جوازة نت بقلم منى لطفى

موقع أيام نيوز


عملها بالنسبة الى مكتبه حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها
الحمدلله اني سمعت ضحكتكي شكل المكالمة ديه وشها حلو عليكي 
أجابت منة بتلقائية
دي من نادر ابن خالتي كان بيطمن عليا عرف من ماما اني تعبانه بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عز زعلك 

سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام 
هو ولد خالتك ديه متزوج أشارت منة برأسها نفيا وقالت
لا ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث
حلو جوي فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولدي أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس
اتفرجي بجه علي وأتعلمي يا بت المدارس أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر لكن وبفضل الله حماتك مخها يوزن بلد ولما وعدتك اني هجيبلك حجك من ولدي ما كانشي كلام وبسلاه بكرة هتتوكدي من كلامي صوح ودلوك بجه جه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي 
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف تجهم وجه منة ما ان شاهدته فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا ولكنه لم يكف عن زيارتها والاطمئنان عليها بينما ذهبت البنتان لدى سميحة للاقامة معها لحين شفاء أمهما وكانا يأتيان لرؤيتها يوميا والعودة مع شقيقته ثانية والتي أحباها وأحبا اللعب مع أولادها 
أشاحت منة بوجهها جانبا في حين تعامل سيف مع الأمر بصورة عادية سار حتى وقف الى جوارها ونظر الى صينية الطعام ليرى أنها
لم ينقص منها الا أقل القليل تحدث بعتاب خفيف
كدا بردو يا منة ما أكلتيش 
قالت زينب بزفرة عميقة
مرتك مخها ناشف جوي غلبت فيها يا ولدي ما عيزاشي تاكل واصل يدوب شربت حبة شوربة بالعافية شكلها إكده صعيدية مش بتوافج بسهولة سكتت قليلا لتتابع غامزة منة في غفلة من سيف بمكر
ولا نجيب لك ولد خالتك علشان ترضي تاكلي اللي يخليه يجدر يضحكك يبجى سره باتع 
شحب وجه منة وهي ترى سيف والانطباع الذي وصله أغمضت عينيها بقوة وهي تتمتم في سرها
لا لا ما لاقيتيش غير نادر يا حماتي دا غلبان هي تعلم تماما مدى ضيق سيف من ذكر نادر حانت منها التفاتة اليه لتراه ينظر اليها بتساؤل ونظرة سوداء أعتمت مقلتيه بينما ينتفض عرق في رقبته دليل توتره تحدث سيف بخشونة
ابن خالتها اجابت زينب
ايوة يا ولدي اسمه نادر 
لاحظت منة بطرف عينها قبضة سيف وهي تتكور بقوة ويشد على اصابعه حتى بانت سلاميات اصابعه البيضاء تساءل سيف محاولا قمع غضبه الذي بدأ بالتصاعد
وانتي تعرفي نادر منين يا أمي 
أجابت زينب
ما هو بسلامته كان بيتحدت إمعاها دلوك علشان يطمن عليها بصراحه من يوم منة ما جات إهنه واني ما اسمعتش ضحكتها زي دلوك 
نظر سيف الى منة بحدة وعلق
طيب كويس يعني ضحكت معاه 
قالت زينب وهي تقف وتتناول صينيه الطعام قبل ان تتجه الى الخارج
أومال ديه كركعت كمان مش ضحكت بس إتعلم منيه شوفه بيجول ايه يخلي اللي جودامه ما يجدرش يمسك نفسه من الضحك زي ما مرتك حاكتلي وانصرفت غير مدركة للقنبلة المدوية التي فجرتها بكلماتها 
نظر سيف الى منة قليلا بنظرات تسودها الغموض قبل ان يتقدم ليجلس بجوارها فوق الفراش وهو يمد يده ليمسك يدها قائلا بهدوء
مش راضية تاكلي ليه يا منة عجبك رقدتك دي 
نفضت يدها بقوة من يده ورمته بنظرة ساخطة ثم أشاحت بوجهها جانبا ولم ترد عليه كتم سيف غضبه بصعوبة وأعاد إمساكه ليدها ولكن بإحكام هذه المرة فكان نصيبه نظرة زاجرة لم يعلق عليها وتابع بصوت بدأت وتيرته تتغير وان كان يحاول التحكم في غضبه الۏحشي كي لا يفلت من عقاله
ما كنتش أعرف يعني إن نادر ابن خالتك بيكلمك لا تصدقي فيه الخير كله زوء بصراحه 
استنكرت منة نبرة السخرية التي يتحدث بها سيف وجذبت يدها من قبضته بقوة فيما نهضت من فوق الفراش والټفت لتنظر اليه ليتطاير شعرها حول وجهها بينما إنعكست اشعة الشمس القادمة من النافذة خلفها على شعرها لتجعل خصلاته الكستنائية تتوهج كألسنة اللهب فيما بدا مظهرها في رداء النوم المحتشم الذي يلتف حولها يغطيها من أعلاها الى أسفلها بلونه الأبيض المزدان
 

تم نسخ الرابط