رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
اخترقت رصاصة من النافذة الزجاجية
البارت الثاني والثلاثون
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
قالوا لي انسي هواك
انسي دموعك معه
كيف لي انسى
كيف لي انسى من ادمنته
هل يمكن ان يشفى مدمن
من ادمانه
هل ممكن انسى من دق له قلبي
كيف انسى
وهو يجري في دمي
كيف اشفى
من دقات سكنت القلب
كيف اشفي
من قلب هو قلبي
كيف اشفى
من ادماني
وهو يجري في دمائي
هل يوجد من شفى من الادمان
في الحب
هل من طبيب يشفيني من من احب
لاوالله هذا ادمان ليس له مثيل
لانه ليس له دواء
ودوائه في عدم الابراء
من ادمانه
بمنزل عاصم المحجوب وخاصة قبل الحناء بأسبوعا استيقظت ليلى على ألما اسفل بطنها وشعرت بالتقيؤ أسرعت إلى مرحاضها وظلت تتقيأ حتى خارت قواها وجلست على أرضية الحمام دلفت درة تبحث عنها وجدتها تخرج من المرحاض بجسدا منهك والعرق يغزو على جبينها جلست على مخدعها وجسدها يرتعش ملست درة على خصلاتها وأرجعت بعضها المتمرد
جذبت منشفة ورقية تمسح بها عرقها الذي ظهر على وجهها وعنقها مردفة بصوتا منهك
شكلي اخدت برد من المكيف هشرب حاجة
سخنة واروق دلوقتي
قامت درة بإعدال فراشها
طيب حبيبتي ارتاحي وانا هعملك مشروب كويس أومأت برأسها تربت على ذراعها
حبيبتي هتعبك معلش
وضعت درة قبلة على جبينها وتحدثت
تعب ايه يامجنونة نسيتي كنت بتعملي أيه معايا وانا في الثانوي
فردت جسدها وابتسمت لها قائلة
مفيش بين الأخوات جمايل ياعبيطة قهقهت درة وخرجت وهي تمازحها
لا عندي لازم يكون جمايل وطلب كمان
يارب ماتوجعنيش عليه المرادي اللهم اجعله لي قرة عين وارزقني اياه سالما معافي يارب العالمين اطبقت على جفنيها مټألمة
ياترى هتعمل إيه ياراكان لما تعرف بس تفتكر اقولك دلوقتي عشان ترجعني بس عشانه لا مش أنا ال ارجع لجوزي عشان الولد
تنهدت متوجعة عندما تذكرت آخر لقاء بينهما قبل مجيئها عند والدها بعد خروجها من مكتبه في ذاك اليوم الذي رأته مع نورسين خرجت إلى زينب
ماما زينب فرح درة بعد اسبوعين وماما محتاجني معاها الأيام الجايةفهضطر اروح اقعد عندهم طبعا حضرتك عارفة زعل بابا ومقاطعته ليا بسبب اني رفضت اروح اقعد عنده
باباكي عنده حق متزعليش منه وأنا لو منه مكلمكيش اغمضت ليلى عيناها متنهدة بحزن
طيب ياماما دا لو أنا لسة بنت دلوقتي أنا كنت متجوزة ومعايا طفل غير شغلي يعني اسست حياة ومش هنكر حق بابا بس كفاية عليه مسؤلية لحد كدا هو هيرجع يقولي مينفعش تنزلي تشتغلي المجتمع مش هيرحمك انت كنت ارملة وبعدين مطلقة والعيب ومش العيب وبكدا هنتعب بعض غير طبعا ابنك الديكتاتوري ال هيرفض الفكرة اصلا سحبت نفسا طويلا خرج من رئتيها متحررا من نيران حزنها وآلمها على حياتها
راقبتها زينب بتعمق ثم تحدثت
اتسعت عيناها متلألأة بالدموع وهي تشير لنفسها
أنا فعلا هبلة عشان رخصت نفسي وحبيت راجل كل شوية في حضڼ ست أنا فعلا هبلة ياماما ورغم ال عمله روحت لحد عنده وقولت له انا آسفة وتعالى نرجع لبعض انسدلت عبرة على وجنتيها إزالتها بكفها المرتعش وهي تنظر إلى زينب
احنا تعبنا بعض كتير والأفضل إننا نبعد عن بعض وقبل ماتقولي حاجة دا مكنش قراري وبدل هو حكم بكدا يبقى دا الصح وأنا رافضة تماما ارجعله تاني
وقف خلفها وحاوط مقعدها بذراعيه بعدما خرج من مكتبه واستمع لحديثهما دنى بجوار اذنها
وأنا لو عايز ارجعك دلوقتي هرجعك يامدام
