رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين
المحتويات
رافضا إقتراحها
وإنت بقي شايفة إن الموضوع يتحل بالبساطة دي
زفرت بضيق وهتفت بنبرة حانقة بينت وصولها للمنتهي
والله أنا قلت لك اللي عندي والكورة أصبحت في ملعبكشوف اللي يريحك وأعمله بس ياريت بعيد عنيلأن الموضوع أخد أكبر من حجمه وأنا فعلا ندمانة
بعد إذنك...نطقتها بتملل ثم استدارت مغادرة دون انتظارها لتعقيبه مما جعله يستشيطصاح يناديها من بين أسنانه لتنتظر
بالنسبة لي الكلام خلص لحد هنا يا سيادة العميد...نطقتها بنبرة حادة دون أن تكلف حالها عناء النظر إليه وانطلقت بطريقها عائدة إلي المنزل
داخل مدينة أسوان الساحرة حيث العراقة والأصل والقلوب الطيبة وبشاشة الوجوه
كان كل من حسن سليم يسرا إبتسام ورؤوف وسارة يجلسون في حديقة المنزل الصغيرة المملوكة للمهندس حسن المغربييتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم ويتسامرون بالكثير من الود وهم يتناولون بعض التسالي والحلوي والمشروبات والتي تدل علي جود تلك الإبتسام وكرمها الزائد
ياريت لو ثريا وافقت تيجي معاكمعلي الأقل كانت فكت شوية عن نفسها وغيرت جو
عقبت يسرا علي تمني خالها
والله قعدت اتحايل عليها كتير يا خالوبس إنت عارف ماماما بتتحركش خطوة واحدة من غير مروان وأنس
واسترسلت بشجن ملئ جل صوتها
ما أنت عارف إن روحها بقت متعلقة فيهم من بعد مۏت رائف الله يرحمه
طب وهي ليه عمتي ما جابتهمش معاها
أجابته يسرا بايضاح
ما كانش هينفع يا رؤوف علشان الدراسة
واسترسلت بإبانة
ده غير إن عمتك مش هينفع تسيب مليكة مع مسك لوحدهاوعز كمان متعلق جدا بيها ومش بينام غير في حضنهاوأكيد ياسين ماكانش هيسيبه ييجي هنا معاها
هي قالت لي إنها هتيجي هي ومليكة والاولاد في الأجازة إن شاء الله يا باشمهندسنرمين وأولادها كمان هييجوا معاها
إن شاء الله...نطقها حسن وأردفت إبتسام بنبرة ودودة ووجه بشوش
هينوروا أسوان كلها ويشرفوها زي ما شرفتونا إنتوا كمان يا باشمهندس
بنبرة شاكرة حاډثها بإحترام
وجه حسن سؤالا مداعبا به سليم صديقه بالعمل بالماضي
أخبار الشغل في مينا
________________________________________
إسكندريه إيه يا باشمهندس
بابتسامة هادئة عقب صديقه
كله تمام يا باشمهندسماشي الحال الحمد لله
تحدث إليه حسن من جديد
خلاص إنت كدة يا هندسةنسيت ناس أسوان وشغل أسوان وشكلك إرتحت هناك ومش ناوي ترجع هنا تاني
اللي يزور أسوان مرة ويشوف ناسها الطيبين ما يقدرش ينساهم
واستطرد بتأكيد
فما بالك بقي باللي يعيش فيها وېعاشر ناسهاأسوان وناسها في القلب يا باشمهندس
هتف
رؤوف معاتبا إياه بلطف
طب ولما أسوان وناسها عاجبينك قوي كدة سبتنا وبعدت ليه يا باسمهندس
اسوان في القلب يا رؤوف...نطقها بحنين ثم حول بصره الى زوجته التي تجاوره الجلوس وامسك يدها ثم تحدث بفكاهة
بس علي رأي المثلسألوا جحا وقالوا له بلدك فين يا جحاقال لهم اللي فيها مراتيوأنا خلاص اخترت بلد مرات
أطلق الجميع ضحكاتهم في حين تحدثت ابتسام بحنين لما مضي
