_رواية الفراشة. _للكاتبة روتيلا

موقع أيام نيوز


على نبرة الخۏف المصطنعة من مروان 
لميس بلهفة أبيه ..عمي أهداني فرس جميل جدا عايزاك تشوفه وتقولي رأيك فية 
جمانة توجه حديثها لروتيلا ابن الفراشة 
روتيلا تسبل عينيها لتغطي على نظرة الحزن التي استقرت بها 
صقر ناظرا لروتيلا عندك فرسة .
تومأ روتيلا بنعم.
تضحك جمانة دي بالأسم بس لكنها متعرفش حاجة عنها 

يقف صقر عندما لاحظ عين روتيلا التي أمتلأت بدموع لم تأخذ مجراها بعد وبهدوء نمشي روتيلا 
تقف روتيلا لحظة جاية حالا ....وتجري ناحية جناحها 
أم صقر بسم الله الرحمن الرحيم ..فيها أية 
سارة أنا حسيت أنها بټعيط 
لميس وأنا كمان 
صقر بحدة خلاص ...ثم ينظر لجمانة التي وقفت أنت جيتي مع لميس ..فأكيد هاتمشي معاها ...يالا يا مروان ...ماما قولي لروتيلا أني في انتظارها برة ...ثم يمشي صقر يتبعه مروان 
أم صقر بحرج من جمانة حاضر يا حبيبي ...معلش يا حبيبتي أصل صقر مشغول جداا
جمانة التي أرعبتها حدة صقر ونظرتة لها فتنفست براحة إنها لن ترافقهم لا .أبدا أنا حتى لسه هاروح مشوار وبعدين أرجع البيت 
لميس لأ طبعا أنت لازم تتغدي معانا أنهاردة 
سارة بهمس متعزميش بقلب جامد شكل أخوكي صقر مش طايقها 
لميس كفاية يا سارة مش وقت هزارك 
أم صقر طبعا يا حبيبتي أنا مستحيل أخليكي تمشي أقعدي يا بنتي ..اقعدي أنت نورتينا
.........في الطريق لبيت الحاج راشد......
تعبانة 
روتيلا تنظر للخارج وبهدوء لأ 
متأكدة 
أيوة 
صقر وهو

يدير وجهها نحوة معرفتكيش كذابة ...هاعديها بمزاجي لكن ليا قاعدة طويلة أوي معاكي 
دموع روتيلا هي ما ردت على كلام صقر صقر هشش..إهدي يا حبيبتي 
لكن روتيلا زاد بكائها
صقر رورو مبحبش أشوف دموعك ومع ذلك إذا كانت بتريحك ...خليها حبيبتي 
ظلت روتيلا فترة تبكي حتى هدأت ثم من بين شهقات متباعدة تمسح دموعها بابا لو شافني كدة هايزعل ....مش عايزاه يشوفني كدة 
يبتسم صقر خلاص نتأخر ساعة ..أية رأيك عايز أخدك مكان بحبة أوي ...موافقة 
أيوة
صقر يأمر السائق صادق روح لخلوة الحاج
يصل صقر بعد وقت قليل لمكانة المفضل في النجع 
تاخذ روتيلا نفس عميق وهي تغمض عينيها وترفع رأسها للسماء الله ..الله 
عجبك 
أوي 
أفتحي عنيكي ومتعي نظرك 
يمسك صقر يدها ويمشيان معا بهدوء داخل حديقة تمتد بجانب النيل حيث شطة الرائع يحيطة النخيل والأرض تغطيها حشائش كسجادة خضراء ممتدة إلى مالا نهاية يتوزع عليها أشجار ليمون قصيرة وبجانبها أحواض من الزهور والورود فراشات ملونة تطير في جميع الأتجاهات وأصوات مختلفة ما بين أنسياب الماء و أنغام الطيور ..حتى وصلا لأرض منخفضة بالقرب من المياة فجلست روتيلا على الأرض وجلس بجانبها صقر 
صقر المكان ده مش أنا اللي أكتشفتة ...بابا الله يرحمة هو اللي أكتشفة كمل بس عليها شوية إضافات زي احواض الزهور دي شايفاها 
