رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين

موقع أيام نيوز


يتابع التحقيقات مع تلك الخائڼة وشريكاها اللذان ضبطا معها أثناء هروبهممن خلف الزجاج العازل يقف رئيس الجهاز شخصيا يتابع سير التحقيقات ويستمع إلي إعترافات المتهمين أثناء مواجهتهم ببعضهم
بحدة بالغة هتفت تلك الجالسة بمقعدها بهيأتها المزرية بعدما ضغط عليها كارم في توجيه الأسئلة إليها كي يشتت تركيزها ويجعلها تفقد إتزانها وتدلي بما في جعبتها

معرفشوالله العظيم ما أعرف غير اللي قولته لك دهوالكلام ده أنا قولته لياسين المغربي لما حقق معايا أول مرة
بعجالة إقترب عليها وفاجأها بسؤال كي لا يدع لها فرصة للتفكير 
يعني إنت عاوزة تفهميني إنك ما قابلتيش أي حد من قيادات المنظمة قبل كدة لما كنتي في لندن
وتابع متهكما 
أومال مين اللي إتفق معاك علي المهمة وعلي الفلوس!
هتفت بنبرة غاضبة توحي إلي وصولها للمنتهي من الصبر والتحمل 
إنت ليه مش عاوز تصدقنيأنا إتلعب عليا وإتغدر بيا زي لياليولولا إنكم وصلتم في الوقت المناسب كان زماني مقتولة زيها بالظبط
هتف بحدة سائلا إياها من جديد 
ما تبقيش غبية وساعدي نفسك وأكشفي عن أسماء الأشخاص اللي تعرفيهم علشان تخففي من الحكم عليك
صاحت بنبرة صاړخة واڼهيار 
قلت لك ما أعرفش أي حد منهم غير عزيزوحتي ده كمان ما طلعش إسمه الحقيقي
نطقت جملتها الأخيرة بخيبة أمل تحت إطلاق ضحكات عالية ساخرة خرجت من عزيز الأسم الحركي ل حسين توفيق الصراف مما أشعل داخل كارم وأثار حفيظتهفتحدث ذاك الحسين لإستفزاز كارم
ما أنا قلت لك من أول التحقيق تريح نفسك لأنك مش هتطلع منه غير بالخيبة التقيلة
إستشاط داخل كارم لكنه تمالك حاله واستطاع ضبط النفس لإستكمال التحقيق بمهنية وأعصاب هادئة ثم هتف متوعدا إياه بملامح وجه مشمئزة 
الخيبة التقيلة دي يعرفها ويعيشها الخونة أمثالك يا أقذر ما أنجبت البشرية
واستطرد باعتزاز 
أما إحنا فمنعرفش غير العزيمة اللي بنمسك بيها الأشكال الضالة اللي علي شكيلة خلقتكم يا شوية فيران
ضحك ساخرا ثم أردف بنبرة إستفزازية 
عاوزك توصل رسالة للباشا بتاعك اللي شكله كده راح ينخرب ورا اللي دبحوا مراته ومن غبائه فاكر إنه هيوصل لهم
واستطرد بتبيان
قول له حسين بيقول لك ورحمة أبويا اللي فضحته وعريته قدام الناسوأمي اللي ماټت مقهورة علي حاله وحالي ما هسيبك حتي وأنا في قبريقول له حسين مش غبي علشان ما يعملش حساب اليوم اللي هيتقبض عليه فيه
واستطرد شارحا بطريقة شامتة 
أنا كنت عامل حساب لكل حاجة حتي اليوم اللي ممكن يتقبض عليا فيه وأتعدمعلشان كدة جندت عضو جديد

ودربته كويس قوي واديته كل المعلومات اللي يقدر بيها يحمي نفسه ويتحرك بأريحية
واستطرد بنبرة حاقدة تقطر سما وعيناي تطلق سخطا
عرفت أدخل جوة عقله وأشربه الكره لحد ما بقي نسخة مكررة مني وأصبح كل همه في الدنيا هو ۏجع قلب ياسينوما فيش حاجة هتوجعه وتقهر قلبه قد إن بنته تحصل أمها وقريب قوي وبنفس الطريقة بل وأبشع
ثم ضيق عيناه واسترسل بإبانة 
وحتي لو فلتت من الراجل بتاعي فمش هتقدر تفلت من الجماعة الإرهابية وخصوصا بعد اللي حصل للراجل بتاعهم واتقبض عليه
إبتسامة ساخرة إرتسمت فوق ملامح وجه كارم الذي تحدث متهكما 
إوعي تكون صدقت نفسك يلا وإفتكرت إنك صاحب حق وعندك قضية بتحارب علشانها!