والله كانت أحلى أيام اللي عشتوها معانا هنا يا باشمهندسكنا متونسين بيكم وماليين علينا الدنيا
ثم إلتفتت إلى رؤوف علي عجالة وكأنها تذكرت شيئ وتحدثت مشاكستا اياه تحت ضحكات الجميع
إوعي إنت كمان تعمل زي الباشمهندس سليم وتسيبني بعد ما ربيتك وتروح تعيش في إسكندرية وتقول بلدي اللي فيها مراتي
ضحك الجميع في حين اجابها رؤوف بتفاخر بحاله وهو ينظر إليها
من الناحية دي إطمني علي الآخر يا ست الكل
واستطرد بإبتسامة واسعة
أنا عاشق لتراب أسوان زي الباشمهندس حسن بالظبط وما اقدرش علي بعدك
ثم استطرد وهو ينظر إلي سارة
وبعدين أنا مراتي هي اللي لازم تكون تبع بلد جوزها مش العكسولا إيه يا سارة
إبتسمت باستحياء وقامت بتوجيه نظرها إلي إبتسام ثم تحدثت بصوت خفيض يرجع إلي خجلها
إطمني يا طنطأنا بحب أسوان جدا وبعشق هدوئها وبساطة ناسها
بمشاكسة لإبنتها تحدثت يسرا
الوقت إسكندرية بقت وحشة يا ست سارةولا علشان سي رؤوف تقومي تبيعي بلدك اللي إتربيتي فيها
إبتسمت وضحك الجميع عليها وتسائلت يسرا زوجها
إسلام وياسر وعلي إتأخروا يا سليمما تتصل بيهم وقول لهم ييجوا وكفاية كدة
أجابها ليطمئن قلبها
خليهم علي راحتهم يا حبيبتيالدنيا هنا أمان
عقبت بتأكيد إبتسام
ما تقلقيش عليهم يا يسراوزي ما الباشمهندس قال لك الدنيا هنا أمان وما فيش خوف عليهموبعدين لسه بدريدي الساعة لسة ما جتش ثمانية.
أومت برأسها وتابع الجميع حديثهم اللطيف
عوده الى ياسين الذي ما زال واقفا أمام شاطئ البحرمازال جسده مشټعلا من حديث تلك التي اوصلته لحالة من الجنون بعفويتهاأغمض عيناه وبدأ يأخذ شهيقا طويلا ويزفره بهدوء كي يهدئ من حالة الڠضببالفعل بدأ يهدئ وبات يسترجع كلماته مع زوجتهإكتشف كم كان حادا معها وردة فعله عڼيفة
نظر الى البحر وبقوه أخرج زفرة توحي إلى إستشاطت داخلهبدأ يكرر عملية الشهيق والزفير كي يهدئ من حاله ويخرج الڠضب الذي ملأ صدره
أخرج هاتفه الجوال من داخل جيب بنطاله وهاتف الرائد كارم وأكد علي عزيمة زوجته لهثم أغلق معه وتوجه مباشرة إلي زوجتهدخل من باب الجناح يتطلع عليها لكنه لم يجدهاإلتفت إلي باب الحمام وجد إضائته شاعلة فتأكد من وجودها بالداخلجلس علي طرف الفراش ينتظر خروجها الذي طاللم يستطع الإنتظار أكثر فتوجه إلي الباب وقام بالطرق عليه بضعة طرقات ثم فتح الباب عندما لم يستمع إلي صوتا لها
دار بعيناه باحثا عنها حتي إستقر بصره علي المغطسحيث كانت تتمدد تحت الماء وفقاعات الصابون تطفو وتخفي كامل جسدهاحزن داخله وتألم عندما رأي جمودا بوجهها مزج بالحزن ﻭلمح ﺩﻣﻌﺔ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ عيناها الحمراويتان جففتها بكفها سريعا كي لا يري ضعفها
تحمحم كي يجلي صوته ثم تحدث بنبرة هادئة
مليكةإحنا محتاجين نتكلم شوية علشان أوضح لك اللبس اللي حصل بينا
لم تعيره عناء النظر إليه وتحدثت بنبرة شديدة اللهجة أظهرت كم إحتدامها
وإنت بقي شايف إن ده مكان مناسب للكلام يا سيادة العميد!
