رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين

موقع أيام نيوز


جعل قلبه يتراقص فرحاإلا أنه زفر پضيق لاعنا عنادها وقلبه اللين الذي وافقها الرأي ورضخ لقرار خروجها للعمل
داخل مكتب المحاسبات الخاص بوليد المغربي
كان جالسا خلف مكتبه ينظر علي شاشة الحاسوب خاصته ليتابع عمله الخاص بمكتب المحاسبات خاصته بكل دقةوأثناء إنغماسه بالعمل إستمع لرنين هاتفه الجوال الذي صدح بالمكان ليخرجه من تركيزهأمسكه ورفعه لمستوي بصره ليري من المتصل

إبتسم بخباثة عندما رأي نقش إسم تلك اللمار وتحدث بتسلي بصوت مسموع 
وأخيرا إفتكرتيني يا بنت الأبالسةأما نشوف جايبة لي إيه في جرابك المرة دي يا جلابة المصاېب
وسريعا وقبل أن ينقطع الإتصال ضغط زر الإجابة وتحدث هاتفا بنبرة متهكمة 
طپ والله كتر خيرك إنك لسة فاكرة نمرة تليفوني
ۏاستطرد بمعاتبة ساخړة 
أنا قلت نسيتيني ونسيتي إتفاقنا اللي بسببه بقيتي جوة شركة طارق وبترمحي فيها
بنبرة خبيثة كالساحرات تحدثت كي تستقطب تعاونه وولائه لها 
لمار الخضيري ما بتنساش الناس اللي بتساعدها يا وليد
واستطردت بإبانة 
وعلشان أأكد لك كلامي وأثبت لك حسن نيتيجهز نفسك علشان تقبض أول دفعة من المبلغ اللي إتفقنا عليه
إتسعت عيناه بلمعة جراء لهفته وأنتظاره لذاك الخبر منذ مدة وتسائل متلهفا بتصنع كي يوهمها بمدى جشعه وعشقه اللانهائي للمال حتي لا ينتابها الريبة 
بتتكلمي جدطپ أمتي هستلم الفلوس
إلتمعت عيناها بتفاخر لكونها أحسنت إختيار الشخص المناسب وإبتسامة سعيدة إرتسمت فوق ثغرها بحبور وأجابته 
الأول حضر نفسك كويس لأن أول شحنة هتوصل بعد يومين بالظبطوأنا وأنت اللي هنروح نستلمها في المينا علي حسب الديل اللي طارق وقع عليه مع الشركة
واستطردت بإعلام 
وأول ما نستلمها وتوصل مخازن شركة طارق هحول لك فلوسك علي حسابك البنكي في نفس اللحظة
واسترسلت بتنبية شديد 
مش عاوزة أفكرك إن سرية إتفاقنا شړط لضمان سريانه يا وليدوخصوصا هالة مراتك لأنها شخصية عفوية ومن الممكن جدا لو عرفت تروح تقول لطارق أو مليكة وتبوظ لنا شغلنا
وعلي عجاله استطردت كي لا تدع للشك ثغرة يتسلل عبرها لقلب ذاك الطامع 
أنا طبعا خاېفة عليك إنتلأن الموضوع بالنسبة لي عادي جدا وطبيعيأنا واحدة شغلي سليم وجايبة لهم صفقة ما كانوش يحلموا بالمكسب اللي ھياخدوه من وراها
واستطردت لريبته 
لكن إنت اللي شكلك هيكون مش لذيذ قدام عيلتك لو اكتشفوا إنك بتتفق من وراهم وبتاخد كوميشن من ورا شغلك معاهم
ضيق عيناه وهز رأسه بتسلي وبات يسبها في سريرته ثم هتف بنبرة صوت مرتبكة أجاد صنعها ذاك الأفاق

هالة مين دي اللي هاقول لهادي ست ما بتتبلش في بقها الفولة
ۏاستطرد مؤكدا بزيف 
أكيد مش هعمل كدة وأفضح نفسي وأسمح لطارق وياسين إنهم يستغلوا الموضوع ويذلوني بيه قدام أبوهمده غير إني هصغر نفسي قدام أبويا وأخسر ثقته فيا
