_رواية الفراشة. _للكاتبة روتيلا

موقع أيام نيوز


عينيها أيوه مش حب ....هو عشق ..وله ..هيام ...أيوه مش حب.... 
هو اكتر من الحب بكتير ..بكتير أوي.. 
سرحت روتيلا تماما في كلام صقرها و في عمق سواد عينه وبهدوء صادق ...هو أكتر من الحب 
انا بتنفسك روتيلا ...إنت في دمي
.......الفصل الواحد والأربعون .....الجزء الثاني ....
........قصر الچارحي......

على طاولة العشاء يجلس الجميع بهدوء لا يسمع سوى صوت الصمت ....
صقر أطمنتوا على لميس 
أم صقر أيوه يا حبيبي كلمتني وصلت الحمد لله بالسلامه 
الحمد لله 
سارة بتردد أبيه ليه سبت روتيلا عند والدها 
صقر يكمل أكله 
عمر بتأنيب سارة لو سمحتي 
مروان بضحكه ليه سيبها صقر محذرها كام مره مفيش فايده ..
سارة باندفاع وهي تنقل بنظرها بينهم أنا قلت أيه أنا عايزه افهم لأني بصراحه قلقانه ....
صقر ماما لوسمحتي جهزوا نفسكم علشان تسافروا 
أم صقر وأنت 
هاتأخر شويه 
مروان بتردد والشغل صقر ..أنت عارف في شغل مهم أتأجل بسبب الحاډث و ...
يقاطعه صقر أنت هاتقوم بالشغل وأنا هاتابعك خطوة بخطوة من هنا ..وعمر كمان هايكون معاك ..وينظر لعمر ...مظبوط يا عمر 
عمر إن شاء الله 
أم صقر بقلق تحب أروحلها ..أنا عارفه أنها زعلانه مننا ..يمكن لما أروح تعمل لسني خاطر ..حتى عمتك قبل ما تسافر مع لميس أقترحت كده بس أنا كنت فاكره أنك هاتجيبها وأنت جاي 
سارة بحزن وأنا كمان كنت متأكده أنك يا أبيه مستحيل تسيبها هناك 
صقر بحنيه وهو يربت على يد امه ماما ..اطمني ..كل شيئ تمام 
أم صقر بتردد طيب هي هاتيجي ..يعني .. هي كويسه صحتها كويسه يعني ماقلتش ليك حاجه 
يضيق صقر بيعينه لأمه وبقلق واضح روتيلا كانت بتشتكي من حاجه وأنا معرفش 
لأ..لأ..يا ابني اصبر ..هو بس إهمالها في الأكل وبعدين الظروف اللي حصلت ويمكن ..
خلاص ..خلاص ..ما دامت مقالتش أنها تعبانه يبقى قلقها العادي 
ينظر صقر قليلا لأمه بتعجب وكاد يهم بسؤالها عندما قاطعته سارة يا أبيه ..أرجوك ريحني يعني روتيلا معدتش عايزه ترجعلك ..أنا كمان ممكن أروح لها و حتى أنا .....
صقر مقاطعا دون النظر لها وهو يكمل طعامه سارة ...عايزك بعد الغدا في المكتب 
حل الصمت المكان مع النظره القلقه لسارة لأخيها الكبير ونظرة الأم الحانيه على أولادها 
يقطع الصمت بعد فتره عمر بقلق ومرح مصطنع صقر من فضلك سيبني اكلم مراتي.. أنا وهي ممكن ..
يقاطعه صقر پحده لما تبقى في بيتك قلي مراتك لكنها دلوقتي أختي ومسئوليتي ..ولازم تفهم حاجه سارة بنتي قبل ما تكون أختي ..فاهم ..
عمر بتأكيد وثقه في ابن خاله وصديقه طبعا..طبعا فاهم 
يقف صقر الحمد لله ..
ويتحرك صقر لمكتبه يقوم بعمله المتراكم وينتظر سارة
........مكتب صقر........
أدخل 
سارة تظل واقفة عند الباب دون غلقه السلام عليكم 
صقر وهو يتابع عمله يرفع نظارة القراءة قليلا وينظر لها وعليكم السلام ..خير هاتفضلي واقفة عندك ..يعيد النظاره ويرجع لمتابعة شاشة اللاب وبعد فترة يغمض عينيه وپحده ....سارة قلت أدخلي واقفلي الباب وراكي واقعدي لما أفضالك 
دخلت سارة وأغلقت الباب ولكنها ظلت واقفه خلفه أبيه ..أنا عارفه ..
يقاطعها وقوف صقر واقترابه منها ثم أمساكه يدها وحثها على الجلوس وأقترب من أذنها بهدوء شديد مسمعش صوتك لغاية ما أفضى ..سمعتي 
حركت سارة رأسها بتوتر