أومأ لها وتحدث وهو يستعد للإنسحاب إلي الخارج
هستناك برة علي ما تخلصي
قالها وأنسحب واغلق خلفه البابتنهدت بأسي ومن جديد إنسابت دموعها پألم جراء إهاناتها التي تلقتها علي يده منذ القليل
كان يجلس علي طرف الفراش منتظرا خروجها علي أحر من الجمر كي يسترضاها ويجعلها تغفر له خطأه الغير متعمد بحقهابعد مرور حوالي الربع ساعة خرجت من الحمام متجهة إلي غرفة تبديل الملابسوخرجت بعد إرتدائها لثوبا محتشما يغطي كامل جسدها
وقف سريعا وتحرك إليها وتحدث وهو يشير إلي الأريكة خاصتهم
تعالي نقعد علشان نعرف نتكلم
تحركت وبالفعل جلست وتحدث وهو يمسك كف يدها ويرفعه إلي فمه واضعا فوقه قبلة إعتذار وتحدث بملامح أسفة
أنا أسف يا حبيبيمكانش لازم إحتد عليك في الكلام بالشكل ده
واستطرد موضحا
كان لازم أفهمك غلطك بهدوء
تاني هتقول لي غلطي يا ياسين...نطقتها بنظرات حزينة عاتبةفأردف بنبرة جادة
آه غلطك يا مليكةإنت فعلا غلطي لما عزمتي الراجل من غير ما تاخدي رأيي
واستطرد بنبرة صارمة
إنت مش بس غلطتيإنت تعديتي الإصول اللي عمرك ما تعديتيها طول سنين جوازنا
إبتلعت لعابها خجلا وتحدثت بعدما تمعنت بحديثه وتيقنت صحته
النقطة دي إنت معاك حق فيها
واسترسلت بنبرة حزينة
أنا أسفة واوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني
ثم استرسلت بقوة وكأنها تحولت لإمرأة أخري
بس ده ما يمنعش إنك غلطت فيا وشكيت في أخلاقي وده اللي مش هقبله أبدا لا منك ولا من غيرك
ﺗﺠﻬﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﺍﻋﺘﻼﻩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ثم هتف من بين أسنانه عقب إستماعه لحديثها الچنوني والغير مقبول لدي عقله
مليكةإتلمي وخدي لك ساتر في الكلام علشان ما طلعش جناني عليك
واستطرد موضحا
أنا عمري ما خطړ علي
بالي إني أشك في أخلاقكوثقتي فيك ملهاش حدود
هتفت متسائلة بحدة
وتسمي كلامك اللي قولته لي ده إيه يا ياسين
علي عجالة هتف بعيناي تشتعل بفضل غيرة عشقها
كلامي ناتج عن غيرتي وچنوني علي حبيبتي اللي بمۏت فيها مش أكثر
وبنبرة تفيض عشقا أسترسل وهو ينظر بمقلتيها
أنا أموت قبل ما أشك فيك يا مليكة
وضعت يدها علي فمه سريعا لتمنعه تكملة الجملة وهتفت بنبرة مړتعبة
بعد الشړ عنك يا حبيبي
إبتسم واعتلت ملامحه الراحة وسألها بنبرة حنون
يعني خلاص سامحتي ياسين
بإبتسامة حنون أجابته
أنا روحي فدا ياسين
واسترسلت برجاء
بس أرجوك ما تعملش كدة تاني
تسلم لي روح حبيب جوزه...نطقها تحت إبتسامتها السعيدةإقترب عليها وقام بإحتضانها وتحدث وهو يتنفس بانتشاء
إوعي تزعلي مني أبدا يا مليكةوالله لو تعرفي مقامك وغلاوتك عندي عمرك ما تزعلي مني
