جوازة نت بقلم منى لطفى
المحتويات
سمح سيف للطارق بالدخول ليجد أنها مهجة تبلغه بطلب والده رؤيته على جناح السرعة في جناحه الخاص فصرفها قائلا أنه سيلحق بها ونظر الى عمر الذي حرك كتفيه علامة الجهل
وافى سيف والده الى غرفته بعد أن طرق الباب طرقات هادئة أتاه صوت والده الرخيم يدعوه للدخول دخل فشاهد والده يجلس الى مقعد مريح في الزاوية وبجانبه تجلس منة على أريكة ضخمة في جلسة بزاوية الغرفة قال سيف
طلبتني يا حاج
قال عبدالهادي بأمر
إجفل الباب وراك وتعالى أجعد أهنه
فعل سيف مثلما طلب عبدالهادي وجلس حيث أشار له عبدالهادي بالجلوس بجوار زوجته ولكن على الطرف البعيد من الأريكة نظر اليه عبدالهادي بصرامة وقال فيما هو يدير رأس عصاه الأبنوسية والمطعمة بالأحجار الكريمة
رمى سيف منة بنظرة سريعة قبل ان يجيب وهو يهرب بعينيه من نظرات والده الثاقبة
ولا حاجه يا حاج خير مافيش حاجه
عبدالهادي بجدية
لاه فيه وشي واعر جوي كمان انت ما كنتش داريان بروحك كنت عامل كيف دلوك هتجولي يا سيف انت ليه بتعامل مرتك إكده
ألقى سيف بنظرة لائمة الى منة التي شحب وجهها وأجاب ببرود
هي إشتاكتلك مني يا حاج
سارعت منة بالنفي
ابدا ثم وجهت حديثها الى عبدالهادي قائلة في رجاء فهي لا تريد الدخول في نقاشات أمام الحاج وقد يفقد أحدهما أعصابه فيحدث ما لا يحمد عقباه وينكشف المستور أمامه وقلبه قد لا يحتمل الصمود هذه المرة
وبعدين حضرتك شوفت بنفسك عمر جه انهرده علشان فيه شغل واقف على إمضة سيف وطبعا منها يزور حضرتك
وجه عبدالهادي سؤاله الى سيف بصرامة
الكلام ديه صوح يا سيف
زفر سيف بعمق بينما نظرت منة اليه حابسة أنفاسها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وسمعته وهو يقول
تمام يا حاج انا بالي مشغول بصفقة كبيرة داخلينها علشان كدا تلاقيني ساكت معظم الوقت وعمر جه انهرده علشان نراجع بعض بنود في العقد فأخرجت منة أنفاسها المحپوسة في صدرها مغمضة عينيها براحه قبل أن تنتبه الى حديث عمها فالتفتت مصغية اليه
برضك يا ولدي لازمن تفصل بين شغلك ومرتك ذنبها إيه مرتك تنشغل عنها بالطريجة دي
نظرت منة الى سيف باضطراب ملاحظة أنه يحاول التحكم في غضبه بصعوبة وقد خانته عضلة فكه المقابلة لها والتي كانت تهتز بشدة دليل على انفعاله الواضح قالت منة بابتسامة متوترة بعض الشيء
يا عمي مافيش حاجه حصلت أنا قاطعها عبدالهادي بهدوء
إسكتي أنتي يا بتي أنت من أصل طيب وعمرك ما هتشتكي ولدي بس هو كمان لازمن يعرف انه لو كان حبيبك عسل ما تلهطوش كلاته
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة وقال بهدوء
حاضريا حاج اللي تؤمر بيه
معلهش يا ولدي أني عارف اني السبب من ساعة اللي حوصلي وانت مهمل حالك ومالك وجاعد انت ومرتك وبناتك جاري إهنه انما أنا بجيت عال العال والحمدلله ماطعتلشي مصالحك أكتر من إكده لو عاوز تسافر مع نسايبك وهما
مروحين سافر يا ولدي ما تعطلشي نفسك
نفى سيف بشدة واستنكار
لا لا لا لا ازاي تقول كده يا حاج الشغل ماشي والحمدلله واي حاجه بتقف عمر بيتصرف المهم إنت أنا مش ماشي من هنا دلوقتي خااالص ونظر الى منة نظرة مصممة الا إذا كنت انت بقه اتضايقت مننا
نهره عبدالهادي وهو يرفع العصا ناحيته وكأنه سيهم بضربه بها
باه أنت بتجول إيه اتجنيت يا سيف أنا الود ودي انك ما تفارجنيش واصل أنا اتعلجت بيكم جوي والبيت هيبجى طعمه عفش جوي من غيركم
سيف بانشراح
والله فكرة ثم نظر الى منة نظرة تحد وتابع
ايه رأيك أنقل شغلي ونيجي نعيش هنا
شحب وجه منة ولكنها في ذات الوقت لا تستطيع الاعتراض أمام الحاج وکرهت سيف في هذه اللحظة فهو قد وضعها بين اختيارين أحلاهما مر رسمت ابتسامة مزيفة على وجهها وقالت
وإيه المانع بس فيه مشكلة صغيرة البنات المفروض هيدخلوا المدرسة السنة اللي جاية ان شاء الله وعلى ما أعرف ان المدارس اللغات هنا عددها محدود جدا واحنا فعلا قدمنالهم في مدرسة واتحدد معاد الانترفيو انت نسيت يا سيف
قال عبدالهادي مستبقا سيف
طبعا مصلحة البنات أهم خلاص انتو كل أجازة تجضوها معانا إهنه ونهاية الاسبوع كمان
بعد أن فرح سيف لاقتراح والده بمكوثهم لديه شعر بالأسى والڠضب لإستطاعة منة التنصل من الموافقة لقد شعر وكأن ابوه يمد له طوق النجاة باقتراحه ذلك نعم فمكوثهم هنا سيجعل منة تتخلى عن عنادها شيئا فشيئا أما عودتهم الى القاهرة سيجعلها تشعر بالقوة نظرا لوجودها بجانب أهلها وستبدأ ذات الاسطوانة المشروخة مجددا ولكنه لن يتزحزح من هنا قيد
متابعة القراءة