وخوف بنعم 
يعود صقر لمكتبه برافو عليكي ...ويعاود عمله
.....بعد مرور ساعة
يرفع صقر رأسه من الملفات التي أمامه وينظر لساعته ثم لسارة التي وترها مرور الوقت مع صقر وپحده وصوت عالي ما شاء الله ....ساعة بدون كلام ...يعني بتعرفي تسكتي ... لسانك عرفتي تتحكمي فيه ..صح..الحقيقه أنا قلت أختبرك قبل ما أحكم عليكي لأني اعتقدت أنك مريضه فايبقى ليكي عذر يعني إنت انسانه طبيعيه تعرفي تتحكمي في لسانك ..دلوقتي المفروض اختبر تصرفاتك ...بس إزاي أختبر تصرفات أنا حفظتها عن ظهر قلب ..لأن كلها غلط ..صح يا سارة ..دلوقتي المفروض تتكلمي على فكرة وتردي عليا ..ردي 
سارة التي تلقت هجوم صقر العڼيف پبكاء صامت يا ابيه ..أنا مستعده أروح أعتذر لروتيلا إذا كان ده يرضيك 
صقر وهو يمسح على وجهه بعصبيه لا حول ولا قوة إلا بالله ..ده اللي إنت فهمتيه أني بزعق ليكي علشان روتيلا ...لا ..لا ..إنت حاله صعبه ..مستحيله ..أنا مش مصدق تعرفي أنا مش مصدق لدرجة إيه لدرجة إني بفكر أعملها لأول مره في حياتي في تعاملي معاكم أن أمد أيدي ...فاهمه ....
صقر ينظر بتعجب لوقوف سارة التي خاڤت وتراجعت للخلف لا إله إلا الله ...إنت مجنونه متخيله إني اضربك ....أقعدي يا بنت ..واهدي علشان تسمعيني كويس 
تعود سارة للجلوس وهي تمسح دموعها أسفه يا ابيه بصراحه أنت ردود افعالك بقت غريبه علينا كلنا 
يمسح صقر بيده على وجهه تعرفي يا سارة الله يكون في عون عمر أنا بجد بدعيله ربنا يقويه عليكي 
تنظر له سارة ودموع عالقه في عينها أنتوا حطيتوا مثال صعب إني اقلده في كل حاجه 
صقر بتعجب مش فاهم أحنا عايزينك تقلدي حد 
روتيلا ..بنت فيها كل الصفات اللي بيتمناها أي انسان 
يتحرك صقر بقلق في مكانه وهي يغلق الملفات التي أمامه پعنف وهو يجز على اسنانة احنا بنتكلم عن روتيلا ولا عنك ...يا سارة متخلطيش الأمور 
يا ابيه افهمني وأرجوك اسمعني للأخر ..روتيلا دخلت بيتنا هنا من خمس شهور تقريبا غيرتنا كلنا بنت اصغر مني ..أنت قلت عليها في البدايه طفله وهاتربيها على طبعنا وطبعك ..لما شفتها أول مره انبهرت بيها بس صعبت عليا إزاي هاتواجه كل التغيرات اللي حصلت حواليها . إزاي هاتتعامل معاك أنت شخصيا ..بهرتني يا ابيه ..لما بقعد مع نفسي باستغرب إزاي ضعيفه ورقيقه كده وفي نفس الوقت قويه ومتمسكه برأيها في الحق ..قلدتها يا ابيه في المظهر لكن الجوهر صعب صعب أوي ..فهمتني
صقر الذي ما أن بدأت سارة في الكلام عن فراشته وهو سرح في كلامها نظر لها أيوه غيرتنا وبعدين ..إنت أيه مشكلتك مش فاهم محدش طلب منك تقلديها ..إنت بتميزك شخصيتك كل اللي طلبناه منك انك تحترمي خصوصيات غيرك ..كمان تصوني لسانك ...
سارة تقاطعه پغضب كنت بتمسك برأي زيها لما حسيت بالخطړ ناحية عمر ومروان اتمسكت بحقي إني أدافع عنهم وأكون زيها ...أظن من حقي إني أخاف على جوزي وأخويا ...هل من حق روتيلا بس تدافع عن اللي بتحبهم وأنا لأ...لو ده غلط فعلا ليه حسينا كلنا بتأنيب الضمير ناحيتها لما طلع دفاعها عن خالد على حق ..وأنت يا ابيه كمان... معقوله سبتها هناك عند والدها الحقيقه فاجأتني 
صقر پحده إنت مش معقوله قلت ليكي دي حياتي الخاصه متتكلميش فيها 
سارة پبكاء وأنا ..وأنا رحت فين كنت دايما المميزة عندك ..كنت دايما دلوعتك كنت أبدا مبتقولش ليا على حاجه لأ..أو تنتقد طريقتي ..ليه لما روتيلا ظهرت بقت كل حاجه أعملها تنتقدها وتغلطني ..ليه يا أبيه ..أنا حاولت أقلدها في كل حاجه بتعملها علشان أرضيك وبرده مش عاجباك 
يقف صقر من المفاجأه أيه !!!بتقولي أيه ..ترضيني ..لا حول ولا قوة إلا بالله 
سارة تمسح دموعها وتنظر لصقر بقلق
ينظر صقر للسماء ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..ثم ينظر لسارة بهدوء وتحرك ناحيتها ثم أمسك يدها لتقف أمامه سارة يا حبيبتي بترضي بني أدم ..بترضي عبد من عباد الله ..
هي دي كانت مشكلتك يا بنتي ...مش أنا قلت أيه ولا روتيلا بتعمل أيه شوفتي اخواتك مي ولميس وحتى مروان مش حاسه أنهم اتغيروا ..انا بأكد ليكي سببهم مش أنا ولا روتيلا ولا أي حد في الدنيا ..سببهم في التغير هو رغبتهم في إرضاء رب العباد ...حبيبتي روتيلا مغيرتش حد ولا طلبت من حد فيكم يتغير 
أنتوا اللي شوفتوه منها خلاكم عايزين تتغيروا ...لكن ..يا حبيبتي متغلطيش وتقولي برضيك إنت مكانتك عندي عمرها ما هاتتغير هاتفضلي أختي الصغيرة دلوعتي هاتفضلي بنتي وأمانتي اللي قصرت فيها للأسف انشغلت بشغلي وحياتي وقصرت معاكي ....فهمتي ..من فضلك حبيبتي متشيلنيش ذنب ..انتبهي وجددي النيه ...ثم يقبل سارة من جبينها ويعود لمكتبه وبهدوء شديد يعكس حزنه ودون النظر لها تقدري تطلعي 
ظلت سارة فتره مكانها وقد بهتت تماما مما قاله لها صقر أنا بحب ربنا ...بحبه أوي 
صقر