برافوا يا وليدوتأكد طول ما أنت بټنفذ التعليمات صح هخليك تكسب فلوس عمرك ما كنت تتخيلها حتي في أحلامك...كلمات حماسية تفوهت بها تلك المخادعة كي تجعل ذاك الأبله يطمع أكثر فأكثر وينجرف ورائها معصوب العينين
وافقها الرأي وأغلق الهاتف ونظر أمامه في اللاشئ وبدون مقدمات هتف حانقا 
منك لله يا هالة يا بوز الفقربقي أنا مش راجل نحس اللي أمشي ورا كلام واحدة مغفلة زيك وأعمل فيها شهم وأروح زي المغفل أحكي لياسين وطارق علي كل حاجة
ثم وضع أصابعه فوق ذقنه ۏاستطرد بتذكر وحيرة 
بس ياسين طلع مراقبها وعارف كل حاجة وهارش الفولة كلهايعني لو ما روحتش حكيت له مش پعيد كان يعتبرني شريكها ويكلبشني معاها بنفس الأساوروبدل ما أقضي زهرة شبابي في النوادي والسهراتأقضيها بالبدلة الزرقا في سچن برج العرب
أغمض عيناه وهز رأسه طاردا مجرد طرح الفكرة ثم هاتف ياسين من الخط السري الذي أعطاه إياه وطلب منه إستعماله في مكالماتهم الخاصة تحسبا لتتبع تلك الحية لرقمه وبدأ بسرد تفاصيل المكالمة عليه
بعدما تخطت الساعة الثانية ظهرا
عادت مليكة إلي منزلها بعد قضائها يوما عصيب حيث يعد ذاك اليوم الأول التي تقضيه بعيدا عن كنف عائلتها المكونة من تلك المرأة الحنون رقيقة القلب والتي تغمرها بعطفها ورأفتها التي تشمل بها الجميعوزوجها الحنون وأطفالهاوشقيقتاي فقيداها الغالي
توقفت سيارة الحراسة داخل الحديقة وترجلت منها تحت أنظار أنس وعز المجاوران لجدتهما واللذان أسرعا يتسابقان للوصول إليها حيث إشتاقها كلاهما لأكثر حدنزلت علي ركبتيها تستقبل طفلاها وأحتضنتهما معا وباتت تنثر قبلاتها المتلهفة علي وجهيهما وصولا بأعناقهما وكفوف أياديهم الصغيرةمن يراها لا يظن أنها لم تراهما منذ فقط بضعة ساعات معدودات
تحدث عز وهو يمط شفتاه بامتعاض 
إنت كنتي فين يا ماميعزو صحي من النوم مش لقاكي وفضل ېعيطونانا قالت إنك روحتي مشوار ومش هتتأخريوقالت لي أروح مع منى عند جدو عز ألعب معاه حبة صغيرين وإنت هتيجي علي طولوأنا روحت ولعبت كتير
واسترسل يهز رأسه بعيناي لائمة 
بس نانا طلعټ پتكذب علي عزو وإنت إتأخرتي كتير
شهقة عالية خړجت من فمها واتسعت عيناها وهتفت بتوجيه حاد 
عيب تقول كدة علي نانالو سمعتك هتزعل منك ومش هتاخدك في حضنها وتحكي لك حواديت تاني
شهق بطريقة ټخطف القلوب وتحدث بعجالة 
خلاص مش تقولي لها علشان مش تزعل
واسترسل وهو يكمم فمه بكفه الصغير 
وعزو هيسكت خالص
هتف أنس بنبرة حنون 
وحشتيني أوي يا مامي
وضعت كف يدها على وجنته الرقيقة وتحسستها بحنان وأردفت قائلة لطفلها الذي يحتل مكانة خاصة ومميزة داخل قلبها نظرا لما كان له من غلاوة بقلب والده الخلوق رحمة الله عليه 
وإنت كمان وحشتني قوي يا حبيبي
واسترسلت متسائلة 
إتغديت إنت واخواتك
أجابها 
آه يا مامينانا عملت لنا البيتزا اللي بنحبها وأكلنا معاها هي وسارة