واستطرد بتقزز
فوقده أنت مجرد دلدول تافة في أيدين أسيادك اللي روحت رميت نفسك في حضنهم وخلتهم حولوك لمسخ دميم
أمثالك من الحاقدين والمغيبين هما اللي سمحوا للأشكال الضالة دي يدمروا ويخربوا في بلادنا عن طريق الجشعين اللي محسوبين عليها من ولادها
ضحك بقوة فرمقه كارم ببغضأما رئيس الجهاز فزفر بضيق وتحدث للرجل المجاور له 
بنت ياسين بقت الهدف الرئيس ليهم خلاصمش هيسبوها
عقب علي حديثه الرجل المجاور وهو يهز رأسه بتأكيد 
واضح يا أفندم
من جديد تحدث الرئيس موضحا بتبيان 
علشان كدة لازم نأمنها كويس قوي قبل ما يوصلوا لها زي ما وصلوا لأمها وتبقي ڤضيحة جديدة لياسين وضړبة لينا كلنا ككجهاز مصنف من أكفئ وأعلي أجهزة المخابرات العالمية
وضع كفه فوق ذقنه وحكها بتفكر ثم انسحب إلي الخارج واتبعه الرجل تاركين غرفة المراقبة
بعد مرور حوالي الساعة 
كان سيادة اللواء عز المغربي يجلس قبالة رئيس الجهاز ويجاوره ياسين الجالس يستمع بهدوءوجه له الرئيس الإنتقادات ولامه بشدة علي تصرفه الغير محسوب والذي لا يخرج من شخص مسؤول مثلهبرر لرئيسه أسباب تصرفاته التي قبلها الرئيس بغض الطرف عنها إكراما لصديقه الذي طلب الشفعة لنجله
سأله الرئيس مستفسرا بعدما إطلع علي كل ما وصل إليه من نتائج هائلة وسريعة نالت إستحسانه
تفتكر المهندس ده عميل للمخابرات الألمانية
قطب جبينه وأجابه بثقة 
هو أكيد فيه علاقة ومصلحة بتربطة بالجهازبس ما أظنش إنه هيكون
________________________________________
جاسوس علي بلدهلأن واضح من التحريات اللي عملناها عنه إن شخصيته بعيده كل البعد عن إنه يكون خاېن لبلده
واسترسل مطمأنا إياه 
أنا مش عاوز جنابك تقلق من ناحية الموضوع دهأوعد سعادتك إني هكشف اللغر وأحاول أستغل الموضوع قدر المستطاع
وأنا واثق في إنك هتوصل للحقيقة يا ياسينده أنت تربية ذئب المخابرات عز المغربي...كلمات إطرائية نطق بها الرئيس وهو يتناقل النظر بين كلاهما مما جعل ياسين يشعر بالفخر بتاريخ أبيه المشرف له
واسترسل بنبرة جادة
القضية من النهاردة معاك وكل اللي تحتاجه هيكون تحت أمركأنا بلغت الإنتربول الدولي وهو هيتابع معانا القضية وهنبلغه بالمعلومات اللي هنقدر نوصلها علشان يتم القبض علي الجماعات دي من خلالهم
أومأ له ياسين واسترسل الرجل بجدية
خلينا نرجع لموضوع بنتك وحمايتها اللي أصبحت أهم أولويات الجهاز
