رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


العصير الكل بيبص علينا 
أخذت الكوب وارتشفت القليل منه بدأ الجميع بتناول الطعام مع مزحات يونس لراكان حمحم راكان ونظر إلى داليا 
أنا بشكرك قدام الكل ياداليا منكرش وقوفك معانا الفترة اللي فاتت ومننساش طبعا وقوفك في القضية وعلشان كدا النهاردة حبيت اكفأك بالفطار الجماعي أولا 
وكمان فيه مركز فتحتهولك تستقلي بيه بحياتك وتبني كيان لنفسك 

اتجه بأنظاره إلى ليلى واستأنف 
دي هدية مدام ليلى ولازم تقبليها الولاد كبروا ومبقوش محتاجين لمربية 
تلألأت عبراتها بذاك الرجل العظيم الذي وهبها الله إياه بإبتسامة بعدما فهمت مايدور بداخله  
ربنا يبارك فيك ياحبيبي رفع كفيها هامسا لها 
كل سنة وإنت طيبة ياقلبي حمحم يونس 
لاحظ أننا قاعدين ياعم الحبيب ابتسم دون حديث 
تحدثت داليا 
أنا بتشكر حضرتك لكن أنا مبسوطة بتربية الولاد هنا يعني مش محتاجة 
ل school nursery 
مسح فمه بالمحرمة 
بس أنا مبقتش محتاج لمربية قالها ثم نهض يوزع نظراته إليهم 
طبعا مفيش حد غريب إفطار شهيا انا شبعت نهضت ليلى خلفه 
ماأكلتش حاجة  
شبعت ياحبيبتي كملي افطارك قالها وتحرك إلى طاولة دائرية بعيدة بعض الشيئ وقام بإشعال سېجاره 
جذبت سيلين كف ليلى التي توقفت تنظر لأثره 
اقعدي افطري انت تايهة على راكان جلست ونظراتها عليه 
يخربيت السجاير اللي بتهلك الصحة على الفاضي 
ضغطت سيلين على كفيها 
افطري يالولة اومال فين اللي لازم اربيه 
ابتسمت إلى سيلين دون حديث بدأ الجميع يتناولون الطعام في جو من الحب توقفت داليا مستئذنة 
شكرا شبعت الحمدلله تحركت متجهة إليه 
توقفت خلف جلوسه ثم تحدثت 
ممكن اتكلم مع حضرتك استدار برأسه وأشار إليها بالجلوس فركت كفيها ثم تلعثمت بالحديث 
مش عايزة امشي انا مرتاحة مع الولاد نفث تبغه وظلت نظراته عليها دون حديث حتى ارتبكت بجلوسها 
بس الولاد كبروا مش محتاجينك ياداليا فيه ميس جديدة هتابع معاهم دراستهم وطبعا دي هتكون مستواها التعليمي مرموق سوري ياداليا تعليمك مش هيألهم لمستويات عقلية 
طالعته بصمت وعجزت عن الحديث سحب نفسا من تبغه وأسترسل مستطردا 
عندك مدام ليلى شوفيها لو هي هتحتاجك هتقولك هي المسؤولة الأولى عن الاولاد ورغم كدا بأكدلك انا مش محتاجك وطبعا عوضتك بالأحسن 
نهضت تهز رأسها 
شكرا لحضرتك على مائدة الطعام كانت تراقبه بعيناها 
ربتت سيلين تنظر إلى الطعام 
يابنتي مأكلتيش اتجهت إلى يونس الذي نهض من مكانه متجها إلى راكان 
يونس رايح فين  
شبعت ياقلبي كملي أكلك براحتك تحرك إلى ابنته التي تجلس بجوار فريال وخالد والديه 
نانا أكلت وشبعت قمر بابا نهضت ترفع ذراعيها لوالدها 
بابي هيلعب مع قمر أشار لمربيتها 
خديها جهزيها للخروج قبل رأس والده والدته مبتسما 
