جوازة نت بقلم منى لطفى
المحتويات
ويكسروا مجاديفك لو كل مرة هتعملي كدا يبقى احسن لك تعتزلي من قبل ما تبتدي زي ما بيقولوا
منة في محاولة للتماسك وبنبرة خرجت قوية ونظرة واثقة لمعت في بركتي العسل في عينيها
لا من الناحية دي اطمني يا ايناس مش منة اللي تخاف ولا تتعقد وتبعد انا بس مش بحب النقد الهدام أنا مش غبية وبعرف أميز كويس أوي من اللي عاوز ينصحني بجد او اللي عاوز يحبطني
همت سحر بالكلام عندما صدح صوت سيف من امام غرفة مكتبهن مقاطعا نقاشهما الدائر بنبرة جدية صارمة لا تقبل النقاش
منة عاوزك في مكتبي ثم استدار مغادرا قاطعا عليها أي محاولة للرفض
منون حبيبتي مهما كان سيف يبقى المدير بتاعك ومهما اختلفت معاه او اتضايقت من كلامه لازم تبيني انك فاهمه يعني ايه رئيس ومرؤوس روحي له دلوقتي وشوفي هو عاوزك ليه وعلشان خاطري اهدي خالص وفكري كويس اوي قبل ما تتكلمي ممكن
نظرت منة الى ايناس وقد برقت عيناها بالعزم والتصميم قائلة
ما تخافيش يا ايناس صاحبتك مش غبية عن اذنكم
وانصرفت مغادرة حيث ينتظرها هذا المتحذلق المغرور والذي عزمت على ايقافه عند حده
تقدمت منة بخطوات واثقة فرفع سيف رأسه من فوق الاوراق التي كان يطالعها ثم أشار اليها بمهنية للجلوس جلست منة ونظرت اليه في انتظار سماع ما سيقوله
امسك سيف بقلم مذهب وتلاعب به بين اصابعه الطويلة الضخمة ونظر اليها من بين رموشه الكثيفة والتي استغربت منة لها اول ما رأتها فكأنها رموشا اصطناعية تحدث سيف بنبرة رخيمة قائلا
انا حابب أوضح لك شوية نقاط واضح انه احمد ما لفتش نظرك ليها خصوصا وانك لسه متخرجة جديد ودي اول مرة تشتغلي فيها انتظر لسماع ردها ولكنها واصلت النظر الى نقطة وهمية امامها وتعبير جدي يرتسم على ملامحها الفاتنة تابع سيف حديثه بجدية
نظرت اليه منة وقد كټفت ذراعيها وقالت بنظرة جامدة ونبرة صوت باردة
اولا انا رئيسي عجبه الشغل جدا ثانيا انا عارفة كويس انه مش لازم شغلي يكون بيرفكت خصوصا وانا زي ما انت قلت بنفسك انى لسه جديدة ثم اعتدلت ناظرة اليه متابعة بقوة وثقة جعلت لمحة اعجاب خاطفة تمرق بين فحم عينيه ولكنها سرعان ما غابت تاركة نظرة يشوبها الغموض بينما لم تنتبه هي الى ما شاب نظراته من غموض واستمرت متابعة باندفاع تلقائي شابته بعض السخرية الطفيفة
هو حضرتك متعود ترفع معنويات اللي بيشتغل معاك بالشكل دا اسمح لي لأنه لو كدا انا متأكده انه كله هيجري بالمشوار من عندك ولو دا مفهومك لرفع المعنويات يا ريتك تعفيني من الشرف دا واذا حصل واضطريت اوي للرفع فيا ريت تنزل من معنويات اللي معاك يمكن ساعتها تجيب نتيجة أفضل
لم يستطع سيف تمالك نفسه وانطلقت ضحكة رجولية عميقة راميا برأسه الى الوراء بينما لا تدري منة ما هذه الدغدغة التي شعرت بها كتيار كهربائي يمر بها من أخمص قدميها وحتى منابت شعرها نفضت هذا الاحساس العجيب الذي خامرها وحاولت تمالك نفسها وهى تتحدث في سرها انه لا بد من منع ضحكته هذه بل وتجريمها قانونيا لما قد تتسبب فيه من سكتات قلبية مفاجئة هدأت ضحكات سيف ثم نظر اليها مليا قبل ان يتحدث بابتسامة خفيفة
اللاه انت دمك خفيف أهو اومال على طول ليه شايفك مبوزة لدرجة انى حاسيت انى مع أبلة كشړ
قطبت منة قائلة باستهجان
أفندم أبلة مين كشړ واصلت باندفاع غير آبهة بمحاولاته مقاطعتها
عموما حضرتك شكلك كدا بتطفشني ومش عاوزني أشتغل معكم هنا وشكلك
عاوزها تيجي مني لأنك مكسوف من احمد أخويا هزت كتفيها بلامبالاة وقامت من مكانها واقفة امامه متابعة ببرود
عموما انا كنت أفضل انك ترفض شغلي معاكم هنا بدل الحركات دي واوعدك انى همشي ومش هتشوفني معكم هنا تاني واطمن هقول لأحمد انى انا اللي مش عاوزة أشتغل هنا عن إذنك
استدارت منة مغادرة حين صدح صوت سيف بصرامة وأمر
استني عندك
وقفت منة مكانها دون أن تلتفت اليه بينما شعرت به يقترب حتى وقف على بعد خطوات منها واشتمت رائحة عطر رجولي ثقيل في الجو حولها تحدث سيف بصرامة بالغة
أظن مش من الزوء انك تسيبي المدير بتاعك وهو بيكلمك وتقومي وتديلو ضهرك وتمشي اتفضلي ارجعي مكانك ويا ريت تتكلمي كانسانة ناضجة مش طفلة
متابعة القراءة