جوازة نت بقلم منى لطفى
المحتويات
شعروا بالفخر لمقدرة صغيرتهما على حل مشكلاتها بحكمة وكتمها لما يحدث بينها وبين زوجها فأية خلافات اذا تدخل الأهل فيها ولو بغرض الاصلاح تتفاقم لا بد ان يصل الزوجين بنفسيهما الى حل يرضي جميع الاطراف وتدخل الأهل لا يكون الا في حالات استثنائية يكون فيها الحياة الزوجية لأبنائهم مھددة بالاڼهيار التام
وصلت منة بصحبة صديقاتها الى قاعة عقد القرآن وجدوا سيف بانتظارهم خارج القاعه الملحقة بالمسجد الخاصة بعقد القرآن كان يقف بجانبه والده والذي عرفته منة ما ان شاهدته بزيه الصعيدي التقليدي ولكن الباهظ الثمن كما تدل عباءته الفخمة والعصا العاج المطعمة بفصوص من الاحجار الكريمة أعلاها والتي كان يمسك بها وبرفقتهم اربعة رجال في عمر سيف تقريبا خمنت أنهم أزواج أخواته البنات
إيه الجمال دا لكز أحمد سيف في خاصرته وقال بجدة زائفة
احترم وقفتي بينكم على الاقل أشاحت منة بوجهها بعيدا تكتم ضحكتها بينما تطلع سيف الى احمد في اللحظة التي تبادلت فيها الصديقات الابتسامة في محاولة لكتم ضحكاتهن التي أوشكت على الانفجار قال سيف بغيظ من بين اسنانه
تظاهر احمد بالتفكير ثم اجاب باستفزاز واضح
أفكر
تأبط سيف ذراع منة واتجها الى داخل القاعة لتجد والدها ووالدتها واقفان بالداخل لمقابلة المدعوون اسرعت اليها والدتها ټحتضنها وعيناها تدمعان لرؤية صغيرتها وقد غدت عروس جميلة تتأبط ذراع عريس وسيم ودعت الله أن يكفيهما شړ عين حاسدة متمتمة بداخلها بالأذكار المحصنة
مرت مراسم عقد القرآن كالحلم شعرت منة كأنها تحلم وعندما طلب منها أن توقع باسمها أسفل العقد الرسمي الذي يربط مصيرها بمصير سيف رفعت عينيها تطلع اليه لثانية قبل ان تضع اسمها في خانة الزوجة لتطالعها ابتسامة صاف وفرحة تزغرد في مقلتيه فابتسمت بتوتر وذيلت العقد بتوقيعها لتنطلق زغاريد الفرح بعد ذلك
يفتح ذراعيه على وسعيهما
مبروك يا مرت ولدي الف الف مبروك واحتواها بين ذراعيه مقبلا جبهتها وسط ضحكات عائلتها وخجلها الشديد شعرت بالارتياح لشقيقاته البنات سميحة وسمية وسلمى وسارة اللواتي كن يرتدين عباءات سمراء حريرية بتطريز أنيق راق رحبوا بها مهنئين بالزواج الميمون بشدة وهن يطلق زغاريد الفرح ابتسمت منة وهمست لسيف حتى لا يسمعها أحد
انتم كلكم على حرف السين ايه امبراطورية سين بس للابناء فقط ابتسم سيف ونظر اليها بمرح مجيبا
فتحت منة عينيها على آخرهما ونظرت اليه بحدة قائلة بحنق طفولي
امبراطورية ايه و مين احنا لسه يدوب شبكة وكتب كتاب
نظر سيف الى الطقم المرصع بالالماس شبكته اليها والذي قد ألبسها اياه بعد الانتهاء من عقد القران ولم تكن قد شاهدته قبلا فهو كما سبق واخبرته قد اختاره لها بمفرده فهي هديته اليها قال سيف ونظره معلق على جيدها حيث تتدلى سلسال الطقم فوق فستانها المقفول ولم يظهر أي يء من هذا الجيد المرمري فقد التف وشاحا من الستان حوله ليخبئه عن الأعين
بمناسبة الشبكة عجبتك
اجابت منة وهى تشيح بنظراتها خجلا
آه جميلة بجد زوقك حلو فعلا
همس بالقرب من أذنها
انا عارف ان زوقي حلو والدليل على كدا اني اخترتك
نظرت اليه منة لتتوه في ابتسامته التي تنير وجهه الرجولي شتان بين هذا اليوم وذاك اليوم الذي أتى لمصالحتها فيه فهو الآن يبدو كنجم سينمائي لامع بحلته الكاملة الرمادية اللون وقميص من أرماني بنفس لون الحله وربطة عنق من لون فستانها وكان قد سألها عن لونه حينما اشترته منذ فترة وقد شذب لحيته فغدا وسيما يخطف الانفاس بينما لا تزال تلك الخصلة الشارده فوق جبينه العريض تستفز منة لاعادتها الى الخلف مع باقي رفيقاتها من خصلاته الابنوسية الناعمة
قطع استرسالهما في الحديث والدها الذي احتضنها مباركا لها ثم احتضن سيف موصيا بها خيرا وجاء احمد الذي ما ان احتضنها بين ذراعيها حتى كادت ان تبكي فربت على ظهرها بينما يطوقها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بحنان
مبروك يا منون ماتتصوريش فرحتي قد ايه يا حبيبتي ابتعدت منة عن ونظرت اليه بحب اخوي صاف وقالت بينما الدموع تلمع في مقلتيها
الله يبارك فيك يا حبيبي عقبالك يا رب حانت منه نظرة الى شاغلة عقله وقلبه التي تقف على بعد
متابعة القراءة