تحدث عز المغربي برصانة 
أحسن قرار أخده ياسين هو إنه أجل دخول أيسل الإمتحانات السنة دي
عقب الرئيس قائلا بمصادقة علي حديثه 
ده حقيقي يا سيادة اللواءقرار صائب وهيقفل لنا باب كان هييجي لنا منه صداع إحنا في غني عنه حاليا
واسترسل بإعلام 
بس لازم نستعد من الأن ونخصص لها فرقة حراسة قوية علشان نقدر نأمنها كويس لما الدراسة تبدأ من جديد كمان ست شهوروخصوصا إن البنت هتسافر يوميا القاهرة
واستطرد بتفكر 
أنا بفكر نخصص لها ظابط متميز من رجالة الجهاز علشان يقدر يحميها كويس ويكون عنده خلفية عن الموضوع ومقدر خطۏرة الموقف
واسترسل بتوقير وهو ينظر إلي عز المغربي 
ولا أنت إيه رأيك يا سيادة اللواء
رأي صائب سعادتك وأنا معاه جدا...هكذا عقب عز علي صديقه الذي اومأ له ثم تحدث إلي ياسين 
كدة متفقينشوف ظابط من عندنا ينفع للمهمة وبلغني يا ياسين
برزانة تحدث إلي الرئيس شارحا بعدما وصل لنتيجة 
بعد إذن سعادتك يا أفندم أنا شايف إن الرائد كارم المعداوي مناسب جدا للمهمة ديوده لأنه حاصل علي تدريبات قتالية ده غير إنه ذكي جدا وعنده سرعة بديهة وده المطلوب
وافقاه الرأي واكمل إجتماعهم
بعد مرور حوالي إسبوعتحسنت مليكة بعد يومان لكنها رفضت العودة إلي منزلها وترك صغيرتها لحالها وخصوصا بعدما لاحظ الطبيب المعالج للصغيرة تحسنها الملحوظ بفضل تلامسها المباشر بمليكة وإرضاعها طبيعياوخرجا معا من المشفي علي منزل رائف المغربي بعدما رفضت عرض والدها بالذهاب والمكوث داخل منزلهويرجع أسباب رفضها هو عدم إبتعادها عن أطفالها أو تفريقهم عن جدتهم الحنون
داخل الأراضي الألمانية
كان ياسين يجلس بصحبة هولاء النسوة اللواتي كن يسهرن مع من تدعي بخديجة الراوي وذلك بعدما طلب الجلوس معهن ووافقن عندما علمن أنه زوج تلك المغدورةتحدثت إحداهن إليه بصدق 
إحنا قلنا علي كل اللي نعرفه عن اللي إسمها خديجة الراوي للشرطة لما إستدعتنا وسألتنا عن علاقتنا بيها
فقد كشفت الشرطة الألمانية عن شخصية خديجة من خلال رسمة قام

بها رسام مختص بعدما حصل علي وصف لها من موظفين الأوتيل الذين تعاملوا معها أثناء حجزها للحجرة 
واسترسلت المرأة بملامح وجه جادة 
صدقني إحنا ما نعرفش عنها أي حاجةإحنا إتخدعنا فيها زي مرات حضرتك بالظبطبس هي كانت عاملة كل ده ومرتبة له علشان توصل لها هي.