وهو يعود للنظر لعمق عينيها إثبتي ..إثبتي أنك بتحبي ربنا 
سارة وهي تتحرك ناحيه الباب إن شاء الله 
وتخرج تاركه الصقر يأنب نفسه على تقصيره استغفر الله العظيم ...الحمد لله ..أنك ډخلتي حياتي في الوقت المناسب ....ثم يغمض صقر عينيه ...وحشتيني يا فراشتي ..محتاجك أوي ...
........بيت الشيخ.......
.......جناح الحاج راشد.......
السلام عليكم 
أم جمال تسلم من الصلاة وتقف تنظر طويلا لروتيلا ثم تشيح بوجهها وتستغفر وعليكم السلام تعالي يا بنتي 
تدخل روتيلا بتردد للداخل ماما منيرة قالت ليا أن حضرتك عايزاني 
تجلس أم جمال على الأريكة أيوه تعالي ...كنت عايزه أتكلم معاكي شويه 
تتقدم روتيلا ببطئ وتجلس بمقابلها أتفضلي 
تبتسم أم جمال مستعجله ..
لا أبدا ..
أم جمال تعرفي انك كلك أمك ...تشير لشعرها ...ما عدا لون يا سبحان الله 
تبتسم روتيلا وتنظر للارض 
أم جمال فجأة يا بنت ناديا أنا زوجه غارت من حب مكانش ليا ..إنت لو مكاني كنتي عملتي أيه 
تنظر روتيلا لأم جمال بمفاجأه من السؤال فتره تفكر في ذكرى معرفتها بزواج صقر العرفي فتمسح جبينها بتوتر وهي تداري عينها التي غشيتها دموع رقيقه عن أم جمال ولكن بعد فترة صمت وبهدوء الأكيد أني مش هاعمل اللي عملتوه ..صدقيني 
أم جمال وبحسره يا بنت ناديا ..
تقاطعها روتيلا بإصرار أنا بنت راشد ..وده ما يمنعش أني فخورة بكوني بنت ناديا 
وكنت ممكن أسامح فيها إلا معاكم ..
تضحك أم جمال حاضر يا بنت راشد ..وتعود للجديه ...اسمعيني وأحكمي من وأنا صغيره واسمعهم بيقولوا نبيلة لراشد وراشد لنبيلة ..لكني استنيت كتير يتقدم راشد وميحصلش وبعدين بقينا نسمع كلام من الناس ان أم راشد وهي ست كانت قويه أنها مش عايزه نبيلة وماشيه تقول في البلد إني لساني طويل ومش من مستواهم ..ومستحيل تجوزني لراشد وتمر أيام تقيله عليا أنا وأمي وفجأة تجيني الفرحه لما دخلت أم راشد علينا فجأة وبتخطبني وعايزه الجواز يتم بسرعه 
انا بقى أفتكرت أن راشد عايزني وأصر عليا ولكني افاجئ بأن أمه استعجلت وخطبتيني له علشان تبعده عن الجنيه الأجنبيه اللي ساحرته ..وتمر السنين ونسيت موضوع الجنيه ..وراشد ابن عمي كان راجل يعتمد عليه زوج تتمناه أي واحده وأب عظيم وتظهر فجأة أمك والماضي يتفتح واتجوزها بدون حتى أن يفكر فيا وجابها هنا ...أنا ست كنت جوزت اتنين من عيالي وفرحت بأحفادي ..وبدأت أحصد اللي زرعته وأفتكرت أني كمان زرعت الحب في قلب جوزي والمفروض أنول مكافأة نهاية خدمتي له ..خليكي مكاني يا بنت راشد أيه رأيك تصبحي
 

تم نسخ الرابط