رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين
المحتويات
مش شايفة نفسي عملت حاجة غلطوعلي فكرةاللي بيحب حد بيتقبله زي ما هومش من أولها يقعد ينتقد في تصرفاته ويطلب منه يتغير
ثم رفعت رأسها بكبرياء وحدثت ذاك الذي مازال جاسا فوق مقعده ينظر لها بعيناى مترقبة لكلماتها وردات فعلها
ومن الآخر كدة أنا ما بتغيرش علشان حد يا سيادة الرائد
برافوا يا دكتورةإتفضلي علشان ما تتأخريش...هكذا نطق بملامح وجه مبهمة وبكل برود وهو يشير لها بكف يده إلي الخارجمما جعل جسدها يستشيط ڠضبا
بعدما كانت تتأمل وقوفه وأعتذاره لها ومحاولة إرضائها التي كانت ستحدث بالتأكيد وتستكمل معه جلستها واحاديث العشاق الخاصة بهمالكنه حطم أمالهارمقته بنظرة مخيبة للأمال واندفعت خارجة من المكان كالإعصار حتي وصلت إلي ضابط الحراسة ثم استقلت السيارة متجهين إلي القاهرة تاركة ذاك المشتعل من حديثها
عادت من جامعتها بقلب يأن من شدة ألمهشعرت بأن عالمها إنهار وانتهت قصة عشقها قبل أن تبدأصعدت إلي غرفتها أبدلت ثيابها وباتت تبكي بمرارة حتي غفت بمكانها دون إدراكفاقت من نومها عند الغروبابدلت ثيابها ثم توجهت إلي منزل رائف وصعدت إلي حجرة مليكة بعدما هاتفت سارة وطلبت منها الإلتحاق بهاجلست تتوسط كلتاهما فوق الأريكة وباتت من بين دموعها الغزيرة تقص عليهما كل ما دار بينها وبين ذاك الكارم الذي خيب أمالها
إهدي يا سيلا ما تعمليش في نفسك كدةكارم بيحبك واكيد هيراجع نفسه ويكلمك ويعتذر لك
بقولك سابني أمشي من غير ما يقولي كلمة واحدة...نطقتها وهي تهز رأسها نافية حديث سارة ثم نظرت إلي تلك الصامتة وتحدثت مستفسرة بعدما لاحظت شرودها
إنت ساكتة ليه يا مليكة
قوست شفتاها وأردفت بتحفظ
ضيقت عيناها باستغراب وسألتها من بين دموعها
وأنا إيه اللى هيزعلني منك!
واستطردت بعدما فقدت قدرتها علي التحمل
ياريت يا مليكة تتكلمي وتقولي اللي تقصديه بوضوحأنا متوترة وأعصابي مش متحملة لا ألغاز ولا كلام غامض
قررت مواجهتها بأغلاطها حتي لو أدت تلك المصارحة إلي ڠضب تلك المدللة منهابنبرة هادئة تحدثت بمكاشفة
واسترسلت بذكاء
كلمة حاضر ونعم ليهم واقع السحر عليهموتقدري بيهم تملكي قلبه وتشتري راحتك معاه العمر كله
واستطردت موضحة
الرجالة اللي من نوعية بابا وكارم ما بيقبلوش أبدا بدخول ست عندية في حياتهملأن ببساطة حياتهم كلها مخاطر وطول الوقت مضغوطين نفسيا
من حق كل واحد فيهم لما يرجع بيته يلاقي ست حنينة ومتفهمة تقدر تمتص من جواه تعب اليوم كله بحنيتها
بملامح وجه مړتعبة نطقت بارتياب
تقصدي إن كارم إتأكد إني مش مناسبة ليه وخلاص كدة قرر يبعد عني
