_رواية الفراشة. _للكاتبة روتيلا

موقع أيام نيوز


يطمنكم عليها ....وتمشي الطبيبه
خالد ايه المجنونه دي فهمت حاجه لازم ناخدها للمستشفى ونطمن عليها اكتر 
ينظر له صقر فتره عندك حق ... عايز أدخل لها 
خالد اتفضل 
يدخل صقر الغرفه ليجد فراشتة نائمة في عمتها والعمه تمسح على ظهرها بحنيه وتقرأ قرأن بصوت خفيض
صقر بهمس السلام عليكم 
تنظر له العمة بعيون دامعه وعليكم السلام تعالى يا حبيبي هي صاحيه تعالى اقعد معاها لغاية ما اعمل لها حاجه تاكلها 

روتيلا تفتح عينيها ماما مش عايزه 
صقر بابتسامه باهتة روحي حضرتك أكلها من كام يوم مش عاجبني 
تتحرك العمه تاركه صقر مع روتيلا وتأخذ خالد في طريقها وتغلق الباب عليهم 
صقر عاقدا يده على صدره ناظرا لها المفروض أحيكي صح ...فطرتي انهارده يا روتيلا
تعتدل روتيلا وتجلس على السرير تهز رأسها بلا.
صقر بنفس وضعه وامبارح متعشتيش والغدا أصلا أي كلام مظبوط 
روتيلا بصوت هامس متوتره من الكلية 
يضحك بسخريه يا سلام اتوتر فاموت نفسي دي مش طريقه أنا بنفسي هاشرف على اكلك بعد كده ..فاهمه 
تشير روتيلا براسها بنعم
يقترب منها ويجلس مكان عمتها يشدها هاتموتيني يا روتيلا من الړعب عليكي 
تنظر له روتيلا بلهفة بعد الشړ عنك 
يبتسم صقر ألف سلامه عليكي حبيبتي ..أحكيلي يا رورو أيه المشكله مش فاهم لو عايزه نخرج من هنا ومنرجعش تاني نطلع حالا مش مهم اصلا وجودك هنا ملوش معنى 
لأ كل حته هنا محفوره بقلبي مش المكان السبب لكن الذكرى اللي استرجعتها 
كل ركن في البيت ده بتفكرني بذكرى حلوه وكلمه ولمسه حلوه من ماما وبابا 
مش ممكن المكان يكون السبب ولكن أخر يوم السبب ... عمري 12سنه من السعاده في البيت ده اتمسحوا بذكرى يوم ..تنظر لصقر الذي يستمع لها بتركيز شديد ....لأ مش يوم ست ساعات ..بالظبط اتمسحت بست ساعات ..قمت الصبح علشان أروح المدرسة كنت عارفه أن ماما تعبانه بابا عرفني أنها مريضه مرض شديد ولكنه مقالش ليا يمكن لأني صغيره أنه مرض ممېت تحمل لوحده معاها المړض وعلاجه الكيميائي البشع كان ممكن ميكونش بالبشاعه دي لكن بسبب ضعفها وحملها والولاده المتأخره خلى مقاومتها تقل وجسمها يستسلم للمرض ..اللي فهمته أنه أخر زياره للدكتور قالهم مفيش فايده ..خرجوا من عنده وقرر بابا أنه يجي يقعد معانا على طول بعد ما كان بيروح ويجي ..سافر على وعد أنه يجي تاني يوم ..كلمني وقالي أنا جاي في الطريق خدي بالك من ماما لما أجي ومتروحيش المدرسة انهارده رحت أقول لماما 
مامي أنا هاقعد معاكي انهارده 
تأخذها نادية النائمه في السرير ليه يا رورو 
بابا قالي أنا طالع دلوقتي من النجع وجاي على هنا فاقعدي مع مامي لغاية ما اجي... تضايقي 
تشد عليها ناديا بقوه أحسن حاجه حتى الجو برد تعالي يا حبيبتي أدخلي جوه البطانية معايا 
تنام روتيلا في وټغرق في دفاها 
ناديا وهي تمسح على شعرها عارفه يا روتيلا أنا عايزه أوصيكي بحاجة ضروري توعديني بيها 
أيه يا مامي 
الصلاة وحجابك يا بنتي تحافظي عليهم جدا وباباكي يا روتيلا تسمعي كلامه وتاخدي بالك منه ضروري توعديني 
أوعدك يا ماما إن شاء الله 