كل سنة وإنتم طيبين ومعايا دايما ربت خالد على كتفه 
ربنا يبارك فيك ياحبيبي رفع نظره لعمه جلال الذي يجلس شاردا توجه إليه 
نورت القصر يا جلجل ايه ياراجل مكنتش ناوي تيجي الا لما حد يرحلك 
عامل ايه يادكتور قالها وهو يتحرك متجها إلى راكان توقف عدي متجها إلى سارة 
سارة عايزك في موضوع بعد ماتخلصي فطورك 
هزت رأسها 
أكيد ياعدي تحرك
متجها إلى الجميع 
ميرو حبيبي فطرت كويس ياقلبي 
جلس بجوار والدته 
الحمد لله يامامي هدخل اخد شاور وأنام معرفش عايز انام 
دا عادي حبيبي أول يوم بيكون مرهق وبعد الفطار جسمنا بيتقل شوية روح مع انطي داليا وريح شوية 
اومأ برأسه ثم أشار على كيان وتسائل 
طيب كوكي اتجهت ببصرها لكيان التي تحركت بجوار زينب وقمر فأجابته 
كوكي هتلعب مع قمر اطلع انت حبيبي ارتاح علشان ميرو يصلي العشا وميكسلش 
وتحرك للمنزل 
تنهدت براحة وهي تراه متجها للداخل ابتسمت اسما 
أمير كبر ماشاء الله وبقى راجل ياليلى
لمعت عيناها بالدموع 
كبر اوي اوي يا أسما واتعلق براكان اوي مكنتش اتوقع علاقتهم تبقى كدا رغم أن راكان ناشف في تربيته امسكت كفيها 
ليلى حبيبتي دا من رحمة ربنا بيكي عوضك بزوج ياخد العقل واطفال ربنا يباركلك فيهم 
ابتسمت لها واجابتها 
وعوضني بيكي ياحبيبة قلبي  
نهض الاولاد متجهون للحديقة مع مربيتهم انتهى الجميع من الأفطار توجه الرجال إلى الجلوس بمكان والنساء بالمقابل جلست سيلين بجوار درة وأسما وبدأو يتحدثون عن طفولتهم 
بينما تحركت ليلى إلى الداخل تبحث عن داليا وجدتها تجلس بركنا من الحديقة مظلم وتبكي بصمت 
داليا !!نهضت سريعا تزيل عبراتها 
أيوة يامدام لياى تحركت إلى أن جلست بجوارها 
قاعدة كدا ليه اشاحت ببصرها بعيدا عنها مردفة 
مفيش اومأت برأسها ونظراتها تفترسها ثم تنهدت قائلة 
قومي جهزي الولاد علشان هنخرج بعد صلاة القيام 
نهضت وتحركت بعض الخطوات ثم توقفت 
ممكن اطلب منك طلب نهضت متجهة إليها وانتظرت حديثها 
ممكن افضل مع الولاد انا مش محتاجة الشغل التاني 
سحبت نفسا محاولة السيطرة على ڠضبها فأردفت بهدوء 
الموضوع منتهي ياداليا ومتنسيش أن راكان أعلن وخلاص وهتكملي معانا لأخر شهر رمضان قالتها وتحركت 
بمكان هادئ جلست زينب بجوار اسعد 
أنا سعيدة أوي ياأسعد رغم الۏجع
اللي شوفته لكن دا ميمنعش من سعادتي 
انسابت عبراتها واستأنفت 
3ولاد ليا ربنا اكرمني بيهم ورجع اخدهم مني ورغم كدا رضيت بقضاء ربنا علشان عارفة ومتأكدة أن عنده الأفضل الحمدلله على كل حال واكيد هيشفعولي يوم القيامة مش كدا يااسعد
أكيد يازيزو ربنا عنده الأفضل والاجمل بس احنا بشړ والفراق صعب انسابت عبراتها 
إنت أجمل هدية من ربنا ياحبيبي ربنا يباركلي فيك ومايحرمنيش منك 
إنت ست أصيلة يازينب ومهما اشكرك مش هوافيكي حقك كفاية تربية راكان وسيلين وهبتي حياتك ليهم رغم أنهم مش ولادك 