لفت ساعديها حول عنقه وشددت من ضمته لصدرها تحت حبوره الشديدتحدث بإعلام
علي فكرةأنا كلمت الرائد كارم وأكدت عليه عزومة بكرة
مچنون...نطقتها باستسلام فأجابها وهو يشدد من إحتضانه لها
مچنون بحبك
أتي المساء
وعندما يأتي المساء لابد أن يجلب معه ما ينشغل به سواء القلب أو العقلفهو لا يأتي بمفرده بتاتادائما ما يأتي معه بما يشغل بالنا لنتوه وسط حواديته التي لا تنتهي
أما بالنسبة لتلك القابعة علي تختهافتعودت عليه مؤخرا بأن يأتي مصطحبا معه أحزانها وأنين روحها المتوجعة جراء رحيل غاليتهاأما مساء اليوم فيختلف كليا عن كل ما سبقوهفقد أتي بالحيرة والمشاعر المتضاربة التي لم تستوعبها تلك البريئة بعد
كانت تتمدد فوق تختها ناظرة بسقف غرفتهاشاردة في ذاك الذي بدأ يستولي علي حيزا من تفكيرهاتنهدت بهدوء ثم سحبت جسدها لأعلي وأسندته علي خلفية تختهاربعت ساقيها ومالت بجسدها بإتجاه الكومود وقامت بالتقاط جهاز الحاسوب الخاص بها وحركت مؤشر البحث حتي استقرت علي صفحة
________________________________________
ذاك الفارس الرسمية علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي
باتت تسحب الشاشة وهي تنظر إلي محتوي ما يتم مشاركته من قبلهوفجأة توقفت يدها عندما رأت صورة لهحيث يقف بطوله الفارع وينظر للأمام بإبتسامة رائعة جذبتهادون إدراك منها خرجت إبتسامة حنون زينت ثغرها الذي كاد أن ينسي الإبتساماتبتمعن شديد باتت تركز علي تفاصيل ملامح وجهه الرجولية
كبرت حجم الصورة وباتت تنظر إليها بتركيز وتتعمق النظر بعيناهإكتشفت أنها باللون العسليإبتسمت ودون وعي وضعت يدها علي شاشة الحاسوب وباتت تتحسس موضع شفتاه الغليظة بأصابع يدها الرقيقة
ضيقت عيناها تستغرب سلوكها ذاك والذي لا يشبهها بتاتاهزت رأسها وسحبت يدها سريعا مستنكرة تصرفها
تنفست بضيق وقامت بغلق ذاك الحاسوب وألقت برأسها إلي الخلفإبتسمت بخبث عندما أتتها فكرة تهاتف بها ذاك الكارم دون أن تمس كرامتهااعتدلت سريعا والتقطت هاتفها الجوال وضغطت علي نقش إسمه وانتظرت الإجابة بقلب يخفق بشدة
كان يقف داخل شرفة غرفته الخاصة المطلة علي شارع عام مزدحم بالسيارت المارةاستمع إلي رنين هاتفه الموضوع فوق تخته بالداخلتحرك إليه ورفعه لمستوي وجهه وما أن رأي نقش إسمها حتي قطب جبينه متعجبافهي لا تهاتفه إلا وهي داخل الحرم الجامعي لتخبره كي يستعدضغط زر الإجابة وتحدث بنبرة جادة
أهلا يا دكتورة
تسارعت وتيرة دقات قلبها فور إستماعها لنبرة صوته الرجولية وما شعرت بحالها إلا وهي تجيبه بنبرة رقيقة خرجت دون إدراكها
أهلا بيك يا حضرة الرائد
ضيق
متابعة القراءة