أومأ لهن وشكرهن علي تعاونهن معه وانسحب خاوي الوفاض
عندما حل الليل 
ذهب إلي منزل سليم الدمنهوري الذي إستقبله بحجرة المكتب وباغته ياسين بسؤاله المفاجئ عن علاقته بالمخابرات الألمانية مما أربك سليم ببادئ الأمر لكنه سرعان ما تمالك من حاله وسأله بنبرة صارمة 
هو سيادتك بتراقبني ولا إيه
الداخلة كدة غلط يا باشمهندس...نطقها ياسين ببرود ثم استرسل بنبرة مرتفعة ونظرات تحذيرية 
شكل علاقاتك مع المخابرات الألمانية قوت قلبك لدرجة إنك ناسي إنك قاعد قدام عميد في جهاز مخابرات بلدك
واستطرد بنبرة صارمة لملامح وجه حادة 
وبدل ما تجاوبني علي سؤالي واقف تحقق معايالا ومن بجاحتك كمان بتلومني
أجابه بثقة لإقتناعه التام أنه لم يفعل شيئا يشينه أو يجعله موصوما بالعاړ 
علاقتي بالمخابرات الألمانية شئ ما يعيبنيش ولا يخليني أخجل أو أخاف وأنا قاعد قدامك أو قدام أي حد أيا كان هو مين
رفع ياسين حاجبه مستنكرا حديثه وأردف بنبرة حادة محذرة 
ده انت طلعت جرئ قويأنا كان ممكن أبلغ عنك الجهات المصرية باللي عرفتهوزي ما أنت عارف إن دي تعتبر خېانة وقضية تخابر من الدرجة الأولى
إكفهرت ملامح سليم الدمنهوري ثم هتف معترضا بنبرة مستاءة 
من فضلك تسحب كلمة خېانة لأن العلاقة اللي بيني وبين المخابرات الألمانية ما فيهاش أي ضرر ولا خېانة لبلدي
بنبرة متفهمة وصادقة تحدث ياسين لثقته في شخص سليم وعقله الواعي حسب ما ورد من معلومات عنه أثناء التحريات الذين قاموا بها رجاله
طب إتفضل إشرح لي علي الأقل علشان أطمن علي مراتك وولادك اللي ملهومش ذنب تدخلهم في مواضيع خطېرة زي دي
أومأ بتفهم وشعر پخوف ياسين الصادق علي أسرته مما نال استحسانهفتحدث بنبرة واثقة 
من حوالي تلات سنينزارني في مكتبي شخص مسؤل من المخابرات وطلب مني الحضور لمبني الجهاز وقالي إن الموضوع سري للغاية وممنوع أكشف عنه لأي مخلوق حتي لمراتي
واستطرد بإبانة
وبالفعل روحت في الميعاد اللي إتحدد ليواستقبلني في مكتبه شخص له وضعه هناكفي الأول أثني علي شغلي وسيطي اللي سمع في ألمانيا كلها في المجالبعدها طلب مني إني أكون الراجل بتاعهم وإني أعمل نسخ إحتياطي لأي نظام مراقبة أركبه في أي مكان عام أو حتي خاص ووقت ما يحتاجوه يلاقوهلأن كتير بتحصل جرايم والمجرمين بيقدروا يوصلوا لنظام المراقبة ويهكروه ويحذفوا التسجيلاتزي ما حصل في چريمة مرات سعادتك كدة بالظبط
واسترسل شارحا
أنا طبعا فكرت ووافقت لعدة أسبابأولهم إني قاعد في بلدهم ومن الطبيعي أنفذ الأوامر اللي تخدم أمنهم وتحافظ عليهوتاني سبب إنهم ما كانوش هيسبوني في حالي لو رفضتوأكيد كانوا هيرحلوني أنا وعيلتي بعد ما يلبسوني مصېبة
واستطرد موضحا بملامح وجه جادة
ده طبعا لو طلعوا كرما معايا وسابوني عايش وما أتعرضتش لعملية إغتيال زي ما حصل لكتير قبلي
وأكمل بتبيان
تالت سبب خلاني أوافق هو إنهم عرضوا عليا الحماية الكاملة وكتير من الإمتيازات اللي لا تقاوم في حال موافقتيوبصراحة حسيت إنه حقهم يضمنوا أمن بلدهم ويحاولوا يفرضوا سيطرتهم علي أراضيهم
واستطرد مؤكدا 
وأكتر حاجة خلتني أوافق بدون تفكير هو إن الموضوع بعيد عن أي أذية لبلدي
كان يستمع إليه
 

تم نسخ الرابط