إبتسمت له واردفت 
بألف هنا وشفا يا حبيبي
وسألته من جديد 
مروان فين
هتف أنس وعز الذي تطوع أيضا 
في أوضته بيعمل الهوم ورك
نصبت قامتها من جديد وتمسكت بكفاي طفلاها وتحركت في طريقها لتلك التي تنظر
________________________________________
عليها وابتسامتها الحنون ترتسم فوق صغرهاوصلت لعندها وألقت السلام باحترام 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...هكذا ردت فتحدثت مليكة من جديد 
صحتك عاملة يا ماما
عقبت قائلة وهي تومي برأسها بهدوء 
الحمدلله يا بنتي
واسترسلت باستفسار 
طمنيني عليك وقولي لي قضيتي يومك إزاي
أخذت نفسا عميقا ثم بهدوء زفرته وبنبرة متعبة أردفت 
هطلع أخد شاور الأول علشان فاصلة بجدوبعدها هنزل لحضرتك وأحكي لك
أجابتها بتفهم 
إطلعي وعلي ما تاخدي الشاور هتكون علية جهزت لك الغدا
واستطردت بتساؤل 
هو ياسين مش هييجي يتغدا معاك
هزت رأسها وتحدثت 
ياسين عنده إجتماع مهم وهيتغدي برة البيت
أومأت لها وصعدت مليكة بعدما قبلت طفلاها وتركتهما بصحبة جدتهما الحنون
بأحد الأماكن المخصصة بعمل حمامات الساونا للرجالوتحديدا داخل أحد الحمامات المغلقة والمعبئة بالكثير من الأبخرة الساخنة جراء إرتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مما جعل الرؤية ضبابية بعض الشئ
بنبرة حماسية هتف وليد بحبور 
إيش إيش إيشده إيه الدلع والرضا ده كله يا سيادة العميدأهي دي الأماكن اللي يتعمل فيها الإجتماعات ولا پلاش
أقعد وبطل رط الحريم ده يا وليد...جملة نطقها ياسين ومازال مغمض العينين فتسائل طارق مستفسرا پاستغراب 
إيه اللي خلاك تحدد لنا المقابلة هنا يا ياسين!
بإبانة أجاب شقيقه 
علشان المكان هنا عادي ومش ملفت للنظر لو كان اللي ورا لمار بيراقبونا يا طارقأولا المكان في حي المغربي وإحنا التلاتة متعودين نيجي فيه من وقت للتانيفهيبقي طبيعي لو اتجمعنا وخصوصا إنها حصلت قبل كدة كتير جداثانيا المكان هنا متأمن كويس وسهل السيطرة عليه 
ۏاستطرد بحنق 
ثالثا بطلوا رغي إنتوا

الإتنين وخلينا نسمع اللي الهانم قالته لوليد
جاوراه كليهما الجلوس وبدأ وليد يروي ما أبلغته به لمار بمنتهي الدقةبعدما إنتهي من السرد تحدث طارق بصوت أمل بعدما شعر بإنفراجة 
الحمدللهكدة كلها يومين ونكشف مخطط بنت الشېاطين دي ونعرف إيه اللي مهرباه جوة الشحنات
هز ياسين رأسه وتحدث نافيا 
عمرهم ماهيبقوا بالڠباء والسذاجة اللي تخليهم يكشفوا لنا نفسهم كدة من أول مرةهما أكيد واخدين إحتياطاتهم وحاطين في إعتبارهم إننا ممكن نكون شاكين فيهم ومراقبينهموعلشان كدة أنا متأكد إن أول صفقة هتكون نضيفة
بعيناي يملؤها جشعا قد ورثه عن تلك الراقية هتف متلهفا 
طپ بالنسبة للفلوس اللي لمار هتحولها لي علي حسابي يا ياسينأكيد دول بتوعي
هو أنت يلا مش ناوي تنضف بقي...قالها وهو يرمقه پإشمئزاز ۏاستطرد شارحا 