روتيلا والتي تنظر له أ شفتها بعنيك ...حتى لونها أبيض 
ثم يحل الصمت عليهم قليلا ينظرا خلاله ناحية النيل بروعتة وانسياب مائه 
يأخذ صقر نفس عميق بابا كان بيحب يقعد هنا يفرش سجادة الصلاة يصلي ويقرأ قرأن .....يغمض عينه وينظر للسماء ...لسة صوته بيرن في وداني وهو بيرتل ...كنت بتخيل أن الطيور بتسكت علشان تسمعه ....ثم يصمت صقر وهو يبعد بعينية عن روتيلا حتى شعر بيدها تلمس كتفه بابتسامه رقيقه الله يرحمة 
ينظرصقر لها و يبتسم لأبتسامتها المحببة أيوة ..الله يرحمة 
صقر بقليل من الجدية روتيلا مش عايزة تقولي ليا لية زعلتي من سيرة الفرسة بتاعتك 
تنظر روتيلا للماء عايز تعرف ...تصمت قليلا ثم تسترسل بهدوء ممېت ....بابا اهداها ليا وهي لسة في بطن أمها قالي عندي فرسة حامل واللي هاتجيبة هايكون ليكي ....كان عندي تقريبا 12 سنة وكنت بحب الخيل جدا..ثم تصمت قليلا تمسح دموعها
لو الذكرى بتضايقك ..
تقف روتيلا وهي تنظف بيدها هدومها من الحشائش بعصبية الخلاصة ..
يشعر صقر بتوترها فيمسك يدها التي ترتعش مش مهم
لأ عادي ...اتحبست مع الفرسة وهي بتولد بالليل في البرد والضلمة ....ثم تصمت وهي تهز رأسها تبعد الذكرى عن بالها ....بدون قصد 
صقر وهو ينظر لها وقد ملاءه علامات الأستفهام والتعجب !!!.....إزاي ...
أرجوك صقر خلاص أنا قلت ليك الحقيقة ...انا دلوقتي بكره الخيل فعلشان كدة سيبتها هنا ..اوكي 
بس ..أتحبستي إزاي 
تصمت روتيلا وهي تدير وجها للناحيه الأخرى 
يمسكها صقر من يدها الباردة بهدوء لتواجه إتحبستي غلطة ...أو ...يالله .....يا روتيلا معقولة ....
تهز روتيلا رأسها يمين ويسار متعقدش الأمور ..كان بجهل من خدامة كبيرة في السن مسكينة مكنتش تعرف إني جوة الاستطبل بس 
دي كل الحكاية ...ثم تنظر لساعتها ....أتأخرنا على بابا 
يمسك صقر يدها التي بدأ الدفء يعود لها متجهين للسيارة و أفكاره لا تتوقف عن حكاية روتيلا ثم فجأة ينظر لها وفي نفسة 
مقولتيش كل الحكاية يا فراشة
.........نهاية الفصل الواحد والثلاثون .......
لا سلام على طعام 
حديث أم مقولة 
هذه مقولة من كلام الناس وليست حديثا .
ومعناها صحيح إن قصد به المصافحة أما مجرد إلقاء السلام فلا يمنع منه .
العلامة ابن عثيمين في فتاوى الحرم المكي
.....الفصل الثاني والثلاثون.........
........بيت الحاج راشد.........
عندما وصلا صقر وروتيلا لبيت الحاج وجدوه في إنتظارهم داخل حديقة منزلة الصغيرة وفي لحظة رؤيته لهم وقف في لهفة للقاء أبنتة التي نزلت مسرعة من السيارة تسلم عليه يتبعها صقر المبتسم 
السلام عليكم 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
روتيلا بلهفة أخبارك بابا عامل إية انهاردة أخدت الدوا فطرت أنا عارفة إني وعدت أفطر معاك أنا أسفة ..أتأخرت في النوم .أنا ......
