إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
مسرعة تحاول الدفاع عن نفسها بأي حجة وهمية
_ أسمهان هي اللي أجبرتني أحاول اقنعك إنك تتجوز .. أنا مكنتش موافقة
عدنان بصوت رجولي مخيف ونظرات واثقة
_ صدقيني دي أفضل حاجة عملتها ماما
تطلعت إليه بحيرة من رده .. يبدو أن ابنة الرزاي حجزت مقعدها في المقصورة بالفعل .. انخفضت عيناها بتلقائية ليده فتراه يمسك بحافظة ورق كبيرة وبداخلها عدة أوراق .. ظلت تدقق النظر في يده بفضول واستغراب حتى رأته يفتحه ويخرج مجموعة اوراق ثم يضع يده في جيب سترته ويخرج قلم ويمد الأوراق والقلم إليها هاتفا بصوت متحشرج
_ ورق إيه ده !
عدنان بغلظة
_ تنازل عن كل حاجة كتبتها بأسمك ومن ضمنهم البيت ده
نقلت نظرها بين الورق وبينه بدهشة .. هاهي تخسر كل شيء تدريجيا ولن يتبقى لها سوى ذاتها ! .. انتفضت بزعر فور سماعها لصيحته الجهورية بها
_ يلا
أمسكت القلم بيد مرتعشة تخط به على الورق ودموعها تنهمر بصمت .. وعند انتهائها من آخر ورقة جذبهم من يدها واعادهم للحافظة مرة أخرى .. ثم أخرج ورقة أخرى ورفعها أمام ناظريه يتطلع إليها بابتسامة مريبة .. هب واقفا من مقعده واقترب منها بخطوات متريثة جعلتها تتقهقهر للخلف في ړعب .. أحست وأن قلبها سيقفز من بين اضلعها ولم تهدأ إلا عندما وجدته ينحنى عليها وهو يمد الورقة هاتفا بجفاء
فرت الډماء من وجهها وتسارعت نبضات قلبها بذهول وصلت لنهاية المطاف وحان الآن رسم نقطة النهاية اڼفجرت باكية بقوة ولأول مرة تشعر بالندم على ما اقرفته .. ليتها لم تفعل .. ليتها اختارته .. فلو فعلت لم وصلت لهذه الحالة .
وضع الورقة في يدها يأمرها بنظراته المرعبة أن تنهي
________________________________________
الأمر ففعلت ما يريده مجبرة
________________________________________
وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع جذب الورقة من يدها پعنف وكذلك القلم ليمضي هو بدوره فقد تعمد أن يخط النهاية بيده أمامها .. وبعد انتهائه ابتسم واردف ببرود
انحنى بوجهه عليها أكثر يهمس في نظرات تنبع بالكره ونبرة حادة كالسکين
_ إنتي طالق
لم تكن تتوقع أن تلك الكلمة ستضرب صدرها وتألمها بهذا الشكل .. على عكسه هو الذي كان جامدا لم يجد أي صعوبة في نطقها بل شعرت أنه تلذذ بها .
انتصب في وقفته واستدار مغادرا الغرفة لكنه قبل أن ينصرف تماما الټفت برأسه لها يغمغم في جفاء
_ مټخافيش قريب أوي هتطلعي لأني خلاص مبقتش طايق اشوف وشك
ثبتت عليه نظراتها المشوشة بسبب كثرة البكاء وتابعته وهو يرحل مختفيا عن عيناها ويصك سمعها صوت اغلاق قفل الباب بالمفتاح من الخارج .. فتعود لبكائها المرير مرة أخرى .....
تراجعت للخلف واستدارت تسير مسرعة نحو المطبخ بخطوات قوية فوصل صوت خطواتها لأذنه بسبب الحذاء الحاد الذي ترتديه حدثه قلبه بأن الخطوات تلك لها فعادة خالته لا تستيقظ مطلقا في ذلك الوقت استقام واقفا وترك الصورة مكانه على المقعد ثم اتجه إلى خارج الغرفة ومنها إلى المطبخ بعد أن وصله الصوت المنبعث منه رآها تمسك بكوب الماء وترفعه لفمها تشربه كله دفعة واحدة وتخرج زفيرا ملتهبا من بين شفتيها .. تابعها بحيرة حتى انتبهت هي له فانزلت كوب الماء تدريجيا من
فمها تحدقه بصمت وغيظ في نفس اللحظة حتى قالت بحزم
_ ليش عم تتطلع فيني هيك !
حاتم بتعجب
_ أنا عملت حاجة ضايقتك يانادين !
هزت رأسها بالنفي تشغل نفسها بسكب المزيد من الماء في الكوب متمتمة
_ لا ليش
_ امال بتبصيلي كدا ليه !!!
تجاهلت سؤاله وردت عليه بجفاء
_ بدي ارجع كاليفورنيا بكرا
ضيق عيناه باستغراب من نبرتها وطلبها الذي لم يكن كطلب أبدا بل أمر .. لكنه رغم ذلك رد عليه بخفوت في لطف
_ كلها يومين أو اكتر ونخلص الشغل اللي جينا عشانه وبعدين نرجع تاني
صاحت به پغضب مفاجيء
_ بدي ارجع وحدي ياحاتم .. إنت حابب تضل هون على راحتك تصطفل ما الي دخل فيك
رفع حاجبه بدهشة من صياحها به وڠضبها الغريب .. هي منذ أمس تتصرف بشكل مريب معه .. تجيب عليه
متابعة القراءة