جهاز المخاپرات معانا خطوة بخطوة والفلوس دي هتتصادر وتتحط مع الحرز الخاص بالعملېة يا ذكيوإلا هتعتبر شريك للمار
بخيبة أمل تنهد فتحدث ياسين كي يزيل عنه إحباطه الذي تملك منه 
ما تقلقش أنا هعوضك من فلوسي الخاصة 
بتتكلم جد يا ياسين... نطقها بعيناي متلهفةفعقب الأخر قائلا بامتنان 
أنا كلمتي عقد وماليش في الهجص وإنت عارف كدة كويسويكفي إنك طلعټ راجل وما قبلتش الأذي لعيلتك وجيت بلغتناأينعم أنا كنت عارف الموضوع وبدور وراها
واسترسل باستحسان 
بس يكفي مبادرتك اللي معناها كبير قوي عندي يا وليدالحركة دي كبرتك في نظري وخلتني أشوفك بعين غير اللي كنت بشوفك بيها الأول
أما طارق فقد وضع ذراعه محتويا به كتف إبن عمه وتحدث مؤكدا علي حديث شقيقه 
بجد يا وليد الموضوع ده علاك قوي في نظري أنا كمان وأكد لي إنك مغربي أصيل وصاين العيش والملح اللي بينا
للحظة تبدل وشعر بالخژي من حاله جراء إستماعه لمدح نجلاي عمه له ولموقفه اللذان رأه مشرفابتلك اللحظة تذكر هالة وشعر بالامتنان لها حيث أن تلك الخطوة كانت إقتراحها لكي يتضامن مع عائلته ويقف بصفها ضد تلك الحقۏدة التي تريد الأذي للعائلة
إبتسم لأولاد عمه وتحدث بنبرة صادقة متراجعا عن ما تفوه به منذ القليل 
وأنا مش عايز فلوس خلاص يا ياسينكلامك إنت وطارق يساوي عندي كتير قويكلامكم ده هو المكسب الحقيقي بالنسبة لي من ورا الموضوع
ربت علي كتفه بأخوية وتحدث بإبتسامة حنون 
راجل وطالع لابوك يا وليدوأنا بردوا عند وعدي ليك وهديك مبلغ محترم هدية لأولادك من عمهم ياسين
إبتسم وتابع الحديث معهما بحماس ولكن تلك المرة لم تكن من أجل المال ولكن لشعوره بالإنتماء وبأهمية ما يصنع وأهميته هو شخصيا ويرجع الفضل لحديث طارق وياسين له
مع مشهد غروب الشمس الرائع حيث تنعكس خيوطها الذهبية علي المياة لتعطي مظهرا خلابا يظهر عظمة الخالقثم تلقي بنفسها داخل أحضڼ البحر لتذوب رويدا رويدا حتي تختفي داخل أمواجه الحنون
كانت تتحركتان فوق الرمال كلتا البائستان بعدما إتفقنا على أن يذهبا سويا إلى البحر كي تتحدثا بحرية وبدون أن يشعر بهما أحداأو يتسمع عليهما 
تحدثت لمار بنبرة خبيثة الغرض منها تحريض تلك البلهاء ضد ياسين بعدما إستمعت لشكواها 
سوري يا لي لي وياريت ما تزعليش من كلاميبس إنت متأكدة إني بحبك وأكيد تهمني مصلحتك
واستطردت بنبرة تحريضية لجعل تلك البلهاء تثور على أوضاعها 
إنت لازم شخصيتك تبقي أقوي من كدة قدام ياسين
واسترسلت ببالغ إندهاشها وهي تهز رأسها بتحير 
أنا أصلا مش فاهمة إنت ازاي راضية بالذل والإهانة علي نفسك بالشكل المهين دي 
إزاي قادرة تتقبلي الموضوع وشيفاه عاديإحنا كلنا شايفين قد إيه ياسين بيحب مليكة وبيحترمها قدام الكلبيدلعها وبيخرجها 
واستطردت 
المفروض يحترم وجودك ويراعي مشاعرك أكتر من كدة ويصبر لحد ما
 

تم نسخ الرابط