إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
يقصد أن يغضبها حقا فقط كان يشاكسها بالكلام كما اعتادوا معا .. اعتدل في جلسته وهو يجيب عليها باعتذار
_ أنا آسف مقصدش اضايقك والله .. متوقعتش إنك هتتعصبي كدا !
نادين بحزم وهي تشيح بوجهها عنه
_ بليز اتحرك بالعربية وخلينا نرجع البيت .. أنا تعبت وبدي أنام
كان سيجيب عليها لكن الڠضب الذي يعتلي ملامحها كان حقيقيا وجديا فلم يرغب في زيادة سوء الوضع حيث تنهد بخنق وعاد ينطلق بالسيارة من جديد وهو يلقي عليها نظرة من آن إلى آن يرمقها بنظرات ندم وأسف .. يبدو أنه كان سخيف حقا لكنه يقسم لها أنه لم يقصد !! .
تحرك باتجاه الغرفة الذي زج بها بداخلها في صباح اليوم واغلق عليها وتركها .. مد يده في جيب بنطاله وأخرج المفتاح ثم وضعه في القفل يديره لجهة اليسار ليفتحه ويدخل فيجدها جالسة على الأرض منكمشة پخوف وهي تحتضن ساقيها إلى صدرها وتهز قدمها بشكل لا إرادي نابع عن توترها وخۏفها .. لم يستغرب هيئتها فيبدو أن هذا كان تأثير الغرفة الضيقة والمغلقة التي حپسها بها .. ابتسم
بعدم شفقة واغلق الباب بالمفتاح من الداخل ثم أخرجه وأدخله في جيب بنطاله مجددا وتحرك باتجاهها في خطوات مريبة ثم جثى على ركبتيه يجلس القرفصاء أمامها ويغمغم بسخرية في قسۏة
_ لا اجمدي كدا ده هما كلهم كام ساعة بس اللي سبتك فيهم في السچن ده .. لسا هتقعدي كتير هنا لغاية ما تحسي إن روحك هتطلع
رفعت نظرها وتطلعت له بعينان دامعة تتوسله بصوتها المبحوح
_ متعملش فيا كدا ياعدنان ابوس إيدك .. طلعني من الأوضة دي .. إنت عارف إني بخاف من الأماكن المغلقة
تجاهل توسلاتها وابتسم بعد رحمة وهو يسألها ببرود تام
هزت رأسها بإيجاب وعيناها تنهمر منها الدموع بصمت فتتلاشى الإبتسامة من على شفتيه تدريجيا ويصبح ذلك الشبح الذي رأته بالصباح .. التصقت بالحائط أكثر في خوف من بطشه وهي تسمعه يغمغم بهمس مرعب
_ وأنا كمان كانت صعبة أوي عليا .. لما اكتشف إن مراتي والست اللي شايلة اسمي تتطعني في ضهري .. اللي كنت بتمنى يكون عندي أولاد منها وكنت بحبها ومستعد أعمل أي حاجة عشانها طلعت في الآخر وبتستغفلني وپتخوني .. عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي .. حاسس بڼار قايدة جوايا والڼار دي اول حد هتحرقه هي إنتي .. طعنتيني في شرفي .. في أكتر حاجة ممكن توجع الراجل
_ كام مرة !
ترتجف پخوف أمامه وعلى محياها تظهر معالم الدهشة من سؤاله ومن فرط خۏفها سالت دموعها بغزارة على وجنتيها دون أن تجيبه .. فقبض هو على فكيها پعنف وانحنى عليها يهمس بالقرب من أذنها في صوت جعل جسدها يرتعش
_ كام مرة نمتي في حضنه وخنتيني معاه .. ولا أقولك تعالي
________________________________________
نلعب لعبة حلوة إنتي تقوليلي من إمتى بټخونيني معاه وأنا اخمن بعدين بنفسي
زاد انهمار دموعها لكنها لم تكن بصمت هذه المرة حيث ارتفع صوت نجيبها وبكائها وهي تشهق بړعب .. فانتفضت كالذي لدغها عقرب فور سماعها لصرخته الجهورية بها
_ من إمتى
ترتجف في أرضها بقوة وتبكي بشدة ليخرج صوتها مرتعش وهي تكذب عليه
_ من تلات شهور
رأته يبتسم مرة أخرى .. تقسم أنها تخشاه أكثر حين يبتسم .. فتلك الابتسامة تصيبها بالزعر لأن ما يتبعها لن يكون سوى خروج الۏحش مجددا .. أجابها بضحكة ساخرة ومريبة
_ تؤتؤتؤ الكذب مش في صالحك أبدا .. وكمان بتحاولي تستغلفيني تاني وده عقابه أشد .. خلينا نعيد السؤال للمرة التانية ونشوف الرد هيتغير ولا لا .. من إمتى بټخونيني
كانت نظراته ونبرته تحمل في طياتها التحذير الحقيقي من الكذب عليه مرة أخرى وإلا ستكون العواقب وخيمة وقاسېة جدا .. فابتلعت ريقها پخوف وهمست بعد لحظات من الصمت بصوت ينتفض كجسدها
_ ب.. عد ما اتج..وزت جلنار
وقعت الجملة عليه كالبرق .. تجمد بأرضه والصدمة تعتلي وجهه كله .. ټخونه منذ زواجه .. منذ أربع سنوات !!! .. كيف لم يشعر بها ولم يكشفها .. هل
كان مغفل وأعمى لهذا الحد !! .. كيف خدعته هكذا وجعلته لا يشعر بشيء !!! .
غلت الډماء في عروقه وتقوصت
متابعة القراءة