صقر مقاطعا بضحكة غلطتي أنا يا حاج لاحظت عليها التعب إمبارح سيبتها تنام شوية أكتر 
الحاج راشد يضحك وهو يربت على ظهرها بحنية إهدي حبيبتي ....انا صحيح كنت عايز اشوفك من بدري ..بس انا كمان حسيت إنك أمبارح كنتي تعبانة وكنتي حتى بتقاومي النوم ........ثم ينظر لصقر وبتحذير ضاحك.. .أنت اللي هاحسبك وهاتبقى مسئول أدامي عن صحتها مفهوم 
روتيلا برقتها بابا ..أنا كويسة خالص ..
صقر يضحك وينظر لروتيلا أطمن يا حاج ...وبعدين دي أحلى مسئولية 
تعالوا ندخل جمال ومحمد مع مروان في إنتظارك 
صقر إن شاء الله أنا متفائل بالمشروع 
الحاج راشد ربنا يوفقك يا ابني
روتيلا وهي تسلم على جمال خالد فين 
جمال معرفش خرج من الصبح بدري ولسة مرجعش 
محمد يضحك انا عارف 
روتيلا التي جلست بجانب والدها طيب قول 
محمد يشير لها بلا ويضحك 
جمال متخديش من محمد حاجة ..بير أسرار 
تدخل روتيلا مع والدها في حوار هادئ والباقيين في زاوية بعيدة في الصالون الكبير في حوار عمل 
صقر المهندسين بدأوا فعلا بأخذ المقاسات وإن شاء الله بمجرد ما تنتهي التصميمات هايبدأوا شغل على الأرض 
جمال خلاص بس وقت سفرك مين اللي هايكون مسئول عن مراقبة الشغل 
أمين ..هو المسئول عن أشغالي هنا في النجع 
محمد وأنا هراقب من بعيد الوضع دايما علشان لو فية أي تسيب 
يبتسم صقر شكرا ..ده اللي أنا منتظرة
في هذه اللحظة يرن هاتف روتيلا السلام عليكم ...انت فين 
إنت اللي فين ...إتأخرتي 
أنا مع بابا
تضحك روتيلا بابا .هو في إية.. تصور قفل التليفون 
يفتح خالد الباب و هو يحمل صندوق كبير مستطيل السلام عليكم 
يضع الصندوق أمام روتيلا أفتحي
تنظر له روتيلا بقلق وهي تتراجع لخلف والدها لأ
يضحك الحاج راشد أنت مفيش فايدة فيك 
صقر وقد أنتبه لما يدور من وقت دخول خالد يحدث جمال هو في أيه 
جمال ضاحكا عندما رفع رأسه عن الأوراق التي أمامه ويرى خالد وصندوقة لا حول ولا قوة إلا بالله ...أصلة بيحب يجبلها هدايا ..لكنها أحيانا بتبقى کاړثة مش هدايا ..اخر مرة أغمى عليها لما فتحت صندوق زي ده و...
يقف صقر ويتجة لروتيلا دون أن يسمع بقية كلام جمال وبتحذير يوجه كلامة لخالد خالد لو اللي في الصندوق دة حاجة ت....
يقاطعة خالد وهو ينظر لروتيلا اطمن أنا حلفت إني معملش اي حاجة ممكن تأذيها ...ثم ينظر لصقر ...وأنا راجل بحافظ على كلمتي 
الحاج راشد بجدية وأنا أشهد 
حل الصمت ...وتحركت روتيلا تفتح الصندوق بهدوء تحت أنظار صقر المراقبة والمندمجة لحركتها الرقيقة ....تنظر لما بداخله وتخرج بوكية ورد أبيض رائع لازالت على أوراقة ندى الصباح لتغمر وجها فية وتستنشق رائحتة النقية بعمق كأنها فراشة حطت على أوراق الورد ثم تضعة جانبا ....ثم تخرج تورتة صغيرة على شكل فراشة ملونة.. تبتسم.. وتضعها بجانب الورد ثم علبة بنية صغيرة مغلفة ..تقرأ ما عليها وتضحك بفرح معقولة أنا كنت ناسية ...