هزت رأسها رافضة حديثه ثم أشارت على قلبها 
لأ غلطان ياأسعد دول ولادي ڠصب عن أي حد راكان روحي وسيلين قلبي من جوا مقدرش يبعدوا عني يوم واحد 
أزالت عبراتها وأردفت 
طيب اقولك سر انا اللي ساعدت يونس أنه يقنع سيلين رغم كنت رافضاه في الاول بس قولت اهو يونس ومش هيقدر يبعدها عني خۏفت اوي البنت تبعد عني انا كنت بتحمل سفر تعليمها بالعافية 
لثم جبينها وربت على ظهرها 
مش بقولك انك أصيلة يازوزو ربنا ما يحرمنا منك حبيبتي وصل خالد بجوار جلال اخوان أسعد 
ايه ياأسعد هنقطع كلامك بمراتك ضحك أسعد وهو يطالع زينب 
مراتي دي جنتي في الدنيا والآخرة ياخالد 
أومأ جلال موافق 
فعلا ياأسعد زينب ست أصيلة توقفت زينب مبتسمة 
ربنا يخليك ياابو فرح وعلشان كدا هروح اجبلكم حلويات البت ليلى عاملة شوية كنافة هتعجبكم اوي 
اه والنبي ياأم راكان أصل الواحد حاسس أنه مشبعش اكلكم بيجوع 
قالها خالد بمزاح بوصول فريال إليهم همست زينب جملة خالد بعيونا لامعة من السعادة 
ام راكان ياااه ياخالد ياما أتمنيت حد يقولي الكلمة دي 
ربتت فريال على كتفها 
تستهاليها يازينب ومتزعليش مني انا كنت بغير منك سحبت فريال من كفها 
تعالي نروح نجبلهم حلويات  
عند ليلى ودرة 
عاملة إيه يالولة لسة راكان واخد موقف منك 
ابتسمت تهز رأسها بالنفي 
لأ ياقلبي
احنا كويسين قوليلي سيف عامل ايه والبت جنجونة ابتسمت وهي تنظر لسيف 
كويسين بس جنة شقية مبتنمش إنما قوليلي هتفطري مع بابا امتى 
تنهدت ثم تحدثت 
ماما زينب وعمو أسعد هيسافرو بعد يومين هيروحوا يعملوا عمرة وقتها يبقى نروح لبابا كمان خطوبة كريم قريبة معرفش راكان هيوافق اقعد هناك ولا لا
بتر حديثهم سيلين وهي تقوم بتوزيع الكنافة 
لولة تحفة المانجو عاملة شغل اوي للكنافة قامت بتذوقها 
اممم واو يادرة اختك هتخليني أزيد في رمضان مااخسش طيب ماتخفي ياحبيبتي بدل ماانت طالعة نازلة بتاكلي كدا زي المحرومة وسايبة ولادك 
قالها يونس متهكما ابتسمت درة وتوقفت تأخذ منه تيم 
هاتلي عريس بنتي دا ألعب معه شوية اتجه بنظره لليلى 
اختك كيوتي وبتغلط وانا مؤدب ومش هرد عليها 
ضحكت ليلى وهي تحمل تيم من درة 
متزعلش ياسيدي هناخد تيم لكيان  
نعم ياختي يعني اسيب حمزة واتخبط في جوزك ليه حد قالك العيال دي لقيها على باب الجامع 
قهقهت بصوت مرتفع وهي تلثم تيم على وجنتيه 
إنت تطول قطع حديثهم وصول راكان وجذب الطفل وناوله ليونس وسحبها 
تعالي معايا عايزك تحركت تلاحق خطواته السريعة ولج لغرفة المكتب ودفعها بقوة 
ايه اللي شوفته تحت دا ضيقت عيناها متسائلة 
ايه اللي حصل! اقترب يضغط على ذراعيها پغضب 
واقفة تضحكي مع يونس كدا ليه وازاي الولد بالطريقة دي قدامه اټجننتي دا مهما كان راجل غريب عنك اټجننتي 