ضيقت عيناها وتحدثت بحصافة
ما أظنشإنه يقرر يتجوزك ويروح يطلب إيدك من بباكي معناه إنه حبك بجدوشاف فيك مراته اللي هيقدر يكمل معاها باقي حياته
ده ظابط في جهاز المخابرات يا سيلايعني ما بيخطيش خطوة غير وهو دارسها كويس وعارف هو رايح فين بالظبط
وافقتها سارة الرأي وسألتها الأخري بتشوق
طب إنصحيني وقولي لي أعمل إيه
رفعت منكبيها واسترسلت بهدوء
ولا أي حاجةتابعي حياتك وروحي جامعتك وسيبي الأمور تمشي بطبيعتها
وافقاها الرأي وأكملن أحاديثهن
ليلا
دخل ياسين إلي صغيرته القابعة بغرفتهاوجدها تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بتمعن وتركيز تحرك إليها وتحدث مبتسما بعدما جلس علي طرف الفراش
عاملة إيه في دراستك يا حبيبتي
أجابته بنظرة يسكنها الحزن لم تستطع حجبها عنه
الحمدلله يا بابيبدأت اتأقلم علي الدراسة والدكاترة بتوعيوبصراحة الدكاترة طلعوا متفاهمين وقدروا يستوعبوا ظروف إنتقالي وساعدوني في إني أندمج بسرعة
أومأ بهدوء ثم تحدث بمراوغة
مفيش حاجة تانية غير الدراسة عاوزة تحكيها لي
بعدم استيعاب لسؤاله أردفت معقبتا
حاجة تانية زي إية يا بابي!
بابتسامة هادئة أجابها متراجعا
مفيش يا حبيبتيأنا كنت حابب بس أطمن عليكي
واستطرد وهو يهم بالوقوف كي ينسحب إلي الخارج
سيلاانا عاوز أقول لك إنك أهم حاجة في حياتي إنت وإخواتكوإن أي حاجة بعملها بتبقي من خۏفي عليكم وعلي مستقبلكم
أومات له بإبتسامة حنون قابلها بأخري هادئة وتحرك إلي الخارج تاركا إياها لمتابعة دروسها ثم تحدث بنبرة هادئة
عاوز أتكلم يا مليكة
نظر عليها وما وجد منها سوي الصمت الذي بات يمقته منها مؤخرازفر بأسي وأردف بهدوء كي يستدعي إسترضائها
أنا عارف إنك زعلانة مني وليكي كل الحقبس لازم كمان تعذريني وتقدري الظروف اللي أنا كنت فيها
تنهد لصمتها المستمر واستطرد بصوت يحمل بين طياته أنينا مؤلما
أنا تعبان قوي يا مليكةمحتاج تاخديني في حضنك وتطبطبي عليا مش تهجريني بالشكل ده
حملت صغيرتها إستعدادا لنقلها داخل مهدها وتحدثت بنبرة حادة
من فضلك يا سيادة العميدأنا نعسانة وعاوزة أنام
________________________________________
لكنه فوجئ بذهابها إلي الأريكة وبدأت بتجهيز نومها ككل يوم منذ مشادتها معه
تحرك إليها وقبل أن تتسطح فوق الاريكة جذبها من كفها وتحدث مستعطفا إياها بنبراته ونظراته
مليكةما ينفعش اللي إنت بتعمليه دهإحنا لازم نتكلم
واستطرد بنبرة مستاءة
إحنا مش هنقضي بقية عمرنا متخاصمين وكل واحد مننا نايم في مكان بعيد عن التاني
ترقب حديثها وما وجد منها سوي الصمت وكأنها ابرمت معه إتفاقا كي تقود الآخر إلي الجنونهتف بلهجة محتدة
إنت ساكتة ليه!
