إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


مامتك قاعدة هناك اهي تعالى يلا نروحلها وأنا هروح اسلم عليها كمان 
كان يتطلع لها بعدم فهم ولم يتحرك معها بإرادته بل هي التي جذبته عنوة نحو أسمهان .
لمحتهم أسمهان على مسافة قريبة يتقدمون إليها فقابلتهم بابتسامة عريضة وسعيدة وفور وصولهم اقتربت منها مهرة وعانقتها بود هاتفة 
_ عاملة إيه يا أسمهان هانم 
أسمهان بعذوبة 
_ الحمدلله
كويسة يامهرة .. اقعدي ياحبيبتي 
جلست على المقعد المجاور لها وجلس بجانبها آدم الذي كانت نظراته عالقة على زينة وهشام وهو يبتسم بسعادة .. البسمة تحتل ثغر ووجه زينة كله

وسعادتها تظهر بعيناها قبل وجهها .. ولا يمكنه إنكار أن ذلك اشعره بالراحة والسعادة فلطالما كان شعور الذنب يطارده ويلوم نفسه أن تركها وكان السبب في حزنها .. لكن ذلك كان القرار الصحيح لكيلهما .. لو كان استمر معها لإسعادها كانت النتائج ستكون سيئة عليهم هم الأثنين ولن يتمكنوا من العيش بسعادة أبدا .. لكن الآن هو متيقن أن هشام

________________________________________
هو الرجل المناسب لها وسيسعدها حقا وهي ستنسى كل ما مرت به معه .
أما هو فحبببته العنيدة التي بجواره تعنى الدنيا وما فيها بالنسبة له الآن .. سيكرث حياته وقلبه وعشقه كله لها .. لكل منا يمتلك من الحب نصيب .. ونصيبه تمثل في فتاته المميزة ...
هم بأن ينهض من على المقعد لكن مهرة قبضت على ذراعه بقوة تمنعه من الوقوف هاتفة بنظرة صارمة 
_ رايح فين !! 
آدم بتعجب وهو ينزع يده من قبضتها 
_ في إيه يامهرة هروح اسلم وابارك لزينة وهشام ! 
ردت وهي تهب بالوقوف معه 
_ هاجي معاك 
آدم برفض قاطع وهو يشير لها بالبقاء مكانها 
_ لا خليكي مكانك متجيش أنا هسلم عليهم وارجعلك 
عبس وجهها بعد رفضه وعدم رغبته في ذهابها معه .. الذي لا تفهم سببه .. وحين التفتت لأسمهان رأتها تطالعها مبتسمة بدفء كأنها تواسيها وتخبرها أن لا تحزن .
مهرة بترقب وخنق 
_هو مرضيش ياخدني ليه !! 
حاولت أسمهان التهرب من سؤالها خشية من أن تخبرها بالأمر وتتسبب في مشكلة بينهم وقالت باسمة بخفوت 
_ يمكن محبش يتعبك يامهرة متزعليش نفسك يابنتي 
مهرة بذكاء فطري ونظرة دقيقة 
_ إنتي عارفة حاجة يا أسمهان هانم 
_ لا هعرف إيه بس ياحبيبتي 
طالت نظرات مهرة المعاتبة لها وحين وجدت أسمهان نفسها محاصرة فقالت بإيجاز 
_ بصي لما يجي آدم هو هيفهمك كل حاجة أفضل 
مهرة بخنق وضيق 
_ آدم مش هيتكلم 
أسمهان بثقة تامة 
_ هيحكيلك متقلقيش أنا واثقة 
عادت تلقي بنظرها عليه لتتابعه وهو يهنيء العروسين ببشاشة ووسط متابعتها للمشهد رأت زينة تنظر لها فجأة وتبتسم بود فلم يكن منها شيء سوى تبادل الابتسامة لها أيضا ! .......
فتح عدنان باب الغرفة ودخل فوجد ابنته تجلس على الفراش وبجوارها جدها يحاول تهدأتها وهي ترفض حتى النظر إليه .. فاقترب منها بسرعة متلهفا وجلس بجوارها يضمها لصدره هاتفا 
_ هنون مالك ياحبيبتي بټعيطي ليه !
ابتعدت عنه وزمت شفتيها بحزن ترفض اقترابه منها وتهمس 
_ أنا زعلانة منك يابابي 
اتسعت عيناه بدهشة ونقل نظره بين نشأت وبدرية فرأهم يضحكون بصمت بعد جملتها وراح يصدح صوت نشأت وهو يقول نعاتبا 
_كدا يا هنا طيب مش تقولي من الأول إنك زعلانة من بابا ياجدو بدل ما إنتي سيبانا بنحاولة نكلمك وانتي مش معبرانا 
بدرية بضحكة خفية 
_ بتدلع على ببابها يا نشأت بيه .. حقها ! 
نشأت باسما بدفء وهو يقترب منها ويطلع قبلة دافئة فوق شعرها 
_ بتفكريني بأمك كانت زيك كدا عنيدة جدا ومازالت عنيدة ورقيقة وحساسة أوي زيك بظبط كدا ياهنون 
رفعت نظرها تتطلع بجدهت باهتمام عند ذكره لأمها وأنها كيف تشبهها جدا في طباعها وتناست حزنها وبكائها وفقط كانت كلها آذان صاغية له حتى وجدته يقف ويرتب على كتف عدنان ويقول ضاحكا 
_ نسيبكم بقى احنا على انفراد .. ربنا يعينك يا بابا 
ابتسم عدنان رغما عنه وتابعهم بعيناه وهم يرحلون ثم استدار برأسه تجاه صغيرته وطال 
_ طيب مش هتقوليلي أنا زعلتك في أيه في هنايا 
اكتفت بهز رأسها بالنفي دون أن تجيب أن تلتفت له .. فتسمعه يكمل بصوت عابس وحزين 
_ بس كدا أنا مش هعرف أنام النهارده خالص وهفضل أفكر وأنا زعلان ومضايق .. أنا زعلت هنايا في إيه .. وكمان مقدرش اسيبك وانتي زعلانة مني كدا يابابي ! 
مطت شفتيها للأمام بضيق ولان عنادها على أثر كلماته الحانية فردت عليه بصوت طفولي خاڤت ومبحوح 
_ إنت زعقلتي ومرضتش تخليني العب مع صحابي في فرح طنط زينة ورجعتنا البيت 
زفر بخنق من نفسه ثم تمتم معتذرا 
_ أنا آسف ياحبيبتي صدقيني مقصدش أبدا والله واوعدك مش هيتكرر تاني 
رفعت كتفيها لأعلى كإشارة على رفضها
 

تم نسخ الرابط