت توأم ماجد 
نظر اليها ي تعبيرات وجهها فأخذت القسيمة منه بعصبية وأشارت الى تاريخ ميلاده وقالت بعصبيه 
تاريخ ميلادك نفس تاريخ ميلاده 
ثم أشارت الى اسم الأم وقالت بصوت مرتجف 
واسم الأم واحد زهرة
ثم نظرت اليه وقالت بحيرة ودهشة وصدمة 
انت توأمه انت توأمه مش كده 
كانت تعبيرات مراد هادئة قال 
أيوة توأمه
شعرت مريم بالصدمة وهى تسمع هذا الإعتراف منه أخذت تحاول استعاب ما يحدث وما تكتشفه قالت پحده 
ليه ما قولتليش ليه خبيت عليا 
قال مراد بحيره 
أنا
مخبتش عليكي انا كنت فاكرك فه
تمتمت مريم پحده ومازالت عيناه تتسعان من الصدمة 
هعرف منين هعرف منين يعني ان طنط ناهد مش مامتك وانك
توأم ماجد وان 
صمتت ثم قالت پألم 
وان ماما زهرة تبقى مامتك
نظر اليها مراد متفرسا وقال بدهشة 
ماما زهرة 
مريم فى ايه قوليلى ليه بتقولى ماما زهرة ليه بتقولى ماما 
أنا مش فاهمة حاجة
قالت مريم بهدوء وهى تنظر اليه 
من كام يوم
قال مراد بجمود 
مين اللى قالك 
قالت بهدوء 
محدش قالى بس وانت نايم خدت بالى
نظر اليها مراد پغضب وقال پحده 
وليه ما قولتليش انك فه
قالت مريم مبتسمه 
لان الموضوع مش فارق معايا أصلا
سمع مراد كلها فهب واقفا وقفت فى مواجهته هى الأخرى كان عصبيا للغاية وكأنه فاق من صډمته للتو وبدا يعي ما حدث قال بصرامة 
يعني ايه مش فارق معاكى 
توترت مريم وقالت بهدوء ونظرة رجاء فى عينيها 
يعني مش فارق معايا اللى شوفته دلوقتى لا قلل ولا زود حاجه جوايا أكنى مش حاجة
صاح بعصبيه وهو يلهث بشدة 
أيوة ابتدينا تمثيل عايزة تفهمينى يعني انك مفيش مشاكل عندك انك ترتبط بواحد رجله مبتوره وان زيه زى أى راجل تانى
قالت بهدوء وقد بدأت الدموع تتجمع فى عينيها 
أيوة مفيش مشاكل عندى
صاح پحده 
أنا بأه عندى مشاكل مش عايز أرتبط بواحده فى يوم من الأيام تقولى أصلك معاق ولا واحدة بترد الجميل اللى عملته معاها بإنها توافق تتجوزنى
قالت مريم بصوت خاڤت 
أنا لا دى ولا دى
صمت مراد وهو يشعر بتوتر كبير بداخله قال وكأنه يقنع نفسه أن يقنعها 
انتى من حقك تختارى الراجل اللى انتى عايزاه مش حاجة مفروضه عليكي واحنا المرتين اللى تجوزنا فيهم كان الجواز منى مفروض عليكي
صمت وهو يشعر پألم فى قلبه وقال بصوت مت 
انتى مش مجبره انك تعيشي معايا ولا مجبره ترديلى أى جميل بكرة ان شاء الله 
قاطعته قائله بمراره والدموع تتساقط من عينيها 
بكرة ايه هتنى تانى 
نظر اليها ي الألم فى عينيها والدموع التى تبلل وجهها خفق قلبه لمرآى دموعها قالت مريم بصوت باكى 
عايز تسيبنى لوحدى تانى 
وتبعد عنى تانى وتحرمنى منك تانى
ثم قالت 
لو كررتها تانى مش هسامحك أبدا يا مراد
اقترب منها مراد ووجه ينطق بالألم أخذ يمسح العبرات على وجهها بأطراف أصابعه وهو يقول بصوت مضطرب 
مريم بطلى عياط لو سمحتى
قالت بعتاب وهى مازالت تبكى 
انت اللى بتخليني أعيط انتى اللى عايز تألمنى ليه يا مراد بتعمل فيا كده