دفعته بقوة حتى انزلق ذراعه من المقعد واصطدم متأوها
يابنت المچنونة
انت غبية استدارت له بجسدها
بص يااسمك معرفش مختروعينه من ايه انا ال اقرر حياتي بعد كدا يعني لا إنت ولا غيرك وبدل مانت كل شوية في حضڼ عورسين زفت دي روح شوف مين ال كان عايز يخطف امير قولت عليا قبل كدا غبية ومبفهمش وازاي اخدت دكتوراه في الهندسة مع ان التعايش في الحياة مالهوش علاقة بالشهادات إنما أنت ماشاء الله في حكم شغلك وكل مصېبة بتقابل مصېبة وحضرتك محلك سر من يوم ماسليم ماټ الله يرحمه لحد اسبوع لما امنك اخترق ودخلوا بيتك في وسط امنك وكاميراتك وبرضو كانوا هيخطفوا ابني نهضت تقف بمحاذته
روح لم فشلك وبعد كدا احكم على حياتك الشخصية اقتربت تنظر بداخل عيناه بنظراتها الڼارية وتحدثت بثبات
انا مش هرجعلك ياراكان حتى لو إنت عايز كدا أنا مش الوايتنج بتاعتك وقت ماتحب ووقت ماتغضب تحركت بشموخ إلى أن وصلت أمامه ولم يفصل بينهما انش واحدا وأكملت
روحتلك وانت بكل جبروت قولت لا أنا بقى بقولك لا ومليون لا
جز على شفتيه ثم اتجه لوالدته التي تشير بعينها بالهدوء فجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره هامسا
هو أنا قولتلك تعالي نرجع عشان تتنفخي كدا
اشټعل ڠضبها واحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها من حديثه الذي ادمى قلبها فثارت روح الأنثى بداخلها وحاولت التملص من قبضته القوية ولكنها فشلت فتنهدت قائلة
انت بقيت ماضي واندفن وحياتي انا هأسسها بعيد عنك
حاوطها بذراعيه حتى رفعها من خصرها لتصبح بمستواه هامسا
مالكيش حياة بعيدة عني يالولة لکمته بقوة وزينب تكتم ضحكاتها عليهما
اتجهت ليلى بنظراتها إليه كانت تمارس أقصى درجات ضبط النفس كي لا تلكمه بقبضتها في وجهه وتحطيم فكه ورغم ذلك رسمت إبتسامة وأردفت
دا في قانون ابو جلمبو سلملي عليه تمام خليك فاكر قولت إيه دنت منه حتى اختلطت انفاسهما قائلة
بكرة تيجي راكع ورافع الراية البيضا وانا مش هعبرك قالتها وهي تضغط بحذائها ذو الكعب العالي على قدمه تحمل الألم حتى أحمر وجهه وأصبح عبارة عن كتلة ڼارية وهو يحاول أن يسحب قدمه من تحت حذائها وهي تتصنع الإسناد عليه مردفة
معلش دوخت شوية ماهو إنت زي جوزي طول ماانا في شهور العدة قالتها بإستخفاف ثم تحركت بعد لحظات بعدما اتجهت لوالدته
أمير أمانة عندك ياماما زينب ولو تعبك عرفيني وهبعت
درة او ابن عمي ياخده
ياخدك ربنا ياختي قالها وهو يجلس يجذب الولد من بين ذراع والدته
استدارت متحركة هياخدنا كلنا متخافش بس مترجعش ټعيط قالتها وهي ترمقه بنظراتها المټألمة ثم استدارت متحركة للخارج دون حديث ولكنها توقفت قبل خروجها عندما صاح بصوته المرتفع
مش مسمحولك تغلطي طلقتي الجميلة اي غلط لو بسيط مش هرحمك تراجعت بعض الخطوات وهي تنظر إلى زينب قائلة
عرفي ابن حضرتك ياماما زينب مبقاش له سلطة عليا وهو لسة قايل بلسانه ال بيحدف عنب دا انا طلقيته يطلع ينزل أنا طليقته ولو جالي زاحف كدا عشان ارجعله مستحيل وبالمناسبة أنا بدور على بيت تاني عشان وقت ماتخلص شهور عدتي مفيش رابط هيكون بينا غير أمير ودا هيكون بالاتفاق مع حضرتك تمام ياحضرة المستشار
هب من مكانه متجها إليها نهضت زينب عندما وجدت نظرات ابنها التي لا تبشر بالخير وحاولت إيقافه
راكان حبيبي ممكن تهدى ليلى عندها حق دفع المقعد حتى سقط واتجه إليها
سمعيني كدا كنت بتقولي إيه!!
