رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين
المحتويات
لرشدك يا فتاةفمتي كانت معك الحياة عادلة وأعطت لك ما تمنيته لتترقبي الأن أيتها الخرقاء!
نظرت علي حبيبها وجدت جبينه يتصبب عرقاإبتلع ريقه ليبلل حلقه الذي جف جراء ما حدث لهحدثته بهلع وهي تخبط بأصابع يدها فوق وجنته لتستدعي وعيه من جديد
خليك معاياإوعي تسيبني أرجوكأنا مش حمل أي صدمات تانية في حياتيمش بعد ما رجعت لي دنيتي الضايعة تسيبي كدة بمنتهي البساطة وتروحخليك معايا يا كارم أرجوك
قيود واخرجت ما في قلبها ظنا منها أنه غير واعيا ولم يستمع لكلماتها
رغم ما يشعر به من ألام مپرحة لا يضاهيها شيئا بالكونإلا أن كلماتها نزلت علي قلبه كقطرات الندي التي تهطل علي الزهور في الصباح فترويها وتنعشها لتتراقص بمداعبة نسمات الصباح لها
بصعوبة بالغة رفع جفناي عيناه متطلعا بعيناها ثم إبتسم بخفوت تحت خجلها الشديدوتحدث مداعبا إياها بكلمات متقطعة بفضل إصابته الشديدة
أجهشت پبكاء مرير وهي تضغط بوشاحها فوق جرحه لوقف الڼزيف إنتظارا لوصول سيارة الإسعاففاسترسل هو من جديد بصوت خاڤت
ما تخافيش علياإحنا وحوش وبسبع أرواحلو طلعت منهم روحبنلبس اللي بعدها ونرجع أرض المعركة من جديد
إرتفعت شهقاتها وبات صدرها يعلو ويهبط جراء هلعها عليهثم تحدثت بعيناي صاړخة
إبتسم لها وبدأت عيناه تترجل دلالة علي وصوله علي أعتاب غيبوبةبقلب مرتاع هتفت وهي تخبط بكفها فوق وجنته ليستفيق
فوق يا كارمإوعي تغمض عنيكخليك معايا لحد الإسعاف ما تيجي
بصعوبة بالغة فتح عيناه وهمس لها
عاوز أعترف لك بحاجة مهمة
ترقبت بعيناي متلهفةفاسترسل بعيناي حنون
أنا شكلي وقعت في الحب اللي عشت عمري كله بهرب منه
أنا حبيتك يا أيسل
شهقات مرتفعة خرجت منها جراء بكائها الحار وباتت تهز رأسها وهي تنظر له بعيناي عاشقة تخشي الفراق وتهابه
حضر ياسين علي رأس قوة الدعم حيث ترجل سريعا من سيارته تاركا القوة تتعامل مع هؤلاء الإرهابيين وبات يتلفت بعيناي متلهفة وقلب مرتاعبدأ يمشط المكان بعيناه باحثا عن صغيرته كي يطمأن عليها ويتأكد أنها بخير ولم يصبها مكروهأشار له أحد الرجال علي مكان إبنتهفهرول إليها حتي وصل لمقر السيارة ثم مال بطوله الفارع ونظر بداخلها
أيسلإنت كويسة يا قلبي
إلتفتت خلفها وهتفت بدموع حاړقة وعيناي صاړخة
بابي
نطقتها وأجهشت بنوبة بكاء هستيرية وهي تنظر إليه لكنها مازالت علي حالها ضاغطة بكفها علي چرح خاطف النازف ف تنتكس حالتهقطع شروده وصول عربة الإسعافهرول المسعفون إليه
إيه الډم ده يا سيلا
أجابته بدموعها المنهمرة
ده ډم كارم يا بابي
ضيق عيناه متعجبا من نطقها لإسمه دون ألقاب كعادتهانظر علي عيناها الزائغة والتي تحاصر ذاك المصاپ بهلعأخذ نفسا عميقا ثم زفره كي يهدي من تشتت عقلهقبض علي كفها ثم تحرك بها إلي كارم حيث حمله المسعفين وقاموا بوضعه فوق الحامل وتحركوا به في طريقهم إلي العربة
تحرك بجانبه وتحدث بنبرة وخوف صادق
طمني عليك يا حضرة الرائد
بصعوبة أردف محاولا فتح جفونه
الحمدلله
بعيناي شاكرة تحدث إليه بمؤازرة
إتحمل يا بطلإن شاء الله هتبقي كويس
أومي له بعيناه ثم حول بصره وبات يتطلع علي ذات العينان الباكيتان ثم طبق جفناه فاقدا لوعيه بالكاملوكأن عقله أراد أن يحتفظ بصورتها ليصبح وجهها المنير أخر ما رأي
دخل بنوبة فقدان للوعي الكامل وعلي الفور قام المسعفين بإدخاله داخل العربة ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي لمساعدته علي التنفس بانتظام
جذبت كف أبيها لتحثه علي السير نحو سيارته الخاصة ثم أردفت بعيناي باكية مترجية بعد أن فقدت السيطرة علي حالها عندما وجدت باب السيارة يغلق علي مالك الفؤاد
يلا بسرعة نروح معاه المستشفي علشان نتطمن عليه يا بابي
قطب جبينه وتحدث بنبرة بصعوبة أخرجها هادئة
مستشفي إيه اللي عاوزة تروحيها يا سيلاأكيد مش هينفعجدك وجدتك هيتجننوا عليك في البيت
واستطرد وهو يطوق كتفها بذراعه
تعالي إقعدي في العربية علي ما أطمن علي القوة وأشوفهم عملوا إيه وأرجع لك
نظرت عليه تتوسله بعيناها فأطلق زفرة قوية وتحدث أمرا بعيناي حادة
قدامي علي العربية يا سيلا.
