إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
ثم رفع يده وصافحه بقوة .
احس رائد بأنه يعتصر كفه من فرط ضغطه عليه فسحب كفه بهدوء وقد اشتدت نظراته تجاه هشام كذلك وبعد أن كانت طبيعية أصبحت مشحونة بطاقات سلبية .
اقترب وجلس بجوار زينة ثم عادوا جميعهم لتبادل أطراف الحديث بمرح معادا هشام الذي مهما حاول ابعاد عينيه عنهم لا يتمكن .. رؤيتها تجلس بجواره هكذا وتضحك معه ثم يهمس هو بأذنها بشيء فتضحك بخفة وتجيب عليه بعفويتها الساحرة .. تؤلم قلبه بشدة بل وتمزقه أربا .. ويزيد ألمه غيرته المشټعلة بصدره التي تأكله بالبطء .
بين كل آن وآن يمسح على ذقنه مصدرا تأففا ساخنا ينفث عن نيران صدره ويجاهد بالبقاء ثابتا .. لاحظ رائد نظرات هشام الڼارية لهم وبفطرتهم كرجال استطاع فهمه من نظراته المتأججة بالغيرة .. فاحتدمت عينيه ومد يده عن عمد ليمسك بكف زينة في تملك رامقا هشام بحدة وشيء من التحذير .
وفشل في تحمل رؤيته يمسك بيدها هكذا أمامه ليقول بخشونة
_ طيب عن أذنكم عشان ورايا مشوار ومش عايز أتأخر عليه
هدرت ميرفت مسرعة برفض
_لا مشوار إيه اقعد ياهشام احنا لحقنا نقعد معاك
انحرفت عيناه على رائد يرمقه شزرا قبل أن يجيب بطبيعية متصنعة
_ معلش يامرات خالي مرة تاني
ثم تابع يوجه حديثه لأمه
_ شوية كدا وهعدي أخدكم
هزت رأسها بالإيجاب في نظرات مشفقة على ابنها المسكين وعندما استدار وغادر همت ميرفت بأن تلحق به فأوقفتها أمه هامسة بابتسامة منطفئة
لم تفهم ميرفت ما تقصده أمه لكنها هدأت وبقت بمقعدها كما طلبت منها.. بينما زينة فهمت بالوقوف لتلحق به قبل أن يغادر تماما لكن يد رائد منعتها هامسا لها بحزم
_ رايحة فين !
سحبت يدها ببطء من يده وغمغمت بجدية تامة لا تقبل النقاش
_ لحظة يا رائد وراجعة
ثم أسرعت مهرولة نحو الباب وفتحته لتخرج إلى درج البناية وتراه قد وصل للطابق الذي اسفلهم فصاحت عليه حتى توقفه
_ هشام استنى
توقف ورفع رأسه لأعلى يتطلع لها وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب
هشام بجمود مشاعر
_ مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم
_ مالك ياهشام !!!
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة
_ مليش قولتلك .. اطلعي لخطيبك يلا
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد .. بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق ! .
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج .. فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي
جلنار بابتسامة دافئة
_ ماشي ياحبيبتي روحي
نزلت الصغيرة من فوق الأريكة وهرولت راكضة داخل المنزل حتى تشرب كما قالت لوالدتها وبتلك الأثناء انتبهت جلنار على أثر صوت الخطوات التي تقترب منها فدارت برأسها للجانب لترى أسمهان تسير نحوها بتعجرف وقوة كعادتها .. فتبتسم وتستقيم واقفة تستقبلها بصوتها العذب المحمل بلهجة السخرية
_ أهلا يا أسمهان هانم .. ياترى إيه سبب الزيارة المرة دي !!!
أسمهان بقرف
_ ده بيت ابني ووقت ما أحب هاجي يابنت نشأت مش هتمنعيني اجي ازور ابني وأشوف حفيدتي
ضحكت جلنار بتهكم على آخر كلماتها قبل أن تميل عليها وتهتف في قوة جديدة عليها
_ لعلمك أنا
________________________________________
سبت بنتي تفضل معاكي من يومين بمزاجي عشان أبوها ميشكش في سبب رفضي بس لكن أنا عمري ما آمن إن اسيب بنتي معاكي أبدا
أسمهان بعصبية
_ الزمي حدودك ومتنسيش إن دي حفيدتي
_ حفيدتك اللي حاولتي تقتلي أمها وتقتليها وهي لسا في بطني
التهبت نظرات أسمهان بغل وحقد عارم قبل أن تبتسم فجأة بشكل مريب وتغمغم في خبث وأعين تلمع بوميض شيطاني
_ زي ما أنا عندي أسراري اللي مخبياها عن ابني إنتي كمان عندك وميعرفش عنها حاجة
التزمت جلنار الصمت لبرهة من الوقت تحاول فهم ما ترمي إليه حتى أدركت مقصدها فاتسعت عيناها بدهشة ثم رمقتها باشمئزاز وهدرت
_ إنتي ست بشعة ومش طبيعية .. حقيقي أنا بشفق عليكي
أظلمت عيني أسمهان بنقم وغيظ لترفع كفها في الهواء تهم بصفعها لكن صيحة ابنها الغاضبة من الخلف جعلت يدها تتعلق بالهواء في صدمة
_ ماما !!!! ............
.............. نهاية الفصل ...............
_
متابعة القراءة