ناديا بهمس الحمد لله كده أطمنت عليكي واطمنت على أبوكي..أنا عارفة أنك شاطره وكبيره وفاهمه كلامي أنا لو جرا ليا حاجه مش نهاية الدنيا لازم تكوني كبيره وتتصرفي صح تتصلي ببابا وتعرفيه بهدوء ومتخليش أبدا أي حد يشوفني إلا بحجابي ولو لاقتيني مغمضه عنيا بابا بس اللي تسمحيله يدخل يصحيني فاهمه يا روتيلا 
وأنا مينفعش أصحيكي 
تضحك ناديا وتمسح دموعها لا أنت ولا بابا ينفع تصحوني بس أنت صغيره و بابا علشان هو كبير وجوزي عايزاه يطمن وينيمني في المكان الصح اللي هاستريح فيه 
يعني المكان اللي بابا هايختاره هو المكان اللي هاتستريحي فيه ومعتيش تبقي تعبانه وترجعي 
ايوه يا حبيبتي وأنت ساعتها ممكن تزوريني وتتأكدي من ده بنفسك ...هاكون سعيده أوي وأنا شايفاكم كمان مبسوطين أهم حاجة متنسيش الوعد 
مش هانسى يا ماما أبدا 
صقر يمسح دموع روتيلا ويغرقها أكثر في حضنة وبعدين 
روتيلا تغمض عينيها نمت في معرفش وهي بتتكلم سمعتها بتقرأ قرأن يمكن سمعتها بتقول الشهادة مش فاكره إلا إني صقعت أوي 
ماما أنا صقعانة أوي دفيني ..ماما دفيني ....تجلس روتيلا تهز ناديا من كتفها ...ماما ..ماما 
تشهق روتيلا وتضع يدها على فمها وتنزل من السرير وتجري بسرعة تنادي الخادمة التي ما أن شاهدت ناديا شعرت بۏفاتها فبكت بشده واتصلت بالإسعاف وعندما جاءوا أراد الطبيب الدخول لها 
محدش يدخل إلا بابا 
الخادمه يا بنتي خلي الدكتور يشوفها علشان يفوقها كده انت هاتموتي أمك 
خاڤت روتيلا صحيح أنها ستكون السبب في مۏت أمها لحظة 
دخلت لأمها تتأكد من حجابها وسمحت للطبيب ومساعده أن يراها ولكنه هز رأسه بمعنى انتهى إنا لله وإنا إليه راجعون ...خرجي الطفله دي بره ..مفيش حد كبير 
روتيلا بابا جاي بعد شويه
ينظر المعالج للخادمه يعني نسيبها لغاية لما يجي ..هو جاي منين 
الخادمة تبكي من الصعيد 
أعتقدت روتيلا من كلامهم أنهم سوف يأخذوا أمها 
طيب لو سمحتوا أخرجوا بره واتكلموا 
الخادمة حاضر يا بنتي ..اتفضل يا دكتور 
بمجرد خروجهم أغلقت روتيلا الباب بالمفتاح ووذهبت جنب أمها 
ماما ما تخفيش بابا زمانه جاي هو بس اللي هايوديكي المكان اللي هاتنامي وتستريحي فية 
صقر يبعدها عنه وينظر لوجهها بمفاجأة قفلتي على نفسك معاها معقوله مش ممكن ليه 
ماما وصتني عليها مش قالت ليا لونمت محدش يدخل عليا إلا أبوكي خفت منهم ..خفت ياخدوها ..خفت يفضلوا معها لغاية لما يجي بابا وهي مكنتش تسمح أبدا بأنها تتكلم مع راجل غريب حتى الدكاتره اللي كانت بتابع معاهم لازم ستات وإلا متتعالجش 
يبتسم صقر الله يرحمها وأنا بقول أنت طلعتي كده إزاي أتاريكي شاربه من مامتك كل ده ..وبعدين حصل أيه كملي 
روتيلا قعدوا يخبطوا عليا كتير ..لكني قلت لهم مش هافتح إلا لما بابا يجي طلعت جنبها على السرير وقرأت لها قرأن كتير زي هي ما بتعمل معايا لما أكون نايمه لكن كنت بتضايق لما أبوسها أو أمسك أيدها وألاقيها ساقعه كل ما شديت عليها الغطا مبتدفاش وأنا حسيت أني فقدت الدفا بتاعها أوي لدرجة اني عيطت 
مامي دفيني ..مامي دفيني.... ثم تذهب روتيلا في النوم بجانب أمها وقت طويل.... و حلمت بأمها تأخذها في حضنها وتدفيها إلى أن استيقظت على صوت الباب يدق بقوه يكاد من يقف خلفه يريد كسره 
بابا 
يدخل راشد