تسمرت قدماها وباتت تتطلع علي عربة الإسعاف التي إنطلقت مسرعة بطريقها متجهة إلي مدينة الأسكندريةإنسابت دموعها بغزارة وشحب وجهها وكأن روحها للتو قد فارقتها
كان ينظر إليها بارتياب وقلب مرتبكمشتت الذهن والكيان مما رأته عيناهحثها علي التحركت فانساقت معه دون روحخلع عنه سترته وألبسها إياها كي
________________________________________
لا يراها أحدا من أهل المنزل فيصيبه الفزع كما حدث معهإرتدت السترة واستقلت السيارة بانقياد تام وعيناي متحجرة ناظرة بنقطة اللاشئ وكأنها أصبحت صنما فاقد الحس عدا دموعها المنسابة وفقط
إطمأن ياسين علي سير الإجراءات والتحفظ علي المجرمين وحمل كلتا الجثتين لمعرفة هويتهماوشكر رجاله ثم تحرك الجميع عائدون إلي المدينة كل إلي وجهته
كان يراقب من تجاوره الجلوس بتوجس خشية صحة ما طرأ بعقلهأيعقل!
بعد مرور بعضا من الوقت
توقف ياسين بالسيارة داخل الحديقة الخاصة
بمنزل سيادة اللواء عز المغربيترجل منها واستدار للجهة الأخري وقام بفتح رضيعته من النسيم كي لا يخدش جفونها
كانت ترتدي سترة أبيها الخاصة والتي ألبسها إياها خصيصا كي يخبأ بها منظر الډماء التي لطخت بها كنزتها البيضاء كي لا يفزع كل من يراها ويعتقد إصابتهاأسرع الجميع إليها مهرولين حيث كانوا بأنتظارها داخل الحديقة بعدما علموا بأمر محاولة الإغتيال التي تعرضت إليها الفتاة من ياسينحيث قام بمهاتفة أبيه وابلغه بما جري قبل أن يعلم من خلال مصادره ويفزع علي الفتاة
هرولت منال بارتعاب بعدما رأت بعض الكدمات التي أصابت وجه الفتاة جراء تخبط وجهها واصطدام رأسها أثناء المطاردةانتزعت الفتاة من داخل صدر أبيها لتحتويها بصدرها كي تطمأن فزع قلبها الذي انتفض ړعبا علي حفيدتها المقربة من قلبها
إيه الډم ده
وما كان من الفتاة سوي الاجهاش پبكاء حار أظهر كم الألم الذي يسكن روحها ويوجعهاعلي عجالة عقب ياسين مطمأنا والدته والجميع الذين فزعوا جراء ما شاهدوه
ما تقلقيش يا ماماأيسل كويسة
باستفسار مهتم أردفت ثريا موجهة سؤالها إلي ياسين
أمال إيه الډم ده يا ياسين
زادت أيسل من شهقاتها الحارةوكلما تذكرت أن والدها أجبرها علي ترك حبيبها غارقا في دمائه إرتعبت وانتفض قلبها الصارخ مطالبا إياها بالهرولة إليه كي تطمئن عليه وتكن بجانبه في ذاك الوقت العصيب وليكن ما يكون
تنهد بأسي أظهر كم ألمه ثم أردف بملامح وجه بدي عليها الحزن
ده ډم ظابط الحراسة اللي كان بيحميها
شهقة عالية خرجت من فم مليكة التي وضعت كفها فوق فمها وحولت بصرها سريعا تتطلع إلي تلك التي تبكي بمرارة وألم إرتياب الفراق يظهر بعيناهانطقت مليكة مستفهمة من زوجها
تقصد الرائد كارم المعداوي ولا حد تاني يا ياسين
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بأسي وتحدث بإبانة
للأسف هو يا مليكة
إنتفض قلب سارة بعد أن إستمعت لذكر إسم كارم فتحركت سريعا وجاورت صديقتها وضمتها لداخل أحضانها وباتت تربت عليها بمؤازرة ويرجع ذلك لما تعلمه عن عشق أيسل لذاك الذي إمتلك قلبها مؤخرا
هزت ثريا رأسها يمينا ويسارا ثم أردفت بأسي
لا حول ولاقوة إلا باللهوحصل له إيه يا ياسين
عقب علي سؤالها
لسة ما أعرفش يا عمتيهو اټصاب في كتفه بعد ما أخد طلقة كانت قاصدة سيلا
