جوازة نت بقلم منى لطفى
المحتويات
بينما راحة يدها الصغيرة تمتد لتربت على وجنة أمهما فتمسح حزنها الواضح
احنا آثفين يا ماما مث هنعمل كدا تاني بث ما تذعليش
احتوتهما بين ذراعيها بقوة وفرح تردد عبارات توأمها بعد أن هدأت قليلا أبعدتهما عنها وقالت بابتسامة حاولت رسمها
ايه رأيكم نروح نزور تيته وجدو وتلعبوا مع مرام بنت خالو احمد فرصة تقضوا معاها يومين قبل ما تسافر تاني مع باباها ومامتها ليقفز الاثنتان بين احضانها فرحا مهللتين
هيييييه هييييييييييه وقفت منة ونظرت اليهما قائلة
طيب حبايبي نقعد ساكتين لغاية ما احضر الشنط
ما ان انتهت من وضع أشيائهما أقفلت الحقيبة وحملتها متجهة الى باب الغرفة لتضعها هناك ثم التفتت اليهما راسمة ابتسامة على وجهها وقالت
هروح أحضر شنطتي انا كمان مش عاوزة شقاوة
واتجهت الى غرفة النوم لتحضير لوازمها فيما كان سيف جالسا في غرفة الجلوس ساندا مرفقيه الى ركبتيه ډافنا وجهه بين راحتيه
وهو لا يصدق ما حدث فهو في حالة ذهول صارخ لا بد أنه يحلم لا أنه ليس بحلم بل هو كابوس فظيع يدعو الله أن يستيقظ منه عاجلا
زي ما انت شايف
اتجه ناحيتها حيث أولته ظهرها واقفة أمام الخزانة تتابع إخراج ثيابها وقال بعدم تصديق
انت انت بتلمي هدومك هتسيبي البيت التفتت اليه باندفاع وقالت بغيظ وسخرية
لا وانت الصادق هنسيب البيت
عقد سيف جبينه مرددا في دهشة وحيرة
ايه هتسيبوا
تركته منة واقفا على حالته التي أصابها الذهول الحاد واتجهت لتضع ثيابها في الحقيبة وهى تجيب بسخرية
تمام هنسيب البيت علشان تبقى براحتك عاوز نت عاوز بحق وحقيقي انت حر دي حياتك وانت حر فيها
سار اليها حتى وقف على مقربة منها فيما هي منحنية على الحقيبة لتغلقها ازدرد ريقه بصعوبة وسحب نفسا عميقا قبل ان يقول
منة ممكن تفهميني ايه بالظبط اللي انت فاكره نفسك بتعمليه
رفعت رأسها تطالعه بحدة واجابت بسخرية شديدة
فاكرة نفسي ثم اعتدلت واقفة ما ان انتهت من اغلاق الحقيبة وتابعت وهي تسحب نفسا عميقا
أظن سبق وقلت لك انا وبناتي هنسيب البيت
ليتقدم سيف بخطوات بطيئة مكررا عبارتها بتساؤل عاقدا جبينه بشدة فيما عرق ينتفض بقوة في صدغه دليل على غضبه الڼاري الذي بدأ يفور داخله
ومين اللي هيسمح لك ان شاء الله انك تعملي الجنان اللي بتقوليه دا
صمتت منة قليلا قبل ان تتحدث ببرود ثلجي
انا مش بستأذن ولا بطلب السماح من حد أني أمشي انا حرة نفسي والقرار اللي انا اخدته مافيش رجعة فيه
وصل اليها ليطالعها بشرارات تتقافز من بين فحم عينيه المشتعل معيدا عبارتها
اللي قررتيه اللي هو
نظرت اليه قليلا بنظرات مظلمة قبل ان تشد من نفسها متحدثة بجمود
حياتنا مع بعض مش ممكن تستمر ابتعلت ريقها لتحاول المتابعة بذات البرود والذي بدأ بالتصدع ولكن لا يزال ما قرأته وشاهدته ماثلا أمام عينيها رفعت كتفيها ونظرت اليه متابعة بصوت خاو
ط طلق ليسارع بوضع يده فوق فمها مكمما اياه وهو يهتف بلوعة وڠضب بينما بدأت العبارات بالتجمع في مقلتيها مھددة بالسقوط في أية لحظة
إوعي تنطقيها أبدا أبدا يا منة طول ما في صدري نفس وطول ما أنا عايش عمري عمري ما هسمح انك تفارقيني لا إنت ولا بناتنا
أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما ناظرة الى عينيه السابحتين في غيمة من الدموع مدت يدا ترتجف مزيحة يده من على فمها وقالت بصوت أبح محاولة التماسك
مش هينفع يا سيف للأسف أي حاجه ممكن أسامح فيها إلا الخېانة
صړخ سيف بلوعة
انا ما خونتكيش افهمي
لتصرخ عاليا وقد هطلت دموعها مغرقة وجهها الحزين الدامي
لا خڼتني يا سيف ومع أحط انواع البشر وبأقذر الطرق انت مش بس
متابعة القراءة