لمحبوبته التي شاهدها كأول مرة يشاهدها فيها بحجابها الأبيض وهي خارجه من المدرسه مع منيرة أخته ناديا ..ناديا 
تماسك راشد عندما شاهد دموع فراشتة الصغيرة بابا ماما قالت أنت بس اللي تدخل لها 
ما شاء الله عليكي يا حبيبتي ..روتيلا خالد بره خديه يا حبيبتي وروحي خليه يلعب معاكي في أوضتك
بس أنا عايزه افضل معاكم 
اسمعي الكلام يا روح أبوكي 
تنظر روتيلا الصغيرة لأمها وتتذكر وعدها لأمها عن طاعة والدها أسفه يا بابا حاضر أوعدك أني أسمع كلامك على طول زي ما وعدت مامي 
وتخرج روتيلا لخارج الغرفه لتجد أخوها جمال الذي يأخذها بحضنه فترة يمسح على وجهها بيده عاملة أيه
كويسة يا أبيه
ينظر جمال للخادمه روتيلا اكلت 
لا أبدا
ينظر جمال بحنية لأخته تعرفي ان خالد ماكلش حاجه من الصبح ..أراد خالد الإعتراض ولكن جمال غمز له ففهم خالد ...
خالد ايوه أنا جعان تعالي أكليني وكلي معايا 
طيب تعال 
وتذهب روتيلا الصغيرة تأكل مع خالد الصغير 
ا يأخذ نفس عميق يستوعب حجم حكايتها ومعاناة الطفله الصغيرة فيها 
وبرائتها التي تسحره ويؤكد لنفسه على إنه على حق في حمايته المبالغ فيها لفراشته حبيبتي الله يرحمها ..امسحي دموعك يا رورو كفايه كده يا حبيبتي وقولي دايما إنا لله وإنا إليه راجعون 
روتيلا إنا لله وإنا إليه راجعون 
صقر بضحكه وكأنة يريد أن يدخلها بين ضلوعه ثم يبعدها وينظر لوجهها الباكي بس تعالي قوليلي طول عمرك كده عسوله ..من وأنت صغيره عاقله ولذيذه وشاطره وبتسمعي الكلام ..بس عيبه حاجه واحده يعني هو لازم تختمي الحكايه بأن خالد أكل معاكي 
تمسح روتيلا دموعها ضاحكه على غيرته هو ده اللي حصل 
تدخل العمه منيرة ومعها صينية أكل يحملها خالد قومي أنا جاي أكل معاكي 
ينظرا صقر وروتيلا لبعضهما فينفجرا في الضحك الجميل ليقفا العمه وخالد أمامهم بتساؤل وتعجب في أية !
صقر وهو يقف يدفع خالد بلطف خالد أنت أكلت معاها زمان ماشي مكنتش أنا موجود لكن دلوقتي أنا هنا فاتفضل من غير مطرود عايز أكل مع مراتي جعان 
تضحك العمة وتاخذ خالد معها بالهنا حبايبي 
تضحك روتيلا لصقر الذي جاء لسريرها وحملها إلى الأريكة حيث وضعت اصناف الطعام على طاولة أمامها كل الأكل ده يخلص فاهمه
روتيلا وهي ترفع كتفيها برفض رقيق لأ مش هاكل لوحدي 
صقر وهو يقرب من وجهها ومين قال يا فراشتي لوحدك أنا لازم أكل معاكي ...
لأني مېت من الجوع.. جدااا
.........نهاية الفصل السادس والثلاثون...........
بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم الزمر 
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما النساء
.........الفصل السابع والثلاثون............
.......لميس.......
انهاردة أول اختبار حقيقي ليا في المطبخ لوحدي سفر آنتي منيرة مخليني خاېفة جداا ..ياربي هي سابت ليا إحتياطي أكل في الثلاجة قالت لو باظت منك الطبخة طلعيها لكن أنا من غير ما أطبخ طلعتهم الأيام اللي فاتوا بس خلاص ..لازم أواجه خۏفي وأعتمد على نفسي 
الغدا خلص 
لميس وهي تخلع مريلة المطبخ أيوه يا حبيبي حالا هاحطه
يوسف تسلم أيدك هانتظر هنا لما توضبيه 
نظرت لميس ليوسف وفي نفسها ازاي أستشف الحقيقه وانت بتجاملني طيب يعني هاتعمل اية يا يوسف 
يوسف خير يا حياتي بتبصي ليا كدة ليه .. للدرجه دي معجبه
تضحك لميس وهي تبدأ في وضع وترتيب الطعام سرحانه في حاجة قالتها ليا روتيلا 
خير قالت أيه رورو.... الله يستر
لأ اطمن ..اتفضل 
محشي كوسة ..ممتاز 
تجلس لميس واضعه ساق على الأخرى عاقده ذراعيها مبتعده بظهرها قليلا عن الطاوله 
ينظر لها يوسف وهو يهم برفع الطعام إلى فمة فيجدها لا تأكل فيترك الشوكة في أيه يا لميس مبتكليش ليه 
الأكل ده من الألف للياء أنا اللي عملاه يعني مش أكل آنتي منيرة 
يوسف يتغير وجهه فجأة ثم يتدارك فيبتسم ابتسامه واسعه أيه المشكلة تسلم أيدك ..طيب كلي 
تبتسم لميس ابتسامه صفراء من بعدك حبيبي 
بسم الله الرحمن الرحيم ...ويبدأ يوسف بالأكل ..في البداية ببطئ شديد ثم أندمج مع الطعم 
فنظر للميس وتنحنح ...وشرب قليل من الماء لميس حياتي أنا من يوم ما بدأتي تتعلمي الطبخ عمري اعترضت على طعمه
لميس بقلق لأ..خير في حاجة ضايقتك
طيب ليه تكذبي وتقولي أنت اللي عملاه ..الأكل أكل عمتي منيرة 
لميس
 

تم نسخ الرابط