أنا نعسانة وعاوزة أناممن فضلك تقفل النور...نطقتها ببرود ثم قامت بسحب يدها من بين كفه وتمددت فوق الاريكة داثرة جسدها تحث الفراش مما
جعل داخل ذاك الواقف يستشيط ڠضبا لكنه تمالك حاله لابعد حد كي لا يجعلها تحتدم أكثر
تنهد بهدوء بصعوبة شديدة استدعاه ثم أردف مراعيا حالة الڠضب والثورة اللتان إنتباها بعد إهانته لها
حاضر يا مليكةأنا هبعد لو كان ده فيه راحتكبس خلي بالك
واستطرد بإبتسامة حنون وهو ينظر داخل مقلتيها باشتياق ورغبة نالتا استحسانها
ياسين مش هيقدر علي بعد حضڼ حبيب جوزه كتير
نطقها وانسحب من أمام تلك المكفهرة التي وما أن أغلق الإضاءة وشعرت بمكوثه فوق التخت حتي إنفرجت أساريرها وابتسمت رغم إستمرارها لاحتدامها منه
صباحاوالذي وافق يوم الجمعة يوم فطور العائلة الجماعي
فاق من نومه بجسد مرهق وصداع يكاد يفتك برأسه من شدته
بصعوبة قام بفتح جفونه وبلهفة نظر علي مكانها متأملا رؤية وجههاأصابه الإحباط حين وجده خاليا من وجودهافتذكر ورفع رأسه يتطلع علي الأريكة وجدها خالية هي الأخرييبدوا أنها حملت صغيرتها وتسحبت من جواره عندما سقط في غوفة متأثرا بإرهاقه الشديد جراء إنتظاره لعفوها والسماح له بدخول أحضانها من جديد
فرد ذراعيه وتمطئ بتعب وقام بسحب جسده للأعلي وعلي الفور إستمع إلي خبطات خاڤتة فوق باب الحجرة فتحدث بصوت مرتفع
إدخل
فتح الباب ودخل منه ذاك الانس الذي هرول إلي ياسين وتحدث بنبرة حماسية
صباح الخير يا بابي
صباح الفل يا قلب بابي...نطقها بحبور ثم إلتقط الصغير وقام برفعه وأجلسه داخل أحضانه وتحدث وهو يقبل وجنته
عامل إيه يا أنوس باشا
أردف بإبتسامة سعيدة
الحمدلله يا بابي
واستطرد بإعلام
مامي قالت لي أطلع أصحيك علشان الفطار جهزوجدو عز وجدو عبدالرحمن قاعدين يلعبوا شطرنج في الجنينة
تنهد بثقل وتحدث إلي الصغير
حاضر يا حبيبيإقعد إستناني هنا علي ما ادخل الحمام وأغير هدومي وارجع لك علشان ننزل سوا
أوك يا بابي...نطقها الصغير فانزله الآخر عن ساقيه واجلسه يتوسط التخت وتحرك متجها إلي الحمام
بعد قليل نزل من فوق الدرج حاملا الصغير الذي نزل وهرول إلي مروان وحمزة وياسر الجالسون فوق المقاعد المتواجدة بالبهو وهم ينتظرون الإنتهاء من تجهيز الطعامتحرك ياسين بطريقه إلي الخارج بعدما ألقي التحية علي الصغار
كان الصغار يجلسون بأرضية المكان يلتفون حول عز ويلهون بألعابهموقفت ليزا وتحركت إلي مروان وتحدثت تشتكيه
مارورائف سراج أخد العروسة بتاعتي وشد شعرها ومش راضي يديهاني
إنتبه لها وتحدث بنبرة هادئة وهو ينظر إلي الصغير الذي لم يتعدي عمره الثلاثة أعوام
معلش يا حبيبتيإلعبي بأي حاجة تانية وهو شوية وهيزهق ويرميها
بس دي العروسة اللي إنت جبتها لي يا مارو وانا بحبها تنام في حضڼي وشعرها متسرح كويس...نطقتها بعيناي حزينة فعقب الاخر بهدوء لكي لا يحزنها
هبقي أجيب لك واحدة غيرها
مطت شفتاها للأمام وتحدثت وهي تدق بساقيها فوق الأرض پغضب عارم ظهر بين داخل مقلتيها بعدما أصابها حديثه بالإحباط