شكرا حبيبي.. شكرا.... 
صقر الذي وضع يديه على جانبية يراقب ما يحدث سمع صوت رسالة تنبيه على هاتفه تكرر منذ فترة وهو غير منتبه لها لإنشغاله لينظر لها ثم يتجهم وجهة ...
الحاج راشد جابلك أية 
روتيلا وهي تفتح العلبة دارك شوكلات 
محمد الذي أتى يهنئها بعيد ميلادها يضحك لوالدة الشيكولاتة المرة اللي بنتك بتحبها 
أه....هاتي واحدة 
يضحك الجميع 
روتيلا وهي تأخذ أربع قطع منها وتعطي باقي العلبة لمحمد أبيه لو سمحت اعطي أبية جمال ومروان 
يأخذ محمد العلبة ويتجه لهم 
في حين روتيلا وهي تعطي واحدة من الأربع قطع لوالدها أتفضل بابا 
شكرا يا بنتي بس العلبة أنا اللي هاخدها 
تضحك روتيلا اتفقنا 
ثم تعطي واحدة لخالد شكرا
يبتسم خالد في أي وقت 
ثم تقف أمام صقر وتفتح الورقة المغلفة لقطعة الشيكولاتة وتضعها في فمة وبرقتها هامسة أنا بحب النوع ده...مش عارفة إذا كان يعجبك 
كان صقر في سكون تام وهو يراقبها.. ...حتى وصلت قطعة الشيكولاتة لفمة وذابت... وذابت معها كل إحساس بالڠضب لنسيانه ..عندما شاهد وجه روتيلا وكأنها تترجى بملائكية الأطفال أن يحب نوع الشيكولاتة المفضل لها صدقيني ..وأنا بمۏت فيها 
ليظلا في حوار صامت فترة .. .. كل سنة وأنت حبيبتي.. يا أحلى حاجة حصلت ليا في حياتي
ثم تركها واتجه لجمال ومروان ومحمد المشغولين بالأوراق التي أمامهم
......لميس......
يوسف تارك لها حرية البقاء مع أمها الوقت الذي تريدة ولكنها تريد أن تفاجأة فتعود لتجهز له الغداء
السلام عليكم ..سارة اتصلت تقولي ألحقي لميس 
أهلا روتيلا ...وتجري على المطبخ ..تعالي بسرعة 
تضحك روتيلا وتتبعها في أية !!
يوسف بيحب أي نوع محشي 
الكوسة...ليه
لميس وهي تدفع بطبق بقوة على طاولة المطبخ أتفضلي أفتحيها عايزة احط فيها الحشوة وكل ما أعمل واحدة تبوظ مني 
تضحك روتيلا أفتحيها أسمها قوريها 
قوريها أفتحيها فجريها ..المهم لازم ياكل محشي الكوسة من أيدي انهاردة 
تجلس روتيلا وهي تنظر حولها ..أقورها بأية 
يعني أية 
مش معقولة يا لميس أنت أخر مرة ډخلتي مطبخ أمتى 
تجلس لميس واضعه ساق على الأخرى في حين روتيلا تتحرك داخل المطبخ حتى وجدت ضالتها وجلست وبدأت في عملها شوفي روتيلا وانا صغيرة تقدري تقولي كنت ...ولد بشعر طويل 
تضحك روتيلا مش ممكن ..اللي يشوفك دلوقتي مستحيل يقول كدة 
لا ما هو أنا أتبدلت لأنثى بس على كبر شوية ...في ثانوي تقريبا ..شفت البنات بيلبسوا ويتمكيجوا ..لعلمك انا لغاية ثانوي فعلا مكنتش 
أعرف حاجة خالص عن الفساتين والجيبات وبعدين أتعلمت كل دة 
روتيلا تهز رأسها وتضحك بس نسيتي حاجة مهمة للبنت ..
لميس أية هي 
المطبخ يا أنثى 
لميس
 

تم نسخ الرابط