بهلع حولت مليكة بصرها إلي تلك العاشقة ف رأت جسدا بدون روحتألمت لأجلها وهتفت راقية بعدما خبطت بكفها فوق صدرها
يا مصېبتيشكلهم كدة كانوا قاصدين يخلصوا منها زي المرحومة ليالي
واستطردت بإبانة
أنا لو منك يا ياسين أقعدها في البيت وكفاية اللي حصل لحد كدةلأن شكلهم كدة مش ناويين يسبوها غير وهي مدبوحة زي أمها
لكزتها ثريا بذراعها كي تكف عن ثرثرتها المسمۏمة لكنها لم تهتم
احتدت ملامحه ڠضبا وهتف بنبرة حادة وعيناي مشټعلة بعدما نظر إلي جسد إبنته المړتعب بفضل كلماتها المسمۏمة
مرات عميلو عندك كلمة ياريت تحتفظي بيها لنفسك لأني مش هسمح لأي حد يخوف بنتي بكلام تافه
إرتبكت وتحدثت بنبرة متلبكة
يعني الحق عليا علشان خاېفة علي حياة بنتك يا ياسين
صاح بكامل صوته وهتف بلهجة تحذيرية
وضع بنتي ما يستحملش أي سخافاتوحياتها أنا كفيل بحمايتها ومش محتاج نصايح لا من حضرتك ولا من غيرك
نطق عبدالرحمن بصوت جاد بعدما رمق زوجته بنظرات صارمة
إهدي يا ابني وحقك عليا أنا
باعتذار عقب بنبرة أقل حدة إستدعاها بصعوبة جراء ما أصابه من تلك المرأة غريبة الاطوار
العفو يا عميأنا اللي أسف علشان ڠصب عني إتنرفزت في وجود حضرتك والباشا
أومأ له متفهما ثم رمق زوجته باشمئزاز وهتف طاردا إياها وهو يشير بكفه إلي خارج المنزل
روحي علي بيتك ما تجيش هنا تانيالناس مش ناقصة سخافتك ولسانك اللي بينقط سم
كادت أن تتحدث باعتراض رمقها بنظرات غاضبة وما كان منها إلا الهرولة من وجه ذاك الغاضب كي لا يشتد حنقه ويصيبها غضبه الغاشم
نظر ياسين إلي أبيه وأردف بنبرة تحمل كثيرا من الهموم
خلي بالك من سيلا يا باشا لأني مضطر أروح المستشفي حالا علشان أتابع وضع الرائد وأطمن عليه وأقف مع أهله
واستطرد شارحا
وبعدها هتحرك علي الجهاز علشان أبدأ التحقيق
ربت علي كتف إبنه بعدما رأي حالة من الشجن تسيطر عليه وتحدث كي يطمئنه
روح شوف شغلك وما تقلقش علي سيلاأنا بنفسي هخلي بالي منها
إقترب عليها وقام بوضع أنامله فوق وجنتيها الناعمتان ليجفف دمعاتها المنسابة بغزارة وتحدث وهو يقبل مقدمة رأسها
إطلعي خدي شاور وغيري هدومك وحاولي تنامي يا قلبي
أغمضت عيناها لمداراة ألمها ورعبها الساكن مقلتيها كي لا يظهر ويلاحظه والدهالكنها غفلت عن أنه ذئب المخابرات الذي لا يخفي عنه شيئثم هزت رأسها وهي تومي له بمصادقة علي حديثهفي حين أردفت منال وهي تحتوي الصغيرة وتضمها إلي صدرها من جديد
ما تقلقش عليها يا حبيبيأنا هطلع معاها ومش هسيبها لوحدها غير لما ترجع من شغلك
أومأ لوالدته وشكرها بعيناه ثم تحرك في طريقه إلي مليكة حيث كانت تجاور مروان ويسرا الوقوفتحركت
إليه ووقفا متقابلان بعيدا عن الجميع وتحدث مستفسرا بعدما اغمض عيناه بأسي
فين مسك
عقبت بنبرة خاڤتة تأثرا بالأحداث الجارية
سبتها مع دادة علية هي وأنس وعز
خلي بالك من الأولاد يا مليكة...نطقها بعيناى وروح متعبتانأمسكت كفاه بمعاونة وتحدثت بعيناي حنون لتبث بروحه القوة والتحمل
ما تقلقش يا حبيبيإحنا هنا كلنا بخير وأنا واخدة بالي كويس
واستطردت بنظرات مترجية
أهم حاجة تخلي بالك من نفسك إنت يا ياسين
وبلحظة ظهر ذعر بين داخل مقلتيها
متابعة القراءة