راكان أهدى احنا كنا بنهزر متنساش إن يونس اخوك وبقالنا سنين بنقعد مع بعض كلنا ونهزر ليه المرة دي متعصب كدا 
امشي من قدامي علشان مزعلكيش 
اقتربت منه 
لازم نتخانق حتى اول يوم في رمضان رمقها بنظرة غاضبة فتحركت دون حديث 
تحركت للخارج ويكاد ڠضبها ېحرق صدرها تحرك خلفها 
ليلى توقفت تواليه ظهرها تضغط على فستانها استدارت له وعيناها تلمع بالدموع زفر الهواء دفعة واحدة ثم اقترب يحاوطها بذراعيه 
مش من حقي اغير على مراتي استمع الى صوت خلفه 
راكاااان استدار ينظر خلفه توقف الجميع على صرخات فرح اتجه بخطوات مهرولة وعيناه على والدته وصلت تحتضن ابنها وتبكي بشهقات مرتفعة 
ابني ابني ماټ شهقات من الجميع أما زينب التي توقفت وكأن ابنها فقدته للتوتحركت إلى أن وصلت إلى فرح الجاثية على الأرض وتبكي بشهقات مرتفعة جلست بجوارها وامتدت يديها تجذب الطفل منها 
فرح ماله سليم مش هو اتحسن وبقى كويس أيوة اخر مرة كنت عندكم كان كويس ايه اللي حصله 
انسابت عبراتها كزخات المطر تطالعها بصمت ثم رفعت عيناها لليلى المنكمشة بوقفتها تنظر إليهم بذهول وهناك اسئلة تراود عقلها بقوة 
راكان هو في ايه! تحرك راكان إلى والدتها 
جذب والدته 
قومي ياماما جذب الولد من أحضانها ثم اتجه إلى يونس الذي أخذه بهدوء صړخت فرح ونهضت فزعة 
ابني محدش هياخد مني ابنيلا لا  
جذبها راكان يبعدها عن يونس الذي أخذ الطفل متجها للداخل بدأت تصرخ وتلكم راكان 
ابني عايزة ابني احتضنتها سارة اختها وظلت تبكي على بكائها حقنها نوح بمهدئ ثم حملها راكان متجها بها إلى بيت عمه تجمع الجميع بمنزل جلال وحالة حزن سيطرت على الوجوه رغم أنه لم يكن شرعيا ولكن فطرة الأنسان الذي تربى عليها جعله حزينا على فقدان الطفل الذي لم يكن سوى ضحېة 
جلس أسعد بجوارها يحاوطها مربتا على ظهرها 
حبيبتي
اهدي خلاص يازينب مالناش نصيب فيه 
رفعت نظرها لليلى الصامتة 
أنا عارفة انك زعلتي مني لكن ڠصب عني يابنتي كان لازم اراعيه واخده في حضڼي ماهو ابن ابني 
طأطأت ليلى رأسها دون حديث ربتت أسما على ظهرها 
ليلى مش زعلانة من حضرتك ياماما هي صعبان عليها الولد مش كدا ياليلى اومأت ليلى ثم نهضت وجلست بجوارها 
أنا مش زعلانة من
حضرتك أنت ام ومهما كان اللي عملتيه علشان ابن ابنك ربنا يربط على قلبك ياماما زينب قالتها وتحركت دون حديث آخر
بعد عدة ساعات رجع راكان ويونس بعدما قاموا بډفن الطفل بجوار والده توقف يونس متسائلا 
كدا فرح هترجع بيت أبوها أخرج زفرة حارة من اعماق جوفه ثم أردف 
ترجع يايونس مبقاش ليها حد وعمو جلال كمان هيرجع بيته مع مراته الجديدة محدش يقدر يعاتبه في اللي حصل 
اومأ يونس متفهما ثم استدار متجها للداخل ولج راكان للداخل وجد السكون يعم المكان صعد إلى غرفة أولاده كانت تجلس شاردة على فراش ابنها
 

تم نسخ الرابط