إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
دي أول غلطة ليك والغلطة التانية هتكون بحساب عسير
هو حامد رأسه بالموافقة بينما عدنان فاستدار وعاد للداخل حيث زوجته وابنته متوعدا لجلنار بعد أن تتحسن حالتها بسبب إهمالها في صحتها .
تمسك بهاتفها وتعبث به فقط دون أن تفعل أي شيء مفيد .. ملازمة غرفتها وفراشها منذ أيام ولا تخرج منها إلا قليلا وبدأت والدتها تستاء من وضعها وحاولت أكثر من مرة فهم حالتها المزاجية والتحدث معها لكن الرد لا يتغير بكل مرة أريد فقط البقاء بمفردي لبعض الوقت .. ماسبب عزلتها المفاجئة أو حتى مزاجيتها الغريبة لا تعرف لكنها تشعر أن ابنتها ليست بخير .
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها
________________________________________
لكن يكفي إهدارها لمشاعرها وروحها ولن يكون هناك أيضا إهدار لكرامتها .
بينما هي تعبث في الهاتف على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ظهرت صورته أمامها .. صورة التقطها بالمعرض بعدما انتهت جميع التجهيزات والافتتاح سيكون بعد غد كما تعرف .
توقفت للحظة تحدق بصورته تتفرس ملامحه الوسيمة .. ابتسامته الجذابة التي تزين ثغره لم تشعر بنفسها سوى وهي تتأمل في صورته هكذا حتى وجدت أصبعها يضغط على ملفه الشخصي وتقلب في ملفه تشاهد صوره الأخيرة .
________________________________________
فأدركت ما تفعله بهذه اللحظة وأسرعت في إغلاق صوره وملفه الشخصي وتصنعت تصفحها لآخر الأخبار التي تظهر تلقائيا في صفحة الفيس بوك .
اقتربت ميرفت منها وجلست بجوارها على الفراش وهتفت بنفاذ صبر
_ وبعدين يازينة .. هتفضلي حابسة نفسك في الأوضة كدا كتير
زينة ببساطة
_ لا ياماما .. ثم أولا أنا مش حابسة نفسي أنا بس حابة
اخد فترة استجمام مع نفسي بعيد عن الناس
ميرفت بعصبية
_ وأنا من الناس دي بقى ولا إيه !!
_ لا طبعا وهو أنا اقدر أصلا .. ما أنا قاعدة معاكي أهو ياماما
_ قاعدة معايا فين .. ده أنا مش بشوفك في البيت غير كام مرة في اليوم طول الوقت حابسة نفسك في الأوضة
_ خلاص أنا آسفة وعد إني مش هقعد وحدي في الأوضة تاني .. حلو كدا
تنهدت ميرفت بارتياح بسيط ثم قالت برضا
_ أهاا حلو .. هتحضري افتتاح معرض آدم بكرا ولا كمان حابة تستجمي !
عاد العبوس يظهر على محياها وقالت بصرامة
_ لا مش هحضر .. مش قادرة ومليش نفس الصراحة ابقى اعتذريله نيابة عني هو وخالتو
_ اعتذرله نيابة عنك ! .. ياسلام وده من إمتى بقى ده إنتي كنتي معاه في كل التجهيزات وكنتي متحمسة أوي ليوم الافتتاح
_ مش عارفة ياماما مليش مزاج احضر .. اعملي زي ما بقولك بس عشان خاطري
اطالت ميرفت النظر في ابنتها للحظات بشك وبلؤم ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة مصطنعة
_ اممممم .. طيب قوليلي بقى إيه اللي حصل
قهقهت وقالت ضاحكة
_ ياماما يا لئيمة .. مفيش حاجة صدقيني أنا زي ما قولتلك عندي حالة مزاجية اليومين دول ومش عايزة اروح أي مكان
أصدرت ميرفت زفيرا حارا بعدم حيلة وقالت في نظرات حانية ومهتمة
_ طيب ياحبيبتي خلاص مش هضغط عليكي .. بس متأكدة إن مفيش حاجة
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بصفاء ثم انحنت معانقة والدتها في ثبات مزيف تتصنعه بصعوبة أمامها .. ابتعدت بعد لحظات عنها فتوقفت ميرفت وقالت بضيق على حالة ابنتها فكل ما قالته لم تصدقه واحساسها يخبرها بأن هناك شيء آخر تخفيه عنها
_ طيب يلا تعالي ورايا عشان نتعشى مع بعض
_ حاضر
استدارت ميرفت وسارت باتجاه باب الغرفة وانصرفت فتنهدت زينة الصعداء بأسى ومسحت على وجهها بحنق ثم نزلت من الفراش واتجهت خلف أمها.
يجلس على مقعد أمام فراشها ويحدقها بعيناه الثاقبة بينما هي فتجلس على الفراش وتستند على ظهره وتتعمد مفادة نظراته المشټعلة .
رحل الطبيب منذ دقائق قليلة وقد املى عليها تعليمات صارمة وجادة حول عدم أكلها لفاكهة الموز مرة أخرى .. وأوضح لها أن كل مرة ستكون الأعراض اقوى وأشد امتثلت لتعليماته وسط محاولاتها لتفادي نظرات زوجها القاټلة .
أخيرا خرج صوته قاټلا الصمت المهيمن على الوضع بينهم بعدما تركتهم هنا وذهبت لفراشها حتى تنام
_ أنا ماسك نفسي منك بالعافية ياجلنار
هتفت بانفعال غير مقصود بسبب الأجواء المشحونة بالتوتر من نظراته
_ خلاص ياعدنان قولتلك آخر مرة ومش هاكله تاني متفضلش تبصلي بنظراتك دي
اتسعت عيناه ببعض الدهشة من أنفعالها الغير مناسب لوضعها أبدا
متابعة القراءة