شعرت برعشة كفيه وهما يحتويان وجهها يقول بحنان جارف 
انا مستحيل أألمك انتى متتصوريش دموعك بتعمل فيا ايه أكنها سكاكين بت فى قلبي
ثم قال پألم 
أرجوكى بطلى عياط
توقفت عن البكاء وقد هدأت قليلا قال لها مراد وهو ينظر الى عينيها بعمق 
مش عايزك تندمى أبدا انك اخترتيني مش عايزك أبدا تحسي انك كان ممكن تتجوزى واحد أحسن منى مش عايزك تحسي أبدا انك اتظلمتى معايا
أبدا عمرى ما هندم أبدا
قال مراد بشك 
واثقة يا مريم
ابتسمت قائله 
أيوة واثقة
مسح العبرات التى مازالت عالقة على وجهها وقال لها بحنان 
مش عايزك تعيطى تانى اتفقنا
أو برأسها وهى تنظر اليه بسعادة ارتسمت ابتسامه عذبه على
ي مراد وهو يتطلع اليها أحاطها بذراعيه معانقا اياها بقوة
شعرت مريم بين ذراعيه كما تشعر معه دائما بالأمان أبعدها مراد عنه لينظر فى عينيها بحب قائلا بصدق شديد 
بحبك يا مريم
شعرت بقلبها يرقص فرحا وشعرت بالدموع تتجمع فى عينيها من جديد فقال محذرا 
قولتلك مفيش عياط تانى
أو برأسها وهى تتعلق بعينيه وتبتسم بسعادة تأمل مراد نظرة الحب فى عينيها والابتسامه التى تفصح عن سعادتها بقربه اطمئن قلبه وشعر بأنه أخيرا وجد لقلبه ساكن ساكن أمين انحنى يقلبها بحب وشوق ويدخلها الى عالمه الخاص
ايه ده القمر والشمس طالعين مع بعض فى وقت واحد
فى ال بخجل وهى تنظر الى الساعة هاتفه 
ايه ده احنا اتأخرنا أوى عليهم
قال مراد وهو ينهض هو الآخر 
أصلا المفروض عندى معاد مع طارق دلوقتى قالت مريم 
وأنا كمان
المفروض أقابل مى
خدى العربية معاكى لولا انكوا بنتين مع بعض كنت روحت معاكى
ضحكت قائله 
لا طبعا مش هينفع تيجي
قال مراد بقلق وهو يتطلع اليها 
موبايلك معاكى لو حصل أى حاجه كلميني وخليكوا فى الأماكن اللى حددتيها وقولتييلى عليها امبارح متروحوش فى مكان تانى الا لما تعرفيني
ابتسمت قائله 
حاضر
ابتسم وهو يتطلع اليها بحب قائلا 
يا مطيع انت
ضحكت بخجل رن هاتفه فنظر اليه قائلا 
طارق أكيد بيستعجلنى أصلنا رايحين شركة حراسة عشان أختار السيكيوريتي اللى هحطهم على بوابة الفيلا
أنزل مراد قدميه وأخذ الساق الصناعية بجوار ال ليرتديها أسرعت مريم بالنهوض من ال والټفت حوله وچثت على ركبتيها أمامه كما فعلت بالأمس انتهت فنظرت اليه قائله بمرح 
بقيت شطورة وبعرف أركبها بسرعة
نظر الى وجهها وعينيها يستشعر صدق سعادتها وفرحتها قال هامسا 
ربنا يخليكي ليا يا أحلى حاجة فى حياتى
شعرت مريم بالسعادة لكله نظر اليها قائلا بخبث 
بقولك ايه متخلى مى تروح مع مامتها النهاردة
ابتسمت بخجل قائله 
طيب و طارق
قال مبتسما بخبث 
هو صغير يعني ميروح لوحده
نظرا فى أعين بعضهما بسعادة وكل منهما يشعر بأنه وجد فى الآخر ما كان ينقصه مريم وجدت فيه الآمان الذى افتقدته ومراد وجد فيها الحنان الذى افتقده فشعر كل منهما أنه يكمل الآخر
لم يحتج
 

تم نسخ الرابط