دي عروستي أنا ومش هسيبها لحد
واسترسلت بحدة
ومش عاوزة منك حاجةأنا هروح أخدها منه
جحظت عيناه لملاحظته ڠضبها بتلك الطريقة العڼيفة فتحدث بنبرة حنون وهو يسحبها من كفها وإعادتها إليه من جديد بعدما كانت تتحرك بطريقها إلي رائف
طب إهدي يا قلبي وتعالي وانا هعمل لك اللي يرضيك
وتحرك إلي الصغير وسحب منه الدمية وبدلها له بأخري أسعدته
وأعاد إلي تلك المتمردة الغاضبة دميتها فانفرجت أساريرها وتحركت معه إلي الأريكة وضلت جالسه بجواره تستمع بحبور وتمعن لحواره مع رفاقه حمزة وياسر
أتت مليكة وبلغت الأطفال بتحضير طاولة الطعام وتحرك الجميع إلي الخارج والتفوا حول المائدة وبدأوا يتناولون طعامهم تحت سعادتهم دون ذاك الثنائي العنيدان وتلك العاشقة الصغيرة
باليوم التالي ليلا أزعلكأنا كنت متضايق وشايط من موضوع سيلا وللأسفمن غير ما أحس صبيت ڠضبي كله عليكي
واستطرد بعيناي مترجية
أنا أسف
أغمضت عيناها ثم فتحتهما من جديد وأردفت متسائلة بأسي
أنا مرات أب لأولادك يا ياسين
ليه! إيه اللي أنا عملته فيهم خلاك تشوفني وتبص لي بالعين دي
واسترسلت بإبانة
أنا لو كنت بعدت عن أيسل الفترة اللي فاتت فده علشان خاطر ما أضايقهاش ولأنها هي اللي كانت رافضة وجوديولما أحتاجت لي وحسيتها قابلة تدخلي في حياتها قربت واحتويتها
وبعيناي مټألمة تحدثت
أنا عمري ما كنت مرات أب ولا أستاهل منك توجعني بالكلمة والوصف ده يا ياسين
بعيناي نادمة تحدث بشجن أظهر كم أسفه
أنا أسفوالله العظيم أسف
واسترسل مستعطفا إياها بعيناه
ما تحاسبينيش علي كلمة طلعت مني ڠصب عني في وقت ڠضبي يا مليكة
نزلت دمعة هاربة منها مد يده سريعا وقام بتجفيفها وتحدثت هي بنبرة مټألمة
وقت الڠضب الإنسان بيخرج اللي موجود جوة قلبه يا ياسين
بنظرة عاتبة هز رأسه نافيا وتحدث بلسان العاشق الساكن بروحه
اللي في قلبي ليك مايقدرش علي وصفه كلام الدنيا كله يا مليكةإزاي قدرتي تقولي كدة
أراد مداعبتها فتحدث بنبرة لائمة
واللي بيحب حد بردوا بيروح يفتن عليه
إرتبك داخلها وخرجت سريعا من بين أحضانه ثم نظرت عليه بترقب فاسترسل لائما
رايحة تشتكيني لأبويا يا
________________________________________
مليكة
أناماحصلش...نطقتها بنفي ماكر فتحدث هو بغمزة من عيناه
عيب عليكده أنا ياسين المغربي يعني بفهمها وهي طايرةوما حدش
يجرأ يعمل العملة دي ويفتن عليا عند الباشا غيرك
إبتسمت بتخابث ثم تحدثت باعتراف نال استحسانه
وهو أنت فاكر إني كنت هقدر أخبي الموضوع عليك كتيرما انت عارف حبيبتكما بتقدرش تخبي عنك حاجة أكتر من يومين
وكمان بتعترف من أول قلم...نطقها بضحكة ساخرة فسألته بإلحاح
طب قولي بقيالباشا الكبير عمل معاك إيه
أنا محدش يقدر يعمل معايا حاجة غير حبيب جوزه وبس...نطقها بإبتسامة رائعة وغمزة ساحرة إنفرجت أساريرها علي أثرها ومن جديد رمت حالها بأحضان ذاك العاشق الذي
متابعة القراءة