إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
بغيظ
_ نجيبها وماله .. عشان مكنتش هعرف المسک مش نقضى ليلة رومانسية .. دي بتعشق هدم لحظاتي معاكي
ابتسمت في نومها رغما عنها بعد عباراته لكنها ردت عليه بخمول ورفض
_ سيبني بقى ياعدنان عايزة أنام والله
عدنان بتعجب
_ إيه الكسل ده !! .. من إمتى وإنتي بتحبي النوم والكسل كدا .. ولا ده من أثر الحمل !
لم نجيبه وغاصت في نومها من جديد لكنه بدد عليها راحتها في النوم وراح يتنقل بشفتيه على وجهها كله متعمدا ازعاجها حتى تستيقظ .. لتصيح به بنفاذ صبر بعد أن فتحت عيناها
_اووووف ياعدنان .. خلاص صحيت
_ أجمل رمانة تفتح عيناها في الصباح عشان تنور يومي كله
أخفت ابتسامتها بصعوبة وردت بعبوس وهي تهب جالسة
_ لا متحاولش تثبتني !
التصق بها وراح يقبل كتفها وظهرها هاتفا بخبث
_ طب وكدا !!
ضحكت رغما عنها بخجل وحب ثم التفتت برأسها له ولثمت جانب ثغره برقة هامسة
_ ماشي خلاص .. أنا هقوم اخد دش عشان نلبس ونرجع البيت لهنا هانم
تابعها بنظرات ممتلئة بالرغبة والعشق وهي نتجه نحو الحمام .. وفور اختفائها عن أنظاره داخل الحمام تأفف مغلوبا وألقى برأسه فوق الوسادة يحاول كبح شوقه الذي
تحاول منذ وقت طويل الاتصال بأبيها لكن دون فائدة حتى عدنان لا يجيب على هاتفها مما صابها بالقلق والخۏف الشديد .. الوقت تأخر وليس من عادة أبيها أن يتأخر هكذا .. وحتى عدنان دائما ما يجيب على اتصالاتها فورا لكن تجاهلهم هم الأثنين لاتصالاتها لا يشعرها بالخير أبدا ! ......
غادرت غرفتها ومن غرفتها الدرج حيث الطابق الثاني ثم وصلت لباب المنزل لتفتحه وتسير طول الحديث
تقصد الحارس الذي فور وصولها له استقام واقفا بسرعة ورد بأدب
_ اؤمري ياجلنار هانم
جلنار بحيرة
_ متعرفش بابا راح فين ياعم منصور !
_ نشأت باشا وعدنان بيه كمان في المستشفى !
فغرت شفتيها وعيناها پصدمة وإحالته بعدم استيعاب
_مستشفى إيه وليه
أدرك بعد سؤالها أنها لم تكن تدري بالأمر وأنه أخطأ حين أخبرها بتلقائيته السخيفة .. فرد عليها باضطراب
_ هو إنتي مكنتيش تعرفي ياهانم !!
جلنار بانفعال وارتيعاد ملحوظ في نبرة صوتها
_ رد عليا ياعم منصور بابا وعدنان بيعملوا إيه في المستشفى !
_ الفصل الرابع والسبعون _
الأخير
السيارة تشق الطرقات بسرعة كبيرة وعيناها عالقة على زجاج السيارة تتابع الطريق بعقل شارد وعينان دامعة .. منذ أن أخبرها السائق أن والدها يخضع الآن لعملية جراحية خطېرة بالمخ وقلبها يسحق تحت الألم والړعب أفكار قاسېة ټضرب بذهنها ماذا لو فشلت العملية .. ماذا لو كان لقاء الصباح هو آخر لقاء لها مع أبيها .. ماذا يتبعه ألف سؤال في حلقة ذهنها المرتعدة ولا يسعها فعل شيء سوى البكاء بصمت لا تدري أتغصب لأنهم اخفوا حقيقة مرضه عنها حتى أنهم لم يخبروها بأمر جراحته الذي يخضع لها الآن .. أم ترتعد وتدخر ذلك الڠضب حتى تطمئن عليه وبعدها تفرغ كل تكتظ به نفسها المضطربة ! .
توقفت السيارة أخيرا بعد دقائق مرت كالسنين وهي تنتظر وصولهم للمستشفى .. التي فور وصول السيارة لها فتحت الباب واندفعت راكضة للداخل ومن فرط توترها نست أن تسأل بالاستقبال عن أي طابق وبأي غرفة عمليات موجود والدها بل راحت تجوب بالطوابق كتائه يبحث عن مستقره الوديع .
تصلبت بأرضها وعي تلهث بعدما لمحت عدنان يجلس فوق أحد المقاعد الحديدية على مسافة ليست ببعيدة من غرفة العمليات وعلامات الوجوم تحتل وجهه .. يحدق في الفراغ بصمت
استنشقت الأكسجين بصعوبة وربطت على قلبها ببأس ثم قادت خطواتها المرتجفة كأنفاسها تماما
________________________________________
نحو زوجها القابع بذلك الركن بعيدا عن الجميع ويستحوذه الصمت القاټل وقفت أمامه دون أن تتفوه بكلمة واحدة فقط صوت أنفاسها المتلاحقة هو المسموع ! .
رفع عدنان رأسه ناحيتها وغصن حاجبيه پصدمة لوجودها المفاجيء سرعان ما وثب واقفا وسمعها تسبقه وتسأل بعينان تخشى السؤال
_ بابا كويس
لم تشعر بشيء بعدها سوى بالقطرات الدافئة التي تسير فوق وجنتيها بانسيابية وصوتها الذي بدأ يرتجف وهي تتحدث
_ عدنان عشان خاطري قولي الحقيقية هو لسا في العمليات بجد
_ صدقيني لسا مطلعش والله .. وأنا واثق إن هيخرج منها سالم ومعافى ان شاء الله
أجفلت نظرها أرضا وتركت العنان لشلال دموعها في الانهمار ترغب في البدء بالعتاب والتعنيف أنه اخفي عنها مرض والدها .. لكنها ليست بوضع يسمح لها بالحديث .. كل ما
_متقلقيش
متابعة القراءة