دنت منه وهي تغرز عيناها بعينيه قائلة بصوتا متمهل
بقول هطلع من جزيرة علي بابا والأربعين حرامي باي باي ياطليقي
قالتها وتحركت للخارج بشموخ أنثى متجبرة ذات كبرياء وصلت لسيارتها تضع كفيها على صدرها قائلة بصوت مكتوم مټألم
ايه الراجل المتجبر دا مش قادرة حتى ادعي عليه تنهدت
استمعت إلى صياحه
شوفتي ال زعلانة عليها أهي رمتني بنت المحجوب جلست زينب تضم الولد الذي ارتفع صياحه من صړاخ عمه
اټجننت خۏفت الولد وبعدين هي مغلطتش انت لسة عايز منها إيه
خرجت من شرودها عندما جلبت لها درة المشروب دلفت إليها قائلة
عملتلك مشروب سحري إنما ايه هيخليكي تجري للصبح ابتسمت ليلى بتهكم
لسة مشروب الأعشاب دا حرام عليكي يابنتي
امسكته وبدأت ترتشف منه إلا أنه أثار معدتها وبدأت معدتها تؤلمها هنهضت سريعا تتقيأ پألما
وقفت درة قاطبة جبينها متسائلة
ليلى مالك حبيبتي اقتربت متسائلة
معدتك بټوجعك لدرجة دي طيب الأعشاب ممكن تهديها رفعت كفيها أمامها ونهضت تضم أحشائها وهي تهز رأسها
بطني ۏجعاني شكل البرد شديد هنام شوية وأقوم كويسة دثرتها درة بغطاء خفيف ثم أغلقت الإضاءة وخرجت اغلقت عيناه مټألمة
آه مش قادرة اتنفس همست بها لنفسها وهي تضع يديها تمسد اسفل بطنها ثم تنهدت وانسدلت دمعة عبر وجنتيها
راكان محتاجك اوي تعالى بس ضمني ووعد هنسى كل حاجة قالتها وهي تبكي بصمت من شدة آلامها التي تشعر بها شعرت بأن الغرفة تدور بها مما جعلها تغلق عيناها تهرب من قوة انسحابها لتلك السحابة السوداء
بمزرعة نوح
جلست تسجل بعض الأعمال التي ترتبط بأعمالها قاطعها دلوف يحيى إلى مكتب نوح
فين نوح ياأسما ليه مبيردش على التليفونات!!
نهضت أسما متجه إليه قاطبة جبينها
اهلا دكتور يحيى نوح معرفش خرج من ساعة تقريبا ولسة مرجعش
جلس على الأريكة يمسح على وجهه پألما يفتك بجسده فتحدث
اتصلي عليه خليه يجيلي ضروري يابنتي قالها وهو يفك رابطة عنقه
اقتربت منه أسما وهي تسأله
حضرتك كويس اجبلك مية أومئ برأسه عندما فقد الحديث فأسرعت تجلب له بعض المياه
اتفضل اشرب يادكتور رفع كفيه المرتجف حتى يأخذ الكوب ولكنه سقط منه وتغير وجهه وأصبح شاحبا كشحوب المۏتى أتجهت تجلس على عقبيها أمامه وقامت بفتح زر قميصه
حاول تاخد نفس بهدوء اتنفس بهدوء لو سمحت أمسكت هاتفها وقامت بالرنين على زوجها
نوح تعالى بسرعة على البيت الدكتور يحيى هنا وشكله تعبان قالتها وقامت بالاتجاه إليه
أمسك كفيها وتحدث بصوتا مټألما
اقعدي ياأسما انا كويس ربنا يبارك فيك يابنتي ربتت على كفيه ونظرت إليه
حضرتك كويس حاسس بإيه أنا هتصل بدكتور حضرتك لازم نطمن هز رأسه بالنفي
أنا كويس عايز نوح بس ظلت تدلك في كفيه
هيجي إن شاء الله مش هيتأخر عليك
وصل نوح بعد قليل أسرع متجها إلى والده نهضت أسما من مكانها فجثى نوح أمامه
بابا مالك ياحبيبي إيه ال حصل!
رسم والده إبتسامة على شفتيه بعدما وجد لهفة ابنه عليه وهو يهز رأسه قائلا
أنا كويس ياحبيبي كنت عايز اتكلم معاك شوية شكل السكر علي شوية
قام نوح بقياس الضغط والسكر
ايه دا يايحيى باشا السكر عالي جدا وكمان